هل يفقد الدولار عرشه على العالم؟.. 4 عوامل تهدد هيمنة العملة الأمريكية
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
يرى تحليل نشره الباحث أوبامانيو لاهيري في "مجلس العلاقات الخارجية" أن هيمنة الدولار الأمريكي دخلت بالفعل مرحلة الخطر، بسبب تحديات داخلية في الولايات المتحدة، أبرزها الارتفاع الكارثي لعتبة الديون والأزمة السياسية المتصاعدة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وهناك عوامل خارجية على رأسها استخدام واشنطن الدولار بشكل مفرط لفرض عقوبات ضد خصومها حول العالم، ولجوء الفيدرالي الأمريكي لرفع الفائدة ما تسبب بهزات اقتصادية كبيرة في الدول النامية المرتبطة بالدولار.
تجني حكومة الولايات المتحدة واقتصادها ومواطنوها فوائد هائلة من "الامتياز الباهظ" الذي يتمتع به الدولار، كما وصفه وزير المالية الفرنسي السابق، في الأسواق المالية العالمية.
وبسبب الطلب العالمي القوي على الدولار الأمريكي والأوراق المالية المدعومة بالدولار مثل سندات الخزانة الأمريكية، تستطيع الولايات المتحدة الاقتراض بأسعار فائدة أقل بكثير من الدول الأخرى.
كما تستطيع الحكومة والشركات الأمريكية الاقتراض من الدائنين الأجانب بالدولار بدلا من العملات الأجنبية، وبالتالي فإن قيمة الدين لا تتغير مع التقلبات في أسعار الصرف.
اقرأ أيضاً
بوتين: لا رجعة عن التخلص من الدولار في التسويات بين دول بريكس
كما يعمل ارتفاع الطلب على الدولار على تعزيز قيمته في مقابل العملات الأخرى، مما يؤدي إلى منتجات أرخص للمستهلكين الأمريكيين، على الرغم من أنه على الجانب الآخر، يجعل الصادرات الأمريكية أقل قدرة على المنافسة.
كما تمنح الهيمنة العالمية للدولار الأمريكي حكومة الولايات المتحدة القدرة على فرض عقوبات بعيدة المدى وفعالة على خصومها، وهي أداة قوية في السياسة الخارجية.
ومع ذلك، وعلى الرغم من هيمنتها المستمرة، فإن التحديات المحلية والدولية التي يواجهها الدولار الأمريكي آخذة في التصاعد، كما يقول الكاتب.
أولا: التحديات الداخليةمن عجيب المفارقات، كما يقول الكاتب، أن الولايات المتحدة راكمت، جزئياً، بسبب تكاليف الاقتراض المنخفضة للغاية، قدراً هائلاً من الديون، بلغ 32.11 تريليون دولار، وهو مبلغ غير مستدام على المدى الطويل ويمكن أن يقوض الثقة في الدولار الأمريكي.
ومن الناحية السياسية، فمن الصعب على القادة أن يعالجوا قضية الديون المتصاعدة. ورغم أن الرأي العام الأمريكي يدعم خفض الديون والإنفاق، فإن الخطوات المحددة للقيام بذلك ــ مثل زيادة الضرائب وإصلاح برامج الاستحقاقات مثل الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية ــ لا تحظى بشعبية، وخاصة بين الأمريكيين الأكبر سنا.
أيضا، فإن الاستقطاب السياسي المتزايد في الولايات المتحدة جعل من العجز عن السداد احتمالاً حقيقياً.
ويحذر الكاتب من أن تخلف واشنطن عن سداد ديونها قد يشكل كارثة ستقوض الثقة في الدولار ومكانته كملاذ آمن.
اقرأ أيضاً
النظام المالي يتغير.. هل بات الدولار في طريقه لخسارة نفوذه؟
ثانيا: التحديات الدوليةتمنح الهيمنة العالمية للدولار حكومة الولايات المتحدة السلطة لفرض عقوبات معوقة وشن أشكال أخرى من الحرب المالية ضد الخصوم.
ومنذ 11 سبتمبر/أيلول 2001، استخدمت هذه القوة بوتيرة متزايدة.
وفي عام 2022، خضع أكثر من 12 ألف كيان لعقوبات وزارة الخزانة الأمريكية، أي بزيادة تزيد عن اثني عشر ضعفًا منذ مطلع القرن.
ويقول الكاتب إن العقوبات الأمريكية لم يكن لديها أفضل سجل في تغيير سلوكيات الأنظمة، لكنها تضمن أن يدفع الخصوم المستهدفون ثمناً باهظاً لمواصلة الانخراط في أعمال تعارضها الولايات المتحدة.
وقد أدى الإفراط في استخدام تلك العقوبات من قبل واشنطن، في جعل عدد من البلدان لديها الرغبة في الابتعاد عن النظام المالي القائم على الدولار الأمريكي.
