هل أسقط الكرملين طائرة بريغوجين؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
لا تزال التحقيقات مستمرة للكشف عن السبب وراء حادثة تحطم الطائرة التي كانت تقل قائد مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية وعناصر تابعة له قرب موسكو يوم الأربعاء الماضي، وسط تكهنات على نطاق واسع بتورط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالحادثة، على الرغم من نفي الكرملين الأخير.
مجلة "نيوزويك" جمعت كافة المعلومات المتعلقة بالحادثة وما بعدها في محاولة لكشف خيوط الحادث الغامض الذي أودى بحياة قائد أكبر مجموعة مرتزقة شبه عسكرية حول العالم.وبحسب هيئة الطيران المدني الروسية فإن طائرة خاصة كانت تقل بريغوجين، حليف الكرملين السابق، تحطمت شمال موسكو، مما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الـ 10 على متن الطائرة. وكان من بين الركاب ديمتري أوتكين، الضابط الروسي السابق وأحد مؤسسي "فاغنر".
جاءت التقارير في البداية من مصادر روسية وأثارت نظريات حول الإعداد المحتمل من الكرملين لهذه الحادثة. لكن بوتين ظهر بعدها وصرح قائلاً: "لقد عرفت بريغوجين لفترة طويلة جدا، منذ أوائل التسعينات، لقد كان رجلا ليس له مصير سهل. ارتكب بعض الأخطاء الجسيمة في حياته، لكنه حقق أيضا النتائج المطلوبة لنفسه وللقضية المشتركة". ظروف غامضة ويبدو أن بريغوجين، الذي ازداد انتقاده للقيادة العسكرية الروسية خلال الصراع المستمر منذ 18 شهراً في أوكرانيا، انضم إلى منتقدي الكرملين الآخرين الذين عثر عليهم ميتين في ظروف غامضة. طوال فترة رئاسة بوتين، كان من بين هؤلاء سياسيون وعملاء أمن ومسؤولون روس.
وألقى مستشار الكرملين السابق سيرغي ماركوف، من بين آخرين، باللوم على أوكرانيا في الحادث. وزعم ماركوف عبر قناته على "تليغرام" يوم الخميس أن "بريغوجين قتل على يد الخدمات الخاصة الأوكرانية بناء على أوامر من الرئيس فولوديمير زيلينسكي باعتباره هدية لعيد استقلال أوكرانيا في 24 أغسطس"، كما جاء في الترجمة. لكن كييف نفت مسؤوليتها.
وقال حساب المدون العسكري ريبار المؤثر يوم الخميس إن الجثث التي تم العثور عليها في موقع التحطم لم يتم التعرف عليها بعد. ويعتقد أن الحساب يديره موظف سابق في وزارة الدفاع الروسية. وزعم منفذ روسي آخر أن جثة بريغوجين نقلت إلى مشرحة ويجري فحصها في تفير.
لكن، ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن مقتل بريغوجين في حادث تحطم طائرة. ففي عام 2019، قالت مصادر إعلامية روسية إنه ربما يكون قد قتل في أعقاب حادث وقع في جمهورية الكونغو الديمقراطية. ومع ذلك، كما ذكرت مجلة "بوليتيكو"، تم دحض هذا الادعاء من قبل وكالة الأنباء الروسية الرسمية "ريا نوفوستي"، التي قالت إن بريغوجين كان في روسيا في ذلك الوقت، وفقاً لمصدر مقرب منه.
وحتى مع إعلان وفاة بريغوجين رسميا، فحصت "نيوزويك" قوة الشائعات بأن طائرته كانت مستهدفة من قبل قوات بوتين.
ثقوب رصاص في الطائرة؟
وادعى البعض أن ما يشبه ثقوب الرصاص يمكن رؤيتها في صور الطائرة التي التقطت في موقع التحطم. الصور التي يفهم أنها للطائرة بناء على صور قابلة للمقارنة تم التقاطها من لقطات مروعة لموقع التحطم وتمت مشاركتها على تليغرام التي شاهدتها "نيوزويك".
