لماذا عبر السوريون عن فرحتهم بمقتل زعيم فاجنر بريغوجين؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
أثار خبر سقوط الطائرة التي كانت تقل قائد فاجنر الروسية يفغيني بريغوجين، وتأكيد مقتله داخل الطائرة، فرحة كبيرة بين عدد كبير من السوريين الذين عانوا الويلات على يد المجموعة خلال الحرب في سوريا، حيث ساهمت المجموعة في قتل عدد كبير من المدنيين السوريين، بالإضافة إلى اقتحام المدن والبلدات السورية، خلال الحملات العسكرية التي كان يشنها النظام السوري وروسيا.
وقام فنان الجرافيتي السوري عزيز الأسمر، برسم لوحة على جدار مبنى دمره القصف الروسي بمدينة بنش في محافظة إدلب الواقعة في شمالي غرب سوريا، ليبعث برسالة إلى العالم، من خلال هذه الجدارية بأن ما فعلته روسيا في سوريا وأوكرانيا هو التدمير والتخريب.
ويقول عزيز الأسمر إنه "منذ ورود خبر مقتل زعيم بريغوجين، أدخل هذا الخبر البهجة إلى قلوب السوريين، لأن هذا المجرم ورئيسه فيلادمير بوتين ورئيس النظام السوري بشار الأسد، ساهموا في قتل السوريين وتهجيرهم من منازلهم وقراهم. كما ساهم في قتل وتشريد الشعب الأوكراني".
وأضاف: "بدوري وبعد هذا الخبر قمت برسم لوحة جدارية على جدران منازلنا التي دمرها الطيران الروسي".
قام فنان الجرافيتي السوري عزيز الأسمر برسم لوحة على جدار مبنى دمره القصف الروسي بمدينة بنش في محافظة إدلب الواقعة في شمالي غرب سوريا، ليبعث برسالة إلى العالم، من خلال هذه الجدارية بأن ما فعلته روسيا في سوريا وأوكرانيا هو التدمير والتخريب#أخبار_الآن#تمرد_فاغنر #بريغوجين pic.twitter.com/7Bqd8cjbuD
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) August 26, 2023اقرأ أيضاً
تلقى ذهبا من الدعم السريع وطالب بالمزيد.. كيف قضى بريغوجين أيامه الأخيرة؟
وتابع الأسمر: "أردت من خلال الرسمة أن أشير إلى أن هؤلاء المجرمين، بعد أن قتلوا وسفكوا دماء العديد من الأبرياء، بدأوا في النهاية بتصفية بعضهم. ولا نتفاجأ إذا سمعنا عن مقتل بوتين أو بشار الأسد بطريقة مماثلة في الأيام المقبلة".
ورصدت وسائل إعلام محلية، فرحة العديد من الأسر في مخيمات النازحين شمال غرب سوريا بعد مقتل الشخص الذي تسبب في معاناة ملايين من الناس.
ويقول يوسف العلي، وهو نازح في مخيمات أطمة شمالي إدلب: "إننا تهجرنا من منازلنا قبل 4 أعوام بسبب كثافة القصف الروسي على مدننا في ريف إدلب الجنوبي وكنا نسمع عن مرتزقة فاغنر الروسية أنها من أخطر الميليشيات".
وتابع: "بعد ذلك عرفناهم بشكل جيد، هم تسببوا لنا في معاناة كبيرة وساهموا في تهجيرنا".
ويضيف: "نحن الأن فرحون جداً بمقتل هذا الشخص ونأمل أن نسمع في الأيام القادمة أخبار عن هلاك جميع المجرمين اللذين ساهموا بقتلنا وتهجيرنا".
اقرأ أيضاً
وصفه بالموهوب.. بوتين معزيا في وفاة بريغوجين: واجه أقدارا صعبة ولكنه ارتكب أخطاء
فيما قال عبدالله السيد، أحد سكان جزء من محافظة دير الزور الذي يسيطر عليه المسلحون الأكراد: "لم أشعر بالسعادة هكذا منذ اغتيال قاسم سليماني".
وكان سليماني قائدا لـ"فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، وهي وحدة النخبة التي تتولى العمليات الإيرانية في الخارج، وقُتل في غارة جوية أمريكية أمر بها الرئيس آنذاك دونالد ترامب في عام 2020.
وقال السيد: "مرتزقة فاغنر قتلوا الكثير من الأشخاص في دير الزور وهم يستحقون ذلك".
وأضاف الشاب البالغ من العمر 27 عاما، أن بريغوجين كان "مسؤولا عن وفاته" لأنه ألغى تمرده الذي لم يدم طويلا ضد مؤسسة الدفاع الروسية في يونيو/حزيران، وتابع السيد: "لو استمر في السير إلى موسكو، لما قُتل بهذه الطريقة".
