مختصون يسلطون الضوء على معايير اختيار المترشح لـ"الشورى".. و"الوعي المجتمعي" أساس تشكيل مجلس يلبي تطلعات المواطنين
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
◄ الغيلاني: على المترشح أن يكون مثقفا ومطلعا على الشأن المحلي ومتطلبات التنمية الوطنية
◄ السعيدي: اختيار المترشح المناسب يعتمد على وعي الناخبين
◄ المشيخي: على الناخبة أن تثق في قدرات شقيقتها المترشحة وتؤمن بدورها المهم داخل المجلس
الرؤية- سارة العبرية
يقوم مجلس الشورى بدور رقابي وتشريعي مُهم، ولذلك تكتسب الانتخابات في كل فترة تشريعية زخمًا إعلاميًا ومجتمعيًا نظرًا لأهمية اختيار المترشح المناسب، بعيدا عن الاعتبارات الشخصية أو المجتمعية أو القبلية.
ويشدد عدد من المختصين على ضرورة أن تكون عملية اختيار المترشحين شفافة وعادلة بما يضمن التمثيل المتنوع والعادل للمواطنين لتكوين هياكل برلمانية قوية تمثل الشعب وترعى مصالحه.
ويؤكد الدكتور خالد بن حمد الغيلاني باحث في السياسات العامة والتخطيط الاستراتيجي، ضرورة توفر عدد من الصفات في المترشح لانتخابات مجلس الشورى، مثل الرغبة الصادقة والأكيدة للإسهام في البناء والتطوير وخدمة الوطن من خلال حضوره ومُشاركته في العملية التشريعية، والقدرة على القيام بمتطلبات العمل الوطني التشريعي من خلال مُؤهلاته العلمية والعملية وقدرته على إدارة الوقت وتنظيم عمله، بالإضافة إلى أن يكون مثقفاً وعلى اطلاع بواقع الشأن المحلي ومتطلبات التنمية الوطنية.
وحددت المادة (15) من قانون مجلس عُمان رقم 7 لسنة 2021 الشروط الواجب توافرها في من يترشح لعضوية مجلس الشورى وهي: أن يكون عُماني الجنسية بصفة أصلية، ألا يقل سنه عند فتح باب الترشيح عن ثلاثين سنة ميلادية، ألا يقل مؤهله العلمي عن دبلوم التعليم العام، ألا يكون قد سبق الحكم عليه نهائيًا بعقوبة جنائية أو في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة ولو رد إليه اعتباره، وأن يكون مقيدا في السجل الانتخابي في الولاية المترشح عنها، ألا يكون منتسبًا إلى جهة أمنية أو عسكرية، ألا يكون محجورا عليه بحكم قضائي، ألا يكون مصابا بمرض عقلي.
كما نصت المادة (54) من قانون انتخابات أعضاء مجلس الشورى على العقوبات التي يجوز توقيعها على المترشحين المخالفين للقانون أثناء الحملات الانتخابية؛ والتي تضمنت: أن مرتكب هذا الفعل يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن (10) عشرة أيام ولا تزيد على سنة واحدة، وبغرامة لا تقل عن (1000) ألف ريال عُماني، ولا تزيد على (4000) أربعة آلاف ريال عُماني، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وكل من ارتكب عمدا أيًا من الأفعال الآتية ومن بينها مخالفة القواعد المنظمة للدعاية الانتخابية.
تقييم المترشحين
ويرى هلال بن حمد السعيدي خبير قانوني ومهتم بشؤون مجلس عُمان، أن عملية اختيار المرشح المناسب في هذه الانتخابات تعتمد على وعي الناخبين، موضحا: "يجب على الناخب الاستماع أو قراءة البرنامج الانتخابي للمترشح، وحضور التجمعات الانتخابية وسؤال المترشح عن أفكاره وماذا ينوي أن يفعل تجاه بعض القضايا التي تهم شريحة واسعة من المجتمع العُماني، وسؤال من يعرفون المترشح عن إنجازاته في مجال الخدمة المجتمعية والخبرة العلمية والعملية، والمقارنة بين جميع المترشحين بناءً على ما ذكر أعلاه واختيار من يرى فيه القدرة والكفاءة على تمثيل المجتمع".
