في سابقة هي الأولى من نوعها، هاجم ثلاثة أعضاء في مجلس الأعيان الأردني، استمرار رفع البنوك الأردنية للفوائد على المقترضين استجابة لقرارات البنك الفيدرالي الأمريكي، واتهموا البنوك بمضاعفة أرباحها رغم الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد.

ويوصف مجلس الأعيان في الأردن بالأوساط السياسية بـ"مجلس الملك"؛ كون جميع أعضائه يتم تعيينهم من قبل الملك على خلاف  مجلس النواب (يتم انتخاب أعضائه من قبل الشعب)، ولا يعد من المألوف وجود أصوات معارضة داخل الأعيان.



بيان الأعيان الثلاثة (بسام حدادين، جميل النمري، طلال الماضي) جاء في وقت يترقب فيه الأردنيون رفع جديد لأسعار الفوائد للمرة الحادية عشر منذ عام 2022، بعد تصريحات لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي حذراً من أن أسعار الفائدة قد ترتفع أكثر مما تتوقعه الأسواق.

هذه الارتفاعات الكبيرة للفوائد رفعت كلف الاقتراض على الأردنيين وآكلت مداخيلهم، في ظل ترقب رفع جديد لأسعار المحروقات نهاية الشهر الحالي.

وقال الأعيان في بيان لهم إن "أرباح البنوك ارتفعت بصورة غريبة لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي ونسبة النمو في الاقتصاد وحالة الركود التي تعاني منها معظم القطاعات… بحيث تنجو وحدها من آثار الركود ويدفع المواطن المستهلك والمنتج الثمن الفادح فلا تمس أرباح البنوك  بل وتضاعف بسبب اضطرار المواطن للاقتراض بفوائد عالية وهذا على حساب الاقتصاد الوطني والقدرة الشرائية للمواطن".


التوازن مطلوبة
العين جميل النمري، قال  في حديث لـ"عربي21"، "رفع البنوك للفوائد أثر سلبا على المواطن وعلى النشاط الاقتصادي المحلي، إذ يجب الموازنة بين استقرار الدينار الأردني، وعدم رفع الفوائد بصورة فاحشة على المقترضين القدامى أو مضاعفة مدد فترة القرض".

وأضاف "تحول المواطن إلى رهينة، ارتفعت قيمة القرض دون وجه حق ولم يستطع المواطن النجو من ذلك وهذا غير جائز، خصوصا أن المواطن يوقع على عقود كبيرة لا يقرأها، هناك استغلال جائر لقصة ربط الدينار بالدينار من أجل جني الكثير من الأرباح، نسبة أرباح البنوك من أرباح الفوائد ارتفعت بصورة لا تقارن مع ما تدفعه البنوك للمودعين".

بدوره قال مدير عام جمعية البنوك الأردنية، ماهر المحروق، في تصريحات سابقة  إن "العقود بين البنوك والمقترضين تحتوي على بند يسمح للبنوك بزيادة نسبة الفائدة وفقًا لقرارات البنك المركزي".

وتضاعفت أرباح البنوك في 2023 من عوائد الفوائد 2.100 مليار دينار أردني، بينما سجلت العام الماضي 800 مليون دينار. حسب النمري

وتبلغ مديونة الأفراد على القروض في الأردن  حتى العام الماضي 11.8 مليار دينار (16.64 مليار دولار)، وبلغ عدد المقترضين الأفراد من البنوك حوالي 1.17 مليون مقترض، في وقت أعلنت فيه الحكومة الأردنية عن عدد المتعثرين ماليا حيث بلغ (157,367) شخصاً منهم (137,715) ديونهم أقل من عشرين ألف دينار.


ارتفاع قادم
كما يترقب الأردنيون قرارا للحكومة برفع أسعار المحروقات بنسب كبيرة، تتراوح بين 4 بالمئة إلى 12 بالمئة مع بداية أيلول/ سبتمبر القادم حسب الباحث الاقتصادي المتخصص في مجال الطاقة، عامر الشوبكي.

 ومن المتوقع أن ترفع الحكومة الأردنية سعر البنزين 90 والبنزين 95 بقيمة قد تصل إلى 4 قروش على كل لتر، ورفع سعر السولار بقيمة قد تصل إلى 8 قروش على كل لتر، مع نقاش يدور في الأروقة حول إمكانية الاستمرار في تثبيت سعر الكاز، حسب الشوبكي.

يقول الشوبكي لـ"عربي21"، "وصلت أسعار الوقود إلى مستويات مرتفعة لا تتناسب مع دخل المواطن الأردني، مما يتسبب في تأثير سلبي على القدرة الشرائية ومعدلات التضخم والنمو الاقتصادي. يزداد هذا التأثير السلبي بسبب تراجع السيولة النقدية وارتفاع أسعار الفائدة البنكية، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلات البطالة وارتفاع معدلات الفقر التي بالفعل مرتفعة".

ويعتبر الأردن من البلدان متوسطة الدخل بحسب مستوى الدخل للعام المالي، ويتراوح نصيب دخل الفرد فيها من الناتج القومي الإجمالي بين 4,096 و12,695 دولارا سنويا.

