جيش النيجر في حالة استنفار.. وصدام عسكري يلوح في الأفق
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
تشهد النيجر توترات كبيرة منذ تنفيذ الانقلاب واعتقال الرئيس محمد بازوم، وسط تهديد الإيكواس بالتدخل العسكري، وفي آخر التطورات، أعلنت هيئة الأركان في النيجر، اليوم السبت، وضع الجيش في حالة استنفار قصوى.
باحث سياسي: النيجر في حالة ترقب لحرب متوقعة جيش النيجر يضع قواته في حالة تأهب قصوىونشر الجيش النيجيري، وحدات تابعة له في شوارع العاصمة نيامي، كما شوهد تعزيز أمني حول المقار الرسمية وذات الطبيعة السيادية.
يتزامن ذلك مع استمرار فرنسا في رفض سحب سفيرها، الذي اعتبره المجلس العسكري الحاكم، شخصا غير مرغوب فيه، وأمهلته وزارة الخارجية النيجرية 48 ساعة لمغادرة البلاد.
وينتظر أن يشهد الميدان الرئيسي في نيامي مظاهرة جديدة دعا إليها أنصار المجلس العسكري لتأكيد رفضهم استمرار الوجود الفرنسي في بلدهم، وتحدي التهديدات بالتدخل العسكري التي أطلقتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس".
ويلوح في الأفق شبح الصدام العسكري بين قادة الانقلاب في النيجر و"إيكواس"، مع فشل المحاولات الدبلوماسية الحالية في الوصول إلى حل وسط حتى الآن.
وفي بيان ثلاثي للنيجر ومالي وبوركينا فاسو، قالت نيامي إنها سمحت للقوات المسلحة في باماكو وواغادوغو بالتدخل على أراضيها في حالة وقوع هجوم.
ويعد هذا البيان مؤشرا محتملا على أن المجلس العسكري في النيجر يعتزم مواصلة مقاومة الضغوط الإقليمية للتخلي عن السلطة.
وتعداد جيش النيجر أقل من 20 ألف عسكري، 6 آلاف منهم يشكلون القوات الأكثر قدرة على القتال.
ويعاني جيش النيجر من نقص كبير في العربات القتالية المدرعة، بالإضافة إلى نقص في القوات الجوية التي لا يزيد عدد طائراتها عن 20 طائرة أغلبها قديم.
ويصنف جيش بوركينا فاسو في المرتبة رقم 121 في العالم، ويحتل المرتبة الـ26 إفريقيا والخامس بين جيوش التكتل.
أما جيش مالي ففي المرتبة الثالثة بين جيوش المجموعة، وفي المرتبة 110 على مستوى العالم والمرتبة 21 إفريقيا.
وفي وقت سابق، سمح قائد المجلس العسكري في النيجر الجنرال عبدالرحمن تياني، للقوات المسلحة في مالي وبوركينا فاسو بالتدخل في الأراضي النيجيرية في حالة وقوع هجوم محتمل من مجموعة "إيكواس".
وقالت وزارات خارجية النيجر ومالي وبوركينا فاسو في بيان مشترك إن الوزراء اجتمعوا في العاصمة النيجرية نيامي لبحث تعزيز التعاون في مجال الأمن والقضايا المشتركة الأخرى.
وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إكواس" وصفت الاقتراح الذي قدمه جنود النيجر المتمردين لفترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات بأنه استفزاز.
وقال مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن في المنظمة عبد الفتاح موسى، خلال مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس"، الأربعاء، إن الباب للدبلوماسية مع المجلس العسكري في النيجر لا يزال مفتوحاً، لكن الكتلة لن تشارك في محادثات مستمرة لأطول مما ينبغي لا تقود إلى أي نتيجة.
وتابع موسى: "الاعتقاد بين رؤساء الدول في إكواس وأيضاً المفوضية هو أن الانقلاب في النيجر يضاف إلى العديد من الانقلابات في المنطقة، وإذا سمحنا بذلك، فسنحصل على تأثير الدومينو في المنطقة ونحن مصممون على وقف ذلك".
وفي حين أن المحادثات المباشرة ومفاوضات القنوات الخلفية مستمرة، قال موسى إن الباب للدبلوماسية ليس مفتوحاً إلى أجل غير مسمى، مضيفا: "لن ننخرط في مساومة لوقت طويل، تستمر لأكثر مما ينبغي مع هؤلاء الضباط العسكريين.. قطعنا هذا الطريق في مالي، وبوركينا فاسو وأماكن أخرى، ونحن لا نصل إلى أي نتيجة".
جاءت تعليقات موسى بعد أيام من لقاء وفد "إكواس" مع رئيس المجلس العسكري في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني، لأول مرة منذ أن أطاح الجنود المتمردون بالرئيس محمد بازوم في يوليو.
وبعد لقاء الأسبوع الماضي، قال موسى إن الكرة الآن في ملعب المجلس العسكري.
