حكم تخفيض السعر للأقارب والفقراء.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "هل يجوز أن أبيع للأقارب والأصدقاء والفقراء بسعر منخفض عمَّا أبيع به لغيرهم، أم يجب عليّ المساواة في السعرِ بين الجميع؟
وأجابت دار الإفتاء على السؤال، بأنه يجوز لكَ تمييزُ بعضِ المشترين بسعر مخفض كثيرًا أو قليلًا، أو بإعفائهم من مقابل البيع مطلقًا ومحاباتُهم بذلك لأي غرض صحيح، ومنه ما ذكرتَ مِن كونهم على علاقة مميزة بكَ كقرابة أو صداقة، أو لكونهم محاويج وأصحاب أوضاع خاصة؛ بل هذا من البِرّ والإحسان، والله تعالى يقول: ﴿مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ﴾ [التوبة: 91].
الهبة وضوابطها
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الهبة من الأمور التي رغّب فيها الشرع الحكيم؛ لما فيها من تأليف القلوب، وتوثيق الصلات، وزيادة المحبة، قال سيدنا رسول الله ﷺ: «تَهَادَوْا تَحَابُّوا». [أخرجه البيهقي].
وأضاف: وهبةُ الوالدِ لأبنائه عليها مزيدُ حثٍّ واستحبابٍ؛ إذ إنها صلةٌ وقُربة، وموردٌ للإحسان، متابعا: واتَّفَق الفقهاء علَى أنّ الإنسان مطالب بالتَّسويةِ بين أَولادهِ في الهِبات، دون مُحاباةٍ أو تفضيلٍ إلا أن يوجد مسوّغ.
وواصل: واختلفوا في حكم هذه التسوية على قولين: التسوية في الهبة بين الأولاد مستحبّة، قال به جمهور الفقهاء من الحنفية، والمشهور عند المالكيّة، والمعتمد عند الشافعية، واستدلوا بحديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما: قَالَ: انْطَلَقَ بِي أَبِي يَحْمِلُنِي إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اشهَدْ أَنِّي قَد نَحَلتُ النُّعمَانَ كَذا وكَذَا مِن مَالِي، فَقَالَ: «أَكُلَّ بَنيكَ قَد نحَلتَ مِثلَ مَا نحَلتَ النُّعمَانَ؟» قَالَ: لا، قَالَ: فَأَشهِد عَلَى هَذَا غَيْرِي، ثُمَّ قَالَ: «أَيَسُرُّكَ أَن يَكُونُوا إِلَيكَ فِي البِرِّ سَوَاءً؟» قَالَ: بلَى، قَالَ: «فَلا إِذًا». [أخرجه البخاري].
وأكمل: التسوية بين الأولاد في الهِبة واجبة، والمفاضلة حرام، وهو المشهور عند الحنابلة، والظاهريّة، واستدلوا بظاهر حديث النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنهما أيضًا، وقالوا: إن أمر النبيّ ﷺ لوالد النّعمان بالتسوية بين أولاده في الهبة يقتضي الوجوب.
وأفاد: وإجابةً على السؤال الوارد نقول: إن تفصيل الحكم في المسألة بحسب كلّ حالة هو الأليق والأضبط في بيان الحكم، والأوفق مع روح الشريعة وتعاليمها الغرّاء.
واستطرد: فإن قصدَ الوالدُ بتفضيل أحد أولاده في العطية الإضرارَ بباقي الأولاد؛ كان عليه إثم نيته، وفعله لا يجوز؛ لأنّه قصدَ الظلم والإضرار؛ وإذا كانت هناك حاجة تدعو إلى ذلك التّفضيل، فمباحٌ عند الجمهور.
وأردف: وإذا لم تكن هناك حاجة تدعو إلى التّفضيل، فمكروه عند الجمهور، وقال الحنابلة والظاهريّة بالحرمة، وإن لم تكن هناك حاجة تدعو إلى التّفضيل، ورضي بقية الأولاد عن طيب نفسٍ، لا بإكراه، ولا خوفٍ، فقد انتفت عللُ المنع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء البيع صداقة السعر الهبة
إقرأ أيضاً:
قادة العالم ينعون البابا فرانسيس نصير المهمشين والفقراء
(CNN)-- نعى العديد من قادة دول العالم، بابا الفاتيكان فرانسيس الذي توفي، الاثنين، وعبروا عن حزنهم لفقدانه، مشيدين بفترة بابويته وبدوره في الدفاع عن المهمشين والضعفاء وإيمانه بالحوار بين الأديان ودعوته للسلام.
ونعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون البابا فرانسيس، الذي توفي في يوم اثنين الفصح.
وقال ماكرون في بيان: "من بوينس آيرس إلى روما، أراد البابا فرانسيس أن تجلب الكنيسة الفرح والأمل لأشد الناس فقرا، وأن توحد الناس مع بعضهم البعض ومع الطبيعة. فليُبعث هذا الأمل بلا انقطاع بعده".
وأضاف ماكرون: "إلى جميع الكاثوليك، وإلى العالم الحزين، أبعث أنا وزوجتي أفكارنا".
