شاهد: غابات اليونان تحترق.. التنوع البيولوجي مهدد والحيوانات تنفق اختناقاً
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
لا يزال حجم الأضرار الناجمة عن الحرائق في غابتين تعتبران رئتي اليونان الخضراوين غير معروف إلا أن ثمة قلقاً كبيراً على قدرة الغابتين على تجاوز تداعيات هذه الكارثة الجديدة، وعلى الثروة الطبيعية فيهما.
اجتاحت موجة جديدة من الحرائق متنزهين وطنيين يتمتعان بتنوع بيولوجي نادر في اليونان، وفي تموز/يوليو، استعرت النيران على جزر رودوس وكورفو وإيفيا وجزء من منطقة أتيكا المحطية بأثينا.
في شمال شرق اليونان في متنزه ناتورا 2000 في منطقة داديا المعروفة عالميا بالطيور الجارحة، توقع رئيس بلدية مدينة سوفلي بانايوتيس كالاكيكوس أن تكون "الأضرار البيئية لا تحصى جراء هذا الحريق" الذي اندلع في 19 آب/أغسطس.
ورأت دورا سكارتسي مديرة جمعية حماية التنوع البيولوجي في تراقيا أن عدد عناصر الإطفاء المنتشرين في هذه الغابة التي تشملها إجراءات حماية من الأفضل في أوروبا وسبق أن تعرضت لحريق في 2022، "زهيد بسبب خطورة الوضع على كامل الأراضي اليونانية".
وسجل اندلاع مئات الحرائق في أرجاء البلاد في الأيام الأخيرة بينها حريق كبير عند مشارف أثينا.
فعلى سفح جبل بارنيثا على بعد حوالى عشرين كيلومتراً شمال العاصمة اليونانية، اختفى خضار الغطاء النباتي وأشجار السنديان على مساحات كاملة استحال منظرها مشهدا قمرياً مع بقايا متفحمة لأشجار صنوبر وسلاحف نفقت اختناقاً.
وقال مسؤولون في القطاع الفندقي على امتداد الطريق المؤدي إلى قمة الجبل "لن نرى قريبا الأيائل الحمراء" التي تعتبر من رموز منطقة أتيكا.
يبلغ ارتفاع الجبل 1400 متر ويشهد إقبالاً كبيراً من عشاق النزهات والهرولة أو الراغبين في تناول الطعام في الطبيعة على ما قال ميلتوس غليتسوس من الجمعية اليونانية لحماية الطبيعة غير الحكومية.
وأوضح "يشكل هذا الجبل نقطة التماس الأولى مع الطبيعة" لأهالي أثينا التي تعاني كثافة سكانية عالية مع تجاوز عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، مضيفا بأسف "إلا أننا خسرناه".
شاهد: عناصر الإطفاء في اليونان يكافحون الحرائق لليوم الخامس على التواليالعثور على26 جثة متفحّمة في حرائق غابات اليونان يُعتقد أنها تعود لمهاجرين شاهد: الحرائق تخلف قتلى وسيارات وبيوت وأراض محترقة في اليونانشاهد: لليوم السادس على التوالي اليونان تواجه الحرائقوقد يكون الحريق أتى على الموطن الطبيعي لبعض من 166 نوعاً من الطيور المرصودة في داديا من بينها نوعان مهددان في اليونان وهما اللقلق الأسود والحجل الرمادي والتي قد تضطر إلى أن تتفرق لتستمر.
وتشكل داديا الواقعة عند الحدود مع تركيا الموقع الوحيد لتكاثر النسور السوداء في البلقان. ويثير مصير حوالى 35 زوجاً من هذه الطيور رصدت في المنطقة قلقاً كبيراً. ورأى غليتسوس أن "صغار الطيور قد تنجو ربما" لكن "لن يكون ثمة مجال لإقامة الأعشاش العام المقبل".
وأشارت دورا سكارتسي إلى أن هذا المنتزه الوطني "لا يتمتع بنظام بيئي مستقل. إذا اخذنا بالاعتبار المناطق الحرجية المحترقة في جنوب إيفروس (المنطقة المحيطة بداديا) فأننا امام كارثة بيئية هائلة".
"وقف الدوامة"ولا تزال بعض بؤر النيران مشتعلة السبت. لذا من الصعب تقدير حجم الأضرار وسبل تعافي الثروة النباتية فضلاً عن المخاطر الناجمة عن احتمال حصول فيضانات وانزلاقات تربة.
لكن التشخيص نفسه يتكرر. وأكد غليتسوس: "هذا ليس حادثاً معزولاً. الحرائق تتكرر وتداعياتها تتزايد وتتراكم".
فعلى جبل برنيثا وحده، أتت النيران على مساحات "هائلة" بين حريق العام 2007 الذي لم يشمل فقط المنطقة المتوسطية من الجبل بل أيضا غابات أشجار التنوب التي لا يمكنها أن تتعافى سريعاً، وحريق العام 2021 والحريق الحالي.
