انتقادات بعد هدم مقابر ومبان تاريخية بالقاهرة بسبب احتياجات تنموية عاجلة
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
في طريقها لتحديث القاهرة القديمة، ردمت آليات الحفر والبناء، أحياء تاريخية، عرفت بها العاصمة المصرية، ومعها بعض المقابر التاريخية والمراكز الثقافية وورش العمل الحرفية، التي حكت لعقود تاريخ مصر العريق.
وبينما اختفى عدد متزايد من الأحياء المتهالكة، تمت تهيئة أرضيتها لبناء مبان شاهقة خرسانية، فيما نقلت العائلات التي عاشت هناك لأجيال إلى أطراف العاصمة.
ومعروف أن القاهرة تكتظ بما يقرب من 22 مليون شخص، فهي من أكبر العواصم العربية من حيث الكثافة السكانية، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعمل الآن على تحديث هذه المدينة العتيقة بسرعة، وبتكلفة ثقافية باهظة، وفق ما نقله تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
وأعلن السيسي في خطاب ألقاه مؤخرا أنه "لا يوجد مكان واحد في مصر لن تمسه يد التنمية".
ويتم إنشاء طرق جانبية وجسور جديدة بسرعة كبيرة، حيث لم يتمكن سائقو سيارات الأجرة وحتى خرائط غوغل من مواكبة ذلك.
ولا يتعلق الأمر بتجديد القاهرة فحسب، بل يتم استبدالها بعاصمة جديدة ضخمة، بأبراج عالية وفيلات فاخرة، وفق التقرير.
وتبلغ التكلفة التقديرية للعاصمة الجديدة وحدها 59 مليار دولار، مع ذهاب مليارات أخرى إلى مشاريع البناء المختلفة، بما في ذلك الطرق والقطارات عالية السرعة التي تهدف إلى ربط العاصمة الجديدة بالقديمة.
وقد تم دفع معظمها عن طريق الديون، حيث شلت كلفتها الهائلة قدرة مصر على التعامل مع الأزمة الاقتصادية العميقة الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقبل بضعة أسابيع، وصلت جهود التحديث إلى الفسطاط، أقدم منطقة في المدينة، والتي تأسست كعاصمة لمصر قبل قرون من ظهور القاهرة.
وطرق أحد مسؤولي المنطقة باب الفنان، معتز نصر الدين، وطلب منه البدء في تجهيز عملية إخلاء "درب 1718" المركز الثقافي الشعبي الذي أسسه في الحي قبل 16 عاما.
وقال نصر الدين (62 عاما) إن الحكومة ستقوم بتوسيع الطريق خلفه لبناء طريق سريع مرتفع.
انتقادات واسعةصاحب هذه الحركة، انتقادات واسعة بسبب ظهور الحفارات والجرافات الحكومية قرب الممتلكات الخاصة دون أي إشعار تقريبًا.
وقال نصر الدين وأصحاب ورش الفخار إن المسؤولين المحليين لم يقدموا أمر هدم مكتوبا أو أي أوراق أخرى.
من جانبه، قال محمد عابدين (48 عاما) صاحب إحدى الورش المقرر تدميرها "كل يوم تستيقظ ولا تعرف ماذا سيحدث" مشيرا إلى إن عائلته كانت تصنع الفخار في المنطقة منذ عشرينيات القرن الماضي.
في المقابل، قال أحمد موسى، وهو مقدم برامج تلفزيونية، معروف بتأييده للسيسي، مؤخرا "هذه هي التطورات التي كان على البلاد أن تراها".
بينما يقول آخرون إنهم لم يعودوا يعرفون مدينتهم.
يقول ممدوح صقر، المهندس المعماري المتخصص في التخطيط الحضري: "إذا تعرضت للغزو، فكل ما يهمك هو آثارك وأشجارك وتاريخك وثقافتك".
ثم تابع "الآن يتم تدمير كل شيء، ودون سبب، بل دون أي تفسير".
وفي أغلب الأحيان، يخضع المصريون لقرارات الحكومة دون مقاومة، لكن نصر الدين، رفع دعوى لوقف التدمير وأثار ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت البلدية إنها تعيد النظر في الخطط، لكنها لم تذكر متى سيتم اتخاذ القرار النهائي أو من سيتخذه.
دور الجيشعادة ما يشرف الجيش المصري القوي على بناء الطرق والجسور والمشاريع الكبرى مثل العاصمة الجديدة.
والرئيس السيسي نفسه، جنرال سابق، وصل إلى السلطة في عام 2013 وسط احتجاجات حاشدة كانت تطالب بإطاحة أول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد، محمد مرسي، والذي تولى منصبه بعد انتفاضة الربيع العربي في البلاد عام 2011، التي أخرجت الرئيس الأسبق، حسني مبارك، من السلطة.
ويقول سكان القاهرة، إن المسؤولين يميلون إلى تجاهل نصائح الخبراء ومخاوف المواطنين.
"فقط في حالات معزولة تمكن دعاة الحفاظ على الآثار من إنقاذ الآثار التاريخية" تؤكد الصحيفة الأميركية.