@joeycontino2
♬ original sound - Joey Contino
ومع ذلك، لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كانت النقاط السوداء المصورة على جانب الطائرة كانت موجودة قبل التحطم أو كان من الممكن أن تكون ناجمة عن الاصطدام. أسقطتها الدفاعات الجوية؟ وفي نظرية أخرى، قالت قناة "غراي زون" المرتبطة بفاغنر إن الطائرة أصيبت بدفاعات مضادة للطائرات، وذكرت كيف سمع السكان القريبون "دفقتين من نيران الدفاع الجوي المميزة"، مضيفة أن الفيديو أظهر "آثار انعكاس في السماء".
ونشرت صحيفة "فيرتسكا" الروسية خريطة عبر قناة تليغرام يوم الأربعاء تظهر أن موقع التحطم كان على بعد 50 كيلومتراً من "أنظمة الدفاع الجوي للفوج 42 المضاد للطائرات".
وتابعت "أيضا بالقرب من القاعدة الجوية العسكرية خوتيلوفو، هذه المنطقة جزء من المنطقة العسكرية الغربية، حيث تم استبدال أربعة قادة عامين منذ الخريف الماضي".
ويشير التحليل خارج القنوات المتصلة بفاغنر أيضاً إلى أنه كان من الممكن إسقاط الطائرة بدفاعات جوية بالفعل.
وقالت ماري شيافو المفتشة العامة السابقة بوزارة النقل الأمريكية لشبكة "سي إن إن" إن "الطائرة فقدت على ما يبدو جناحاً وأضرارها تتفق مع نظرية الهجوم وليس عطلاً في الطائرة".
“Putin’s statement after the downing of Prigozhin’s jet is merely the latest, and most egregious example of a grimly familiar story: an orchestrated murder, a mob hit written in the sky for all to see.” https://t.co/IIHmmgjPta
— John Sipher (@john_sipher) August 26, 2023 وأوضحت شيافو: "كانت الطائرة على ارتفاع 28000 قدم في رحلة بحرية، وهذا هو الجزء الأكثر أمانا من الرحلة، ويبدو أنها فقدت الجناح.. ببساطة هذا لا يحدث. الطائرات التجارية والطائرات الحديثة لا تفقد جناحاً. خلال عقود من عملي في حوادث تحطم الطائرات، لم يكن لدي سوى طائرة تجارية واحدة فقدت جناحاً وكان عمرها 54 عاماً".وتابعت "وأيضا معدل النسب، كما تعلمون، المعدل الطبيعي للنزول، هو 1000 إلى 3000 قدم، في الدقيقة، وليس 8000. كان من الواضح أنها كانت في سقوط حر. وإذا نظرنا عن كثب إلى الفيديو، يمكننا رؤية ليس فقط الطائرة، ولكن بعض الومضات ودخان، والحطام ينفصل عن الطائرة. لذلك هناك الكثير من الأدلة هنا أن هذا كان انفجاراً على متن الطائرة، أو ضربة صاروخية".
كما نقل تقرير لصحيفة "فايننشيال تايمز" عن مسؤول غربي قوله إنه تم إخبارهم بأن الطائرة أسقطت بواسطة نظام صاروخي، رغم أنهم لم يؤكدوا ما إذا كان بريغوجين على متن الطائرة.
ونشر إيغور سوشكو، المدون العسكري الأوكراني، على موقع "إكس" يوم الخميس، مدعيا أن "تسريبا" ذكر أن الشظايا التي عثر عليها في الموقع كانت متوافقة مع نظام دفاع جوي روسي، لكنه أشار إلى أن رواية الكرملين ستتمحور حول زرع قنبلة داخل الطائرة. قنبلة على متن الطائرة؟ ورفضت تقارير من مسؤولين أمريكيين آخرين فكرة شن هجوم أرض-جو. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) العميد بات رايدر إن فكرة الصاروخ "غير دقيقة" مما يترك احتمال زرع قنبلة.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول كبير في إدارة بايدن قوله إنه "ليس لديهم معلومات في هذا الوقت تشير إلى إطلاق صاروخ أرض-جو ضد الطائرة الخاصة التي يقال إنها تقل يفغيني بريغوجين".
