400 لاجئ سوري بالعراق يو اجهون خطر التسليم لبلادهم
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
بغداد ـ لا نعرف مصيره حتى الآن، غير أنه محتجز في سجن الفيصلية في الموصل مع عدد من السوريين ممن دخلوا إلى العراق عبر الحدود بين البلدين، بهذه الكلمات وصف عبد الله المقيم رسميا في العراق وضع شقيقه مصطفى المحتجز في الموصل بتهمة تجاوز الحدود والدخول بطريقة غير نظامية إلى العراق.
ويوضح عبد الله أن احتجاز شقيقه مصطفى تم في 23 من شهر يوليو/ تموز الماضي حيث ألقت القوات الأمنية العراقية القبض عليه مع آخرين بعد تجاوزهم الحدود السورية والدخول إلى العراق.
وتُوقِف الجهات الأمنية العراقية المئات من السوريين الذين عبروا الحدود طلبا للجوء الإنساني، للتحقق من سلامة موقفهم وعدم ارتباطهم بجهات ومنظمات إرهابية، وهم موقوفون في سجون بين الموصل وبغداد، بعضهم صدرت أحكام بحقهم بتهمة تجاوز الحدود، وآخرون قيد التحقيق.
ونظمت مجموعة من الناشطين ومنظمات إنسانية سورية، الأربعاء الماضي، وقفة احتجاج أمام ممثلية الأمم المتحدة في أربيل عاصمة كردستان العراق، وقدموا مذكرة إلى الممثلية، طالبوا فيها بإطلاق سراح أكثر من 400 لاجئ سوري احتجزتهم السلطات العراقية.
لاجئون سوريون ينظمون وقفة احتجاجية أمام ممثلية الأمم المتحدة في أربيل (الجزيرة) دخول إنساني وسياسيوقال رئيس منظمة "جاني روج" رشيد علي جان بمؤتمر صحفي عقب الوقفة إن هناك ألفي لاجئ سوري قدِموا إلى العراق في الآونة الأخيرة، احتجزت السلطات العراقية 350 لاجئا منهم في سجن الموصل، و71 آخرين في بغداد، مطالبا الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان العراق ومنظمة الأمم المتحدة بالإسراع في إطلاق سراحهم لكونهم لاجئين، ولكون احتجازهم يتنافى مع مبادئ الدستور العراقي، إذ إن دخولهم إلى العراق إنساني وسياسي.
وأشار جان في حديث للجزيرة نت إلى أن قيام السلطات العراقية بتسليم عدد منهم إلى النظام السوري خطوة غير قانونية وفق القانون الدولي وغير دستورية وفق الدستور العراقي، موضحا أن المحتجزين هم من العرب والكرد السوريين، وأن أسباب احتجازهم لدخولهم إلى العراق كلاجئين وبطريقة غير رسمية.
ولفت جان، وهو سوري الجنسية يقيم في كردستان العراق منذ 12 عاما ويرأس المنظمة التي تتخذ من أربيل مقرا لها "إلى أن بعضهم تم تسليمهم للحكومة السورية، خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى سوريا منتصف الشهر الماضي"، حيث جرى اتفاق بين الطرفين على تسليم السوريين ممن يعبرون الحدود بشكل غير نظامي.
وبين أن مجموع من تم تسليمهم 15 شخصا بينهم سيدتان، منوها إلى أن المحتجزين دخلوا على شكل دفعات عن طريق مدينة القامشلي صوب الموصل، مضيفا أن منظمته وذوي المحتجزين سلموا ممثلية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في أربيل طلباتهم وقد وعدت الممثلية بالتدخل لحل المشكلة.
جهاكير أكد أن وزارة الهجرة في طور حصر جميع اللاجئين في العراق (الجزيرة) مخالفات الإقامةولم تعلق وزارة الداخلية العراقية على ذلك، لكنها أعلنت في أوقات سابقة وفي بيانات عدة ترحيل المئات من العرب والأجانب ممن دخلوا العراق بطرق غير نظامية وبينهم سوريون وإعادتهم إلى بلدانهم طبقا للقوانين العراقية النافذة بكونهم مخالفين لشروط الإقامة.
وفي السياق يؤكد المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية علي عباس جهاكير للجزيرة نت، أن وزارته لم تسجل اللاجئين ممن يعبرون الحدود بشكل غير رسمي، وأن الوزارة تعمل على حصر جميع اللاجئين في العراق وخاصة السوريين المتواجدين في المخيمات بغية تقديم المساعدات الإنسانية لهم.
ولم يعطِ جهاكير إحصاء لأعداد جميع السوريين الموجودين بصفة مهاجرين أو لاجئين في العراق، مبينا أن الوزارة بانتظار إحصاء أعداد السوريين في إقليم كردستان لإعلان الحصيلة الكلية رسميا.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين في العراق بنحو 260 ألف لاجئ، غالبهم في إقليم كردستان العراق، وذلك حسب أحدث إحصائية رسمية لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ويحل العراق في المرتبة الرابعة بعد تركيا ولبنان والأردن من حيث أعداد اللاجئين السوريين، بعد اضطراب الأوضاع في سوريا عام 2011.