كما يُشدد على ضرورة التزام عضو مجلس الشورى بالصلاحيات الممنوحة له واستخدامها في إطارها الصحيح وبما يحقق المصلحة العامة، والمبادرة إلى تسخير كل السُبل التي تعينه على أداء مهامه خصوصا في جانب التشريع والرقابة، مبينا: "فمثلا عليه أن ينقل هموم المجتمع للمجلس، ويعكس ذلك في صورة تشريعات أو أدوات رقابية توجه للمسؤول المعني".
من جهته، يقول الدكتور خالد الغيلاني: "الناخب يعلم جيدا قدرات كل مرشح من مرشحي ولايته، وعليه كذلك معرفة اختصاصات المجلس، لا زال هناك خلط واضح بين مجلس الشورى ودوره التشريعي والمجلس البلدي ودوره الخدمي والتنظيمي، فإن كان المترشح لعضوية المجلس يعد الناخبين بالمرافق والمنشآت وتوفير العمل وغيره مما يغازل به المترشحون جمهور الناخبين، فهذا مترشح لا يعلم حقيقة عمل مجلس الشورى وحري بالناخب الابتعاد عن مثل هؤلاء، كما لا بد أن يعلم الناخب أنَّ الصوت أمانة عظيمة وللوطن واجب عليه في حسن الاختيار والدفع بذوي الكفاءات والقدرات بعيدًا عن كل عصبية ومصلحة خاصة".
ويتابع: "العضو يمثل ولايته من خلال المشاركة الفاعلة في مشاريع القوانين وتحليلها ومعرفة مؤشراتها والناتج منها، وبالتالي كلما كان العضو فاعلا في القيام بمهام عمله في المجلس كانت النتائج واضحة، ويجب على العضو التجرد التام من التبعية لولايته فهو تحت قبة المجلس يخدم عُمان في إطار مسار تشريعي واضح، وعليه ألا يغفل هذا الهدف، وأما مشاركة أهل ولايته فهذا من باب العمل المجتمعي وليس الشوري".
ويوضح الدكتور محمد بن عوض المشيخي باحث ومختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري، أن البرنامج الانتخابي بمثابة العرض الذي يقدمه المترشح لكي يعبر عن نفسه وما يمتلكه من قدرات، ويجب أن تتاح الفرصة للمترشحين لكي يعلنوا عن هذه البرامج ويروّجوا لها من خلال الدعاية الانتخابية التي تساهم في الوصول إلى الجمهور داخل الولاية ويشير إلى أن البيانات العاجلة تعد من الأدوات الرقابية التي يستخدمها أعضاء مجلس الشورى لتسليط الضوء على قضية تهم المجتمع للبحث عن حلول لها، إذ شهدت الفترة التاسعة تقديم العديد من هذه البيانات التي سلطت الضوء على قضايا مثل الطيران العُماني وتعثر ملفات الباحثين عن العمل.
دور المرأة التشريعي
ويُبيّن الغيلاني أنَّ المرأة جزء رئيسي من المجتمع وأن حضورها داخل المجلس مهم جدا وإسهاماتها واضحة على الرغم من قلة عدد عضوات مجلس الشورى، مضيفاً: "المجتمع له خصوصيته التي تدفع في كثير من الولايات بالرجل لاعتبارات وأسباب مختلفة، لكن مع مرور الوقت ستزيد مشاركة المرأة خاصة إذا اقتنعت بها أختها الناخبة بشكل أكبر".
وفي هذا الإطار، يلفت هلال بن حمد السعيدي إلى أنَّ الأمر متروك للمجتمع لاختيار من يمثله بعيدا عن جنس المترشح، مبيناً: "على كل حال تجري موازنة نقص عدد العضوات في مجلس الشورى بالتعيين الذي يحصل من قبل الحكومة في مجلس الدولة، بحيث يتحقق نوع من التوازن بين الجنسين، والمجلسان كما يعرف الجميع يرتبط عملهما معاً في بعض الجوانب خصوصا التشريع".
ويذكر الدكتور محمد بن عوض المشيخي أن من بين أسباب قلة أعداد النساء في مجلس الشورى، الحاجة إلى مزيد من التوعية والتثقيف في وسائل الإعلام المختلفة، وأن تثق المرأة الناخبة في شقيقتها المترشحة، لافتًا إلى أن هذه المشكلة متكررة في كثير من الدول العربية والأجنبية.
