تعتبر العولمة من أهم الظواهر التي شهدها العالم في القرن الحالي، حيث أصبح العالم قرية صغيرة تتداخل فيها الثقافات والأفكار والاقتصاديات، وتتحرك البضائع والخدمات بسهولة وسرعة عبر الحدود الوطنية، وتحدث تطورات تكنولوجية وعلمية يومية تغير شكل الحياة وتؤثر على البشرية بشكل عام.
ومع ذلك، فإن العولمة لم تأتي بمجرد فوائدها وإيجابياتها، بل أحدثت صدامًا ثقافيًا بين المجتمعات العربية والغربية، حيث تم إنكار بعض القيم والتقاليد العربية والإسلامية، وتم تبني قيم ومعايير غربية بدلًا منها، مما أدى إلى تقليص هوية المجتمعات العربية والإسلامية، وتركيز الاهتمام على الجانب الاقتصادي والتجاري للعولمة فقط، بينما تم تجاهل الجانب الثقافي والاجتماعي.


وتأثرت المجتمعات العربية بشكل كبير بسبب هذا الصدام الثقافي، حيث ظهرت ظواهر اجتماعية وثقافية جديدة، مثل الاستهلاكية الزائدة والعنف والمخدرات والجرائم، وتم تحطيم بعض القيم والتقاليد الأسرية والاجتماعية التي كانت تعتبر عمودًا فقريًا للمجتمعات العربية، مما أدى إلى زيادة نسبة الطلاق وتفكك الأسرة والعنف الأسري.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن العولمة أدت إلى تفاقم الفوارق الاجتماعية بين المجتمعات العربية، حيث أصبحت الثروة تتركز في أيدي القلة القليلة ويزداد فقر وتهميش الفئات الضعيفة، وتزداد نسبة البطالة وعدد العاطلين من الأشخاص الذين يعيشون في الفقر والعوز، وتزداد الفجوة بين الأغنياء والفقراء، مما يؤدي إلى تفاقم الاضطرابات الاجتماعية والانقسامات العرقية والدينية.

وعلاوة على ذلك، فإن العولمة أيضًا أدت إلى تغييرات في الثقافة والتعليم، حيث تم تبني أساليب التعليم الغربية والتركيز على اللغة الإنجليزية على حساب اللغة العربية، وتم تغيير المناهج الدراسية لتتناسب مع الأفكار الغربية وتتجاهل الإرث الثقافي العربي، مما يؤدي إلى تقليل الاهتمام بالتراث الثقافي واللغة العربية، ويؤدي إلى نسيان الجيل الحالي للتقاليد العربية والإسلامية.
وبالتالي، فإن العولمة وصدام الثقافات أدت إلى تأثيرات سلبية على المجتمعات العربية، حيث تم تقليل الهوية العربية والإسلامية وتبني القيم الغربية، وتفاقمت الفوارق الاجتماعية وتغيرت الثقافة والتعليم، وتزايدت الانقسامات العرقية والدينية.
ولذلك، يجب على المجتمعات العربية أن تتبنى العولمة بشكل متوازن ومتناغم مع الثقافة العربية والإسلامية، وأن تؤكد على الحفاظ على الهوية الثقافية واللغة والتراث، وأن تحاول الحفاظ على القيم الأسرية والاجتماعية التي تميز المجتمعات العربية، وأن تستخدم التكنولوجيا والتطورات العلمية بشكل يحافظ على الثقافة والهوية العربية.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة المجتمعات العربیة

إقرأ أيضاً:

نحو نظرية إسلامية عالمية لبناء القيم والأخلاق والهوية

(شجرة قيمي هويتي للقيم التربوية الإسلامية- النموذج المعرفي الإسلامي المعياري العالمي للتربية القيمية)

نوع المقال

فكري استراتيجي مرجعي معياري طويل الأجل في التربية وبناء القوة البشرية والأمن القومي للمجتمعات والدول والأمة الإسلامية، والتدافع الفطري الطبيعي بين نور الله تعالى وجاهلية العولمة الغربية المتمردة على منهج الله تعالى، بل والمنكرة لوجوده عز وجل.