سياسة نقدية مدمرة
الرئيس السابق لجمعية المحاسبين القانونيين الأردنيين، الخبير الاقتصادي محمد البشير، يرى في حديث لـ"عربي21"، أن "أهم مشاكل الإقتصاد الأردني ارتفاع الكلف ومنها فوائد القروض والطاقة وضريبة المبيعات، مما رتب مديونية كبيرة على القوى المستهلكة تقدر بـ12 مليار دولار، مما أنعكس كتراجع  للطلب على السلع والخدمات".

يتابع "نحن ندفع جذور أزمة السياسة النقدية التي تعود لتسعينات القرن الماضي، قرعنا الجرس منذ سنوات طويلة وقلنا أن هذه السياسات النقدية المتبعة ومن بينها الفوائد بحاجة إلى إصلاحات بعد فشلها، يجب على الحكومة العودة وقيام بدورها والتحكم بمستوى الفائدة خصوصا أن عقود البنوك مع المواطنين هي عقود إذعان".

يتساءل البشير ماذا حققت خطة التحديث السياسي التي صادف مرور عام على إطلاقها، متوقعا أن يكون هناك إصلاحات اقتصادية متواضعة بسبب عدم مراجعة كلف الإنتاج على الاقتصاد وعلى الأفراد.

وأعلن رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، الجمعة، خلال افتتاحه ملتقى "عام على التحديث" رؤية التحديث الاقتصادي أنه تم رصد 670 مليون دينار للبرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي".

وبين أنه "تبقى 9 سنوات للوصول إلى الطموحات وإيجاد مليون فرصة عمل ورفع النمو الاقتصادي والوصول إلى قطاع عام".

وتراجعت القدرة الشرائية للمواطن الأردني، في ظل تآكل المداخيل أمام التضخم في الأسعار، والتي تسبب بها ارتفاع أسعار المحروقات وكلف الإنتاج.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات المحروقات الاردن الملك عبد الله المحروقات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أرباح البنوک

إقرأ أيضاً:

مدبولي عن الأزمات الاقتصادية والشائعات: لسان حال المواطن الأسعار زادت عليَّ ومخنوق

كتب- محمد أبو بكر:
قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إنه التقى الأسبوع الماضي مجموعةً من الخبراء والمفكرين في المجال السياسي، وهؤلاء المفكرون قامات مصرية موجودة على الساحات السياسية منذ أكثر من 30 أو 40 سنة.

وأضاف مدبولي: وكان كل الكلام الذي يقولونه إنه دائمًا هناك هذه الحالة من أزمة الثقة بين المواطن والدولة، ودائمًا تُثار هذه النوعية من الموضوعات، وهو شيء ليس موجودًا اليوم بصورة خاصة؛ ولكن موجود على مدار فترات طويلة، والأهم أن هذا موجود في عُرف كل الدول.

وأضاف مدبولي، خلال مؤتمر صحفي بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، اليوم الأربعاء، أن هذا الشيء يزيد مع الأزمات، وعندما تكون هناك أزمات اقتصادية، والمواطن يكون عارفًا ومدركًا أن هناك حجمًا هائلًا من التحديات؛ ولكن في النهاية لسان حاله "يومي وأكل عيشي، وهل أنا قادر أدبر احتياجات أُسرتي الأساسية ولَّا لأ؟ والأسعار زادت عليَّ ومخنوق"، وبالتالي في هذه المعرضة.. سيكون عرضةً لهذه النوعية السلبية من الأخبار، وعرضةً لهذا "الهاجس".

وأوضح رئيس الحكومة أنه كلما تم العمل وحل المشكلة الأساسية وهي التضخم والأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المواطن البسيط، ثبُت وزاد استقرار الدولة، وكلنا نعمل على استقرار الدولة وأمنها؛ خصوصًا في ظل هذه الظروف.

مصطفى مدبولي مجلس الوزراء التضخم ارتفاع الأسعار الأزمات الاقتصادية

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: مدبولي: الفريق كامل الوزير يتحدث عن ملف الصناعة والنقل الأسبوع المقبل الأخبار المتعلقة مدبولي: نجحنا في خفض معدل الدَين.. وهذا ما نستهدفه أخبار مدبولي عن مشروع "كيميت": يخلق فرص عمل جديدة أخبار مدبولي: بناء المدن الجديدة ليس رفاهية.. نمتلك أنجح تجربة على مستوى أخبار مدبولي: الإعلان عن الشكل الجديد لبرنامج الطروحات بنهاية نوفمبر أخبار أخبار مصر مدبولي: الفريق كامل الوزير يتحدث عن ملف الصناعة والنقل الأسبوع المقبل منذ 12 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر

مقالات مشابهة

  • الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية الشهر المقبل
  • حتى لا نضغط على المواطن|مدبولي: نعمل على تأجيل بعض المستهدفات مع صندوق النقد
  • مدبولي عن الأزمات الاقتصادية والشائعات: لسان حال المواطن الأسعار زادت عليَّ ومخنوق
  • رئيس الوزراء: كلنا بنشتغل لنحافظ على ثبات واستقرار مصر
  • 250 ألف دينار غرامة لكل عضو يغيب عن جلسات مجلس ديالى
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. عبدالمنعم سعيد: الجانب الاقتصادي العامل الأساسي في الانتخابات
  • السوداني يوجه أمانة مجلس الوزراء بصرف 284 مليار دينار لمزارعي كوردستان
  • ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟
  • تراجع في أسعار المحروقات.. ماذا عن سعر قارورة الغاز؟
  • مسؤولون وأعيان يوسوان آل غالب في فقيدهم الشريف صادق