انطلاق مهمة تحمل أربعة رواد إلى محطة الفضاء الدولية
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
أطلقت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ومؤسسة "سبيس إكس" المركبة الفضائية "دراغون"، التي تحمل أربعة رواد إلى محطة الفضاء الدولية، في مهمة أُطلق عليها "كرو-7".
وجرت عملية الإطلاق من مركز كنيدي للفضاء، بولاية فلوريدا، بحضور نحو 10 آلاف شخص تجمعوا لحضور عملية الإقلاع التي تمت بعد تأجيل دام 24 ساعة لمنح المهندسين يومًا إضافيًا لفحص مكوّن في مركبة "دراغون".
وتقود هذه المهمة رائدة الفضاء الأميركية -من أصل إيراني- ياسمين موغبلي، وتضم الدنماركي أندرياس موغنسن، والياباني ساتوشي فوروكاوا، والروسي كونستانتين بوريسوف، وسيحل هؤلاء مكان أربعة رواد موجودين على متن محطة الفضاء الدولية حاليًا.
وسُمعت هُتافات من غرفة التحكم بالمهمة فور انفصال "دراغون" عن الصاروخ "فالكون-9″، بينما كان الطاقم في المدار. وقالت ياسمين بعد انفصال المركبة، "قد يكون لدينا طاقم من أربعة أفراد من أربع دول مختلفة.. لكننا فريق متكاتف بمهمة مشتركة".
وهذه أول مهمة لياسمين وكونستانتين، وقالت ياسمين -قائدة الطائرة في سلاح البحرية البالغة 40 عامًا لوسائل الإعلام الشهر الماضي-، "هذا شيء لطالما أردت القيام به"، وأضافت "من أكثر ما يثير حماستي النظر إلى كوكبنا الجميل. كل من تحدثت معهم ممن قاموا برحلات فضاء قالوا: إنه منظور له تأثير في الحياة، كما أن السباحة في الفضاء تبدو أمرًا ممتعًا".
تجارب علميةومن المقرر أن يقضي الفريق الذي تقوده ياسمين 6 أشهر على متن محطة الفضاء، بهدف إجراء تجارب علمية، من بينها: جمع عينات خلال عمليات خروج إلى الفضاء، لمعرفة ما إذا كانت المحطة تطلق كائنات حية دقيقة من خلال فتحات الهواء، لنظام حفظ الحياة على متن المحطة.
والهدف من ذلك معرفة ما إذا كانت هذه الكائنات الحية المجهرية، قادرة على الصمود والتكاثر في الفضاء.
وتهدف تجربة أخرى إلى دراسة الفوارق "الفيزيولوجية" بين النوم على كوكب الأرض والنوم في الفضاء.
و"كرو-7″ هي المهمة الروتينية السابعة لشركة "سبيس إكس" التي يملكها إيلون ماسك، إلى محطة الفضاء الدولية، وجرت المهمة الأولى في 2020.
وتدفع ناسا أجرًا للشركة لقاء خدمة النقل في إطار برنامج تجاري وضعته الوكالة، لخفض الاعتماد على الصواريخ الروسية لنقل رواد الفضاء، بعد توقف برنامج مكوك الفضاء في 2011.
ولا يزال الفضاء يمثّل مجال تعاون نادر بين الولايات المتحدة وروسيا رغم الحرب الروسية على أوكرانيا، ويواصل الأميركيون القيام برحلات فضائية على متن صواريخ "سويوز" روسية تنطلق من كازاخستان.
أطلق القسم الأول من محطة الفضاء الدولية في 1998، ولا تزال مأهولة باستمرار من طاقم دولي منذ 2001. ومن المقرر أن تتواصل عملياتها حتى 2030 على الأقل، تخرج بعدها من الخدمة وتتحطم في المحيط. وتعمل العديد من الشركات الخاصة على بناء محطات فضاء تجارية تحل مكانها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: محطة الفضاء الدولیة على متن
إقرأ أيضاً:
أربعة أيام.. لأن العدو لا يفهم إلا لغة القوة!
حين ينطقُ القائدُ بكلمة، فإنها لا تسقطُ في الريح، بل تتحولُ إلى فعل، إلى موقفٍ، إلى زلزالٍ يضربُ أوكارَ الطغاة. لم يكن إعلان مهلة الأربعة أيام للعدو الصهيوني مجرد خطابٍ في زحمة البياناتِ العربية التي اعتادت أن تُولد ميتة، بل كان إنذاراً نارياً، رسم خطوطاً جديدةً على خارطة المواجهة، ورفع سقف الإرادة في وجه كيانٍ احترفَ الغدر والمكر والمجازر.
لأول مرة في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي، يتجرأُ قائدٌ عربيٌ على وضعِ حدٍ زمنيٍ مُحددٍ لإرغام الكيان الصهيوني على الانصياع، لا عبر التوسل، ولا عبر استجداء العواصم الغربية، بل عبر معادلة القوة التي فرضها اليمن بدماء أبطاله ومواقف قيادته.