مكتب لكل ولاية
واختلفت الآراء حول وجود مكتب لكل عضو بمجلس الشورى في ولايته لاستقبال المواطنين بصفة مستمرة، إذ يرى الغيلاني أنه لا توجد ضرورة لوجود مكتب لأعضاء المجلس في الولايات، لأنهم يقومون بعمل تشريعي وليس خدمي مثل المجالس البلدية، إلا أن أعضاء المجلس عليهم أن يكونوا على تواصل مستمر مع أفراد المجتمع خاصة الفئات من ذي الاحتياجات الخاصة.
أما المشيخي فيؤكد أن فكرة تخصيص مكتب للعضو في الولاية أمر جيد لأنه سيسهل عليه التعرف على متطلبات المواطنين والتواصل معهم، مضيفا: "لكن في الفترة الماضية كُشفت عورات هذه المكاتب بسبب تعطيل العمل والتأخر في الرد وحل المسائل، ومن الأفضل القيام بزيارات ميدانية بين الفترة والأخرى".
ومن وجهة نظر السعيدي، فإنَّ فكرة المكتب بالنمط التقليدي لم تعد مطروحة حاليا خصوصا مع الثورة الحاصلة في مجال الاتصالات والتواصل؛ إذ إنه يمكن التواصل مع العضو عن طريق الهاتف النقال أو الواتساب أو الإيميل أو غير ذلك من وسائل التواصل الاجتماعي، وربما يحتاج العضو لشخص آخر يُساعده في تنظيم عمليات التواصل مع الآخرين.
دور عضو مجلس الشورى
يشدد الدكتور خالد على ضرورة قيام عضو المجلس بالبحث عن جوانب القصور في القوانين وتطويرها لتكون منسجمة مع متطلبات المرحلة الراهنة، وأن يركز على دوره الرقابي والتشريعي وألا يقدم وعودا بتنفيذ الخدمات لأن هذا ليس من صميم اختصاصاته.
ويوضح الدكتور محمد أن أعضاء المجلس لديهم ما يُعرف بالبيانات العاجلة وقد استخدمت بشكل جيد في العديد من القضايا، وبالتالي يستطيع العضو أن يعقد مؤتمرا صحفيا خلال فترة الانعقاد ويتحدث في بيان عن قضية من القضايا التي تهم المواطنين.
ويقول الدكتور هلال إنه يجب أن يفرق عضو مجلس الشورى بين دوره ودور عضو المجلس البلدي، لأن قضايا المواطنين الفردية يمكن معالجتها على مستوى المجلس البلدي، أما المواضيع التي تهم شريحة أو فئة من المواطنين فهذه تخص عضو مجلس الشورى، الذي عليه من خلال الصلاحيات الممنوحة له أن يبادر بتقديم الأفكار والحلول والتشريعات التي تعين على حلحلة هذه الملفات الحساسة، ولكن عليه أن يراعي عدم استثارة الرأي العام إعلاميًا عند القيام بذلك، مثل أن يشارك في بلورة بعض الأفكار البناءة الخاصة بقانون العمل وغيرها من القوانين.
ويتابع: "على العضو أن يكون متخصصا في مجال مُعين وملما بالجوانب الأخرى، وعليه أن يسعى لمعرفة الإطار القانوني والتشريعي الذي يعمل من خلاله المجلس، وأن يبادر بالاستفسار والسؤال إذا تعذر عليه معرفة شيء ما، بحيث يتمكن من تكوين فكرة واقعية عن عمل مجلس الشورى ودوره وحدود صلاحيته وكيف يمكن استخدامها".
ويفترض الدكتور خالد أن تكون معرفة العضو واسعة ومُناسبة بالقدر الذي يمكنه من أداء دوره وأن ينال قدرا من التدريب الذي يمكنه من هذه المهارات وأن يشتغل على نفسه بالاطلاع والمتابعة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محافظون يؤكدون لـ"الرؤية" مواصلة العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتلبية تطلعات المواطنين
◄ البوسعيدي: محافظة البريمي تواصل تنفيذ المشاريع التنموية
◄ الحجري: نسعى لتحقيق التوازن في تنمية المناطق الريفية والحضرية ومواكبة متطلبات المواطنين
◄ الرواس: المواطن العماني محور مسيرة النهضة
الرؤية- ناصر العبري
يرفع عدد من أصحاب السعادة المحافظين التهاني والتبريكات لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بمناسبة العيد الوطني الـ54 المجيد، مؤكدين أن المحافظات شهدت في السنوات الأخيرة تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والخدمية لتلبية تطلعات واحتياجات المواطنين وتحقيق التنمية المستدامة ومستهدفات رؤية عمان 2040.