وتساءل المسؤول أيضاً في الصندوق العالمي للطبيعة "الأنظمة البيئية المتوسطية تتمتع بقوة صمود تجاه الحرائق. لكن كم من هذه المناطق ستتمكن من التجدد طبيعيا بعدما احترقت مرات عدة؟"
وحتى قبل اخماد الحرائق، دعت المنظمات المستطلعة آراؤها إلى عدم استخدام الغابة لبناء فنادق وأبنية سكنية مذكرة بالإطار التشريعي القائم الذي يجعل مبدئياً من المناطق الحرجية محميات.
ورأى ديميترس كارافيلاس من الصندوق العالمي للطبيعة "التهديد الأكبر هو معرفة كيفية إدارة هذه الغابة لتجنب حرائق بهذه الكثافة والامتداد".
وأشار إلى أن "الكثير من الجهود والأموال تكرس لإعادة التشجير والتجدد الطبيعي لنشهد بعد ذلك هذه الغابات الرائعة تحترق مجددا بعد عشر سنوات أو 15 سنة".
وختم قائلاً: "يجب وقف هذه الدوامة وإدارة غاباتنا بشكل جيد".
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: هكذا استغل ترامب صورته الجنائية التاريخية وحولها لعلامة تجارية وسلاح سياسي في حملته الانتخابية "صوت من لا صوت لهم".. مؤسس "السفير" وفارس اللغة العربية والناشر اللبناني طلال سلمان يترجل شاهد: عودة احتفالات مهرجان الأشندا في إثيوبيا بعد توقفها خلال حرب تيغراي حماية الحيوانات حماية البيئة حرائق في اليونان تنوع بيولوجي حرائق غابات تغير المناخالمصدر: euronews
كلمات دلالية: حماية البيئة حرائق في اليونان حرائق غابات تغير المناخ إسبانيا روسيا فلاديمير بوتين فرنسا يفغيني بريغوجين سوريا نساء رياضة محاكمة حقوق المرأة البحر الأبيض المتوسط إسبانيا روسيا فلاديمير بوتين فرنسا يفغيني بريغوجين سوريا فی الیونان
إقرأ أيضاً:
بنكيران يصف الدعوات التي ترفض استقبال ممثل عن حماس بالمغرب بـقلة الحياء (شاهد)
انتقد الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" المغربي٬ ورئيس الحكومة المغربية الأسبق، عبد الإله بنكيران، بشدة الدعوة الموجهة لوزير الداخلية المغربي من أجل منع انعقاد مؤتمر الحزب بسبب دعوته ممثلين عن حركة حماس، واصفاً هذه الدعوة بـ"قلة الحياء".
وأكد أن استضافة الحركة تُعد موقفاً طبيعياً، لا سيما أن قيادييها "يستشهدون دفاعاً عن أرضهم وقضيتهم، التي هي قضية أمة بأكملها وليست قضية الفلسطينيين وحدهم"، وفق تعبيره.
وفي كلمة له خلال اجتماع الأمانة العامة للحزب، عبّر بنكيران عن حزنه العميق إزاء ما وصفه بـ"العار الكبير" الذي تمر به الأمة الإسلامية، بشعوبها وحكامها، في ظل ما يجري في فلسطين من قتل يومي وتجويع وحصار خانق، مشدداً على أن الوضع الحالي "مؤسف ومخزٍ إلى أقصى الحدود".
وأضاف الأمين العام للعدالة والتنمية: "أنا لست من أنصار مهاجمة الحكام، لكن ما يحدث لم يعد يحتمل الصمت، وهذا السكون المستمر سيقودنا إلى جهنم".
ودعا بنكيران العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى التدخل العاجل، مجدداً مناشدته له بصفته أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس، للتصدي لما يحدث من اعتداءات متكررة على المسجد الأقصى، محذراً بالقول: "إذا استمر صمتنا، فإنهم سيأخذونه".
وشدد على أن الصمت إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون من قتل وحرق واستهداف للأطباء والصحفيين، أمر لا يمكن تبريره بأي حال، وقال: "حتى لو لم يكونوا عرباً أو مسلمين، فهم بشر يُجَوَّعون ويُبادون، ولا يصح أن نظل صامتين".
وختم بنكيران كلمته بانتقاد شديد اللهجة لبعض الأصوات داخل المغرب التي تطالب المتضامنين مع فلسطين بالتوجه إلى تركيا، مطالباً وزير الداخلية بفتح تحقيق عاجل في هذه الدعوات التي وصفها بـ"المسيئة وغير المقبولة".
ويأتي ذلك في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي كامل، ارتكاب مجازر ضد سكان قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 168 ألفا بين شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن أكثر من 11 ألف مفقود، في واحدة من أبشع صور الإبادة الجماعية في العصر الحديث.