أطلقت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ومؤسسة "سبيس إكس" المركبة الفضائية "دراغون"، التي تحمل أربعة رواد إلى محطة الفضاء الدولية، في مهمة أُطلق عليها "كرو-7".

وجرت عملية الإطلاق من مركز كنيدي للفضاء، بولاية فلوريدا، بحضور نحو 10 آلاف شخص تجمعوا لحضور عملية الإقلاع التي تمت بعد تأجيل دام 24 ساعة لمنح المهندسين يومًا إضافيًا لفحص مكوّن في مركبة "دراغون".

وتقود هذه المهمة رائدة الفضاء الأميركية -من أصل إيراني- ياسمين موغبلي، وتضم الدنماركي أندرياس موغنسن، والياباني ساتوشي فوروكاوا، والروسي كونستانتين بوريسوف، وسيحل هؤلاء مكان أربعة رواد موجودين على متن محطة الفضاء الدولية حاليًا.

وسُمعت هُتافات من غرفة التحكم بالمهمة فور انفصال "دراغون" عن الصاروخ "فالكون-9″، بينما كان الطاقم في المدار. وقالت ياسمين بعد انفصال المركبة، "قد يكون لدينا طاقم من أربعة أفراد من أربع دول مختلفة.. لكننا فريق متكاتف بمهمة مشتركة".

وهذه أول مهمة لياسمين وكونستانتين، وقالت ياسمين -قائدة الطائرة في سلاح البحرية البالغة 40 عامًا لوسائل الإعلام الشهر الماضي-، "هذا شيء لطالما أردت القيام به"، وأضافت "من أكثر ما يثير حماستي النظر إلى كوكبنا الجميل. كل من تحدثت معهم ممن قاموا برحلات فضاء قالوا: إنه منظور له تأثير في الحياة، كما أن السباحة في الفضاء تبدو أمرًا ممتعًا".

تجارب علمية

ومن المقرر أن يقضي الفريق الذي تقوده ياسمين 6 أشهر على متن محطة الفضاء، بهدف إجراء تجارب علمية، من بينها: جمع عينات خلال عمليات خروج إلى الفضاء، لمعرفة ما إذا كانت المحطة تطلق كائنات حية دقيقة من خلال فتحات الهواء، لنظام حفظ الحياة على متن المحطة.

والهدف من ذلك معرفة ما إذا كانت هذه الكائنات الحية المجهرية، قادرة على الصمود والتكاثر في الفضاء.

وتهدف تجربة أخرى إلى دراسة الفوارق "الفيزيولوجية" بين النوم على كوكب الأرض والنوم في الفضاء.

و"كرو-7″ هي المهمة الروتينية السابعة لشركة "سبيس إكس" التي يملكها إيلون ماسك، إلى محطة الفضاء الدولية، وجرت المهمة الأولى في 2020.

وتدفع ناسا أجرًا للشركة لقاء خدمة النقل في إطار برنامج تجاري وضعته الوكالة، لخفض الاعتماد على الصواريخ الروسية لنقل رواد الفضاء، بعد توقف برنامج مكوك الفضاء في 2011.

ولا يزال الفضاء يمثّل مجال تعاون نادر بين الولايات المتحدة وروسيا رغم الحرب الروسية على أوكرانيا، ويواصل الأميركيون القيام برحلات فضائية على متن صواريخ "سويوز" روسية تنطلق من كازاخستان.

أطلق القسم الأول من محطة الفضاء الدولية في 1998، ولا تزال مأهولة باستمرار من طاقم دولي منذ 2001. ومن المقرر أن تتواصل عملياتها حتى 2030 على الأقل، تخرج بعدها من الخدمة وتتحطم في المحيط. وتعمل العديد من الشركات الخاصة على بناء محطات فضاء تجارية تحل مكانها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: محطة الفضاء الدولیة على متن

إقرأ أيضاً:

تحديات الصيام في الفضاء

خولة علي (أبوظبي) 
مع تطور العلم وتوسع آفاق الإنسان إلى ما وراء كوكب الأرض، أصبح الفضاء محطة جديدة للتجارب العلمية واستكشاف المجهول، وبينما يخطو الإنسان نحو هذه العوالم الجديدة، تظل تعاليم الدين الإسلامي حاضرة وموجهة لحياة رواد الفضاء المسلمين، ومن بين العبادات التي تثير تساؤلات في الفضاء، يأتي الصيام، الذي يتطلب الالتزام بمواقيت محددة وظروف معينة، ومدى قدرة رائد الفضاء على قضاء صيامه بطريقة صحية وآمنة. 