ويقول سعادة السيد الدكتور حمد بن أحمد البوسعيدي محافظ البريمي: "يشرفني ويسعدني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - بمناسبة العيد الوطني الـ54 المجيد، إذ يأتي نوفمبر المجيد لنستحضر معانيَه التي ارتبطت في ذاكرتهم، معبرين عن اعتزازهم بالإنجازات التي حققتها سلطنة عمان في ظل القيادة الحكيمة لجلالته -حفظه الله ورعاه-، والتي شملت كافة المجالات".
ويضيف: "محافظة البريمي جزءًا لا يتجزأ من النمو المستدام والرؤية الطموحة لسلطنة عمان، وفي إطار النهضة المتجددة التي تعيشها سلطنة عمان، تواصل محافظة البريمي مسيرتها في تنفيذ مشاريع تنموية متنوعة تسهم في تعزيز البنية الأساسية، وتطوير الخدمات المقدمة للمجتمع، ويأتي ذلك مع الحرص الدائم على تعزيز القيم الوطنية والهوية العمانية؛ إذ تعمل المحافظة تحقيق استراتيجيتها وسط متابعة مستمرة، بما يُلبي تطلعات المواطنين ويساهم في تحقيق الرؤية المستقبلية لسلطنة عمان.
وأشار سعادته إلى أن: "محافظة البريمي تبذل جهودًا حثيثة في تنفيذ مشاريع التحول الرقمي، مواكبةً لأهداف التنمية المستدامة وتعزيز كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، كما تسعى بجدية إلى تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية من خلال إطلاق مبادرات وفعاليات متنوعة مثل فعالية شتاء البريمي، الذي يجمع بين الترفيه والثقافة والترويج للتراث المحلي، مما يسهم في خلق بيئة جاذبة للاستثمار ويعزز مكانة المحافظة كوجهة متميزة على خارطة السياحة الداخلية والخارجية، كما تعمل المحاظفة على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتقديم التسهيلات للمستثمرين ورواد الأعمال لضمان تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، بالإضافة إلى ذلك يتم التركيز على تطوير البنية الأساسية الحديثة وتحسين الخدمات اللوجستية؛ لتلبية احتياجات القطاعات المختلفة، مما يسهم في جعل المحافظة مركزًا حيويًا يجذب الزوار والمستثمرين ويعزز من تنافسيتها على مستوى المحلي والخارجي".
وفي السياق، يوضح سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري محافظ الداخلية، أنه "في تاريخ الأمم سنوات تمر وعقود تنقضي ولحظات فارقة غيّرت حاضرها وصنعت مجدها وعززت من فرصها في المستقبل، وفي تاريخنا العُماني المجيد أنعم الله علينا بلحظات تاريخية خالدة، نابعة من عِظم قادة هذه البلاد المباركة وشعبها الوفي، 54 مرت على نهضة الخير والعطاء المتجدده بقيادة حكيمة من لدن صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه- وبهذه المناسبة العطِرة، يطيب لي أن أرفع أسمى آيات التَّهاني والتبريكات للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه- وللشعب العُماني بهذه المناسبة المتجدده؛ سائلاً المولى تعالى أن يُديم على بلادنا نعمة الأمن والرخاء، وأن يُحقق لها المزيد من التَّقدم والازدهار والريادة".
ويعبر سعادته عن الفخر والاعتزاز بما تحقق من رُؤى وبرامج ومبادرات أحدثت نقلةً نوعية في رحلة التَّمكين لدولة عصرية برؤيةٍ حكيمة ترتكز على طموح الوطن والمواطن وحيوية المجتمع وازدهار الاقتصاد الوطني، مضيفا: "هذه المناسبة الوطنية المجيدة تعد فرصة للوقوف على ما تم من تقدّمٍ وتطوّرٍ في شتى القطاعات التنموية في محافظة الداخلية على وجه الخصوص وسلطنة عُمان عمومًا، حيث شهدت محافظة الداخلية العديد من الإنجازات والخدمات التنموية، كما أن هذه المسيرة ماضية في طريقها انطلاقاً من الإيمان الراسخ بأنَّ عجلة التنمية الشاملة ومسيرة الخير والبناء التي تشهدها سلطنة عمان ستتواصل بخيراتها لتروي من معينها حباً خالداً لكل روح تعيش على هذه الأرض الطاهرة وتتنفس عبقها وسيخلدها التاريخ على مدى الأجيال المتعاقبة".
