قمة البريكس في جنوب أفريقيا (24/8/2023) بحضور لولا دا سيلفا وشي جين بينغ وسيريل رامافوسا وناريندرا مودي، بينما غاب فلاديمير بوتين.

ربما لا ترى الولايات المتحدة الأمريكية في خطط مجموعة  البريكستهديداً جدياً. وربما يكون تقليل واشنطن من أهمية التوسع المخطط للمجموعة ليشمل إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وإثيوبيا والأرجنتين مجرد جزء من الاستراتيجية السياسية الأمريكية.

فعلى أية حال، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن مجموعة البريكس ليست منافساً جيوسياسياً للولايات المتحدة. وأضاف في إفادة صحفية "هذه مجموعة متنوعة من الدول.. لديها اختلاف في وجهات النظر بشأن القضايا الحاسمة".

مختارات بعد توسيع بريكس.. بيربوك تؤيد التعاون مع الأعضاء الجدد مجموعة بريكس في ازدهار.. ما المتوقع من قمة جوهانسبرغ؟ لماذا يتزايد تنافس الدول للانضمام إلى مجموعة بريكس؟

ومن الواضح أيضاً أن البيت الأبيض يحاول تهدئة الأمور وعدم التنديد بصوت عالٍ بمبادرة توسيع بريكس وعدم اعتبارها كهجوم مباشر على مكانة الولايات المتحدة كسيدة للعالم. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إنه من أجل الحفاظ على السلام والأمن العالميين، ستواصل الولايات المتحدة العمل مع شركائها وحلفائها "على المستويات الثنائية والإقليمية والمتعددة الأطراف". وأضاف أن الولايات المتحدة مقتنعة بأن كل دولة حرة في اختيار شركائها الذين تتعاون معهم.

وتفضل واشنطن التركيز على اجتماع القمة الثامن عشر لدول مجموعة العشرين في نيودلهي بعد أسبوعين. وستكون دول البريكس الخمس ممثلة هناك، بالإضافة إلى الأعضاء الجدد المحتملين الأرجنتين والمملكة العربية السعودية، لكن لا الإمارات العربية المتحدة ولا مصر ولا إثيوبيا ممثلة في قمة مجموعة العشرين، وقبل تلك الدول، العدو اللدود: إيران. وقال البيت الأبيض إن الدول الغربية تأمل في تحقيق "نتائج قوية" في اجتماع نيودلهي، بحيث يظهر دور مجموعة العشرين باعتبارها "المنتدى الأهم للتعاون الاقتصادي".

"مجموعة البريكس هي تحالف اقتصادي في المقام الأول"

وعلى الجانب الآخر، فإن العديد من الدول الغربية تكاد تكون متحفظة بشكل واضح بشأن مركز القوة الجديد المحتمل لمجموعة البريكس. وهنالك عدد قليل فقط من وسائل الإعلام هو من يتخلى عن التحفظ، ويقوم بالتعبير، ربما، عما قد تفكر فيه العديد من الحكومات خلف الأبواب المغلقة. وعلقت صحيفة أفتنبوستن النرويجية قائلة إن مجموعة البريكس "أصبحت نادياً عالمياً للقادة المستبدين والرجعيين، في وجود الصين وروسيا على رأسها". وأضافت الصحيفة أن شعوب هذه الدول تستحق الأفضل.

وتذهب صحيفة "NRC" الهولندية خطوة أبعد من ذلك فكتبت تقول: "دعوة الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات فقط للانضمام للمجموعة يمثل نكسة للصين. وعلاوة على ذلك، فإن جنوب أفريقيا شددت أيضاً على أنه ’من الخطأ تماماً’ اعتبار مجموعة البريكس منتدى مناهض للغرب. أمّا أن تكون المجموعة بديلاً لمجموعة السبع، كما ترغب الصين، فهذا لم يحدث بعد".

وتضيف صحيفة "NRC" أن إصدار عملة مشتركة خاصة بالمجموعة، كما تسعى البرازيل جاهدة لتحقيقه، ليست مسألة واقعية مادامت الاختلافات الاقتصادية بين دول المجموعة كبيرة جداً. وتابعت الصحيفة: "في عالم متعدد الأقطاب، تتوخى العديد من دول العالم الجنوبي الحذر بشأن وضع كل الرهانات على حصان واحد. لكن لا ينبغي الاستهانة برمزية التعاون بين دول الجنوب. في النهاية مجموعة البريكس هي في المقام الأول تحالف اقتصادي وستظل كذلك".

