«تاجر الموت» المرشح الأقوى لقيادة «فاغنر»
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
رصد – نبض السودان
لم تمض أيام قليلة على مقتل قائد فاجنر يفجيني بريجوجين، حتى علقت العيون بقائد آخر لفاجنر الروسية، أنه فيكتور بوت، المرشح الأقوى لقيادة فاجنر بعد بريجوجين والملقب بـ “تاجر الموت”.
ولفت زعيم فاجنر الجديد، أو المرشح الأقوي لقيادة فاجنر الروسية، فيكتور بوت الأنظار إليه، فبعد وفاة زعيم فاجنر يفجيني بريجوجين يتساءل الملايين حول العالم عمن يقود مجموعة فاجنر الروسية.
البعض يشير بأصبعه إلى أندريه تروشيف كمرشح لقيادة مجموعة فاجنر ليحل محل بريجوجين، والذي لم يشارك في تمرد فاجنر ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، حيث قال عنهم بوتين إن “وحدات فاجنر الروسية التي لم تشارك في التمرد ستبقى في روسيا وسيكون قائدها أندريه تروشيف بدلًا من يفجيني بريجوجين”، لكن لم يوضح بوتين إذا ماكان تروشيف سيقود جميع وحدات فاغنر بما في ذلك في الخارج.
لكن المفاجأة كانت عندما نشرت العديد من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الروسية، تقارير “غير مؤكدة”، عن تولي فيكتور بوت قيادة مجموعة فاجنر، الميليشيات العسكرية الروسية.
أما حكاية فيكتور بوت، فهي الحكاية الأقوى لرجل أكثر شراسة وقوة، يُعرف بلقب “تاجر الموت”، فهو تاجر الأسلحة الذي كان يزود أمراء الحرب في ليبيريا بالأسلحة، وأحد أكبر تجار السلاح في العالم، وأهم ممولي أمراء الحروب من أفريقيا إلى أفغانستان.
تاجر الموت فيكتور بوت هو روسى طاجيكى المولد يبلغ من العمر 56 سنة، ويعد المرشح الأقوى لقيادة قوات فاجنر، وهو أشهر تاجر سلاح في العالم، سُجن بالولايات المتحدة 14 سنة، لكن الروس أخرجوه عام 2022 في صفقة تبادل أسرى، وهو الرجل الشرس الذي زود كل مناطق الصراعات بالعالم بالأسلحة.
لم يكن فيكتور بوت تاجر للسلاح والموت فقط، لكنه كان زعيم مافيا دولية، تتحرك في كل مناطق النزاع في العالم، وربما يتبع هيئة المخابرات العسكرية الروسية، وقال عنه قائد فاجنر بريجوجين: “فيكتور بوت ليس إنسان عادي، إنه مثال على الحزم والثبات والموت”.
ولد فيكتور بوت، أو رجل الموت، في 13 يناير 1967، في دوشنبه بطاجيكستان السوفيتية، وهو تاجر الأسلحة الأكثر شهرة وتأثيرًا في العالم، ويبيع الأسلحة للدول التي تخضع لحظر من منظمة الأمم المتحدة، وتلقبه وسائل الإعلام الروسية بـ”ملك الموت”.
ويؤكد عدد من المحللين السياسيين أن فيكتور بوت هو السبب في تواصل الحروب في السودان، ليبيريا، أنجولا، جمهورية الكونغو الديمقراطية وسيراليون، حيث تقوم بإيصال الأسلحة لمناطق النزاعات، وأوحت قصته لهوليود بإنتاج فيلم يشبه حكاية فيكتور بوت في فيلم بعنوان “ملك الحرب” قام نيكولاس كيدج ببطولته.
في مايو 2022، ظهر خبر في مجلة فوربس أن إدارة بايدن عرضت بوت مقابل إطلاق سراح لاعبة الاتحاد الوطني لكرة السلة للسيدات بريتني جرينر. تم اعتقال جرينير من قبل ضباط الجمارك في مطار شيريميتيفو الدولي لحيازتها مخدرات غير قانونية في روسيا، والتي واجهت بسببها من 5 إلى 10 سنوات في السجن.
في يوليو 2022، حصل اقتراح مبادلة اللاعبة الأمريكية بفيكتور بوت على الدعم من جو بايدن. وفي 27 يوليو، قال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين “الولايات المتحدة قدمت عرضًا جوهريًا لروسيا للإفراج عن جرينر، وبول ويلان”، وهو أمريكي آخر أدين بأنشطة تجسس في روسيا، لكنه امتنع عن الإفصاح عما ستقدمه الولايات المتحدة بالمقابل.
في نفس اليوم كانت المفاجأة، عندما ذكرت شبكة CNN إن الولايات المتحدة عرضت تسليم فيكتور بوت مقابل الاثنين.
حكاية “ملك الموت” أو “تاجر الموت”، فيكتور بوت، ظهرت بقوة عام 2022، وتحديدًا في 8 ديسمبر 2022، عندما عرضت الولايات المتحدة الأمريكية تبادل الأسرى بينها وبين روسيا، حيث عرضت أمريكا مبادلة بريتني جرينر لاعبة التنس الأمريكية، التي سجنتها روسيا لمدة 9 سنوات بسبب جرائم مخدرات، مقابل فيكتور بوت، الذي تم سجنه لمدة 14 عامًا في أمريكا، وتمت المبادلة في مطار البطين على أرض الإمارات العربية المتحدة.
