جمعية حماية المرضى: الأطباء الأجانب مطالبون بإتقان اللغة الألمانية
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
تطالب جمعية حماية المرضى بضرورة توفر الطبيب الأجنبي في ألمانيا على مستوى أعلى في اللغة الألمانية.
نظرا للتزايد المستمر في عدد الأطباء الأجانب في ألمانيا، طالب رئيس المؤسسة الألمانية لحماية المرضى، أويغن بريش، بضرورة توفر الأطباء الأجانب على اختبارات أعلى في اللغة الألمانية. وأوضح بريش في حوار مع صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" أنّ "التواصل الجيد بين الطبيب والمريض هو أساس نجاح العلاج".
وأكد بيرش أنه إلى جانب إتقان الأطباء للمصطلحات الطبية فإن توفرهم أيضا على مهارات التواصل باللغة الألمانية اليومية أمر ضروري. "وإلا فإن سوء الفهم أمر لا مفر ما قد يؤدي إلى عدم القيام بالفحوصات المطلوبة أو حصول أخطاء في العلاج."
وشدد بيرش أنّ ذلك يكتسب أهمية إضافية عند المرضى المسنين الذين يعانون من صعوبات في السمع أو يعانون من الخرف بحاجة إلى أطباء لديهم إحساس باللغة.
نقص في المتخصصين - أطباء أجانب للمستشفيات الألمانية
وبشكل دقيق يطالب رئيس المؤسسة الألمانية لحماية المرضى بضرورة التوفر على شهادة C1 في التخصصات التي لها علاقة بالتواصل مع المرضى. وشهادةC1 تعني أن حاملها يمتلك مهارات لغوية عالية وهي الدرجة الخامسة من ست درجات في نظام اختبارات اللغة.
يذكر أنه حسب إحصائيات مكتب اتحاد الأطباء الألمان فإن عدد الأطباء الأجانب بلغ العام الماضي 60 ألف طبيب وهو رقم غير مسبوق في ألمانيا.
وتعاني ألمانيا من نقص كبير في الأطباء خاصة في المناطق الريفية وخصصت وزارة الصحة 23 مليون يورو لدعم المشاريع التي تسعى إلى سد هذا النقص. وطالب وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ بتوفير 5 آلاف مقعد إضافي في كليات الطب بالجامعات الألمانية.
هـ.د/ع.ج.م (إ ب د)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: أطباء الأسرة دويتشه فيله أطباء الأسرة دويتشه فيله فی ألمانیا
إقرأ أيضاً:
جدل مزمن حول البدانه (تفاصيل)
هل يمكن تصنيف البدناء على أنهم مرضى؟ جدل مزمن تتقاطع فيه الاعتبارات الطبية والاجتماعية، وتوافق خبراء عالميون أخيرا على إجابة موحدة حوله، لكن نتيجتهم غير الحاسمة حول الموضوع قد لا ترضي أيا من الأطراف المعنية.
وأشارت خلاصة بحث نشرتها الأربعاء مجلة "لانسيت ديابيتيس أند اندوكرينولوجي" المتخصصة بأمراض السكري والغدد الصماء، إلى أن "فكرة تصنيف البدانة كمرض تشكل جوهر أحد أكثر النقاشات المثيرة للجدل والانقسام في الطب الحديث".
وحمل المقال الطبي الطويل توقيع عشرات المتخصصين في البدانة. وقد اتفق هؤلاء على إعادة تعريف كيفية تحديد هذه الحالة، فضلا عن المشاكل الطبية التي تسببها.
وينطوي هذا الموضوع على حساسية كبيرة لأنه يثير بانتظام نقاشات محتدمة تتجاوز حدود المجتمع الطبي، ومن المعروف أن البدانة ترتبط بمجموعة واسعة من الأمراض مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. ولكن بالنسبة لبعض المراقبين، يمكن للشخص البدين أن يعيش في بعض الأحيان بصحة جيدة، وبالتالي لا ينبغي اعتبار وزنه الزائد إلا عامل خطر.
بالنسبة لآخرين، تشكّل البدانة بالضرورة مشكلة صحية، ويجب اعتبارها مرضا في حد ذاته. وهذا هو رأي منظمة الصحة العالمية.