لا ترى وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في توسعة بريكس حتى الآن أي إضعاف لمجموعة العشرين

ولكن أين ألمانيا؟

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تتعامل مع الموضوع على مبدأ أن توسيع مجموعة بريكس ليس نهاية العالم، وأنه من المباح والمشروع أيضاً ونحن في عام 2023، في عالم تحكمه العولمة، أن تتطلع الدول في كل الاتجاهات بحثاً عن مصالحها. وقالت بيربوك: "في هذه الأوقات، تشعر جميع دول العالم بمدى أهمية التعاون والشراكة. ويجب على كل دولة أن تسأل نفسها على الدوام: ما هي الشراكة التي تناسب قيمها ومصالحها بشكل أفضل؟ وأيها الذي سيفيد أكثر على المدى الطويل؟"

ومن الواضح أن استراتيجية ألمانيا هي: الترحيب بالجميع، وعدم المخاطرة، والتأكيد على أن باب برلين مفتوح دائماً لجميع أعضاء البريكس الجدد، ففي نهاية المطاف، هناك قنوات اتصال مع الجميع، باستثناء إيران، حسب بيربوك. وقد دافعت وزيرة الخارجية الألمانية بشدة عن التعاون مع الأعضاء الجدد في المجموعة التي تضم اقتصاديات صاعدة. وقالت بيربوك في العاصمة الألمانية برلين (الخميس 24 أغسطس/ آب 2023)، إنها لا تشاطر الرأي الذي تتم مناقشته في الرأي العام في بلادها ومفاده بأن التقاء دول البريكس يمثل مشكلة، مشيرة إلى أن لكل جهة الحق في أن تختار اجتماعاتها بنفسها وبحرية سواء كان ذلك على مستوى الأوروبيين أو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أو مجموعة العشرين.

راينهارد بوتيكوفر: "ليس هناك شك في أن التوسعة تعزز هيمنة المعسكر الاستبدادي في مجموعة بريكس".

الاتحاد الأوروبي أمام تحدٍ كبير

ومن المفارقات أن راينهارد بوتيكوفر، وهو أحد أعضاء حزب بيربوك (حزب الخضر)، تحدث بصراحة بخصوص نتائج قمة البريكس في جنوب أفريقيا. وقال منسق السياسة الخارجية لكتلة أحزاب الخضر الأوروبية في برلمان التكتل إن "قمة البريكس سجلت حقائق تاريخية. وهذا سيزيد بشكل كبير من الثقل الدولي لبريكس، حتى ولو كانت هناك اختلافات مهمة بين الأعضاء. ومن خلال عملية التوسيع ستتغير شخصية البريكس أيضاً وسوف تتزايد هيمنة الصين، وستصبح مجموعة البريكس مجموعة استبدادية بشكل واضح".

ويقر راينهارد بوتيكوفر بصحة الرأي القائل إن مجموعة البريكس ليست مجموعة متجانسة، وهو ما ينعكس أيضاً في موقفها تجاه الحرب العدوانية الروسية في أوكرانيا، إلا أن أعضاءها بدوا متحدين في موقفهم "المناهض للغرب". ويتابع بوتيكوفر: "مجموعة البريكس كانت دائما غير غربية (الهوى)؛ والآن تتحول اللهجة (الخاصة بالمجموعة) إلى (لهجة) المواجهة".

ويحذر السياسي بالبرلمان الأوروبي من أن الاتحاد الأوروبي يواجه الآن تحدياً هائلاً ويقول: "ليس لدينا وقت طويل لإثبات أن أوروبا تريد أن تكون شريكاً موثوقاً وعادلاً للدول الفقيرة والنامية. وإذا لم ينجح ذلك، فقد تصبح البريكس ملاذا لكثير من هذه البلدان".