أهداف المقال

1- توجيه ميول العاملين في بناء الإنسان وفق المنهج الرباني الإسلامي إلى البناء التربوي العلمي الممنهج.

2- تعريف العاملين بالتربية الإسلامية بالنموذج المعرفي والمنهج الإسلامي في تخطيط وبناء القيم التربوية وبناء وتعظيم قدرات وقوة الإنسان والمجتمع المسلم.

3- تمكين العاملين بالتربية الإسلامية بالإطار العام والدليل المعرفي الاستراتيجي لتخطيط ويناء القيم.

 عناصر المقال:

- المقدمة التعريفية


1- ماهية شجرة قيم التربية الإسلامية.

2- المرتكزات العقائدية والفلسفية لنظم القيم العالمية التي تتصارع على هوية العالم.

3- أهداف ومقاصد شجرة القيم.

4- عناصر شجرة القيم.

5- منهج ووثيقة بناء شجرة القيم.

6- الدعم الفني اللازم لتطبيق شجرة القيم التربوية.

7- النتائج المتوقعة لتطبيق لشجرة القيم ومنهج قيمي هويتي الإسلامية.

لكل أمة رسالتها ومهمتها التي تحدد سبب وجودها في الحياة، ومن ثم رؤيتها وهويتها الخاصة التي تعبر عن شخصيتها ورسالتها، والتي يتم تجسيدها في نظامها القيمي وشجرة القيم التأسيسية الخاصة بها، والتي تمثل نظامها القيمي لتربية أبنائها وأجيالها المتعاقبة في مراحل العمر والتعليم الأساسي قبل الجامعة، ويترجم إلى مشروع وطني للتربية والثقافة والهوية ضمن مهام لجنة الأمن القومي المسئولة عن رسم ومتابعة خطة ثقافة وهوية الدولة، وتدفع بها إلى الوزارات الست لبناء الإنسان وفى مقد متهم وزارة التربية والتعليم، ليتطلب من وزارة التعليم اعداد الدراسات اللازمة لتخطيط القيم وصف منظومة القيم التربوية الأساسية لتربية أجيال المجتمع للصفوف الدراسية من واحد إلى اثني عشر قبل التعليم الجامعي.

في هذا السياق وبحكم تخصص مؤسسة قيمي هويتي لدراسات القيم والهوية الإسلامية، ولكونها المؤسسة الرائدة المعنية بدراسات القيم وإنتاج المعرفة المتجددة المبتكرة لعلم القيم والهوية الإسلامية، وكافة أشكال الدعم الفني (رصد وتحليل بحوث ودراسات- كتب وموسوعات- معايير ونظم للعمل في القيم والعاملين بها- أدلة ونماذج- مناهج- حقائب تدريبة ودبلومات وتدريب وتأهيل) اللازمة لتطبيقه في مجالات الحياة المختلفة وبناء وتعظيم القوة البشرية للدولة والأمة الإسلامية، ورغبة المؤسسة في خدمة وتقديم الدعم والتعاون مع وزارات التعليم وقطاع التعليم الخاص.. فقد قامت بمسح علمي وتحليلي لمعايير تخطيط وبناء القيم لأكثر الدول تقدما في تعليم القيم (اليابان- بريطانيا- سنغافورة- أمريكا).

وتحملت "قيمي هويتي" المسئولية، وبادرت بالدراسات اللازمة لتحديد مفهوم ومراحل ومعاير تخطيط القيم وصف منظومة القيم الإسلامية وفق معايير علمية وشرعية وواقعية ومستقبلية، وأعدت هذه الدراسات في ثلاث كتب مرجعية (مفهوم منظومة القيم الإسلامية- تخطيط وبناء القيم- القيم التأسيسية)، على إثرها تم اختيار وصف أول منظومة للقيم التربوية للمجتمعات العربية والإسلامية لمراحل التعليم الأساس وتجسيدها في شكل شجرة القيم الإسلامية- قيمي هويتي.

1- ماهية شجرة قيم التربية الإسلامية



1- شجرة قيمي هويتي هي الأساس والمرجع المعياري القيم على كافة عمليات تخطيط وتربية وبناء القيم في العالم، لما تمتلكه من توثيق شرعي وعلمي وعملي ونتائج تجريبية ناجحة في افريقيا واوربا وآسيا:

- "ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَٰبَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَاۜ، قَيِّمٗا لِّيُنذِرَ بَأۡسٗا شَدِيدٗا مِّن لَّدُنۡهُ وَيُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرا حَسَنٗا" (الكهف: 1-2).

