جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-03@21:05:58 GMT

ماذا قدمنا لعُمان؟!

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

ماذا قدمنا لعُمان؟!

 

 

د. أحمد العمري

بداية نحمد الله على نعمة الأمن والأمان ونشكره جل وعلا على نعمة الإسلام والسلام؛ فنحن البلد الوحيد الذي حقق نتيجة "صفر إرهاب" بين دول العالم أجمع، وهذا بفضل رب العزة وبمنةٍ منه جلَّ في عُلاه، وبحكمة قياداتنا الحكيمة من أيام المؤسس الفذ الإمام أحمد بن سعيد، حتى وصولنا إلى فجر النهضة المُباركة التي أسسها وبناها بكل جدٍ وجهد وفكر ونظرة مستقبلية السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- الذي اختار لنا وهو في لحظة صدق وصفاء ونقاء مع ربه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وأطال لنا في عمره قائدًا للنهضة المتجددة وربانًا لرؤية "عُمان 2040"، وما نقول إلّا ما قاله الشاكرون "الحمدلله رب العالمين".

إننا في سلطنة عُمان ولله الحمد إخوة متساندين متعاضدين متحابين من مسندم مرورًا بالباطنة شمالها وجنوبها، عابرين البريمي والظاهرة والداخلية، الى العاصمه مسقط، ومن بعدها إلى الشرقية بشمالها وجنوبها، ومن خلال مها الوسطى؛ لنحط الرحال في ظفار وحاضرتها صلالة؛ لنشغف بجمالها الخلاب وتدفق شلالاتها وسحر مناظرها وإخضرار مراعيها، خاصة في هذا الفصل من العام فصل الصيف، الذي ترتفع فيه درجات الحرارة لمستويات قياسية، ليس في عُمان فحسب، إنما في سائر بلدان العالم لتستقبلنا هي برذاذها الناعم وجوها العليل في خريفها الاستثنائي.

ومن هنا فإننا جميعًا كعُمانيين ليسأل كل فرد منا نفسه ماذا قدم لعُمان؟

لقد قدمت لنا عُمان كل شيء في حياتنا منذ ولادتنا، فقد تنفسنا هواءها، ونظرنا إلى سمائها، وعشنا على ترابها الطاهر، ثم بعد ذلك ربتنا وعلمتنا وأوصلتنا إلى ما وصلنا إليه، كل في مجاله المُزارع في حقله، والراعي في مرعاه، والطبيب في تخصصه، والمهندس في ميدان عمله، والمحامي في فضاءات المحاكم، والمُعلم في رسالته التربوية، والقاضي في عدالته، والموظف في أمانته والمسؤول في المسؤوليه الملقاة على عاتقه.

وما زالت تقدم لنا وتقدم الكثير حتى عندما نفارق الحياه تحتضنا بتربتها العزيزه النفيسه الغالية.

لكن ماذا قدمنا نحن لعُمان؟ فمثل ما لنا حقوق، مؤكد علينا واجبات!

ليس بالضرورة ان نكون كلنا جنودًا أو مجندات لنقدم ونضحي لبلدنا، مع تقديري العظيم لرجالنا الاشاوس والماجدات العُمانيات الذين نرفع لهم المصار تمجيدًا وتعظيمًا فنحن لانلبس القبعات حتى نرفعها ولكننا نرفع المصار والتي نرفعها للعظماء فقط.

إن كل واحد منا يقدر يقدم لعُمان كلا في مجال الاختصاص ونطاق عمله كما ذكرنا آنفا وفوق هذا فأنا عندما اميط الأذى عن الطريق أخدم عُمان، وعندما أساعد كفيفًا لعبور الشارع أخدم عُمان، عندما أحافظ على هويتي في لبسي وعاداتي وتقاليدي واكلي وفنوني وتراثي أخدم عُمان، عندما أفتخر بين جلسائي بمنجزات بلادي وبأني عُماني أخدم عُمان، عندما أسافر للخارج وأحافظ على قيمي ومبادي أخدم عُمان، عندما احب أخي العُماني ليس لشيء سوى إنه عُماني فأنا أخدم عُمان. وعندما يكون انتمائي لبلادي وولائي لسلطاني فإني أخدم عُمان.. وبألف ومليون ومليار طريقة أستطيع أن أخدم عُمان.. فلا أحد منا يستصغر قيمته أو يقلل من مكانته لأننا جميعًا نقدر على خدمة عُمان، طالما ظل ذلك توجها وهاجسا ومبدأ وقناعة.