أوليفر بيبر/ ص.ش

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: مجموعة بريكس مجموعة البريكس جنوب أفريقيا أعضاء البريكس الصين روسيا البرازيل السعودية مصر الإمارات الغزو الروسي لأوكرانيا الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة مجموعة العشرين مجموعة السبع مجموعة بريكس مجموعة البريكس جنوب أفريقيا أعضاء البريكس الصين روسيا البرازيل السعودية مصر الإمارات الغزو الروسي لأوكرانيا الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة مجموعة العشرين مجموعة السبع الولایات المتحدة مجموعة البریکس مجموعة العشرین مجموعة بریکس

إقرأ أيضاً:

عضو  بـ «الشورى»: المملكة صاحبة أهم مشروع تحول اقتصادي بأقل معدلات تضخم بين دول مجموعة العشرين

أوضح عضو مجلس الشورى فضل البوعينين، أهمية التصنيف الصادر من مركز التنافسية العالمي التابع المعهد الدولي للتنمية الإدارية بشأن المملكة والذي أشار إلى تقدمها مرتبة خلال العام الجاري.

وأضاف البوعينين، بمداخلة لبرنامج «نيوزكاست اقتصاد»، المذاع عبر أثير «العربية إف إم»، أن المملكة صاحبة أهم مشروع تحول اقتصادي في القرن الحالي بأعلى نمواً وأقل معدلات تضخم بين دول مجموعة العشرين.

وأكمل عضو مجلس الشورى، أن مركز التنافسية العالمية أحد المراكز المهمة التابعة للمعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا ويكتسب أهمية بإشرافه على التنافسية العالمية التي يحدد من خلالها مراتب الدول في ذلك المؤشر ويقارن قرابة 67 دولة؛ لذلك تتنافس الدول فيما بينها لتحقيق أعلى درجات التنافسية لما ينعكس على تحسين البيئة الاستثمارية وجذب البيئة الاستثمارية.

وأردف البوعينين، ان المملكة حققت مراكز متقدمة خلال الست سنوات الماضية وأصبحت تتقدم في هذا المؤشر بعد قفزات عالية يكون التقدم بعدها منهجيا بأقل مما كان عليه، بينما ستحقق خلال السنوات الماضية مراكز اكثر تقدما مما تحقق العام الحالي، مشيرا إلى أن التشريعات من أهم المؤشرات حيث تم إطلاق وإعادة هيكلة تشريعات وإصدار تشريعات أخرى جديدة مما ساعد في تحسين بيئة الأعمال فضلا عن تشريعات سوق العمل وتنظيمه وخلق مزيد من فرص العمل، مع التشريعات المرتبطة بالاستثمار والتشريعات التجارية.

وثمن تنظيم قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة والدعم المالي، بالإضافة إلى أهمية معيار البنية التحتية وهو ما تعمل عليه المملكة حيث أصبح جزءا كبيرا من البنية التحتية جاهزا من الموانئ والمطارات، منوها بأن البنية التحتية من اهم مدخلات قياس التنافسية العالمية، لافتا إلى أهمية الإدارة الاقتصادية.

عضو مجلس الشورى فضل البوعينين: #السعودية صاحبة أهم مشروع تحول اقتصادي في القرن الحالي بأعلى نمواً وأقل معدلات تضخم بين دول مجموعة العشرين #نيوزكاست_اقتصاد مع علي السمان#العربيةFM pic.twitter.com/6D3WqrsCBi

— FM العربية (@AlarabiyaFm) June 30, 2024

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية: تعزيز التعاون مع مصر وقطر لتحقيق الهدوء على الحدود الإسرائيلية اللبنانية
  • انهيار مجموعة الساحل الخمسة.. هل يفتح الباب لتصاعد الإرهاب في أفريقيا؟
  • وزيرة خارجية ألمانيا: بدون مكياج سيبدو المرء مثل حفار القبور
  • الإمارات تتطلع لبناء نظم غذائية مستدامة لـ «بريكس»
  • آمنة الضحاك تؤكد حرص الإمارات على توسيع التعاون مع «بريكس»
  • آمنة الضحاك تؤكد حرص الإمارات على توسيع التعاون مع “بريكس” في مجالي الأمن الغذائي والحفاظ على البيئة
  • 136 ألف يورو نفقات مكياج وزيرة خارجية ألمانيا.. هكذا بررت
  • عضو  بـ «الشورى»: المملكة صاحبة أهم مشروع تحول اقتصادي بأقل معدلات تضخم بين دول مجموعة العشرين
  • بريكس تواجه مشكلة التوسع
  • صحيفة روسية: انضمام أصدقاء أميركا للبريكس يقلق الغرب