توقيت الصيام 
مع التقدم العلمي واستكشاف الإنسان للفضاء، برزت تساؤلات مهمة حول كيفية أداء العبادات الإسلامية ومنها الصيام في بيئة تختلف كلياً عن الأرض، حيث يقول تميم التميمي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك «على متن محطة الفضاء الدولية، يشاهد الرواد شروق الشمس وغروبها 16 مرة يومياً، مما يجعل من الصعب الاعتماد على ذلك لتحديد مواقيت الصيام، لذلك، يتم اعتماد توقيت مكة المكرمة باعتبارها مهبط الوحي ومرجعاً للمسلمين، كما يمكن اختيار توقيت بلد الانطلاق إذا دعت الحاجة لذلك».

ويوضح التميمي أن الجهد المبذول في الفضاء وظروف انعدام الجاذبية قد يؤثران على قدرة رائد الفضاء على الصيام، حيث يحق للمسلم الإفطار في حال وجود مشقة كبيرة أو خطر صحي، استناداً إلى القاعدة الشرعية التي ترفع الحرج وتقدم حفظ النفس، أما في حال كانت المهمة الفضائية تتطلب بذل طاقة عالية، فيتم الرجوع إلى أهل الفتوى لتحديد الحكم المناسب.

انعدام الجاذبية 
أما عن تناول الطعام، فيذكر التميمي «يتم الإفطار والسحور باستخدام أدوات خاصة تمنع تناثر الطعام والسوائل في بيئة انعدام الجاذبية، وذلك من خلال تنظيم الوجبات بناءً على توقيت الإمساك والإفطار وفق المرجعية الزمنية المختارة»، وقد أصدرت المجامع الفقهية، فتاوى توضح كيفية أداء العبادات في الفضاء، مثل اتباع توقيت مكة المكرمة للصيام والصلاة، مما يعكس مرونة الشريعة الإسلامية في التعامل مع المتغيرات والظروف الخاصة.
ويرى عمران الشامسي، متخصص في علوم الفضاء والفلك، أن الصيام في الفضاء يتطلب تنظيماً دقيقاً لوقت الطعام والراحة البدنية، إذ إن البيئة الفضائية مختلفة تماماً عن الأرض، فلا يمكن الاعتماد على شروق وغروب الشمس كما يحدث على الأرض، وذلك بسبب سرعة دوران رواد الفضاء حول الأرض، لذا، يعتمد غالبية رواد الفضاء على التوقيت الأرضي لتحديد أوقات الصيام والإفطار، مثل توقيت مكة المكرمة، وهذا التنظيم يضمن التزامهم بالصيام خلال الرحلات الفضائية، رغم التحديات التي يواجهونها.

فسيولوجي وصحي 
وعن التأثيرات الفسيولوجية للصيام في بيئة الفضاء، يشير الشامسي إلى أن الجاذبية الصغرى تؤثر على توزيع السوائل في الجسم، مما قد يتسبب في تغييرات في ضغط الدم والتمثيل الغذائي، كما أن عالم الفضاء قد يتسبب في انخفاض كثافة العظام وضعف العضلات، وهذا يستدعي ضرورة مراقبة تأثير الصيام على صحة رواد الفضاء بشكل دقيق، كما أن بيئة الفضاء قد تؤثر على الشهية، مما يزيد من صعوبة الحصول على الكميات الكافية من الغذاء أثناء الصيام، إلى جانب حدوث بعض الأضرار على الصحة مثل الجفاف نتيجة فقدان السوائل بسبب الجاذبية الصغرى، أيضاً، قد يؤثر الصيام على معدل الأيض، ما يستوجب تنظيماً دقيقاً لأوقات تناول الطعام والشراب، كما يمكن أن يسبب الصيام إجهاداً بدنياً وعقلياً، مما يؤثر على قدرة رواد الفضاء على أداء مهامهم بدقة وفعالية. 

