العودة إلى المدارس.. اشحذوا الهمم ولا تثبِّطوا
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
سالم بن نجيم البادي
كان النَّاس يأملون أن يتم تأجيل موعد بدء العام الدراسي الجديد؛ للأسباب التي يرونها منطقية ومنها موسم خريف صلالة وعدم كفاية الفترة بين دوام إدارات المدارس والمُعلمين، ودوام الطلبة؛ لأنها فترة قصيرة، لا تكفي لتهيئة المدارس لبدء العام الدراسي، لكن يبدو أنَّ الأمر قد قضي، وأن العودة إلى المدارس صارت قاب قوسين أو أدنى.
دأب بعض الناس على نشر الأحاديث والنكات ومقاطع الفيديو والصور المثبِّطة والمُحبِطة عند بداية كل عام دراسي، والتي تصوِّر العودة إلى المدارس، وكأنها "أم المصائب"! وقد يُصاحب ذلك التحريض على عدم الدوام في الأسبوع الأول، وكل ذلك يؤثر على نفسيات الطلبة، ونعلم أن بعض الطلبة لا يحبون العودة إلى المدارس ويخشون تبعات هذه العودة مثل: الاستيقاظ المُبكر للذهاب إلى المدرسة، ومذاكرة الدروس، وحل الواجبات، ورهبة الاختبارات، وصعوبة فهم بعض المواد، والدوام الطويل المرهق، وقد اعتادوا في الإجازة السهر في الليل والنوم في النهار، والسفر واللعب واللهو والترفيه والتحرر من قيود الالتزام بالدوام.
ويبقى الأمل معلقًا على وعي أولياء الأمور في تحفيز وتشجيع أبنائهم للذهاب إلى المدرسة وشحذ الهمم، وبث روح الأمل والتفاؤل في نفوسهم؛ للعودة إلى المدرسة بجد ونشاط وفرح وهمّة عالية ورغبة صادقة في طلب العلم، والتطلع إلى المستقبل المشرق.
وينبغي هنا تهيئة الظروف المناسبة للطالب للعودة للمدرسة ومساعدته في التغلب على الصعوبات والمخاوف التي يعاني منها، عوضًا عن التثبيط وزرع الإحباط وتضخيم العقبات والمنغصات.
ومن المهم جدًا التواصل الدائم والمُستمر بين ولي أمر الطالب والمدرسة للتعاون ومتابعة الطالب في المدرسة من حيث التحصيل العلمي والسلوك ومعرفة المشاكل التي قد يعاني منها في المدرسة.
وعودًا حميدًا إلى المدارس وسنة دراسية حافلة بالنجاح والتوفيق للجميع إن شاء الله تعالى.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
على هامش حادثة إيذاء طفل مدرسة الرصيفة بالحرق
كتب نادر خطاطبة
قصة مطالبة رؤوس الهرم الوظيفي في الوزارات والمؤسسات، بتحمل المسؤوليات الأدبية والاخلاقية، باتت اكثر من مملة، وشخصيا اضحت لي، حدثا رتيبا، رغم أنها حققت لي الفوز، بجائزة نقابة الصحفيين التي تحمل اسم ” الراحل الملك الحسين للإبداع الصحفي ” عن مقال عنوانه ” الاستقالة فرض ساقط في ادبيات السياسة الاردنية” تناول قضية انقطاع الكهرباء الشامل عن المملكة قبل أربع سنوات.
مسألة ايقاع العقوبات الادارية، بحق مدير المدرسة ومعلم الصف على هشاشتها، مقبولة بسياق ان ليس بالإمكان عقابا اشد مما كان، بظل النظم والتشريعات النافذة، لكن ان تطال العقوبات ( مستخدم المدرسة ) والمتعارف على مسماه الوظيفي بسنوات سابقة ” آذن المدرسة “، فالقضية لاشك مثار تندر حيال التعاطي مع قضايا جنائية وتربوية، سببها إغفال دور الرقابة، واوجه القصور في النظام التعليمي، والاختلالات المؤسسية فيه، وقدرته على توفير بيئة تعليمية آمنة للطلبة، بعيدة عن العنف باشكاله كافة .
اليوم أوقف المدعي العام مدير المدرسة ومعلم الصف، والمستخدم، والاخير لفت انتباهنا مساء امس عبر فيديو مسجل، ان وظيفته في المدرسة محصورة بالمسؤولية عن غرفة صغيرة، أشبه بمستودع للكراكيب، ومدافيء الكاز، وتعبئتها وتوزيعها على الصفوف، ورفد الصفوف بالمكانس عبر وسيط يكون أحد الطلبة، فيما تستخدم الغرفة ايضا كمتوضأ للمعلمين، مع لفته النظر – وهو بالمناسبة اب لأربعة اطفال – ان لا مسؤولية له على نهر اي طالب تجاه اي تصرف سلبي او فوضى، وانه تطوع ذات مرة بهكذا فعل، وكانت النتيجة ان سجل ولي أمر شكوى بحقه لدى الإدارة، لاعتبارات انه ( مش شغله).
مقالات ذات صلة عائلات أسرى إسرائيليين بغزة: استئناف الحرب هو قرار بإعدام أولادنا 2025/03/08المفارقه ان الحادثة التي استفزت الناس، وقعت في عهد وزير التربية الحالي، الذي شهدت وزارته قبل أربعة اعوام حادثة ابشع راح ضحيتها 22 شخصا منهم 19 طفلا، وعرفت بفاجعة البحر الميت، وانتهت باقالته ووزير السياحة انذاك، فيما الجانب القانوني شهد محاكمات جنائية، اما الجانب الاداري فتمخض عن تشكيل لجان خلصت الى ما سميت :
” مصفوفة توصيات لجان فاجعة البحر الميت” وتضمنت سلسلة من الإجراءات والخطوات التي سيتمّ اتخاذها لمعالجة الاختلالات والأخطاء، لتفادي تكرار الحوادث المدرسية من خلال التركيز على 12 محورا .. كل محور ينطح محور، ومن وقتها المصفوفة، “صفّت وطفت” في ركن ما لدى الوزراة، والجهات المعنية بصفها، وتسفيطها..
ما علينا ..
جوانب القصور تتطلب الإقرار بمسؤولية النظام التعليمي عنها، لا البحث عن اكباش فداء لتهدئة الراي العام، وإعداد المصفوفات، التي تبعثر اي جهد – ان وجد – يسعى لضبط الامور، بسياق معالجة اختلالات الواقع التربوي، والتعليمي.