ويتحفظ المجلس العسكري على بازوم وزوجته وابنه قيد الإقامة الجبرية. وقد طالبت إكواس بإطلاق سراح بازوم، واستعادة الوضع الدستوري.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النيجر الجيش النيجري حالة استنفار إيكواس المجلس العسکری فی النیجر وبورکینا فاسو جیش النیجر فی حالة
إقرأ أيضاً:
صراعات الساحل الإفريقي.. الهجوم الأوكراني على كورسك أسهم في تهدئة الأوضاع ببوركينا فاسو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد منطقة الساحل الإفريقي، وتحديداً في بوركينا فاسو ومالي والنيجر، تصاعداً في التوترات نتيجة للأزمات الأمنية المتفاقمة والهجمات المتكررة من قبل الجماعات المسلحة.
ومع صعود الأنظمة العسكرية في هذه البلدان، زادت معاناة المدنيين، لاسيما من مجتمع الفولاني، الذي يعاني من عمليات استهداف ممنهجة من قبل القوات الحكومية والميليشيات المحلية.
وفي ظل تصاعد هذه الانتهاكات، تبرز الجماعات المتشددة كعنصر رئيسي في الصراع، مما يعزز الانقسام الاجتماعي ويؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية.
وكان قد أسفر هجوم وقع في منتصف أغسطس على مجتمع الفولاني في وسط مالي عن مقتل 23 شخصاً وفقدان 300 آخرين.
فقد شن مهاجمون مجهولون هجوماً على قرية ساران، ثم توجهوا إلى قرية بيدي التي يقطنها الفولانيون، إلا أن السكان كانوا قد فروا قبل وصولهم.
ويعد الفولانيون من أكبر الطوائف العرقية في منطقة الساحل، حيث يقدر عددهم بنحو 30 مليون نسمة، ويتوزعون من السنغال غرباً إلى السودان شرقاً.
ويعاني هذا المجتمع بشكل مستمر من الهجمات التي تستهدفه، سواء من قبل طوائف عرقية أخرى بسبب النزاعات على الأراضي، أو من قبل قوات الأمن الحكومية والميليشيات المحلية، بل وحتى المرتزقة الروس الذين يدعمون الأنظمة العسكرية في بوركينا فاسو ومالي والنيجر.
وما يزال العديد من الفولانيين يعيشون وفق أسلوب حياة شبه بدوي، متمسكين بتقاليد الرعي والتنقل بحثاً عن المراعي على مسافات طويلة.
وقد نشبت صراعات متكررة بين رعاة الفولاني والمجتمعات الزراعية المجاورة، مما يزيد من مشاعر الكراهية والعنف في المنطقة.
ارتباطهم بالارهابويرتبط الفولانيون ببعض الجماعات الإرهابية، حيث أسس أحد رجال الدين منهم جبهة تحرير ماسينا في مالي وجماعة أنصار الإسلام في بوركينا فاسو، فإنهم يمثلون أيضاً جزءاً مهماً من تنظيمات مثل تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، وأنصار الدين، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
وتتهم القوات المسلحة في بوركينا فاسو باستهداف الفولانيين في إطار محاولاتها للقضاء على الجماعات الإرهابية.
وفي هذا السياق، قال السيد وسيم نصر، الباحث في مركز صوفان، في تصريح لقناة "فرانس 24": "الحكومة المحلية والميليشيات تهاجم الفولانيين وتضايقهم، ونحن نعلم أن الفولانيين يتكونون من طبقات اجتماعية، حيث تعاني الطبقات الدنيا من انتقام بسبب ارتباطها بالمتشددين، بينما تبقى الطبقات العليا موالية للحكومة، و المسألة لا تقتصر على الدين فقط، بل تتعلق بالبنية الاجتماعية أيضاً".
تشابه الوضعالوضع مشابه في مالي والنيجر، حيث شهدت النيجر انقلابًا في يوليو 2023.
وخلال العام الأول لحكم الطغمة العسكرية، شهدت البلاد زيادة كبيرة في عدد القتلى المدنيين على يد الجماعات الإسلامية المسلحة، إذ أصبحت الهجمات أكثر فتكًا رغم تراجع وتيرتها.
وكشف تحليل أجراه مشروع بيانات مواقع النزاعات المسلحة أن قوات الدفاع والأمن في النيجر قتلت منذ انقلاب يوليو 2023 ثلاثة أضعاف عدد المدنيين الذين قتلوا في السنة السابقة، كما قامت باعتقالات تعسفية، خصوصًا بحق الفولانيين.
شعور بالراحةوقد يشعر الفولانيون وسائر المدنيين في بوركينا فاسو بارتياح جزئي من تهديد المرتزقة الروس، حيث أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن حوالي 100 من هؤلاء المرتزقة قد تم إرجاعهم إلى شبه جزيرة القرم بعد هجوم أوكراني على منطقة كورسك الروسية.
تجدر الإشارة إلى أن شبه جزيرة القرم هي جزء من الأراضي الأوكرانية التي ضمتها روسيا إليها.
وفي هذا السياق، قال فيكتور يرمولاييف، رئيس وحدة شبه عسكرية روسية تُدعى "ميدفدي" (أي الدببة) ولواء الدببة في الغرب، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن نحو 300 مقاتل من لواء الدببة كانوا موجودين في بوركينا فاسو قبل الهجوم الأوكراني على كورسك.
وأضاف: "بالطبع، بعضهم بقي في بوركينا فاسو، حيث لدينا قواعد وممتلكات ومعدات وذخيرة، ولن نقوم بنقل كل ذلك إلى روسيا".