- "قُلۡ إِنَّنِي هَدَىٰنِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ دِينٗا قِيَمٗا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ" (الأنعام: 161).

-"ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ" (التوبة: 36)، أي القيم على كل ما سواه.

2- شجرة القيم تنطق من نظرية ونموذج الإسلام في بناء القدرات البشرية الخاصة للمسلم.

3- شجرة القيم الإسلامية النموذج والدليل المرجعي المعياري لتربية القيم القرآنية وترجمتها للسلوك، ونمط حياة وثقافة راسخة للمجتمع وقدرات وقوة بشرية متكاملة.

4- شجرة القيم هي أول منظومة قيم إسلامية للتربية التأسيسية لمراحل التعليم قبل الجامعي، تم إعدادها بمعايير علمية وشرعية ولمواجهة تحديات الواقع وتلبية الاحتياجات التربوية للمستقبل.

5- شجرة القيم هي أول نظام قيمي يعبر عن الهوية الإسلامية الأصيلة يصلح للمجتمعات الإسلامية من كافة القوميات.

6- نظام قيمي إسلامي قرآني المصدر رباني المرجعية نقي من أي دخن.

7- شجرة قيمي هويتي النموذج المعرفي الإسلامي الخاص لتحرير التربية القيمية واستقلال وتمايز التربية والثقافة والهوية الإسلامية منهج لا إله إلا الله، لا قيم إلا قيم الله تعالى ووفق منهج ومعايير الله تعالى، تمايزا وعلوا وتحررا من نظام العولمة الكافرة بقيم ومنهج وبوجود الله تعالى.

8- شجرة القيم الإسلامية بداية ومفتاح التحرر من نظرية ونظام التعليم الغربي إلى نظرية التعليم المحمدية.

9- شجرة قيمي هويتي النموذج المعرفي الإسلامي الخاص لتربية وصناعة المسلم العالمي التفكير والطموح والقدرات، والقوة على تغيير العالم بمنهج الله تعالى رحمة للعاملين.

10- نموذج متسلسل ومتكامل البناء القيمي والمفاهيمي والسلوكي صعودا مع نمو العمر والحصيلة المعرفية والمعرفية والمهارية، واتساع المجال السلوكي للطلاب.

11- نظام قيمي سهل الفهم والتصور والحفظ كشجرة محددة الجذر والساق والفروع والثمار، ومنتظمة القيم وفق طبيعة الشجرة نفسها.

12- شجرة ونظام قيمي هويتي هما التأسيس التربوي الصحيح لوحدة الفهم والعمل والاتحاد والتعاون والاحتشاد لمسلمي العالم من كل القوميات وتنفيذا عمليا لمفهوم الأمة الإسلامية العالمية رحمة للعالمين.

شجرة القيم الإسلامية ونظام قيمي هويتي هو التطبيق والتأسيس التربوي الصحيح لمفهوم الأمة الإسلامية العالمية الواحدة، "إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء: 92) للتدافع الفطري ووقف تمدد العولمة الكافرة وحماية البشرية من ظلام جاهلية العولمة: "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة: 257).

2- المرتكزات العقائدية والفلسفية لنظم القيم العالمية التي تتصارع على هوية العالم

من سنة الله تعالى في الخلق التدافع والصراع الدائم بين الكفر والإيمان والحق والباطل والخير والشر:

- "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّة وَاحِدَة ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" (هود: 118)

- "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرا ۗ" (الحج: هود).

- "وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا" (البقرة: 217).

ويتحقق ذلك جليا في واقعنا المعاصر ومحطتنا التاريخية الحالية في صراع القيم والهوية بين القيم والهوية الإسلامية وهوية العولمة الغربية.


3- أهداف ومقاصد شجرة القيم

أ- التخطيط التربوي المنتظم المتدرج وفق للمعايير التربوية والعملية والشرعية.

ب- امتلاك نموذج تربوي موحد يحقق وحدة التأسيس والبناء التربوي الإسلامي العالمي.

