أثار مقترح برلماني مصري يدعو البنوك المصرية للاستيلاء على الحصيلة الدولارية للتجار والمصدرين، وتسليمها لهم بالعملة المحلية، استياء واسعا في الأوساط الاقتصادية المصرية وعلى منصات مواقع التواصل الاجتماعي.

واقترح عضو مجلس النواب المصري، مجدي الوليلي، حظر سحب المصدرين والتجار للحصيلة الدولارية الخاصة بهم، إضافة للتنازل عنها لصالح الدولة، والحصول على ما يقابلها من العملة المحلية، على أن يتم ذلك داخل البنك، وبسعر الصرف الخاص به، وهو الأقل من السوق الحرة (السوداء) بـ 10 جنيهات تقريبا  عن كل دولار واحد (أي بحوالي الربع).



وطالب الوليلي، رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، ووزير المالية، محمد معيط، بالإسراع في وضع ضوابط وآليات واضحة للحصيلة التصديرية وعدم السماح بأخذها، قائلا إنه التقى مع وزير الصناعة والتجارة، أحمد سمير، وعرض عليه الأمر وستتم مناقشته ودراسته مع رئيس الحكومة.

وتأثر الاقتصاد المصري بالتبعات السلبية للحرب على أوكرانيا بارتفاع أسعار السلع الغذائية، وتذبذب سلاسل الإمدادات، إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة، وسط استمرار المعاناة على صعيد ضعف التدفقات الأجنبية.

وتتوقع وزارة المالية، أن يبلغ عجز الميزانية 26.7 مليار دولار في السنة المالية 2024/2023، التي بدأت في أول تموز/ يوليو الماضي، بارتفاع من عجز تقديري قدره 723 مليار جنيه في 2023/2022، و486.5 مليار في 2022/2021. 



وقال النائب الوليلي: إن "مصر تواجه العديد من المشكلات اقتصاديا؛ بسبب العجز في التدفقات النقدية من العملة الأجنبية، وتأثير الأمر واضح وظاهر على تكدس الكثير من البضائع في الموانئ، وتكبدها لغرامات وأرضيات؛ مما يحملها تكلفة إضافية ترفع من سعرها النهائي للمستهلك".

وأضاف أن الدولة عليها التزامات مالية تجاه القروض المستحقة من الدين وفوائده والتزامات للسداد، معتبرا أنه يجب أن "تتضافر الجهود وألا تكون النظرة خاصة، وإنما عامة تخدم الدولة"، وذلك خلال مداخلة له على قناة "صدى البلد" المحلية.
وتقود مصر قائمة الدول العربية المدينة لصندوق النقد الدولي بإجمالي ديون مستحقة تبلغ 17.38 مليار دولار، في وقت تنظر فيه بدء مراجعة الصندوق لمؤشرات الاقتصاد المصري في آب/ أغسطس الجاري، وسط حالة عدم يقين بعدما خفضت وكالتا "فيتش" و"ستاندرد آند بورز" التصنيف الائتماني للبلاد في آيار/ مايو الماضي مع نظرة مستقبلية سلبية.



"ليست مصادرة"
وذكر النائب الوليلي أن القرار المقترح يحتاج قرارات من مجلس الوزراء ووزير التجارة والصناعة إضافة إلى وزير المالية، من أجل "التنازل عن الحصيلة التصديرية الدولارية الواردة للبنك داخل البنك".

واعتبر أن هذا الإجراء ليس مصادرة لأموال المصدرين، بل أنه سيتم إعطائهم ما يعادلها بالعملة المحلية، في وقت وصل فيه معدل التضخم السنوي العام في مصر لمستويات قياسية بـ 36.5% خلال شهر تموز/ يوليو الماضي، وزاد معدل التضخم الشهري إلى 1.9% في الشهر ذاته.

وعند سؤال النائب عن الكيفية التي يفترض أن يعمل بها التجار والمصدرون، برر الوليلي  أن هذا الإجراء ليس "بدعة إنما قرار عايشناها ونفذها قبل ذلك"، مستشهدا بالقرار رقم 506 لعام 2005، الذي نص على التنازل عن 75% من الحصيلة التصديرية، على أن تتبقى الـ 25% موجودة في حساب المُصدر؛ لتغطية النفقات الدولارية المرتبطة بالنوالين، والاشتراك في المعارض، والعمولات للوسيط التجاري الخارجي.