أدى انتشار المشاريع التي تقودها المؤسسة العسكرية إلى ظهور عبارة في مصر هي "ذوق لواءات"، وهي تعبير ضمني ساخر لما يجري.
ويتركز أسلوب البناء الجديد في المتحف الوطني للحضارة المصرية، الذي لا يبعد كثيرا عن الدرب، حيث توجد المومياوات الملكية الأكثر شهرة في مصر القديمة.
تجوب الجرافات والآليات الثقيلة المنطقة المحيطة منذ سنوات، وتهدم المساكن في أحياء الطبقة العاملة، لإفساح المجال على ما يبدو لبناء جديد.
في غضون ذلك، اختفت العديد من الحدائق والأشجار التي حرصت السلطات في مصر على الحفاظ عليها سابقا، ما أدى إلى تقليص المساحات الخضراء الضئيلة التي كانت تتمتع بها القاهرة في السابق.
حلت محل تلك الحدائق، أكشاك الوجبات السريعة والمقاهي، والطرق الجديدة ومحطات الوقود المملوكة للجيش، التي تصطف على جانبي ضفاف النيل التي كانت ذات يوم خضراء خصوصا في الزمالك وهليوبوليس.
لكن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي قال مؤخرا إنه سيتم بناء حدائق ومتنزهات جديدة حيث تمت تسوية مساحات كبيرة من المقابر القديمة المعروفة باسم مدينة الموتى.
وستضم "حديقة الخالدين" الجديدة رفات بعض الشخصيات التاريخية التي دمرت مقابرها الأصلية "بسبب احتياجات تنموية عاجلة"، على حد تعبير صحيفة الأهرام المملوكة للدولة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: نصر الدین فی مصر
إقرأ أيضاً:
وائل جسار يعلن عن حفله المرتقب في رأس السنة بالقاهرة
أعلن الفنان اللبناني وئل جسار عن إحيائه لحفل رأس السنة 2024 في 31 ديسمبر، الذي سيقام في أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة.
حفل وائل جسارالحفل المنتظر يعد من أبرز الفعاليات الغنائية في ليلة رأس السنة، حيث يترقب عشاق وائل جسار هذه المناسبة للاحتفال مع بداية العام الجديد في أجواء موسيقية ساحرة.
وائل جساروكتب وائل جسار عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وإنستجرام، منشورًا يعلن فيه عن الحفل، حيث نشر بوستر الحفل مع تعليق: "مستنيكم بحفل ليلة رأس السنة - بفندق سميراميس القاهرة، مصر"، كما أضاف وائل "منشن" لمنتج الحفل محمود حنفي وابنته ياسمين، في إشارة إلى التعاون المستمر بينه وبينهما، والذي أثمر عن العديد من الحفلات الناجحة في السنوات الماضية.
يُذكر أن محمود حنفي يعد من كبار منتجي الحفلات في مصر، بينما تساهم ابنته ياسمين في تنظيم العديد من الفعاليات التي حققت شهرة واسعة.
ويُعتبر التعاون بين وائل جسار و محمود حنفي وابنته ياسمين واحدًا من أبرز شراكات العمل الناجحة في مجال تنظيم الحفلات الغنائية، حيث سبق أن قدما معًا العديد من الحفلات التي حققت نجاحًا كبيرًا، ما يجعل حفل رأس السنة في القاهرة أكثر إقبالًا من محبي الفنان.
من المتوقع أن يقدم وائل جسار مجموعة من أغانيه الشهيرة في هذا الحفل، والتي طالما أحبها جمهوره في العالم العربي.
يعكس وائل جسار في أغانيه الطابع الرومانسي الذي يتناغم مع أذواق الجمهور، بالإضافة إلى صوته المميز وأدائه الفني الراقي.
كما من المتوقع أن يقدم مجموعة من المفاجآت خلال الحفل، حيث سيحمل الحضور في رحلة موسيقية عبر أغانيه القديمة والجديدة، ما سيجعل من تلك الليلة واحدة من أجمل ليالي رأس السنة.
جدير بالذكر أن آخر أعمال وائل جسار كانت أغنية "كل وعد"، التي حققت نجاحًا كبيرًا فور صدورها، الأغنية من كلمات رفيق نجيب، وألحان أحمد زعيم، وتوزيع ومكساج وسام عبد المنعم، لقد لاقت الأغنية إعجابًا واسعًا من الجمهور بفضل كلماتها العاطفية وأدائها الرائع، وهو ما يعكس قوة وائل جسار في اختيار أعماله بعناية.
يُعتبر وائل جسار من أبرز الفنانين الذين تمكنوا من ترك بصمة مميزة في عالم الفن العربي، حيث استطاع أن يحافظ على مكانته وسط كبار النجوم من خلال تقديم أعمال فنية تجمع بين الأصالة والحداثة.
في هذا السياق، يعد حفل رأس السنة في القاهرة فرصة مثالية للجمهور للاستمتاع بموسيقى وائل جسار في ليلة تجمع بين الطرب الأصيل وأجواء الاحتفال بالعام الجديد.
تامر بجاتو لـ«الوفد»: مهرجان القاهرة قدم إبداعات لا مثيل لها وتستحق الاحتفاء