سابقة في الأردن.. أعضاء بمجلس الأعيان يهاجمون قرارا اقتصاديا ويحذرون من تداعياته
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
في سابقة هي الأولى من نوعها، هاجم ثلاثة أعضاء في مجلس الأعيان الأردني، استمرار رفع البنوك الأردنية للفوائد على المقترضين استجابة لقرارات البنك الفيدرالي الأمريكي، واتهموا البنوك بمضاعفة أرباحها رغم الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد.
ويوصف مجلس الأعيان في الأردن بالأوساط السياسية بـ"مجلس الملك"؛ كون جميع أعضائه يتم تعيينهم من قبل الملك على خلاف مجلس النواب (يتم انتخاب أعضائه من قبل الشعب)، ولا يعد من المألوف وجود أصوات معارضة داخل الأعيان.
بيان الأعيان الثلاثة (بسام حدادين، جميل النمري، طلال الماضي) جاء في وقت يترقب فيه الأردنيون رفع جديد لأسعار الفوائد للمرة الحادية عشر منذ عام 2022، بعد تصريحات لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي حذراً من أن أسعار الفائدة قد ترتفع أكثر مما تتوقعه الأسواق.
هذه الارتفاعات الكبيرة للفوائد رفعت كلف الاقتراض على الأردنيين وآكلت مداخيلهم، في ظل ترقب رفع جديد لأسعار المحروقات نهاية الشهر الحالي.
وقال الأعيان في بيان لهم إن "أرباح البنوك ارتفعت بصورة غريبة لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي ونسبة النمو في الاقتصاد وحالة الركود التي تعاني منها معظم القطاعات… بحيث تنجو وحدها من آثار الركود ويدفع المواطن المستهلك والمنتج الثمن الفادح فلا تمس أرباح البنوك بل وتضاعف بسبب اضطرار المواطن للاقتراض بفوائد عالية وهذا على حساب الاقتصاد الوطني والقدرة الشرائية للمواطن".
التوازن مطلوب
العين جميل النمري، قال في حديث لـ"عربي21"، "رفع البنوك للفوائد أثر سلبا على المواطن وعلى النشاط الاقتصادي المحلي، إذ يجب الموازنة بين استقرار الدينار الأردني، وعدم رفع الفوائد بصورة فاحشة على المقترضين القدامى أو مضاعفة مدد فترة القرض".
وأضاف "تحول المواطن إلى رهينة، ارتفعت قيمة القرض دون وجه حق ولم يستطع المواطن النجو من ذلك وهذا غير جائز، خصوصا أن المواطن يوقع على عقود كبيرة لا يقرأها، هناك استغلال جائر لقصة ربط الدينار بالدينار من أجل جني الكثير من الأرباح، نسبة أرباح البنوك من أرباح الفوائد ارتفعت بصورة لا تقارن مع ما تدفعه البنوك للمودعين".
بدوره قال مدير عام جمعية البنوك الأردنية، ماهر المحروق، في تصريحات سابقة إن "العقود بين البنوك والمقترضين تحتوي على بند يسمح للبنوك بزيادة نسبة الفائدة وفقًا لقرارات البنك المركزي".
وتضاعفت أرباح البنوك في 2023 من عوائد الفوائد 2.100 مليار دينار أردني، بينما سجلت العام الماضي 800 مليون دينار. حسب النمري
وتبلغ مديونة الأفراد على القروض في الأردن حتى العام الماضي 11.8 مليار دينار (16.64 مليار دولار)، وبلغ عدد المقترضين الأفراد من البنوك حوالي 1.17 مليون مقترض، في وقت أعلنت فيه الحكومة الأردنية عن عدد المتعثرين ماليا حيث بلغ (157,367) شخصاً منهم (137,715) ديونهم أقل من عشرين ألف دينار.
ارتفاع قادم
كما يترقب الأردنيون قرارا للحكومة برفع أسعار المحروقات بنسب كبيرة، تتراوح بين 4 بالمئة إلى 12 بالمئة مع بداية أيلول/ سبتمبر القادم حسب الباحث الاقتصادي المتخصص في مجال الطاقة، عامر الشوبكي.
ومن المتوقع أن ترفع الحكومة الأردنية سعر البنزين 90 والبنزين 95 بقيمة قد تصل إلى 4 قروش على كل لتر، ورفع سعر السولار بقيمة قد تصل إلى 8 قروش على كل لتر، مع نقاش يدور في الأروقة حول إمكانية الاستمرار في تثبيت سعر الكاز، حسب الشوبكي.
يقول الشوبكي لـ"عربي21"، "وصلت أسعار الوقود إلى مستويات مرتفعة لا تتناسب مع دخل المواطن الأردني، مما يتسبب في تأثير سلبي على القدرة الشرائية ومعدلات التضخم والنمو الاقتصادي. يزداد هذا التأثير السلبي بسبب تراجع السيولة النقدية وارتفاع أسعار الفائدة البنكية، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلات البطالة وارتفاع معدلات الفقر التي بالفعل مرتفعة".
ويعتبر الأردن من البلدان متوسطة الدخل بحسب مستوى الدخل للعام المالي، ويتراوح نصيب دخل الفرد فيها من الناتج القومي الإجمالي بين 4,096 و12,695 دولارا سنويا.
سياسة نقدية مدمرة
الرئيس السابق لجمعية المحاسبين القانونيين الأردنيين، الخبير الاقتصادي محمد البشير، يرى في حديث لـ"عربي21"، أن "أهم مشاكل الإقتصاد الأردني ارتفاع الكلف ومنها فوائد القروض والطاقة وضريبة المبيعات، مما رتب مديونية كبيرة على القوى المستهلكة تقدر بـ12 مليار دولار، مما أنعكس كتراجع للطلب على السلع والخدمات".