ج- ترجمة النموذج المعرفي التربوي الإسلامي في صورة محددة واضحة وسهلة الحفظ والتذكر، يحدد ويبين قيم كل مرحلة عمرية وتدرجها وعلاقتها البنائية.

د- البناء الشامل المتكامل المتوازن للجوانب الستة لشخصية الطالب (العقائدي والعبادي- العقلي والثقافي- النفسي والاجتماعي- الأخلاقي والسلوكي- الوجداني- الصحي والبدني) وتعظيم قدراته السبع:


1- قدرة وقوة التفكير والامتلاك المبكر للبصيرة والحكمة.

2- قوة العلم والقدرة على انتاج المعرفة وتطبيقاتها العملية في الحياة.

3- قوة السلوك والأخلاق ونمذجة الشخصية الربانية- المتدين الصحيح.

4- قوة الفعل والقدرة على الإنجاز.

5- قوة الاتصال والقدرة على بناء علاقات واسعة وجيدة.

6- قوة الجاذبية الشخصية والقدرة على التأثير.

7- قوة الكاريزما الشخصية والحضور الفاعل.

4- عناصر شجرة القيم

شجرة قيم التربية الإسلامية الجذر والفروع والثمار تمر بثلاث مراحل بنائية تراكمية متدرجة:

أولا: القيم التأسيسية للصفوف من 1 إلى 6:

وتشمل قيم بناء العقيدة وتوحيد المنبع والمصدر والمرجعية والمعيار، وبناء الاتصال والعلاقة الدائمة القوية بالله تعالى وبالرسول الأسوة الحسنة، والعلاقة المنتظمة مع العالم المحيط وتشمل قيم: 1- حب الله تعالى، 2- حب الرسول، 3- الصدق، 4- الاحترام، 5- الخشوع، 6- العلم والمعرفة.

ثانيا قيم البناء للصفوف من 7 إلى 9:

وتشمل قيم بناء القدرات الأساسية الذهنية والنفسية والروحية والأخلاقية والتنظيمية والحياتية: 7- التفكير والتدبر، 8- الربانية، 9- الفريق، 10- الوقت، 11- الأخوة، 12- الحياء.

ثالثا: قيم الإنتاج والإبداع للصفون من 10 إلى 12

وتشمل قيم العمل والإنتاج والإنجاز والإبداع والتميز: 13- البر، 14- الطموح، 15- الكرامة، 16- العدل، 17- الإتقان، 18- المواطنة، 19- المسؤولية، 20- التعايش، 21- الرجولة (للشباب) 22- الأنوثة (للفتيات).


5- منهج ووثيقة بناء شجرة القيم

منظومة قيم التربية الإسلامية المجسدة في شجرة القيم التربوية

تعتبر نظاما قيميا تربويا مترابط العلاقات، متكامل الأدوار والمهام، لتحقيق أهداف تربوية محددة تم اختيارها وتجميعها وتنظيمها وتبوبيها وفق أربع بحوث ودراسات متخصصة قامت بها المؤسسة وأصدرتها في أربع كتب: مفهوم ونظرية القيم والأخلاق الإسلامية، منظومة القيم، القيم التأسيسية، بناء القيم التربوية.

معايير اختيار منظومة قيم شجرة التربية الإسلامية:

أولا: معايير علمية: تتعلق بالاحتياجات المفاهيمية والسلوكية والنفسية والوجدانية لكل مرحلة عمرية، حيث يتوافق فضاء التصور المعرفي، والحصيلة اللغوية المتوفرة لدى الطلاب في كل مرحلة.

ثانيا: معايير شرعية: تتعلق بالبنية العقدية والأخلاقية التأسيسية التي حددتها مقاصد القرآن الكريم في بناء الإنسان المسلم والمؤمن والتقي والمحسن.

ثالثا: معايير قيمية: تتعلق بقوة القيمة من حيث بنائها المفاهيمي والسلوكي ومكانتها في التشريع الديني.

رابعا: معايير ميدانية: تتعلق بتحديات ومشاكل الواقع السلوكية والأخلاقية وكيفية مواجهتها وتقويمها.