أما محمد عايد، وهو صحفي نازح من مدينة تدمر السورية، فقال إنه شعر بأن العدالة تتحقق في وفاة بريغوجين.
وأضاف عايد: "احتلت فاجنر مدينتي وحقول النفط فيها، وقتلوا الكثير من شعبي، بعد مقتل قائدهم الآن أشعر أن العدالة بدأت تتحقق، وآمل أن يقع حادث طائرة آخر لطائرة بوتين حتى تتحقق العدالة بالكامل".
اقرأ أيضاً
تحليل: مصير غامض لفاجنر في سوريا وليبيا والسودان
وفات بريغوجين في تحطم طائرته الأربعاء، خلال رحلة داخلية في روسيا، في حين تكهن البعض بأن بوتين ربما كان وراء مقتله.
ومع ذلك، لم يتم تقديم أي دليل يشير إلى تورط الكرملين أو أجهزة الأمن الروسية في الحادث.
ولا يزال سبب الحادث مجهولا، وفتحت السلطات الروسية تحقيقا جنائيا.
وما يفسر الغضب السوريون الذين يكرهون بريغوجين لأن مجموعته الخاصة من المرتزقة كانت لاعبا مهما خلال التدخل الروسي في الحرب الأهلية السورية، حيث قاتلت نيابة عن نظام بشار الأسد.
وفي حين أشاد بوتين بهم باعتبارهم "جنودا يخاطرون بحياتهم لمحاربة الإرهاب"، فقد اتُهمت القوات الروسية العاملة في سوريا باستخدام القوة الغاشمة في قصف المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، بغض النظر عن الخسائر في صفوف المدنيين.
وخضع دور فاغنر في سوريا للتدقيق مرة أخرى قبل عامين، عندما اتُهم مرتزقة روس في سوريا بالقتل المروع لعامل بناء سوري.
اقرأ أيضاً
روسيا تسرب صورا لقائد فاجنر متنكرا في أزياء عسكرية ليبية وسودانية وسورية
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: سوريون سوريا فاجنر قائد فاجنر بريغوجين اقرأ أیضا فی سوریا
إقرأ أيضاً:
سوريا.. «قيصر» يكشف هويته ويدعو لرفع العقوبات ووزير الدفاع يوضح الموقف من القواعد الروسية
كشف منفذ أكبر عملية تسريب لجرائم الرئيس السوري السابق بشار الأسد بحق المعتقلين في سوريا، والذي يعرف بـ”قيصر” عن هويته، وتحدث عن تفاصيل جديدة حول الجرائم المرتكبة منذ 2011.
و”قيصر” الذي التقط آلاف الصور لجثث شوّهها التعذيب في مراكز الاعتقال والسجون في سوريا، أفصح عن هويته ووجهه للمرة الأولى، وذلك في مقابلة تلفزيونية تأتي بعد شهرين من إسقاط الرئيس بشار الأسد.
وقال رجل ذو لحية خفيفة غزاها الشيب، وهو يرتدي بزة رسمية وقميصا أبيض “أنا المساعد أول فريد المذهان، رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق، المعروف بقيصر، ابن سوريا الحرة، أنا من مدينة درعا مهد الثورة السورية”.
وأضاف “كان عملي في مدينة دمشق… قيادة الشرطة العسكرية، وكنت أسكن في مدينة التل في ريف دمشق”.
وقال “قيصر”: “أوامر التصوير وتوثيق جرائم نظام بشار الأسد يصدران من أعلى هرم في السلطة للتأكد من أن القتل ينفذ فعليا، مشيرا إلى أن قادة الأجهزة الأمنية كانوا يعبرون عن ولائهم المطلق لنظام الأسد عبر صور جثث ضحايا الاعتقال”.
وأضاف: “أول تصوير لجثث معتقلين كان بمشرحة مستشفى تشرين العسكري بدمشق لمتظاهرين من درعا في مارس 2011، مؤكدا أن الموقوف بمجرد دخوله المعتقل يوضع رقم على جثته بعد قتله”
وتابع: “أماكن تجميع وتصوير جثث ضحايا الاعتقال في مشرحة مستشفيي تشرين العسكري وحرستا، إضافة إلى تحويل مرآب السيارات في مستشفى المزة العسكري لساحة تجميع الجثث لتصويرها مع ازدياد عدد القتلى”.
وروى جانبا من طريقته في إخفاء صور المعتقلين، قائلا “كنت أخبئ وسائط نقل الصور في ثيابي وربطة الخبز وجسدي، خوفا من التفتيش على الحواجز الأمنية”.
وأشار إلى أن عملية تهريب الصور كانت تتم بشكل شبه يومي من مقر عمله إلى مسكنه وامتدت قرابة 3 سنوات.