على سبيل المثال، عارضت الدول الأوروبية انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من الاتفاق النووي الإيراني. ومع ذلك، بسبب العقوبات الثانوية، التي كانت جزءًا من حملة "الضغط الأقصى" على إيران، اضطروا إلى قطع التجارة مع إيران. وهذا ما جعلهم يفكرون في تطوير بديل لنظام سويفت والأنظمة القائمة على الدولار.
اقرأ أيضاً
الدولار والإجهاد الاقتصادي الأمريكي
ممارسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكيبالإضافة إلى ذلك، ونظرًا لحالة الاحتياطي العالمي للدولار، فإن تأثيرات السياسات النقدية للاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر على حدود الولايات المتحدة.
وعلى سبيل المثال، عندما رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لمحاربة التضخم خلال العام الماضي، أدى ذلك إلى انخفاض المعروض النقدي، ونقل المستثمرين الأموال من البلدان النامية إلى "الملاذ الآمن" لسندات الخزانة الأمريكية، مما أدى إلى تدفقات هائلة لرأس المال إلى الخارج.
ويؤدي هذا التدفق أيضاً إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى، وزيادة الديون المقومة بالدولار التي تحتفظ بها البلدان النامية.
ومن غير المستغرب أن يؤثر هذا على البلدان المثقلة بالديون بشكل أكبر.
اقرأ أيضاً
مصير هيمنة الدولار الأمريكي
الابتعاد عن الدولارونظراً للعوامل المحلية والدولية الموضحة أعلاه، فإن الرغبة الدولية في التنويع بعيداً عن نظام الاحتياطي العالمي القائم على الدولار مرتفعة، يقول الكاتب.
ومن غير المستغرب أن تضطر روسيا إلى التخلص من الدولار في ظل سعيها إلى التهرب من العقوبات الغربية، ولكن الصين، التي ظلت لفترة طويلة تدفع نحو تدويل عملتها، هي الدولة التي تقف في طليعة الجهود الرامية إلى إضعاف قوة الدولار.
قامت الصين مؤخرا بتوسيع اتفاقية تبادل العملات مع الأرجنتين، كما توصلت مؤخرًا إلى اتفاق مع البرازيل، التي تبلغ تجارتها السنوية معها 150 مليار دولار، للتداول بعملتيهما بدلاً من الدولار الأمريكي.
وتسعى بكين لإبرام اتفاقيات مماثلة مع دول أخرى. وإذا نجحوا، فسيشكل ذلك تحديًا للدولار الأمريكي باعتباره العملة الافتراضية للتجارة في العالم نظرًا لهيمنة الصين على تجارة السلع العالمية.
اقرأ أيضاً
دول الخليج تراقب الحراك العالمي ضد الدولار.. ومجبرة للتجاوب معه احتياطيا
هل يفقد الدولار بالفعل عرشه؟رغم كل ما سبق، يرى الكاتب أن الدولار الأمريكي سيظل مهيمناً في الاحتياطيات العالمية من النقد الأجنبي لفترة قادمة طويلة، ويرجع ذلك في الغالب إلى عدم وجود بديل واضح.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الصين، فإن الرنمينبي لا يمثل سوى 2.7% من الاحتياطيات العالمية.
ونظراً للضوابط الصارمة على رأس المال ومحدودية إمكانية التحويل إلى عملات أخرى، فإن التحدي الكامل لهيمنة الدولار يظل غير مرجح.
ومع ذلك، يخلص الكاتب إلى أنه يجب على الولايات المتحدة أن تدرك التحديات المحلية والدولية التي تواجه وضع الدولار الأمريكي، وأن تعمل على تهدئة الشكوك دوليًا حتى تتمكن من الاحتفاظ بمكانتها حتى لو ظهر بديل موثوق.
ويمكن أن تشمل هذه الخطوات معالجة الدين العام للولايات المتحدة، بالإضافة إلى إلغاء سقف الديون أو ربطه بتفويض الكونجرس للإنفاق لتعزيز المناقشات بحسن نية حول زيادة الإنفاق أو خفضه دون المخاطرة بالتخلف عن السداد.
وينبغي للولايات المتحدة أيضاً أن تستخدم العقوبات بحكمة أكبر.
المصدر | أوبامانيو لاهيري / مجلس العلاقات الخارجية - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الدولار الأمريكي هيمنة الدولار العقوبات الأمريكية ديون أمريكا أسعار الفائدة الأمريكية الولایات المتحدة الدولار الأمریکی هیمنة الدولار على الدولار اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
أخبار العالم | أمريكا تقصف اليمن .. ترامب يتعهد باستخدام «قوة مميتة» ضد الحوثيين.. والجماعة تتوعد: الهجمات الأمريكية لن تردعنا وسنواصل دعم غزة
نشر موقع صدى البلد" الإخباري خلال الساعات القليلة الماضية، عددًا من الأخبار والموضوعات المهمة التي تتعلق بالشأنين الإقليمي والدولي، نفرد أبرزها في التقرير التالي:
إيران ترفض بيان مجموعة السبع وتصفه بـ المتحيز وغير الواقعيردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، مساء السبت، على البيان الصادر عن وزراء خارجية مجموعة السبع خلال اجتماعهم في كندا، مؤكداً أن ما ورد فيه من اتهامات ضد إيران "لا أساس له من الصحة".