خامسا معايير تربوية: تتعلق بتراتبية البناء التربوي التراكمي التكاملي في نفس الطالب.

المنهج العلمي لتصميم شجرة القيم

ينطلق منهج تصميم شجرة القيم التربوية- قيمي هويتي من خمس مبادئ أساسية:

1- الأصالة والعلاقة بالوحى العظيم



 شجرة ومنهج قيمي هويتي تتخذ الوحي الإلهي العظيم القرآن الكريم معتقدا ومصدرا ومرجعا ومقصدا وواجبا ومعيارا ومؤشر وهديا في تخطيط وبناء القيم والهوية الإسلامية: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسلام دِينا" (المائدة: 3).

2- مبدأ الشمول والتكامل العلمي:

 شجرة ومنهج قيمي هويتي تلتزم الشمول العلمي في بناء المحتوى المفاهيمي والتطبيقات السلوكية لكل قيمة في بناء المفهوم التربوي والحضاري للقيمة والذي يتم بمشاركة فريق متخصص من خبراء في المجالات التالية:

أ- أستاذ الشريعة الإسلامية: يبين ماهية وغاية وأهداف القيمة، والمكانة التشريعية للقيمة.

ب- أستاذ المقاصد: يكشف المقاصد المتنوعة للقيمة والآفاق المتجددة لتطبيقاتها في حياة الفرد والمجتمع.

ج- أستاذ التربية: يحدد الأبعاد والأهداف وتطبيقات علم النفس التربوي للقيمة في المراحل العمرية للطالب.

د- أستاذ الاجتماع: يكشف مفاهيم وتطبيقات وأهداف والمآلات الاجتماعية والسياسية للقيمة.

هـ- أستاذ الإدارة: يكشف أسرار القيمة في تحسين جودة الأداء والإنجاز البشري.

و- أستاذ المنطق: يكشف فلسفة القيمة في بناء قدرات الإنسان والمجتمع.

ز- أستاذ القيم والهوية: يدير تكامل الإنتاج المعرفي والفكري السداسي ويجمعه في منطق علمي رابط.

3- مبدأ العملية


منهج قيمي يعمل على تحديد وبناء المحتوى المفاهيمي الخاص بكل قيمة في أربع مفاهيم كبرى أساسية، ثم ترجمة مفاهيم القيمة إلى اثني عشر واجبا عمليا ومهارة سلوكية قابلة للتطبيق والقياس والتقويم، وفق النموذج المعياري القرآني لمعايير المهارات السلوكية:

4- مبدأ تراكم البناء التربوي

يتكون منهج قيمي هويتي من تراكم وتكامل عضوي تربوي متدرج من بناء القيم التأسيسية ثم قيم البناء ثم قيم الإنتاج والإبداع وفق نموذج شجرة قيمي هويتي وفق معايير علمية وشرعية وعملية.

5- الدور الوظيفي للقيم في بناء قدرات الإنسان الستة وشخصيته بشكل كامل

نظرية ونموذج الإسلام في بناء وتعظيم القدرات البشرية الخاصة للمسلم

فرض الله تعالى القيم في وحيه العظيم القرآن الكريم لبناء وتعظيم القدرات الستة للإنسان والقوة البشرية للمجتمع والأمة الإسلامية، وتعزيز قدرة ومساهمة كل مسلم على الوفاء بمهمة الاستخلاف في الأرض وعمارة الحياة بمنهج الإسلام وتقنيات الحياة المتجددة.

لذلك أنزل الله تعالى القيم في القرآن الكريم وجعل لها مكانة عظمى في الإسلام، ومنحها درجات تشريع ورغب وحفز المسلمين إليها، لدورها الوظيفي في تزكية المسلم وبناء قدراته وقوته البشرية الخاصة.

أ- قدرة وقوة التفكير والحكمة.

ب- قوة العلم والقدرة على إنتاج المعرفة.

ج- قدرات السلوك وقوة الأخلاق.

د- مهارات وقدرات الفعل وقوة الإنجاز.

هـ- قدرات الاتصال وقوة التأثير والتوجيه.

و- الكاريزما الشخصية ونمذجة الشخصية الإسلامية القوية المعاصرة الجديدة.