ويذكر محافظ الداخلية: "المحافظة تنتهج استراتيجية واضحة تحقق رؤية عمان 2040، حيث نسعى إلى تحقيق التنمية المتوازنة بين المناطق الريفية والحضرية، ومواكبة متطلبات التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي والاستدامة البيئية، واغتنام الفرص المتاحة لتعزيز القدرة التنافسية من خلال التنويع الاقتصادي والشراكة مع القطاع الخاص وإشراك المجتمع كأحد منطلقات رؤية عمان 2040، وإنشاء بنية أساسية تلبي احتياجات المواطنين، والمحافظة ماضية قدما لتنفيذ أدوات اللامركزية التي من شأنها أن تعزز الشراكة والحوكمة والتكامل بين الجهات المختلفة للاستفادة من المقومات والموارد المتاحة في المحافظة ولتحقيق التنمية المستدامة وتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمارات فيها، وتنمية مواردها، والارتقاء بالخدمات والأنشطة المحلية والبلدية فيها".
ويقول سعادة الشيخ محافظ الداخلية: "نولي اهتماما كبيرا بالقطاع السياحي وذلك لما تتميز به المحافظة من مقومات سياحية متفردة تؤهلها إلى استقطاب أفواج السياح سواء من داخل سلطنة عمان أو من خارجها، فهناك تعاون دائم مع وزارة التراث والسياحة فيما يخص القطاع السياحي ومناقشة واقع السياحة بالمحافظة، إذ إن توجه المرحلة القادمة يكمن في تهيئة وتطوير المواقع السياحية بمختلف ولايات المحافظة والتنسيق المشترك لإقامة فعاليات سياحية في المواسم الصيفية والشتوية، التي من شأنها أن تسهم في تعزيز التنمية السياحية وتطوير مقوماتها واستدامتها".
وحول دور الشباب والاستفادة من أفكارهم، يؤكد سعادته أن التشاركية نهج يعزز جهود التنمية وذلك من خلال إشراك مختلف فئات المجتمع وخاصة الشباب في التنمية المستدامة، وإتاحة الفرصة لهم في دفع عجلة التنمية والنهوض بمستقبل المحافظة، باعتبارهم الشريك الأساسي في التنمية والتطوير، حيث يمثل الشباب مستقبل المجتمع، مبينا: "نهتم بفكر الشباب وبابتكاراتهم ونحرص على إشراكهم في صنع القرارات واتخاذها، كما نحرص على إقامة جلسات حوارية سنوية يتم اختيار عناوينها بعناية بما يتماشى مع الخطط المستقبلية".
ويختتم سعادة الشيخ محافظ الداخلية حديثه قائلًا: "كلنا يقين من أن بلادنا سوف تمضي بشموخ وعزة في مسيرتها نحو الريادة والتطور، بفضل الله ثم بفضل العناية والرعاية الكريمة من لدن صاحب الجلالة السلطان المفدى –حفظه الله ورعاه-، سائلين المولى القدير أن يُديم على بلادنا أمنها ورخائها بنهضة متجددة وواثقة".
من جانبه، يقول سعادة نجيب بن علي الرواس محافظ الظاهرة: "يطل علينا يوم 18 من نوفمبر ليتجدد عيد سلطنة عُمان المجيد الذي يستذكر فيه العُمانيون إنجازات عام مضى ويسعون لتحقيق المزيد منها في أعوامهم القادمة في ظل القيادة الحكيمة لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-، لقد حققت مسيرة النهضة العُمانية خلال الـ 54 عامًا الماضية منجزات على كل الأصعدة، وكان المواطن العُماني محورها وهدفها الرئيس في كل المجالات لتمكينه من أداء دوره المنوط به بكفاءة واقتدار".