أخبار ذات صلة ياسمين رئيس لـ«الاتحاد»: «شهرزاد» حققت أحلامي على «قناة أبوظبي» سلوى خطاب.. .. مع «حكيم باشا» في رمضان رمضانيات تابع التغطية كاملة

احتياجات إضافية
ويؤكد الشامسي أنه على الرغم من قلة الدراسات حول الصيام في الفضاء، فإن تأثير الصيام على الأداء البدني والعقلي قد يكون مشابهاً لتأثيره على الأرض، فالصيام قد يحسّن التركيز العقلي بفضل تنظيم مستويات السكر في الدم، لكنه في الوقت نفسه قد يسبب الإجهاد البدني والعقلي، ما يؤدي إلى ضعف الأداء في بعض الحالات، لافتاً إلى أن الجسم يحتاج إلى طاقة أقل في الفضاء مقارنة بالأرض بسبب قلة النشاط البدني والجاذبية الصغرى، وعلى الرغم من ذلك، قد تحتاج البيئة الفضائية إلى تغطية احتياجات إضافية من المغذيات مثل مضادات الأكسدة بسبب الإشعاعات الفضائية، مما يتطلب تنظيماً دقيقاً للسعرات الحرارية. 

تجربة رائد فضاء
يشير عمران الشامسي إلى تجربة رائد الفضاء الماليزي شيخ مظفر شكور، الذي صام في الفضاء خلال وجوده في محطة الفضاء الدولية عام 2007، وقد تمت استشارة العلماء المسلمين لإعداد إرشادات تتعلق بكيفية الصيام والصلاة في الفضاء، مع الالتزام بتوقيت مكة المكرمة، ورغم التحديات التي واجهها شيخ مظفر بسبب ضيق الوقت والجاذبية الصغرى، فقد تمكن من أداء الصيام بنجاح.

وجبات مجففة
للحفاظ على صحة رواد الفضاء وقت الصيام، يوضح عمران الشامسي، متخصص في علوم الفضاء والفلك، قائلاً: «تتمثل بعض الحلول المقدمة في توفير العناصر الغذائية اللازمة لرواد الفضاء في تصميم الوجبات المجففة والمحفوظة، التي تحتوي على جميع العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم، مثل الكربوهيدرات والبروتينات والفيتامينات، ومن الضروري أن تكون هذه الوجبات سهلة التحضير ومناسبة لبيئة الجاذبية الصغرى، كما يجب التركيز على توفير السوائل الكافية لتعويض الجفاف المحتمل».

مقالات مشابهة

  • تحديات الصيام في الفضاء
  • إنفجار سيارة تحمل ذخيرة على الحدود السورية - العراقية
  • صرخة من الفضاء| 5 كلمات تحمل رسالة رواد الفضاء الأخيرة العالقين في المحطة الدولية
  • مايكل جاكسون ضيف مائدة إفطار سودانية ..فيديو
  • علماء يقترحون استخدام البكتيريا فى المحطة الفضائية لتعزيز مناعة رواد الفضاء
  • هنأ الزاهد تبهر متابعيها بالذكاء الاصطناعي.. شاهد
  • مأساة مروعة في تركيا.. مصرع 6 أشخاص وإصابة 8
  • فيديو | الإمارات تغيث غزة بإبحار سفينة زايد الإنسانية (7) تحمل 5820 طن مساعدات
  • ألمانيا تحقق مع امرأة حاولت تقليد مشاهد من لعبة كمبيوتر في أماكن عامة
  • رسامني: رائحة الجنوب تحمل تاريخا من الصمود والعزة تلامس الوجدان