صحيحٌ أننا لن نقدر أن نوفِّيها حقها الكامل ولا حتى جزءًا منه، لكن لنجتهد وكلٌ في مجاله، ولنسأل رب العالمين التوفيق والسداد.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الاعتراف بالحق فضيلة

تربينا على حب الضيف وحسن استقباله واقتسام اللقمة معه، خاصة اذا اضطرته الظروف ان يطرق ابوابنا تاركا ماله وحاله في بلده التي اجبر على الخروج منه تحت ضغوط معينة، وكم تكون سعادتنا اذا كان هذا الضيف شقيقا عربيا او اخا لنا بالجوار، فحسن استقباله ضرورة اوصى بها رسولنا صلى الله عليه وسلم لسابع جار.

هذا ما فعلته مصر والتزم به أبناؤها عندما استقبلت أكثر من 62 جنسية من الضيوف ولا نقول لاجئين من بلاد مختلفة، عاشوا واندمجوا بين أبنائها واقتسموا معهم رغيف الخبز وكوب الماء وحبة الدواء ومقعد الاتوبيس، متمتعين بكل الدعم في المرافق والخدمات بنفس الاسعار التي يدفعها المصريون دون ان يعتبرهم احد من الغرباء.

فعلت ذلك مصر بمنتهى الحب مع السودانيين والسوريين والاردنيين والعراقيين واللبنانيين والقبارصة وغيرهم من جنسيات متعددة، بل فتحت أمامهم أبوابا للرزق والاعاشة فمنهم من فتح المطاعم وآخر الكافيهات وثالث تخصص في الحلويات الشرقية، ورابع في التجارة والسوبر ماركت وغيرها من المهن، دون مضايقة او ملاحقة من أحد. ولكن عندما يلجا طبيب سوداني الى الاعلان عن استعداده لإجراء عمليات الختان او الاجهاض، عبر لافتة واضحة بالمخالفة للقانون المصري والدين الاسلامي، اللذان يجرمان ويحرمان ذلك، دون احترام لمشاعر البلد الذي يعيش على ارضه او استشعار الحرج من ممارسة هذه الافعال بين اهله وسكانه، هنا يكون خروجا علي القانون يستوجب المساءلة والعقاب. 

ليس ذلك فقط، وانما عندما تكون مصر قد أعلنت من قبل عن ضرورة توفيق اوضاع الجاليات الاجنبية على أرضها، من خلال استيفاء تصاريح وتراخيص الإقامة، وحددت لذلك موعدا ٣٠ يونيو الماضى، لذلك عندما يتم ترحيل من يخالف، لن يكون علي مصر لوم أو عتاب خاصة وهي التي فتحت للجميع احضانها، وعاشوا بين ابنائها داخل بيوتها وليس في مخيمات أو ملاجئ على الحدود، كما فعلت بعض الدول دون ان تطالب المفوضية الأممية للاجئين باي مقابل لهذه الاستضافة، بييما تدفع من قوتها اكثر من 10 مليارات جنيه سنويا تكلفة لتلك الاستضافة!

أظن بعد ذلك الا يكون من حق مصر على ضيوفها ان يعترفوا بجميلها، او علي الاقل ان يلتزموا بقانونها، عملا بالقول الماثور الاعتراف بالحق فضيلة، ومن حق مصر على ضيوفها ان يعترفوا بالجميل.

مقالات مشابهة

  • معلومات عن أبو نعمة قياديّ حزب الله.. ماذا قالت إسرائيل عنه؟
  • انفضاح الإرهاب الأمريكي.. ماذا بعد؟!
  • ماذا قالت نائب محافظ البحيرة قبل مغادرتها المحافظة؟
  • ردّاً على استهداف المواطن محي الدين أبو دلّة.. ماذا قصف حزب الله قبل قليل؟
  • آخر تصريح.. ماذا قال مسؤولون أمنيّون إسرائيليّون عن الحرب مع حزب الله؟
  • الاعتراف بالحق فضيلة
  • آخر مفاجآت عسكرية عن حزب الله.. إكتشفوا ماذا أعلن معهدٌ إسرائيليّ!
  • ماذا قصف حزب الله مساء اليوم؟
  • رد فعل صادم من الفلكية اللبنانية ‘‘ليلى عبداللطيف’’ عندما سألها المذيع عن مصير حسن نصرالله .. شاهدوا ماذا فعلت (فيديو)
  • جورام كاشيا: قدمنا كرة القدم الجورجية لأوروبا