والنولون البحري (مصاريف الشحن) هو عبارة عن مقدار النقود التي يتم دفعها لمالك السفينة لنقل البضائع وتسليمها بأمان من ميناء الشحن إلى ميناء التفريغ أو المكان المتفق عليه في عقد النقل البحري.

ويمثل الاحتياطي النقدي الدولاري جانبا أساسيا في الاقتصادات القومية، ومعيارا لقوة أو ضعف الاقتصاد على الصعيدين الدولي والإقليمي، ويتم توفيره عبر طرق مختلفة أهمها: تعزيز الصادرات والاعتماد على الاستثمارات الأجنبية والسياحة، وكذلك الاستدانة من الشركاء الدوليين.

وذكر النائب الوليلي أن الدولة "تنمي مواردها من العملة الأجنبية عبر مجموعة من المصادر، وهي: التصدير والسياحة وقناة السويس والعاملين بالخارج.. المصدرون يبيعون حاليا الحصيلة الدولارية الخاصة بهم في السوق السوداء، وهو ما يؤدي إلى تشجيع هذه السوق" دون استفادة الدولة".


واعتبر أن هذا الأمر منتشر وليس مجرد حالات أو بهدف التحذير، قائلا: إن هذا الوضع "تسبب بوجود مصدرين في السوق ليست مهنتهم التصدير لمجرد الحصول على حصيلة دولارية، ويستخدمونها في الاستيراد".

وتعاني مصر من أزمة سيولة في عملة الدولار، خاصة بعد الحرب على أوكرانيا، ومنذ 2016 مع موافقة صندوق النقد الدولي على منح مصر قرضا قيمته 12 مليار دولار، تم خفض قيمة العملة المصرية أربع مرّات، وسط أنباء عن تخفيض آخر سيتم خلال الشهور المقبلة.

وتضمنت تصريحات الوليلي أن مقترحه لا يتصدر على مجال التصدير، بل يجب تطبيقه على إيرادات قطاع السياحة أيضا، قائلا: "نحن الآن لسنا في مرحلة خاصة، نحن في حرب، ويجب أن نقف مع الدولة، والقضية أصبحت بالنسة للدولة أكون أو لا أكون".



ويذكر أن الوليلي  اقترح في 27 آب/ أغسطس 2022، تجميع 25 مليار دولار من المصريين بالخارج، عبر مساهمة 10 بالمئة منهم تبلغ 25 ألف دولار بالإيداع أو التنازل عنها بالسعر الرسمي للبنك المركزي، بدلا من الاقتراض من صندوق النقد الدولي.

وتعود هذه المقترحات للتذكير بتجربة المصريين بالخارج مع أزمة شهادات استثمار البنوك التي اشتروها ضمن مشروع حفر تفريعة قناة السويس الجديدة ودفعوا نحو 64 مليار جنيه مصري (8 مليارات دولار) حينها.

وبسبب ذلك، عانى الكثير من المودعين في الحصول على فوائد أموالهم، التي خسرت الكثير من قيمتها مع قرار الحكومة المصرية تعويم الجنيه عام 2016 بطلب من صندوق النقد الدولي، ليخسر المودعون نحو نصف قيمة مدخراتهم، مع انخفاض العملة المحلية من نحو 8 إلى 20 ثم إلى 16 جنيها مقابل الدولار في ذلك الحين.



"مصيبة مش مقترح"
بدوره، وصف الإعلامي المصري، محمد محيي الدين، المقترح بـ "المصيبة"، متسائلا: "كيف سيعمل المصدر عندما تأخذ الدولارات الخاصة به؟".

واستنكر محيي الدين تبرير الوليلي للقرار للحد من دعم "السوق السوداء" قائلا: "إذا كانت السوق السوداء حرام فيجب منعها، لكن الحكومة تتعامل مع السوق السوداء، وكذلك وزارة المالية والبنك المركزي، والمُصدر يتعامل معها أيضا لأن سعر البنك مش مزبوط".

وأثارت

تصريحات الوليلي أثارت استياء واسعا في الأوساط الاقتصادية المصرية، وردود غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، إذ أكد بعض المغردين أن الحكومة "لا تسعى لزيادة الإنتاج بقدر تحصيل الأموال من الناس". 

وتضمنت التغريدات هجوما على الوليلى أيضا الذي تجاهل مشاكل الاقتصاد المصري عندما كانت البلاد تقترض بشكل كبير من الخارج.

نائب في مجلس الشعب اسمه (مجدي الوليلي) بيقترح ان الحكومة تاخد ايرادات المصدرين والمصانع اللي بتصدر بالدولار وتديهم مكانها جنيه!!!