وحول الانشقاق عن نظام الأسد، قال “قيصر”: “إن القرار كان لديه منذ بداية الثورة السورية، لكنه ارتأى تأجيله لكي يتمكن من جمع أكبر عدد من الصور والأدلة”.
وأعرب عن أمله في أن تفتح الحكومة السورية الجديدة “محاكم وطنية تقوم بملاحقة ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب”.
ودعا الحكومة الأمريكية إلى إلغاء قانون “قيصر” ورفع العقوبات عن الشعب السوري.
وبدأت الولايات المتحدة في 17 يونيو 2020 بتطبيق “قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا” الذي تم بموجبه فرض عقوبات على 39 شخصية وكيانا على صلة بالسلطات السورية، بينهم رئيس البلاد، بشار الأسد، وعقيلته، أسماء الأسد.
وزير الدفاع السوري: منفتحون على استمرار الوجود العسكري الروسي في البلاد
وفي الشأن السوري أيضا، أكد وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، أن دمشق منفتحة على استمرار الوجود العسكري الروسي في البلاد، بما في ذلك القاعدتان الجوية والبحرية في حميميم وطرطوس طالما تخدمان مصالح سوريا.
وأشار أبو قصرة إلى أن موقف موسكو تجاه دمشق شهد تحسنا ملحوظا منذ التغيير السياسي الذي شهدته سوريا في ديسمبر الماضي، مؤكدا أن القيادة السورية تدرس المطالب الروسية بجدية، وأوضح الوزير أن المحادثات جارية بين الجانبين لضمان تحقيق تعاون يخدم مصلحة البلدين.
وردا على سؤال من صحيفة “واشنطن بوست” حول الغارات الجوية الروسية التي كانت تستهدفه ورفاقه عندما كانوا مسلحين في فصائل المعارضة، أجاب: “في السياسة، لا يوجد أعداء دائمون”.
وعندما سُئل عما إذا كانت روسيا سيسمح لها بالاحتفاظ بقاعدتها البحرية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، قال: “إذا حصلنا على فوائد لسوريا من ذلك، فنعم”، وأشار أيضا إلى أن سوريا تدرس إبرام اتفاقيات دفاعية مع عدة دول، وتُجري مفاوضات حساسة مع كل من الولايات المتحدة وتركيا بشأن وضع قواعدهما العسكرية في البلاد.
ورفض وزير الدفاع، تأكيد ما إذا كان الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، قد طلب تسليم الأسد خلال لقائه مع المسؤولين الروس أواخر الشهر الماضي، لكنه أشار إلى أن مسألة محاسبة الأسد قد أُثيرت خلال الاجتماع.
وقال أبو قصرة: “عندما قرر بشار الأسد الذهاب إلى روسيا، كان يعتقد أنه من المستحيل علينا التوصل إلى اتفاق مع الروس”، مضيفا: “ربما سيتم استعادة العلاقات معهم بطريقة تخدم مصالح سوريا أولا، ثم مصالحهم”.
أما الوفد الروسي، الذي قاده نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، فلم يعلق على وضع بشار الأسد، وأعرب عن امتنانه لأن المواطنين والمرافق الروسية لم تتضرر جراء الأحداث الأخيرة.
وأضاف أن “الاتفاق بشأن الوجود العسكري الروسي يتطلب مزيدا من المفاوضات”، موضحا أن “الأمور لم تتغير حتى الآن”، وأن الطرفين اتفقا على مواصلة المشاورات المكثفة.
وسبق أن كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن معظم دول المنطقة مهتمة بالحفاظ على القواعد العسكرية الروسية في سوريا، مشددا على أن بقاءها يعتمد على توافق المصالح مع السلطات السورية الجديدة.
وأضاف أن روسيا تنظر في وجود قواعدها في سوريا أو الانسحاب لكن قبل ذلك “يجب النظر كيف ستتطور العلاقات مع القوى السياسية التي تسيطر الآن وستسيطر على الوضع في سوريا مستقبلا حيث أن بقاءنا سيعتمد على توافق المصالح مع السلطات الجديدة هناك”.
وسبق أن قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو لم تتلق أي طلبات من دمشق بشأن مراجعة الاتفاقات حول القاعدتين الروسيتين في سوريا، مضيفا أن نشرهما هناك جاء وفقا لمعاهدات مبرمة على أساس القانون الدولي، كما أشار إلى أن ظروف عمل هذه القواعد قد تصبح موضوع مفاوضات مستقبلية مع الإدارة السورية الجديدة.
ومن جانبه أكد الشرع أن دمشق لديها مصالح استراتيجية مع روسيا وهي ثاني أقوى دولة في العالم ولها أهمية كبرى، مشددا على أن الإدارة الجديدة تتطلع إلى مصالح الشعب السوري ولا تسعى لإثارة المشاكل والصراعات مع الدول الخارجية.