وتصف المخابرات الأمريكية فيكتور بوت بـ”رجل الحروب”، حيث سُجن في تايلندا، وتم اعتقاله في أحد الفنادق عندما كان يقوم بإتمام آخر صفقة له من صفقات السلاح، وكان يُعتقد أن الصفقة لإمداد المتمردين الكولومبيين بالسلاك، قبل أن يكتشف أنه وقع في شرك القوات الأمريكية.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: تاجر الموت الأقوى المرشح لقيادة الولایات المتحدة فاجنر الروسیة فی العالم
إقرأ أيضاً:
نيران الدبلوماسية الأمريكية الصديقة
اقتضت التحالفات السياسية دوما وقوف الطرفين الحليفين في مربع واحد والدفاع عن بعضهما البعض على أساس المصالح أو القواسم المشتركة. وكان للتحالفات الموسمية المحددة بمصلحة أو وقت محدد أو تلك الاستراتيجية ذات العمق الثقافي أو الحضاري عمر طويل وتقاليد راسخة. تستوي في ذلك دول الشرق ودول الغرب؛ كان هذا حتى أتت نسخة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في ولايته الثانية لتقلب ما كان مستقرا.
إن مشهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي في البيت الأبيض أبعد من مجرد خلاف دبلوماسي بين طرفين، بل هو تطبيق حرفي للنيران الأمريكية الصديقة حين تقرر أن تصيب بعض حلفائها بشكل علني ومن دون شفقة أو رحمة. ففي التقاليد العسكرية حين تضرب بعض الآليات العسكرية جنودا أو قواعد حليفة لها يعتبر الأمر خطأ غير مقصود حتى ولو كان مقصودا، ويغطي ستار الخطأ والعفوية على الحادثة، أما اليوم فإن نيران الدبلوماسية الأمريكية تستهدف الأصدقاء علنا وبشكل مقصود.
من أهم الانتقادات التي توجه للمعسكر الغربي في الدبلوماسية أنها قائمة على تعريف ضيق للمصالح المباشرة وأن هذه المصالح متغيرة طوال الوقت. والولايات المتحدة تحديدا تعرف بأنها من الدول التي تعتمد على الدبلوماسية الخشنة في علاقتها الخارجية، تلك الدبلوماسية التي تعتمد على الانتشار والتمدد عن طريق القوة العسكرية وقوة الاقتصاد، وليس عن طريق الدبلوماسية الناعمة التي تعتمد على أساليب مثل الثقافة والفنون مثلا.
من غير المفهوم ولا المبرر أن توجه هذه القوة الخشنة والنيران الصديقة لأطراف حليفة مثل أوكرانيا مهما كانت حدة الخلافات بين واشنطن وكييف. ولا يفسر الأمر طمع ترامب في معادن البلاد أو فكرة طول الحرب، لأنه في خلفية المشهد هناك حليف تاريخي أو بالأحرى حديقة خلفية للولايات المتحدة هي دول أوروبا الغربية التي تشعر بتهديد عميق من الدب الروسي وترى في أوكرانيا حاجزا جغرافيا وسياسيا في مواجهته.
يتضح أن الدبلوماسية الأمريكية في العهد الترامبي الجديد تعاني من قصر نظر شديد، فكل تقييماتها للأمور متعلقة بمصالح آنية أو مباشرة أو على الأقل قريبة الأجل، ولا يهمها من قريب أو بعيد الأبعاد الاستراتيجية أو بعيدة المدى. فقد شهدت العقود الماضية سباقا أمريكيا محموما من أجل مد النفوذ الغربي نحو الحدود الروسية مع جمهوريات أوروبا الشرقية، تمثل ذلك في دعم ثورات وضم للاتحاد الأوروبي وغيرها من الإجراءات. وكانت دوافع هذا السباق معروفة، ما ليس معروفا الآن هو لماذا تضحي الولايات المتحدة بكل هذا الرصيد الآن وفي مقابل ماذا؟ فهل تحتاج الخزانة الأمريكية لهذا القدر من التوفير الذي يترتب عليه إعاقة عمل حلف النيتو في أوروبا مثلا وتقليص النفوذ العسكرية الغربي فيها؟
أقرب التفسيرات أن العقيدة الأمنية التي بني عليها النيتو ما بعد الحرب الباردة كانت عقيدة هشة لا تصلح لأن تحل محل العقيدة القديمة التي صممت لمواجهة الاتحاد السوفييتي السابق، ولهذا كانت حروبها في السنوات الأخيرة ضعيفة التبرير والأساس القتالي، وقد تجلى هذا فيما حدث للنيتو في أفغانستان.
أوكرانيا ليست قطعا هي أفغانستان، لكن مهمة حلف شمال الأطلسي تكاد تتشابه؛ غموض شديد اكتنف مهمة الحلف في جبال أفغانستان، فماذا يريد الحلف بالضبط هناك؟ وما تعريف النصر والهزيمة؟ ومتى تنتهي المهمة؟ نفس السؤال يتكرر في أوكرانيا، فهل يريد الحلف دفاعا في المطلق عن أوكرانيا؟ وهل فشلت كل الجهود الدبلوماسية حقا في حل النزاع أم أن هناك عشوائية في اتخاذ قرارات الحرب؟ أتصور أن الفشل في الإجابة على هذه الأسئلة هو الذي قاد إلى المشهد التاريخي الدرامي الذي شاهدناه في البيت الأبيض بين رئيسي الولايات المتحدة وأوكرانيا.
x.com/HanyBeshr