سيدي الرئيس.. كيف استطعت أن تجمع رمادًا فى ليلة ظلماء وَسَط رياحٍ عاصفة؟
كتب الشاعر إدريس محمد جامع :
إن حظى كدقيقٍ فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحُفَاة يوم ريحٍ اجمعوه
كلماتٌ وصفت حَاكم مصر من بعد أحداث يناير 2011.. لن ينفع حظًا ولا عملًا لإنقاذ هذا البلد .
ولكن الذكاء هو أن تُخطِّط بعقل وقلب ناسك، فالقلوب تعقل مثل العقول "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُور".
وبداية محاولة تدمير مصر بظهور مصطلح "الفوضى الخلَّاقة"، وهو نسخة أمريكية مطوَّرة من الاستراتيجية البريطانية المعروفة بـ "فَرِّقْ تَسد".
وتكتسب هذه النظرية صفة القُدسية إذا ما تعلَّقت بمصير إسرائيل، والالتزام الأمريكى المُقدَّس نحوها، كذلك تتعلَّق بظهور المسيح المُخلِّص، الذى لن يعود إلَّا بعد أن تعم الفوضى والخراب المنطقة العربية، وهذه الأفكار يُؤمن بها السياسيون المحافظون الجدد إيمانًا راسخًا..
ومأموريتها لم تكن صعبة مع مصر؛ فلقد كانت مصر فى عهود سابقة دولة روتينية لا أحلام لها بأن تسكن صفوف العالم الأول، والأكثر من ذلك هو امتلاك الجماعة الإرهابية لجزء غير صغيرٍ من عقول المصريين، وكانت بمنزلة باب ملكى لتدمير مصر مثلما فعلت مع غيرها من الدول.
وقامت أحداث يناير 2011، وهى الشرارة الأولى لحرق البلاد، وخسرت مصر 400 مليار دولار من من جرّاء هذه الأحداث، وبدأ عهد السواد الشهير بحكم الإخوان والفاشية الدينية، وأصبح الوطن "حِفنةً من ترابٍ "- كما أرادوا وأعلنوا ..
اقتلعت مصر جماعة الإخوان من جذورها رغم التهديد بالنار التى ستحترق بها البلاد، وسكن الإرهابيون سيناء وكان "جبل الحلال" أحد مخابئهم والذى مساحته 60 كم ويقع ضمن المنطقة «ج»، التى وفقًا لبنود اتفاقية كامب ديفيد يُمنع فيها وجود أى قواتٍ للجيش المصرى فيها، وبالتحديد عُدّ وجود الدبابات مُخالفة.. كل ذلك مع حرب خارجية ودول تفرَّغت لمحاربتنا وأنفقت المليارات لسقوط مصر، وأعداء فى الداخل، وجهاز إدارى لم يتعوَّد المساعدة.
لقد كان شعبًا تخطى المائة مليون يجلس الكثير منه على المقاهى؛ ورئيس وجماعته يجلسون عشيرةً لبحث حلول مشاكلنا دون عمل أى شىء، متجاهلين أنه حتى مشاكل منازلهم ذاتها يفشلون فى حلها..
انهارت السياحة وسقطت من الحُسبان بسبب كل هذه الأحداث، ورجال الأعمال بالدولة أيقنوا أنهم لن يكونوا (جوهرة) المجتمع يأمرون فيُطاعوا، مع توقيتٍ يكسوه الظلم والظلمات بلا رحمة.
كل هذا وأكثر بكثير كان مقدمات لدولة على شفا الانهيار، أو قل مكانًا أقل ما يُقال عنه "خَرب" تسكنه الأفاعى وتستوطنه العقارب .
نعم سيدي الرئيس.. استلمت المسئولية، واستعنت باسم الله "الودود"؛ لتسكن الطمأنينة قلبك، ولم تكتفِ بأن تُنظِّف المكان فقط أو أن تزرع لتُطعم شعبك ليتحدَّث عنك القاصى والدانى، ولكنك طلبت من الذين أحبوك الوقوفَ بجوارك؛ لتزرع أشجارًا مثل الزيتون لتعيش مئات السنين ويأكل ويستفيد منها أجيال وأجيال ..
لقد شيَّدت وحوَّلت الرمال إلى ذهب، وسألك شعبك من أين تأتى بكل هذه الأموال؟، وساعدك "الودود"، وتخطيت أزمات مثل كورونا والحرب الروسية دون أن نشعر بطوفان الصدمات..