يتابع "نحن ندفع جذور أزمة السياسة النقدية التي تعود لتسعينات القرن الماضي، قرعنا الجرس منذ سنوات طويلة وقلنا أن هذه السياسات النقدية المتبعة ومن بينها الفوائد بحاجة إلى إصلاحات بعد فشلها، يجب على الحكومة العودة وقيام بدورها والتحكم بمستوى الفائدة خصوصا أن عقود البنوك مع المواطنين هي عقود إذعان".
يتساءل البشير ماذا حققت خطة التحديث السياسي التي صادف مرور عام على إطلاقها، متوقعا أن يكون هناك إصلاحات اقتصادية متواضعة بسبب عدم مراجعة كلف الإنتاج على الاقتصاد وعلى الأفراد.
وأعلن رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، الجمعة، خلال افتتاحه ملتقى "عام على التحديث" رؤية التحديث الاقتصادي أنه تم رصد 670 مليون دينار للبرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي".
وبين أنه "تبقى 9 سنوات للوصول إلى الطموحات وإيجاد مليون فرصة عمل ورفع النمو الاقتصادي والوصول إلى قطاع عام".
وتراجعت القدرة الشرائية للمواطن الأردني، في ظل تآكل المداخيل أمام التضخم في الأسعار، والتي تسبب بها ارتفاع أسعار المحروقات وكلف الإنتاج.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات المحروقات الاردن الملك عبد الله المحروقات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أرباح البنوک
إقرأ أيضاً:
مجلس التجديد الاقتصادي يطلق مبادرة خفض الأسعار خلال شهر رمضان
أطلق مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، اليوم الخميس، للسنة الثانية على التوالي، مبادرة لتخفيض أسعار المواد واسعة الاستهلاك خلال شهر رمضان، تشمل أكثر من 880 منتوجا.
وتم الاعلان عن إطلاق هذه المبادرة التي اختير لها شعار “وطنيون اقتصاديا, متحدون اجتماعيا”, خلال ندوة صحفية نشطها رئيس المجلس, كمال مولى, بحضور وزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية, الطيب زيتوني, ووزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري, يوسف شرفة, ومنظمات مهنية وعدد من المتعاملين الاقتصاديين.
وبالمناسبة, أوضح مولى أن هذه المبادرة تأتي استجابة لمسعى وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية, لضمان التزويد الواسع للسوق المحلية بالمواد الاستهلاكية الاساسية بكميات وفيرة وبأسعار مخفضة في رمضان, مذكرا ب”النجاح الذي حققته هذه المبادرة السنة الماضية”.
ولفت رئيس المجلس إلى أن هذه المبادرة تعرف هذه السنة توسيع دائرة المشاركة لتشمل عددا أكبر من المؤسسات سواء كانت منضوية تحت لواء المجلس أو غيرها.
وأضاف أن المبادرة تندرج في إطار مسعى المجلس ليكون شهر رمضان فرصة متجددة لتعزيز التضامن الوطني وترسيخ حس المواطنة الاقتصادية, بحيث لا تبقى مثل هذه المبادرات مجرد إجراء استثنائي, بل ممارسة مستدامة, حسبه.
وأشار الى أن إلتزام المؤسسات “لا ينبغي أن يكون خيارا بل مسؤولية اتجاه المواطن”, حيث أن هذه المبادرات من شأنها “المساهمة في استقرار السوق, حماية القدرة الشرائية وضمان راحة الأسر”, يضيف ذات المتحدث.
من جهته, أوضح وزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية, أن هذه المبادرة “التطوعية” من طرف أصحاب المؤسسات الاقتصادية تثبت بأنهم “اقتصاديون وطنيون ومتضامنون مع المستهلك بتخفيض أسعار حوالي 880 منتوجا”.
ودعا زيتوني بالمناسبة الدعوة للمشاركة النوعية في برامج الأسواق الجوارية التي تم الشروع في فتحها, والتي وصلت إلى نحو 600 سوقا عبر الوطن, لضمان ضبط وتموين السوق الوطنية بشكل منتظم في رمضان.
كما أبرز الوزير حرص السلطات العمومية على وضع الامكانات اللازمة لتنفيذ سياسة تجارية متجانسة ومنسجمة, حيث تعمل مصالحه على اعداد مجموعة من النصوص القانونية لتنظيم السوق الوطنية ولسلاسل القيم وهيكلتها “للخروج من الندرة والتذبذبات في بعض المواد”, من المرتقب صدورها بعد رمضان.
كما أكد بأنه تم إسداء التوجيهات لمدراء التجارة الداخلية على رفع أقصى درجات التنسيق والتأهب مع زملائهم مسؤولي المصالح الفلاحية ومديري الصناعة في الولايات للسهر على ديمومة تموين السوق الوطنية.
من جهته, ثمن وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري مثل هذه المبادرات الرامية إلى حماية القدرة الشرائية ولضمان وفرة المنتجات بمختلف أنواعها بأسعار تنافسية.
ولفت شرفة في ذات السياق إلى أن مصالحه عكفت, منذ حوالي أربعة أشهر, على التحضير لشهر رمضان وضمان وفرة المنتجات كما ونوعا, داعيا إلى تكثيف الجهود بين مختلف الفاعلين المعنيين بالعملية.
وعلى هامش الندوة الصحفية, التي اقيمت بقصر المعارض, الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة قام كل من وزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية, وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري, ورئيس مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري بزيارة للمعرض المخصص للمنتجات الخاضعة للتخفيض على غرار المواد الغذائية, الخضر والفواكه, اللحوم, موارد التنظيف والأجهزة الكهرومنزلية.