بيان عاجل من الحوثيين بعد القصف الأمريكي على اليمنأكد الناطق باسم جماعة الحوثيين اليمنية، محمد عبد السلام، أن الغارات الأمريكية التي استهدفت اليمن تمثل "عدوانًا سافرًا" على دولة مستقلة، مشددًا على أن هذه الهجمات تأتي في سياق "تشجيع كيان العدو الإسرائيلي على مواصلة حصاره الجائر على غزة".
توقفوا فورا.. ترامب يحذر إيران من دعم الحوثيينطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، إيران بأن "توقف فوراً" دعمها "للإرهابيين الحوثيين" في اليمن، وذلك بعد إعلانه شن ضربات عسكرية "حاسمة" ضد الجماعة.
قائد الحرس الثوري الإيراني يعلق على قضية المفاوضات مع الولايات المتحدةحذر قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، من "خداع" الولايات المتحدة في قضية التفاوض مع طهران، مشدداً على ضرورة استخلاص العبر من "التجربة المريرة" للاتفاق النووي السابق؛ حتى لا تتكرر.
الجيش الأمريكي: الضربات على الحوثيين مستمرةأعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" أن الضربات العسكرية ضد جماعة الحوثي في اليمن ستستمر، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز" عن مسؤول أمريكي، الذي أشار إلى أن الهجمات قد تستمر لأيام وربما أسابيع.
روبيو: ترامب وجه رسالة قوية وواضحة للحوثييناعتبر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الرئيس دونالد ترامب وجه "رسالة قوية وواضحة" لجماعة الحوثيين في اليمن، محذرًا من استمرار الهجمات على السفن الأمريكية والملاحة العالمية.
«صوت أمريكا» في خطر.. إدارة ترامب تتخذ قرارات مُفاجئة |تفاصيلبدأت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، السبت، تنفيذ خطة لخفض طاقم إذاعة "صوت أمريكا" (فويس أوف أمريكا) وعدد من الوكالات الإعلامية الممولة حكوميًا، وذلك في إطار حملة ترامب المستمرة لإعادة هيكلة الحكومة دون الحاجة إلى موافقة الكونجرس.
الحوثيون يتوعدون: الهجمات الأمريكية لن تردعنا وسنواصل دعم غزةأكد المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين أن الهجمات الأمريكية لن تثنيهم عن دعم غزة، بل ستؤدي إلى تصعيد أكبر وأكثر قسوة، مشيرًا إلى أن استهداف المدنيين يكشف عجز الولايات المتحدة.
عواصف مدمرة تضرب أمريكا.. مصرع 18 شخصًا وتحذيرات من كارثة جديدةلقي 18 شخصًا على الأقل مصرعهم، وأُصيب العشرات، جراء أعاصير وعواصف قوية اجتاحت وسط وجنوب الولايات المتحدة، وفقًا لما أكدته السلطات المحلية يوم السبت.
أعلن البيت الأبيض، أمس السبت، أن الحوثيين نفذوا أكثر من 300 هجوم على السفن الأمريكية العسكرية والتجارية منذ عام 2023.
روسيا تدخل على خط الأزمة| أمريكا تتوعد والحوثيون يتحدّون.. تصعيد عسكري في البحر الأحمربحث وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن، وفق بيان صادر عن الخارجية الأمريكية.
واشنطن بوست تكشف أهدافًا أمريكية مُحتملة للحوثيين في بلدين عربيينرجّحت صحيفة "واشنطن بوست" أن تلجأ جماعة الحوثيين إلى شن هجمات ضد القواعد العسكرية الأمريكية في الإمارات العربية المتحدة أو جيبوتي، ردًا على الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة حاليًا على الأراضي اليمنية.
ميدوسا.. أمريكا تحذِّر من فيروس إلكتروني خطير وتدعو لتعزيز الأمن السيبرانيحذّرت السلطات الأمريكية من تزايد مخاطر الهجمات الإلكترونية التي تستهدف المؤسسات والأفراد عبر برنامج الفدية "ميدوسا"، الناشط منذ عام 2021.
ترامب يتعهد باستخدام «قوة مميتة ساحقة» ضد الحوثيينأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه أمر بشن سلسلة من الضربات الجوية على العاصمة اليمنية صنعاء، متوعدًا باستخدام "قوة مميتة ساحقة" حتى تتوقف جماعة الحوثي عن استهداف السفن في الممرات البحرية الحيوية.