مصدر يكشف للحرة تفاصيل عن قارب المهاجرين اللبناني المحتجز في ليبيا
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
أكد المحامي اللبناني المهتم بحقوق الإنسان، محمد صبلوح، لقناة "الحرة"، السبت، أن لواء طارق بن زياد التابع لـ"الجيش الوطني الليبي" قد أطلق سراح 80 شخصا من المهاجرين غير الشرعيين، مشيرا إلى أنه من المتوقع الإفراج عن الثلاثين الآخرين في قادم الساعات القليلة.
وتعيش عشرات العائلات في شمال لبنان حالة من الترقب والخوف على أفرادها وأقاربها، الذين انطلقوا في الحادي عشر من الشهر الجاري على قارب للهجرة غير الشرعية نحو إيطاليا، لكن قبل الوصول إلى الحلم الأوروبي دخلوا في مصير مجهول، ليتداول بعدها أنه جرى احتجازهم في ليبيا.
وكان المركب يقلّ بحسب ما ذكرت منظمة "هاتف الإنذار" 110 أشخاص، من بينهم 37 طفلا، وذلك بعد أن كان مقررا أن يبحر المئات على متنه، لكن مخابرات الجيش اللبناني أوقفت عددا كبيرا من الأشخاص قبل تمكّنهم من الالتحاق عبر مراكب صغيرة بالمركب الذي كان ينتظرهم في المياه الإقليمية.
وفي لقاءمع قناة الحرة، قال المحامي اللبناني، محمد صبلوح: "بعد متابعات مضنية عبر منظمات محلية ودولية وعبر منصات إعلامية تمكنا يوم أمس (الجمعة) من معرفة أن عددا من المهاجرين المحتجزين قد جرى إطلاق سراحهم مع إبقائهم على الأراضي الليبية، ونحن على وعد في الساعات المقبلة بإطلاق البقية".
وتابع: "بعد ذلك سوف نتابع مصير هولاء المهاجرين فيما إذا كانوا سوف يبقون داخل الأراضي الليبية أو يتم نقلهم إلى جهة أخرى، ولكن المعلومات المؤكدة أن عددا كبير من الذين جرى إطلاق سراحهم يوم أمس (80 شخصا من أصل 110) قد اتصلوا بعائلاتهم لبث الطمأنينية في أنفسهم، وما زلنا بانتظار الإفراج عن الباقين اليوم".
وعن ظروف من أفرج عنهم، أجاب صبلوح: "هناك عدد من الجرحى الذي أصيبوا برصاص (قراصنة ليبيين) قبل أن تعترضهم مراكب تابعة للواء طارق بن زياد، وقد جرى إعطاء كل شخص من الذين أفرج عنهم في بنغازي 10 دولارات لتأمين قوت يومهم".
وأضاف: "بحسب معلوماتنا الأولية يجري الاعتناء بالجرحى وأن الجميع يتلقى معاملة حسنة حتى الآن، ولكن ليس لدينا المزيد من التفاصيل، ونأمل بنهاية سعيدة لتلك العائلات التي شردت في الأراضي الليبية".
وفي وقت سابق، ذكرت مؤسسة بلادي لحقوق الإنسان الليبية أنها تتابع القضية، وبحسب ما قال مديرها التنفيذي، طارق لملوم، لموقع "الحرة": "تواصلنا مع منظمة (هاتف الإنذار) فأطلعتنا أن المعلومات التي حصلت عليها تؤكد احتجازهم في ميناء بنغازي وقد وعدت بإطلاق سراحهم".
وبسبب الانهيار الاقتصادي تحوّل لبنان إلى منصّة انطلاق للمهاجرين غير الشرعيين، وبعد أن كانت الغالبية العظمى منهم في السنوات الماضية من السوريين، انضم إليهم منذ عام 2020 عدد من اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين، وبعد أن كانت قبرص، هي الوجهة الرئيسية لهؤلاء بسبب قربها من شواطئ لبنان الشمالية إذ لا تستغرق الرحلة سوى بضع ساعات للوصول إليها، وكذلك اليونان التي تحتاج إلى نحو يومين لبلوغها، أصبحت إيطاليا منذ مدة هي الوجهة كونها نقطة عبور إلى أوروبا.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يزور المملكة في أول جولة خارجية منذ انتخابه
بيروت : البلاد
يصل الرئيس اللبناني جوزيف عون اليوم إلى المملكة في أول زيارة رسمية خارجية منذ انتخابه، تأكيدًا على العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين، وترسيخًا للدور الريادي الذي تلعبه المملكة في دعم استقرار لبنان وتعزيز أمنه واقتصاده.
وتأتي الزيارة استجابةً لدعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التي تلقاها الرئيس اللبناني عقب انتخابه، ما يعكس حرص القيادة السعودية على دعم لبنان ومساعدته على تجاوز تحدياته السياسية والاقتصادية، انطلاقًا من التزام المملكة بدورها الفاعل في تعزيز وحدة لبنان واستقراره.
وأكد الرئيس جوزيف عون، في تصريحاته قبل مغادرته بيروت، أن المملكة كانت ولا تزال الداعم الأول للبنان في مختلف المحطات المفصلية، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون الثنائي، وإعادة بناء العلاقات الاقتصادية والاستثمارية التي من شأنها المساهمة في إعادة إعمار لبنان وتحقيق التنمية المستدامة.
وشدّد عون على أن السعودية شريك أساسي في إنهاء الفراغ الرئاسي الذي استمر عامين، مشيرًا إلى أن المملكة لعبت دورًا محوريًا في إعادة التوازن السياسي إلى لبنان، بما يخدم مصالحه الوطنية والعربية.
كما أعرب الرئيس اللبناني عن تطلعه إلى تعزيز العلاقات الثنائية، وإزالة أي عوائق كانت تؤثر على التعاون المشترك، متمنيًا عودة الأشقاء السعوديين للاستثمار والسياحة في لبنان، الذي يعتبر وطنهم الثاني.
وتحمل زيارة عون أهمية خاصة، حيث تأتي في ظل مرحلة إعادة ترتيب المشهد السياسي اللبناني بعد سنوات من التوترات، مما يفتح الباب أمام شراكة جديدة بين البلدين.
وتُعتبر المملكة الداعم الأكبر للبنان، حيث لعبت دورًا فاعلًا عبر العقود في دعم اقتصاده واستقراره، وتمويل مشاريع البنية التحتية، ومساندة جهود إعادة الإعمار.
وفي يناير الماضي، زار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بيروت، معبرًا عن ثقة المملكة بالقيادة اللبنانية الجديدة في تنفيذ الإصلاحات الضرورية، مما يعكس استمرار الدعم السعودي للبنان ومؤسساته.
ومن المتوقع أن تتناول الزيارة مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتعزيز الشراكة في القطاعات التنموية المختلفة، بما يسهم في إخراج لبنان من أزمته الاقتصادية، كما ستبحث دور المملكة في دعم إعادة الإعمار في المناطق المتضررة، وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.
ويعوّل لبنان بشكل كبير على دعم المملكة ودول الخليج في مرحلة التعافي الاقتصادي، خاصة بعد التحديات التي واجهها خلال السنوات الماضية.