"رهاب البدانة"
يتناول هذا النقاش جزئيا قضايا متعلقة بمكافحة التمييز، إذ يعتقد بعض الناشطين في مجال مكافحة "رهاب البدانة" أن المظهر البدني للبدناء لا ينبغي أن يشكّل بحد ذاته وصمة سلبية تدفع لتصنيفهم على أنهم مرضى.
ومع ذلك، سيكون من المبالغة اختصار الجدل في كونه مجرد مواجهة بين المرضى والأطباء. فبين أفراد الفئة الأولى، يرى كثر أن من الضروري النظر إلى البدانة كمرض، حتى يمكن التعامل معها على محمل الجد وتنفيذ سياسات صحية عامة طموحة بما فيه الكفاية.
في المقابل، يرى أطباء كثر مجازفة قد تحول دون تلبية احتياجات المرضى في حال التعامل مع البدانة كمرض مستقل، وليس كعامل خطر مرتبط بأمراض متغيرة للغاية يعاني منها المريض.
تكتسب هذه الأسئلة أهمية خاصة مع ظهور علاجات فعالة لإنقاص الوزن، بما في ذلك منتج "ويغوفي" الشهير. لكنّ آثارها الجانبية لا تزال تثير تساؤلات، بينها ما يتعلق خصوصا بمعرفة ما إذا كان ثمة ضرورة لإعطائها على نطاق واسع أم الاحتفاظ بها للمرضى الذين يعانون تبعات صحية كبيرة جراء البدانة؟
مؤشر كتلة الجسم ليس كافيا
وفي نهاية المطاف، "لا أحد على حق تماما ولا أحد على خطأ تماما"، بحسب فرانشيسكو روبينو، جراح البدانة الذي ترأس عمل لجنة الخبراء، في مؤتمر صحافي.
وقد حرص الباحثون في توصياتهم الجديدة على توخي الدقة... فباختصار، البدانة مرض، لكن ليس في كل الأوقات.
ويؤكد الخبراء في البداية على نقطة أصبح هناك إجماع عليها حاليا، ومفادها أن مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يقيس النسبة بين وزن الشخص وطول قامته، غير كافٍ على الإطلاق.
وسيكون من الضروري استكماله باختبارات أخرى لتحديد ما إذا كان المريض يعاني من البدانة: قياس محيط الخصر، على سبيل المثال، أو استخدام تقنيات الأشعة لتقدير كمية الدهون في الجسم.
ولكن حتى لو صُنف الشخص على أنه مصاب بالبدانة، فإن الخبراء لا يعتبرون ذلك مرضا بالضرورة. وبحسب رأيهم، فإن البدانة لا تصبح "سريرية" إلا عندما تظهر على الأعضاء علامات خلل في وظائفها.
وبدون ذلك، فإنهم يدعون إلى الحديث عن البدانة "ما قبل السريرية". وبالتالي، لا يكون الأمر مرضا، بل حالة تتطلب إجراءات وقائية بالأساس، وليس بالضرورة علاجات دوائية أو جراحية، من أجل تجنب "الإفراط في العلاج الطبي".
ويرمي الباحثون من خلال هذه الاستنتاجات إلى أن يرضوا جميع المعنيين بالموضوع، لكنهم قد يثيرون استياء الجانبين. فلدى بعض جمعيات المرضى، ثمة رفض تام لفكرة عدم تصنيف البدانة تلقائيا على أنها مرض.
تقول آن صوفي جولي، مؤسسة التجمع الوطني لجمعيات الأشخاص المصابين بالبدانة، إن هذه النتائج "تتعارض مع رسائل الصحة العامة"، منتقدة بشدة الخبراء المنفصلين عن "الواقع الملموس" الذي يعيشه مرضى البدانة الذين لا يجدون متابعة كافية لوضعهم.
كما أن عمل اللجنة لا يرضي الجهات التي تعارض تصنيف البدانة على أنها مرض، مثل عالمة النفس سيلفي بن كمون التي ترأس مجموعة التفكير في البدانة وزيادة الوزن (GROS).
وتقول بن كمون "هذا ليس كافيا، رغم أنه يُحسب له فتحه نقاشا في الموضوع"، معتبرة أن الخبراء لا يقدمون أي إجابات تقريبا في ما يتصل بالرعاية، وأن توصياتهم ربما لن تغير كثيرا في مواقف مقدمي الرعاية.