كما ذكرت الصحيفة من المسؤولين أن أجهزة استشعار الأشعة تحت الحمراء التي تعمل بالأقمار الصناعية الأمريكية والتي تكتشف الحرارة من الصواريخ لم تلتقط نيران الصواريخ عندما سقطت الطائرة.
وقال كريستوفر ستيل، الضابط السابق في "إم آي 6" لشبكة سكاي نيوز "إنها عملية داخلية، والاقتراح هو أنها قنبلة زرعت في صندوق نبيذ". لا تعليق رسمي يؤكد سبب الحادث وتقول "نيوزويك" إن التقارير والمطالبات غير المسماة على "تليغرام" من المجموعات المرتبطة بفاغنر وغيرها من الجمعيات المتنافسة في الصراع ليست مصادر يمكن التحقق منها للتأكيد على هذه القصص.
كما أن عدم الاتساق بين الخبراء في هذا المجال والمسؤولين الغربيين أمر مربك أيضاً. وبينما يبدو أن هناك بعض الشهادات المقنعة، بناء على ارتفاع رحلة الطائرة وهبوطها، مما يشير بقوة إلى أن الحادث نتج عن تدخل من نوع ما، فإن كل ما تم تقديمه لا يزال يحمل ثقل الشائعات.
ويرمز الغموض إلى عدم وجود تأكيد كامل لموت بريغوجين، وعلى الرغم من أن مسؤولين أمريكيين قالوا إنه "من المرجح للغاية" أنه قد مات بالفعل، فإن عدم اليقين هو رمز لجميع الادعاءات المحيطة بظروف الحادث. وفي حين فتح المحققون الروس تحقيقاً في ما حدث، فإن حقيقة أن السلطات رفضت بالفعل فكرة تورط الكرملين تشير إلى أن الاستنتاجات التي سيتم التوصل إليها من التحقيق قد لا تكون موثوقة، بحسب المجلة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني مقتل بريغوجين بريغوجين على متن الطائرة إلى أن کان من
إقرأ أيضاً:
5 قتلى في تحطم طائرة تابعة للشرطة التايلاندية في البحر (شاهد)
كشف مسؤولون أن طائرة شرطة صغيرة تحطمت في البحر قرب بلدة ساحلية شهيرة في تايلاند، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل كانوا على متنها.
صرح المتحدث باسم الشرطة الملكية التايلاندية، أرتشايون كراثونغ، بأن الطائرة كانت تُجري رحلة تجريبية للتحضير لتدريب على القفز المظلي في مقاطعة هوا هين قبل تحطمها حوالي الساعة الثامنة صباحًا.
لم يُعلن المسؤولون فورًا عن طراز الطائرة المروحية، لكن يبدو أن الصور من موقع الحادث تُظهر طائرة من طراز "Viking DHC-6 Twin Otter"، وذكرت إدارة العلاقات العامة في مقاطعة براشواب كيري خان أن الطائرة تحطمت بالقرب من مطار هوا هين.
????????A Thai police plane crashed into the sea in Hua Hin, a popular tour destination near the capital Bangkok, on Friday (April 25), killing at least five people on board. pic.twitter.com/q3YUEjNvSC — PhoenixTVHK (@PhoenixTVHK) April 25, 2025
تُظهر الصور الطائرة في البحر على بُعد حوالي 100 متر من الشاطئ، ويبدو أن جسم الطائرة قد انقسم إلى نصفين.
وقال أرتشايون إن ستة أشخاص كانوا على متن الطائرة، جميعهم من ضباط الشرطة.
وفي البداية قال إن خمسة أشخاص لقوا حتفهم في مكان الحادث إضافة إلى وفاة سادس في المستشفى، لكنه عدّل لاحقًا عدد القتلى إلى خمسة، وأن الضابط الذي نُقل إلى المستشفى لا يزال في حالة حرجة ولكنه على قيد الحياة.
لم يُعرف سبب تحطم الطائرة فورًا، وصرح أرتشايون بأن المسؤولين يجمعون أدلة، منها بيانات من الصندوق الأسود للطائرة.