وشارك البيت الأبيض منشورا تذكاريا للبابا فرانسيس الراحل، كتب فيه "ارقد بسلام" إلى جانب صور للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس وهما يلتقيان بالبابا.
والتقى ترامب خلال ولايته الأولى بفرانسيس في الفاتيكان عام 2017، بينما التقى فانس بفرانسيس لفترة وجيزة، الأحد، قبل يوم واحد فقط من وفاته.
وقال جيه دي فانس، الذي التقى البابا فرانسيس قبل ساعات من وفاته، إنه "سعيد برؤية" البابا في يوم أحد الفصح، "رغم أنه كان مريضا للغاية".
وأضاف فانس، الاثنين، في منشور على منصة "إكس": "علمت للتو بوفاة البابا فرانسيس. قلبي مع ملايين المسيحيين حول العالم الذين أحبوه".
وأضاف فانس: "كنت سعيدا برؤيته أمس، رغم أنه بدا مريضا للغاية. لكنني سأتذكره دائما بسبب عظته التي ألقاها في الأيام الأولى لجائحة كوفيد. لقد كانت عظة جميلة بالفعل".
وأجرى للبابا فرانسيس لقاء خاصا مع فانس وهو كاثوليكي متدين، الأحد. وقبل ذلك بيوم، انتقد فرانسيس سياسة إدارة ترامب بشأن الهجرة.
وأشاد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بالبابا فرانسيس في رسالة وجهها إلى الكاردينال كيفن جوزيف فاريل، كبير كرادلة الفاتيكان.
وعبّر بوتين في رسالة نشرها الكرملين، الاثنين، عن "خالص تعازيه" وأشاد بالبابا، ووصفه بأنه "خادم مخلص للعقيدة المسيحية، ورجل دين ورجل دولة حكيم، ومدافع دؤوب عن القيم السامية للإنسانية والعدالة".
كما أشار بوتين إلى دور فرانسيس في تعزيز الحوار بين الكنيستين الروسية الأرثوذكسية والكاثوليكية، وفي توطيد العلاقات بين روسيا والكرسي الرسولي.
وقال بوتين: "أتيحت لي الفرصة للتواصل مع هذا الشخص المتميز في مناسبات عديدة، وسأعتزّ دائمًا بذكراه العطرة".
وفي حديثه خلال مؤتمر صحفي، الاثنين، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن بوتين والبابا فرانسيس التقيا عدة مرات، وكان "كل منهما يكن احتراما كبيرا للآخر".
وفي الوقت نفسه، نعى العاهل البريطاني تشارلز الثالث، البابا فرانسيس، وقال إنه وزوجته الملكة كاميلا يشعران "بحزن عميق" لوفاة البابا، لكنه أعرب عن سعادته لتمكن فرانسيس من "مشاركة تهنئته بعيد الفصح"، الأحد، قبل يوم من وفاته.
وقال تشارلز، بحسب بيان صادر عن قصر باكنغهام: "سيُذكر قداسته لعطفه وحرصه على وحدة الكنيسة والتزامه المتواصل بالقضايا المشتركة لجميع أتباع الديانات، ولأصحاب النوايا الحسنة الذين يعملون لمصلحة الآخرين. وإيمانه بأن الاهتمام بالبشرية هو تعبير وجودي عن الإيمان بالله كان له صدى لدى الكثيرين في جميع أنحاء العالم".
وأضاف تشارلز أنه وكاميلا "تأثرا بشدة" لتمكنهما من زيارة فرانسيس قبل أيام قليلة من وفاته، خلال زيارة دولة قاما بها إلى إيطاليا للاحتفال بالذكرى العشرين لزواجهما.
وأشاد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر بالبابا الراحل، قائلا: "لقد اتسمت قيادته في وقت معقد وحافل بالتحديات التي مرّ بها العالم والكنيسة بالشجاعة في كثيرٍ من الأحيان، وكانت نابعة من تواضع عميق".
وأضاف ستارمر في بيان: "كان البابا فرانسيس بابا الفقراء والمضطهدين والمنسيين. كان قريبا من الواقع الهش للبشرية، والتقى بالمسيحيين حول العالم الذين يواجهون الحرب والمجاعة والاضطهاد والفقر".
وأعرب الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ عن "تعازيه الحارة للعالم المسيحي"، وأشاد بالبابا في بيان على منصة "إكس"، ووصفه بأنه "رجل ذو إيمان عميق ورحمة لا حدود لها"، والذي "رأى أهمية بالغة في تعزيز الروابط الوثيقة مع العالم اليهودي وتعزيز الحوار بين الأديان".
وقال رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز في خطاب مُتلفز إنه سيتم تنكيس جميع الأعلام على المباني الحكومية، الثلاثاء، تقديرا للبابا الراحل. وأضاف ألبانيز: "كان البابا فرانسيس، بالنسبة للكاثوليك الأستراليين، نصيرا مخلصا وأبا محبا. لقد عاش البابا فرانسيس إيمانه ورسالته بالقول والفعل. لقد كان مُلهما بحق".