في الحكومة مافيش اي تفكير في شغل او انتاج اكتر… كل الشغل الشاغل ازاي نقلب الناس. pic.twitter.com/SNrxqwWVNC — MO (@mo_elsadek) August 24, 2023
مجدى الوليلى و أحمد شعبان عايزين كل الدولارات اللى مع رجال الأعمال و اللى بيشتغل بيه المصدرين و عايزين ٥٠ فى الماية من الدولارات مع المصريين العاملين بالخارج و ربطها مع تأشيرة الدخول
و إيهاب منصور برلمان تالت بيقول الحكومة ما وراهاش غير جيب المواطن و سلفنى https://t.co/0G7VpTDkrK — Hosni Ibraheem (@HosniIbraheem2) August 22, 2023
لا وكمان ربنا انعم علينا بشوية نواب برلمان زي مجدي الوليلي كل يوم اقتراح العن من اللي قبله

مرة عايز كل مغترب يدفع ٢٥ الف دولار ومرة عايز المصدرين يتنازلوا عن حصيلة التصدير للدولة بالسعر الرسمي

دة لو معين نائب من الد اعداء البلد مش هيعمل كدة!!

كان فين والاقتراض شغال زي النار؟ — Sherif Ramzy (@SherifRAyad) August 22, 2023
خطة مشابهة
وسعى البنك المركزي المصري للحصول على فائض العملات الأجنبية لدى الشركات السياحية مقابل تقديم تسهيلات تمويلية، إذ ناقش مع رؤساء البنوك، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، كيفية استقطاب الحصيلة الدولارية لدى الشركات السياحية إلى القطاع المصرفى.

وتضمنت خطة البنك المركزي تقديم حوافز تتمثل فى تسهيلات تمويلية للقطاع السياحي مقابل تنازل الشركات عن الفائض لديها من العملات الأجنبية للبنوك، إلا أن ذلك لم يحصل نتيجة الارتفاعات الكبيرة لأسعار الدولار في الأسواق غير الرسمية، بحسب صحيفة "البورصة" المصرية.

ونقلت الصحيفة عن أحد رؤساء الشركات السياحية قوله: "لا يمكن تصور أن تقوم شركة بالتنازل عن حصيلة العملات الأجنبية لديها بالأسعار الرسمية للبنك المركزى بينما هناك أسعار مختلفة للغاية فى السوق الحرة".

وأظهرت بيانات للبنك المركزي المصري، الصادرة مطلع آب/ أغسطس الجاري، أن العجز في صافي الأصول الأجنبية زاد بمقدار 82.1 مليار جنيه (2.66 مليار دولار) في حزيران/ يونيو عن الشهر السابق، ليصل صافي الأصول الأجنبية إلى سالب 837.3 مليار جنيه (27.1 مليار دولار).

ويأتي هذا بينما بدأت بعض البنوك المصرية حاليا في تدبير عملة أجنبية للشركات غير المُصدرة، التي ليس لديها حصة تصدير، وذلك للقيام باستيراد مستلزمات إنتاج أو سلع كاملة الصنع من الخارج، إلا أنها تشترط قيام هذه الشركات بالتنازل عن عملات أجنبية لديها، تقارب ما سيقوم البنك بتدبيره لها لاحقا، دون سؤال الشركات عن مصدر العملة، بحسب مصادر تحدثت لقناة "العربية

وساهمت هذه الخطوة في التخفيف من تراكم البضائع في الموانئ منذ عدة أشهر، في وقت من المفترض أنه لا يتم قبول فتح اعتمادات مستندية للاستيراد إلا بسداد قيمة الشحنات من حصيلة الصادرات والإفصاح عن مصدر العملات، وفقا لقواعد البنك المركزي المصري.




وأعلن البنك المركزي في نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عودة العمل وفقًا لنظام "مستندات التحصيل" فى تمويل جميع العمليات الاستيرادية بعد أن كانت قاصرة على معاملات معينة فقط.

وكان قد بدأ العمل وفقًا لنظام "الاعتمادات المستندية" فى جميع التعاملات بداية شهر آذار/ مارس 2022، مع استثناء بعض السلع الأساسية الاستراتيجية.

ومستندات التحصيل هي أن يدفع المستورد للمورد الأجنبي جزءا من قيمة الشحنة وعندما تصل الشحنة تصل المستندات الخاصة بها، ومن ثم يحول المستورد باقي قيمة الشحنة، ويكون التعامل بين المستورد والمصدر بشكل مباشر، ويكون دور البنك وسيطا لتحويل الأموال فقط.

