بسبب الجفاف .. تقييد حركة الملاحة في قناة بنما لمدة عام
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
أعلنت هيئة قناة بنما أنها تعتزم تقييد حركة الملاحة لمدة عام كامل، بعدما بدأت منذ أسابيع فرض إجراءات؛ بسبب الجفاف الذي أدى لانخفاض مستوى المياه اللازمة لتشغيل هذا الممر الحيوي للتجارة البحرية بين المحيطين الأطلسي والهادئ.
وتعاني القناة نقصا في مياه الأمطار اللازمة لنقل السفن عبر سلسلة من البوابات الضخمة التي تعمل بمثابة مصاعد مائية تتيح رفع السفن من جانبَي الهادئ والأطلسي، إلى مستوى القناة، أو تُنزلها إلى مستوى البحر.
ومنذ 30 يوليو، عمدت هيئة القناة التي يمر عبرها ستة بالمئة من حركة التجارة البحرية العالمية، الى خفض عدد السفن التي يسمح لها بالعبور يوميا من 40 الى 32. ودفع الجفاف الذي زادته سوءا ظاهرة "إل نينيو" المناخية، إدارة القناة إلى السماح بعبور سفن لا يتجاوز عمق هيكلها تحت سطح المياه 13.11 متر.
وقالت نائبة مدير هيئة القناة إيليا إسبينو لوكالة فرانس برس مساء الخميس "حاليا، نعتزم (تمديد هذه القيود) لفترة عام، الا في حال تساقط أمطار غزيرة في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر بشكل يتيح ملء الحوض الذي يغذي القناة ويملأ البحيرتين".
وتزود بحيرتان اصطناعيتان هما ألاخويلا وغاتون، القناة بالمياه اللازمة لتشغيل بوابات التحكّم. لكن مستواهما انخفض بشكل كبير بسبب الجفاف.
وأكدت إسبينو أن هذه الفترة الزمنية ستمنح شركات الشحن مهلة "للتخطيط" بشكل أفضل لعبور سفنها عبر القناة التي تربط بين البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، وتتيح للقوارب الانتقال من الأطلسي الى الهادئ من دون الالتفاف حول أميركا الجنوبية.
وتستخدم القناة الممتدة لمسافة 80 كلم شركات شحن أبرزها من الولايات المتحدة والصين واليابان. والخميس، كانت نحو 130 سفينة تنتظر عبور الممر المائي، مقارنة بنحو 90 عادة.
وأقرت إسبينو بأن الهيئة قادرة على التعامل بسهولة مع صف انتظار من 90 سفينة... لكن 130 أو 140 تتسبب لنا بمشكلات وتأخيرات.
وفي حين كانت فترة الانتظار تمتد عادة ما بين ثلاثة وخمسة أيام، وصل معدّلها حاليا الى 11 يوما، علما بأن بعض السفن اضطرت أحيانا للانتظار 19 يوما.
ويستهلك عبور كل سفينة 200 مليون ليتر من المياه العذبة.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أشارت الهيئة المشغلة للقناة الى أن القيود الجديدة ستتسبب بتراجع الايرادات بنحو 200 مليون دولار في 2024 مقارنة مع مستواها المتوقع للعام الحالي.
وأثار الوضع قلق دول مجاورة مثل كولومبيا التي قال رئيسها جوستافو بيتور، إن القناة أغلقت بالكامل، بينما حذّر الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور من "وضع خاص".
ورد رئيس بنما لورنتينو كورتيزو بالقول "لدينا قيود في بنما كما حصل سابقا في مناسبات أخرى، لكن القول إن قناة بنما أغلقت هو غير صحيح".
يؤمن حوض القناة المائي مياهًا عذبة لأكثر من نصف سكان بنما البالغ عددهم 4.3 مليون نسمة.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
زعيم الحوثيين يتوعد الملاحة الأميركية في المنطقة
توعد زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي باستهداف السفن الحربية الأميركية في المنطقة، محذرا من أن استمرار العدوان الأميركي على اليمن سيجعل القوات الأميركية في مرمى نيران جماعته.
وفي كلمة متلفزة بثتها قناة المسيرة التابعة للجماعة، قال الحوثي إن قرار حظر الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر يأتي في إطار دعم الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن استهداف السفن الإسرائيلية يهدف إلى الضغط على تل أبيب لإنهاء حصار قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وإتهم الولايات المتحدة بالشركة في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، مشيرا إلى أن استمرار العدوان الأميركي على اليمن قد يجعل السفن الحربية الأميركية هدفا للقوات الحوثية.