6- الدعم الفني اللازم لتطبيق شجرة القيم التربوية (50- 20- 20- 10)

تتكون منظومة التربية القيمة من أربع عناصر أساسية لكل منها وزنها النسبي الخاص في نجاح التربية القيمية:

1- إعداد المحتوى التربوي الواجب بناؤه في نفوس الطلاب المتمثل في أدلة السلوك التربوي لشجرة القيم التربوية بواقع 22 دليل سلوك تربوي، دليل واحد لكل قيمة يتناول البناء المفاهيمي والتطبيقات السلوكية لكل قيمة، يتم إنتاجه بعد ذلك في شكل منهج تعليمي قيمي هويتي لتعليم القيم يتناول التمارين والحالات العملية والقصص والاناشيد والوسائل والأدوات التعليمية (50 في المئة).

2- إعداد وتأهيل معلمي ومعلمات القيم التربوية بالحصول على الدبلوم المهني للتربية القيمة (20 في المئة).

3- البيئة التعليمة الداعمة لتعزيز البناء القيمي لدى الطلاب والتي تحتوي على: القدوات العملية- لوائح ونظم المدرسة المنظمة لثقافة المدرسية- البيئة المكانية وتجسيدها لشجرة القيم التربوية (20 في المئة).

4- الفعاليات والأنشطة والوسائل والأدوات التعليمية لتعلم القيم وممارستها عمليا (10 في المئة).

7- النتائج المتوقعة لتطبيق لشجرة القيم ومنهج قيمي هويتي الإسلامية

إنتاج طالبة وطالب:

 أ- يفكر عالميا:

- بمنهجية علمية وحكمة وبصيرة وعقل استراتيجي كبير.

- رسالي مبتعث يمتلك أهداف وغايات عالمية لحمل رسالة الإسلام للعالمين.

- يتعلم ويفكر عالميا.

ب- يلتزم القيم الإسلامية العالمية

- يتمسك ويعتز بذاتية القرآنية المحمدية الإسلامية.

- يتخلق بقيم وأخلاق القرآن الكريم وأولها شجرة القيم الإسلامية.

- يحترم القيم والثقافات والديانات الأخرى.

ج- يعمل وفق المعايير العالمية

- يفهم ويستوعب المعايير العالمية لتخصصه.

- يتعلم ويعمل وفق المعايير العالمية للتخصص.

- يبتكر ويطور ويساهم في تطوير المعايير العالمية للتخصص

د- التعايش مع قوانين العصر

- يفهم ويستوعب قوانين العصر.

- يستجيب لتحديات العصر ويتعاطى معها بإيجابية.

- يستثمر قوانين العصر لتحقيق مقاصده الرسالية في عمارة الحياة.

هـ- الوعي الذكي بالذات

- واع بحقيقة وأشكال صراع الكفر مع الإيمان وأشكاله في حرب القيم والهوية.

- متمسك ومحافظ على قيم وهويته.

- التواصل الذكي مع الهويات العالمية والتطوير المستمر لهويته.

مقالات مشابهة

  • وزارة الثقافة تطلق مشروع توثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي في الأحساء
  • نحو نظرية إسلامية عالمية لبناء القيم والأخلاق والهوية
  • وفاة الوكيل الدائم لوزارة التربية والتعليم
  • المؤتمر العربي” يدعو الى فتح الأجواء والجبهات العربية والإسلامية أمام قوى المقاومة
  • الوكيل الدائم لوزارة التربية والتعليم يتفقد مدارس بني سويف لمتابعة انتظام الدراسة
  • مصادر للوفد: تفويض الشاعر أحمد سامى خاطر قائماً بأعمال رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي
  • رئيس التنمية الثقافية يلتقي مدير المركز الثقافي الصيني لبحث التعاون المشترك
  • وزير الثقافة ونظيره الكويتي يوقعّان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثقافي المشترك .. ويزوران معرض الرياض الدولي للكتاب
  • الوزير أحمد هَنو: الأعلى للثقافة حجر الزاوية في تطوير منظومة العمل الثقافي
  • تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تنظم المؤتمر الثالث عن تاريخ الملك عبد العزيز بعنوان “القيم الحضارية في مرحلة الوحدة والبناء”، يناير المقبل