أما الاعتماد المستندي، فإنه يتمثل في فتح المستورد اعتمادا بكامل قيمة الشحنة المستوردة، وتعتبر الاعتمادات المستندية إحدى أدوات تمويل عمليات التجارة الخارجية من استيراد وتصدير، وتجري عن طريق البنوك، مما يضفي عليها الضمان والاستقرار نظرا لثقة المستورد والمصدر بوساطة البنوك في تنفيذ هذه الاعتمادات المستندية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي مصري الدولارية الاقتصادية المصرية الحصيلة الدولارية مصر الدولار البرلمان المصري الاقتصاد المصري الحصيلة الدولارية اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العملة المحلیة السوق السوداء البنک المرکزی النقد الدولی ملیار دولار ملیار جنیه

إقرأ أيضاً:

مصر توقع اتفاقيتين مع البنك الإسلامي للتنمية لتمويل التجارة بقيمة 1.6 مليار دولار

أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، أن المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة تقوم بدور فعال في دعم التجارة الخارجية وقطاع التصدير على وجه الخصوص، حيث يتم تنفيذ برامج استراتيجية تهدف إلى تعزيز التجارة الدولية، ومن بينها برنامج "جسور التجارة العربية الأفريقية" ومشروع "المرأة في التجارة العالمية- المرحلة الثانية" (She Trades 2)، والمرحلة الثانية من برنامج "التدريب خطوة نحو التصدير" وغيرها من البرامج. 

جاء ذلك خلال توقيع برنامج العمل السنوي بين المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لعام 2025، ضمن الاتفاقية الإطارية الموقعة بين الجانبين لمدة 5 سنوات، وكذلك برنامج العمل السنوي للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص في مصر لعام 2025 والذي يأتي ضمن خطة الحكومة لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي؛ وذلك بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، والدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية؛

ووقع برنامج العمل السنوي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة ITFC، المهندس هانى سالم سنبل، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، وحسام أحمد الجراحي، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسلع التموينية، وأمل طنطاوي، نائب الرئيس التنفيذي للشئون المالية والاقتصادية بالهيئة المصرية العامة للبترول .

ويُسهم البرنامج في توفير تمويل قدره 1.5 مليار دولار، بواقع 800 مليون دولار للهيئة المصرية العامة للبترول ، و700 مليون دولار للهيئة المصرية للسلع التموينية، مما سيعزز من قدرة الدولة على مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، كما يُسهم في دعم الأمن الغذائي لدى مصر، من خلال توفير السلع الأساسية والاستراتيجية، فضلاً عن توفير البترول على نحو يعزز من معروض المنتجات البترولية والطاقة في السوق المصري.

بينما وقع برنامج العمل السنوي للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص ICD، المهندس هانى سنبل، الرئيس التنفيذي بالإنابة للمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، وبموجبه تتيح المؤسسة 100 مليون دولار، للمؤسسات المالية لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك تمويل شركات القطاع الخاص الكبري التي تعمل في القطاعات الاستراتيجية التي تمثل بعداً هاماً في التنمية الاقتصادية.

كما يتضمن البرنامج المشاركة في استثمارات مباشرة مع تقديم خدمات استشارية في قطاع الصكوك الإسلامية للقطاع الحكومي والخاص، ورفع قدرات العاملين في هذا المجال بما يتوافق مع توجه الدولة نحو تنويع أدوات التمويل لتعزيز الاستثمار ودفع مؤشرات الانتاج والتشغيل والنمو في الاقتصاد المصري.

وأوضحت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الإسلامي، أن الاتفاقيات الجديدة تعد بمثابة خطوة استراتيجية جديدة تعزز من الشراكة التنموية الممتدة بين جمهورية مصر العربية ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية، والتي نتج عنها العديد من البرامج المثمرة على مدار السنوات الماضية، موجهة الشكر لكل من المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، والمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، على ما تقومان به من دور محوري لدعم جهود التنمية الاقتصادية في مصر، من خلال البرامج والآليات المختلفة لتمويل التجارة، وجهود تنمية وتمويل القطاع الخاص في العديد من القطاعات ذات الأولوية.

وأضافت أن توقيع برنامج المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص لعام 2025، يأتي ضمن خطة الحكومة لتعزيز دور القطاع الخاص في عملية التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها مصر خلال الفترة الحالية، لافتةً إلى أن البرنامج الجديد يتضمن تقديم الخدمات الاستشارية في قطاع الصكوك لدعم جهود الحكومة في تنويع مصادر التمويل وجذب الاستثمارات الخارجية.