ويذكر: "تجسيدًا لحرص جلالتهِ - حفظه الله ورعاه - على تطوير وتنمية كل المحافظات تشهد محافظة الظاهرة تطورًا تنمويًّا شاملا في عهد النهضة المتجددة حيث حظيت باهتمامٍ في مختلف القطاعات في ولاياتها الثلاث عبري وينقل وضنك، وتحرص محافظة الظاهرة على توجيه كافة الإمكانات لتحقيق الأهداف الموكلة إليها بمستوى عالٍ من الكفاءة والدقة وفق موجهات رؤية "عُمان 2040"، ومواصلة المسير بمزيد من البذل والعطاء بجهود سواعدها الخيرة لتحقق الأهداف التي يطمح لها كل مواطن ومقيم ولتنعم عُماننا الحبيبة بالخير والتقدم والرفعة.واشار سعادة محافظ الظاهرة".
ويلفت الروّاس إلى أن المحافظة أعدت خطة سنوية لتنفيذ عددًا من المشروعات التنموية بحسب أولوية احتياجات كل ولاية على حدة، ويتم تمويلها من خلال الموازنة المعتمدة المخصصة للمحافظة، حيث تم خلال هذا العام 2024م التوقيع على تنفيذ عددًا من المشاريع التنموية بتنفيذ إطلالتي ينقل وضنك بمساحة (65.000 متر مربع) لكل منهما وبتكلفة إجمالية بلغت (4 ملايين ريال عماني)، ومشروع مركز العلوم والابتكار بولاية عبري بقيمة إجمالية تصل إلى (1.5 مليون ريال عماني) بتمويل مشترك مع شركتي أوكيو للمصافي والصناعات البترولية وتنمية نفط عُمان، واتفاقية شراكة مع الشركة العمانية للأبراج لتصميم وتنفيذ أبراج اتصالات مزخرفة، ورصف عددًا من الطرق الداخلية بتكلفة تتجاوز (7 ملايين ريال عماني) موزعة على كل من ولاية عبري (60 كم) وولاية ينقل (25 كم) وولاية ضنك (25 كم)، بالإضافة إلى مشاريع صيانة الطرق الداخلية المتضررة بالحالة المدارية (منخفض المطير) بولايات المحافظة بتكلفة أكثر من (2.7 مليون ريال عماني) ، كما تعمل المحافظة على تعزيز التحول الرقمي والسعي لتطوير الخدمات التي تقدمها عبر عدد من المشروعات الخاصة بالتحول الرقمي من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات لتعزيز استمرارية الأعمال وتطوير البنية الأساسية التقنية ضمن استراتيجية المحافظة لتعزيز التعاون مع القطاع الخاص وتطوير الخدمات المقدمة للمجتمع المحلي.
ويتابع قائلا: "تتواصل التحضيرات للنسخة الثانية لمهرجان الظاهرة السياحي لعام 2025م، إضافة إلى مناقصة الخدمات الاستشارية لمركز الشباب بولاية عبري ومشروع إنشاء مسلخ عبري (حالياً في إجراءات الإسناد)، ومشروع حديقة عبري العامة والتي سيتم طرح مناقصة التنفيذ قبل نهاية هذا العام، ويجري العمل حاليًا على إعداد كراسات الدراسات الاستشارية لمشروع إطلالة عبري الفائز بجائزة أفضل مشروع إنمائي مقترح من مسابقة المحافظات في النسخة الثانية لعام 2024م، كما أن هناك العديد من المشاريع التنموية والخدمية الجاري العمل فيها ضمن خطة عام 2023- 2024م كمشاريع رصف الطرق الداخلية وصيانتها حيث جاري العمل على رصف (16 كم) موزعة على ولايات المحافظة، ومشروع ازدواجية وتطوير المنطقة التجارية بولاية ضنك بطول (4.5 كم)، ومشروع الممشى الصحي بحي النهضة بولاية عبري بنسبة إنجاز بلغت أكثر من (75%)، ومشروع الممشى الصحي بحمراء الدروع، ومشروع عبري يارد بنسبة إنجاز تتجاوز (40%)".
ويقول الروّاس: "من أبرز المشاريع التي تم الانتهاء منها رصف وصيانة عددًا من الطرق الداخلية بالمخططات السكنية والتجارية والصناعية، وتركيب أعمدة إنارة LED بولايات المحافظة، وإضافة مرافق تكميلية لعدد من الحدائق والمتنزهات والمماشي الصحية، وتطوير سوق الجمعة بولاية ينقل، وتدشين البوابة الإلكترونية للمحافظة بشأن الإسراع في التحول الرقمي وتوظيف التقنيات الحديثة في تقديم الأعمال وتطوير الخدمات".