امتدحك مَنْ أحبوك ومَنْ حقدوا عليك؛ لأنهم ليس لديهم اختيارٌ فى ذَمك أو مدحك، فوقوف مصر على قدميها رغم ما عانت يفرض على مَنْ يعقلون أن يمدحوك.
وهذه هى النتيجة الآن، ولكن سيدى ألرئيس كيف جرؤت وأنتم تعلم بظروف البلد أن تقبل حُكمها مع علمى برفضك للحكم لأنك ممن يَفرونَ من الكرسى ولا تجرى عليه والشهود كثيرون على ذلك؟!!!
أُهنئكم بعيدكم أيها (الناسك) فى محراب معشوقتك مصر ..
هنيئًا لمصر بابنٍ بار مثلكم، وهنيئًا لنا بك رئيسا، وحفظك الله لشعب مصر.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
بكري: التسريبات أكدت مكانة الزعيم عبد الناصر.. ولا يمكن فهم الأحداث بعيدا عن سياقها
أكد الكاتب والإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أنه لا يمكن لأحد التشكيك في زعامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومواقفه العروبية تجاه قضايا الأمة، وذلك في تعليقه على الجدل المثار حول مكالمة مسربة منسوبة لـ«عبد الناصر» مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
وقال بكري، في تغريدة على منصة إكس: الجدل الذي أثارته تسريبات عبد الناصر وحواراته، يؤكد مكانة الزعيم الراحل، ومحاولة استغلال البعض لبعض أطروحاته بطريق خاطئ مردود عليها.
وأضاف: لقد سبق وأن نشرت هذه التسريبات في موسوعة ( ناصر 67 - هزيمة الهزيمة) من خلال 2500 صفحة منذ عام 2018، ولا يمكن فهم الأحداث بعيدا عن سياقها.
وكانت قد أكدت مكتبة الإسكندرية أنها غير مسؤولة عن أي مواد متداولة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، تخص الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بخلاف الموقع الرسمي للرئيس جمال عبد الناصر، والذي كان نتاج تعاون منذ عام 2004 بين المكتبة ومؤسسة «جمال عبد الناصر»، برئاسة الدكتورة هدي عبد الناصر.
الحفاظ على إرث الزعيم عبد الناصروأوضحت مكتبة الإسكندرية في بيان لها أمس، أنه تم إهداء المواد الرقمية الموجودة بالموقع من المؤسسة إلي مكتبة الإسكندرية، وقامت المكتبة بتنفيذ الجانب التقني للإتاحة بهدف الحفاظ على الإرث الثقافي والسياسي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وإتاحته للأجيال القادمة.
وأكدت مكتبة الإسكندرية، أن موقع الرئيس جمال عبد الناصر المنشأ من قبل مكتبة الإسكندرية ليس لديه أي صفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تخصها.
مكتبة الإسكندرية تنفي ملكيتها لصفحات التواصل المنسوبة لعبد الناصروتابع البيان: لذا فإن المكتبة تنفي مسؤوليتها عن أي محتوى تم نشره عبر قنوات التواصل الاجتماعي، وتنفي أي مزاعم تشير إلى ملكية المكتبة لهذه الصفحات، وتؤكد أنها لا تتبنى أو تروج لأي محتوى لا يتماشى مع مهمتها الأكاديمية والبحثية.
واختتم البيان: «وتلتزم مكتبة الإسكندرية بأعلى معايير المهنية في التعامل مع التاريخ السياسي، وتؤكد على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية الموثوقة».
جدل واسع بشأن المكالمة الصوتيةوكان عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، تداول محادثة صوتية منسوبة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، مما أثار جدلًا حول كيفية خروجها للنور، في ظل أنها ممتلكات من أحقية مكتبة الإسكندرية.
اقرأ أيضاًأيزنهاور وانتصار الحق: حين أنقذ موقف أمريكا حلم عبد الناصر في استعادة قناة السويس!!
«مكتبة الإسكندرية» تنفي علاقتها بالتسريب الصوتي المنسوب للرئيس جمال عبد الناصر
«نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. قاتل محترف.. كيف خطط نتنياهو وشقيقه لاغتيال الرئيس جمال عبد الناصر؟!