وأكدت مواصلة الشراكة الناجحة من خلال برنامج العمل السنوي للمؤسسة في جمهورية مصر العربية لعام 2025 ، والذي يتضمن دعم القطاع الخاص في عدة أوجه مختلفة ومتنوعة، حيث ستقوم المؤسسة بإتاحة 100 مليون دولار،للمؤسسات المالية لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك تمويل شركات القطاع الخاص الكبري التي تعمل في القطاعات الاستراتيجية التي تمثل بعداً هاماً في التنمية الاقتصادية، وخاصة قطاعي الصناعة والزراعة التي تستهدف خطة الإصلاحات الهيكلية في الدولة تعزيز مساهمتهما في الناتج المحلي الإجمالي.
 
وقال الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، إن المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، والمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، على مدار السنوات الماضية، دورهما الحيوي في دعم الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، من خلال تقديم حلول مالية مبتكرة، ودعم المشاريع التنموية التي تُسهم في تحفيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل، وتعزيز دور القطاع الخاص، خاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، موضحا أنه من خلال هذا التعاون، نؤكد على أهمية توحيد الجهود لدعم القطاعات الحيوية مثل الصناعة والنقل، والتي تُعتبر قاطرة التنمية لأي دولة تسعى للنمو المستدام.

وقال الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية:" إن تخصيص ٧٠٠ مليون دولار من المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لصالح الهيئة العامة للسلع التموينية فى إطار البرنامج السنوي للمؤسسة لعام ٢٠٢٥ يعكس التزام المؤسسة بدعم الجهود الحكومية الهادفة إلى تحقيق الأمن الغذائي والوفاء بالتزامات الدولة تجاه مواطنيها، مضيفًا أن التعاون لم يكن مجرد التزام تمويلي، بل جاء كدعامة رئيسية لجهود الدولة فى تأمين احتياجاتها الاستراتيجية من السلع الأساسية، وتعزيز قدرة وزارة التموين والتجارة الداخلية على مواجهة التحديات الطارئة، وضمان استقرار الأسواق.

من جانبه، قال المهندس هاني سالم سنبل، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة:" إن المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة تعتز بالشراكة مع جمهورية مصر العربية، حيث وصل حجم ما اعتمدته المؤسسة لمصر منذ عام 2008 إلى 18.7 مليار دولار أمريكي لتمويل قطاع الطاقة والمساهمة في الأمن الغذائي بالإضافة إلى دعم مشروعات صغيرة ومتوسطة ودعم للمصدرين والمرأة من خلال برامج ومشروعات متنوعة، مؤكدًا أن المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة ستعمل خلال عام 2025 على زيادة التعاون مع شركائها و تقديم برامج ومشروعات جديدة تساهم في تمكين المرأة والشباب وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر والمصدرين. من جانب آخر أوضح أن المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، ستعمل خلال 2025 على تعزيز الشراكة لدعم الخطط التنموية فى مصر من خلال تقديم تمويلات جديدة لتنمية القطاع الخاص المصرى والبنوك المصرية لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
 

مقالات مشابهة

  • «المركزي المصري»: أكثر من 58 مليار دولار حجم ودائع العملات الأجنبية في بنوك مصر
  • البنك المركزي: ارتفاع الاحتياطي الأجنبي لـ47.26 مليار دولار في يناير الماضي
  • «المركزي المصري»: فائض صافي الأصول الأجنبية للبنوك في مصر ينخفض لـ 5.2 مليار دولار بنهاية 2024
  • البنك المركزي: 47.265 مليار دولار احتياطيات النقد الأجنبي في مصر بنهاية يناير الماضي
  • البنك المركزي يسحب 967.45 مليار جنيه سيولة عبر عطاء السوق المفتوحة
  • بقيمة 1.6 مليار دولار.. مصر توقع اتفاقيتين مع البنك الإسلامي للتنمية
  • مصر توقع اتفاقيتين مع البنك الإسلامي للتنمية لتمويل التجارة بقيمة 1.6 مليار دولار
  • البنك المركزي يطرح أذون خزانة بقيمة مليار و61 مليون دولار
  • بقيمة 1.061 مليار دولار.. البنك المركزي يبيع أذون خزانة دولارية
  • البنك المركزي المصري يبيع أذون خزانة بقيمة 13 مليار جنيه