في زمنِ الخنوع، حيثُ الزعماء العرب يتسابقون على موائد التطبيع، ويرتمون تحت أقدام الصهاينة، يأتي القائدُ القرآني، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ليعلن للعالم أجمع أن فلسطين ليست قضيةً ثانوية، ولا شعارًا للاستهلاك الإعلامي، بل هي جوهرُ الصراع، ومفتاحُ العزة، وميدانُ اختبارِ الإرادات.
لماذا أربعة أيام؟ لأن الصهاينة لا يفهمون إلا لغةَ التهديدِ المقرونِ بالفعل. لأن العدو الإسرائيلي، المدعومَ من أقوى قوى العالم، لم يعتد أن يسمعَ لغةَ الإنذار من طرفٍ عربي، خصوصاً في زمنِ الضعفِ والتخاذل.
أربعة أيامٍ، ليست فرصةً للعدو، بل هي فرصةٌ للوسطاء كي يُدركوا أن مرحلةَ الإملاءات قد انتهت، وأن الزمن الذي كانت فيه فلسطين تُباعُ في صفقاتِ العار قد ولى، وأن اليمن، برغم ما يواجهه من حصارٍ وعدوان، لا يزالُ أمينًا على قضايا الأمة، لا يخون، ولا يبيع، ولا يهادن.
“سنُقابلُ الحصارَ بالحصار”… بهذه الكلمات الحاسمة، اختصر السيد القائد – يحفظه الله- معادلةَ الردع الجديدة، وأكد أن اليمن لا يقفُ موقفَ المتفرج على جريمةِ تجويع غزة، بل يواجهُها بكل الوسائل. إن قرار استئناف العمليات البحرية لم يكن مجرد استعراضٍ للقوة، بل هو جزءٌ من التزامٍ دينيٍ وأخلاقي، تجاه شعبٍ يذبحه الصهاينة في وضح النهار، بينما يتواطأُ العالمُ بالصمتِ والتواطؤ.
في الوقت الذي يفرضُ فيه بعضُ الأنظمة العربية شروطاً مذلّةً على المقاومة مقابل دعمٍ سياسيٍ فارغ، كان موقفُ السيد القائد مختلفاً تماماً. فبدلاً من فرضِ الإملاءات، كان الدعمُ بلا قيود، وبدلاً من البحثِ عن المكاسب، كان الالتزامُ بالمبدأ، وبدلاً من المتاجرة بالقضية، كان الانخراطُ في المواجهة.
شتان بين قيادةٍ تستمد شرعيتها من القرآنِ والسنة، وبين قياداتٍ تستمد بقاؤها من حماية الغرب، شتان بين من يؤمن أن فلسطين جزءٌ من عقيدة الأمة، وبين من يراها عبئاً يجبُ التخلصُ منه في مؤتمراتِ التطبيع والخيانة.
منذ انطلاق العمليات اليمنية في البحر الأحمر، لم تعد الحربُ مقتصرةً على غزة وحدها، بل توسعت دائرة الاشتباك، واهتزت الحساباتُ الإسرائيلية، وتضاعفت المخاوفُ الغربية. لأول مرة، يجدُ العدو نفسه محاصرًا في البحر، مكشوفاً أمام صواريخ لم يكن يتوقعها.
لقد فرضت صنعاء -بعون الله وتوفيقه- قواعدَ جديدةً للصراع، ونجحت في إعادة فلسطين إلى صدارة المشهد، بعدما كادت أن تُمحى تحت ركام المؤامرات العربية والدولية.
دخلنا التاريخ، وفرضنا المعادلات
ليس شعاراً، بل حقيقةٌ تشهدُ عليها شواطئ البحر الأحمر، وأعماقُ المضائق، ومساحاتُ الرعب التي تضاعفت في قلوب الصهاينة. ليس يوتوبيا، بل واقعٌ تصنعه صواريخُ اليمن وطائراتُه المسيرة التي وصلت إلى عمق الأراضي المحتلة، في الوقت الذي لا تزال فيه بعضُ العواصم العربية تتوسلُ لقاءاتٍ مع الصهاينة.
القائد الذي إذا قال فعل
حين يقول السيد القائد شيئاً، فإنه ليس كلماتٍ للاستهلاك الإعلامي، ولا تصريحاتٍ دبلوماسية تُلقى ثم تُنسى. أربعة أيامٍ فقط، مهلةٌ صنعتها يدُ الثقة بالله، والعزمُ الراسخ، واليقينُ بالنصر.
اليمن اليوم ليس دولةً على الهامش، بل هو محورٌ رئيسٌ في معادلة الصراع، وهو القلعةُ التي تقفُ شامخةً بينما تسقطُ عروشُ العملاء. أما الأنظمةُ العربية التي تراهنُ على التوسلاتِ والبياناتِ الفارغة، فهي لن تُنتجَ إلا مزيدًا من الهزائم، بينما تصنع صنعاءُ الانتصاراتِ بأفعالها لا بأقوالها.
الكلمةُ عنده فعل، والوعدُ عنده عهدٌ لا يُنكث
هذا هو اليمن، وهذه قيادته، وهذه بوصلته التي لا تنحرف، وهذه رسالته إلى العالم: “نحنُ هنا… وسنبقى حتى تتحررَ فلسطين، ويُكسر قيدُ آخر أسير، ويُطهَّر المسجد الأقصى من دنس المحتلين”.