قوانين وعقوباتوعن القوانين والعقوبات القانونية التي تنتظر الداخلين إلى العراق بطرق غير مشروعة، يؤكد الخبير القانوني علي التميمي، أن الغاية من الاحتجاز هي التحقيق لمعرفة موقف الأفراد العابرين للحدود العراقية فيما لو كان لهم صلات بالإرهاب أو بالجرائم الجنائية وغيرها من الجرائم، مشيرا إلى أن من تثبت إدانتهم بالإرهاب يمكن محاكمتهم بالعراق وفق المادة (9) من قانون العقوبات العراقي.
ويبين التميمي في حديث للجزيرة نت أن هناك لجانا خاصة مشكلة من الجهات الأمنية والقضائية للتحقق من أن الذين يدخلون العراق بشكل غير رسمي لهم صلات بالإرهاب أم لا، منوها إلى أن لدى العراق قوانين تحاسب من يتجاوز الحدود أو يدخل أراضيه بشكل غير مشروع، وهناك عقوبات مثل الحبس على أن لا يزيد على 3 سنوات، وفق المادة (15) من قانون جوازات السفر رقم (32) لسنة 2015.
رد الجميلوبشأن أن سوريا سبق وأن فتحت حدودها أمام العراقيين في سنوات العنف الطائفي (2006-2008) يرى الباحث في شؤون الأقليات والأديان سعد سلوم أن الاعتبارات الإنسانية ينبغي أن تكون هي المعيار الأساسي للسياسة العراقية في التعامل مع أي لاجئ يدخل الأراضي العراقية، خاصة وأن لسوريا خصوصية بالنسبة للعراقيين، من خلال استضافة الكثير من المعارضين السياسيين طوال العقود الثلاثة الماضية، وخاصة في فترة العنف الدامي في العراق.
ويعتبر سلوم في حديثه للجزيرة نت أن تلك الاعتبارات الإنسانية، فضلا عن احترام مبادئ الدستور العراقي ينبغي أن تكون هي الفيصل في أي سياسة تجاه اللاجئين، خاصة وأن المجتمع العراقي مازال حتى اليوم هو مجتمع لاجئين ونازحين بسبب الظروف السياسية والأمنية التي مر بها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: کردستان العراق الأمم المتحدة للجزیرة نت إلى العراق فی العراق بشکل غیر إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية العراقي: نحاول إقناع فصائل مسلحة بالتخلي عن السلاح
قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن بغداد تحاول إقناع فصائل مسلحة عراقية قوية خاضت قتالا ضد القوات الأمريكية وأطلقت صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل بالتخلي عن سلاحها أو الانضمام إلى قوات الأمن الرسمية.
وقال حسين "لا نعتقد أن العراق هو الدولة التالية"، مضيفا أن الحكومة تجري محادثات للسيطرة على هذه الجماعات مع الاستمرار في الحفاظ على التوازن بين علاقاتها مع كل من واشنطن وطهران.
وتابع، "منذ عامين أو ثلاثة أعوام كان من المستحيل مناقشة هذا الموضوع في مجتمعنا".
وأردف، "بدأ كثيرون من الزعماء السياسيين وأحزاب سياسية كثيرة في إثارة النقاش، وآمل أن نتمكن من إقناع زعماء هذه الجماعات بالتخلي عن أسلحتهم، ثم أن يكونوا جزءا من القوات المسلحة تحت مسؤولية الحكومة".
وقال حسين "نأمل في مواصلة هذه العلاقة الجيدة مع واشنطن... من السابق لآوانه الحديث عن السياسة التي سيتبعها الرئيس ترامب تجاه العراق أو إيران".
وأشار الوزير العراقي إلى أن بغداد مستعدة للمساعدة في تهدئة التوترات بين واشنطن وطهران إذا طلب منها ذلك، مشيرا إلى الوساطة السابقة بين السعودية وإيران التي مهدت الطريق لتطبيع العلاقات بينهما في عام 2023.
واستدرك، أن العراق لن يطمئن بشأن سوريا إلا عندما يرى عملية سياسية شاملة، مضيفا أن بغداد ستزود دمشق بالحبوب والنفط بمجرد التأكد من أنها ستصل إلى جميع السوريين، مبينا أن بغداد تجري محادثات مع وزير الخارجية السوري بشأن القيام بزيارة للعراق.
وأضاف "نحن قلقون بشأن تنظيم الدولة الإسلامية، لذلك نحن على اتصال مع الجانب السوري للتحدث حول هذه الأمور، ولكن في النهاية فإن استقرار سوريا يعني وجود ممثلين عن جميع الأطياف في العملية السياسية".
وأضاف حسين "في المقام الأول، نفكر في أمن العراق واستقراره. وإذا كان هناك تهديد لبلدنا، فمن المؤكد أن الأمر سيكون مختلفا".
وتابع "لكن حتى هذه اللحظة لا نرى أي تهديد".
وتعهدت الإدارة الأمريكية المقبلة التي سيتزعمها الرئيس المنتخب دونالد ترامب بتعزيز الضغوط على طهران التي طالما دعمت عددا من الأحزاب السياسية ومجموعة من الفصائل المسلحة في العراق.
ويشعر بعض المسؤولين في بغداد بالقلق من احتمال أن يكون الدور على العراق في تغيير الوضع القائم، لكن حسين قلل من أهمية هذا في مقابلة مع رويترز أثناء زيارة رسمية إلى لندن.
وخلال فترة رئاسة ترامب السابقة، توترت العلاقات بعد أن أمر ترامب باغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، في بغداد عام 2020، مما أدى إلى هجوم صاروخي باليستي إيراني على قاعدة عراقية بها قوات أمريكية.