وأكد أن واشنطن تسعى إلى فرض هيمنتها على المنطقة بالتعاون مع إسرائيل، معتبرا أن الموقف الأميركي يعكس انحيازا مطلقا لصالح الاحتلال.
وأشار إلى أن الحصار المفروض على قطاع غزة يمثل "إبادة جماعية" تتطلب تحركا إقليميا ودوليا عاجلا لوقفها، منتقدا غياب أي "مواقف جادة" من الدول العربية والإسلامية.
وشدد الحوثي على أن ذلك هو ما سمح لإسرائيل بزيادة وتيرة اعتداءاتها في غزة والضفة ولبنان وسوريا، معتبرا أن التخاذل الرسمي شجع الاحتلال على التمادي في سياساته القمعية.
إعلانوأكد الحوثي أن قواته مستعدة لمواجهة أي تصعيد أميركي، مشيرا إلى أن الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة ستستهدف القطع البحرية الأميركية إذا استمر العدوان.
خيارات تصعيدية إضافيةوشدد على أن الجماعة لن تقبل المحاولات الأميركية والإسرائيلية "لتركيع اليمن" أو دفعه للتراجع عن مواقفه، مضيفا أن جماعته تملك خيارات تصعيدية إضافية يمكن اللجوء إليها إذا استمرت الهجمات.
وأشار إلى أن اليمنيين يعتبرون دعم القضية الفلسطينية جزءا من التزامهم الديني والأخلاقي، موضحا أن بلاده صمدت في مواجهة الضغوط العسكرية الأميركية طوال الأشهر الماضية، وستواصل موقفها "دون تراجع".
واعتبر الحوثي أن إسرائيل وأميركا تسعيان إلى إخضاع المنطقة بالكامل لمخططاتهما، مؤكدا أن جماعته لن تقبل أي تسوية تتجاهل حقوق الفلسطينيين، وستواصل التحرك "بكل السبل الممكنة" للضغط على الاحتلال.
وشدد على أن استمرار العدوان لن يؤدي إلا إلى تعزيز القدرات العسكرية لقواته، وقال في هذا السياق إن "كل جولة عدوانية أميركية جديدة تزيدنا قوة وتصميما، ولن تنجح واشنطن في إضعافنا كما تتوهم".
واتهم الحوثي الولايات المتحدة بتصعيد الوضع في البحر الأحمر من خلال استقدام قواتها وتحويل المنطقة إلى ساحة مواجهة عسكرية، محذرا من أن استمرار واشنطن في ذلك سيؤثر سلبا على الأمن البحري الدولي.
قرار إستراتيجيكما شدد على أن "قرار منع الملاحة الإسرائيلية قرار إستراتيجي، وليس خطوة تكتيكية مؤقتة"، مشيرا إلى أن جماعته مستعدة لتوسيع عملياتها وفقًا لمجريات الأحداث.
وأمس السبت، أعلنت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي أن أميركا شنت أكثر من 40 غارة على العاصمة صنعاء وصعدة والبيضاء أسفرت في إحصائية غير نهائية عن مقتل 32 شخصا، وإصابة أكثر من 100 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
وجاء ذلك بعد أن أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوامر للقوات المسلحة الأميركية بشن "عمل عسكري حاسم وقوي" ضد الحوثيين في اليمن، متهما إياهم بشن "حملة قرصنة وعنف وإرهاب" استهدفت السفن والطائرات الأميركية والدولية.
إعلانوأتى التحرك الأميركي بعد إعلان الحوثيين مساء الثلاثاء استئناف حظر عبور السفن الإسرائيلية "بمناطق العمليات المحددة بالبحر الأحمر وبحر العرب وباب المندب وخليج عدن"، وذلك عقب انتهاء المهلة التي منحتها لتل أبيب لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وباشر الحوثيون منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر أو في أي مكان تصل إليه بصواريخ ومسيّرات، في إطار التضامن مع قطاع غزة الذي كان يتعرض لعدوان إسرائيلي غير مسبوق.
كذلك شن الحوثيون من حين إلى آخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف تل أبيب (وسط)، قابلتها ضربات إسرائيلية لمواقع قالت إنها عسكرية للجماعة اليمنية، قبل أن توقف الجماعة هجماتها مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.