بغداد ـ د ب أ: تعمل شركة عراقية على رفع سقف إنتاج الغاز إلى 300 مليون قدم مكعب يوميا في حقل بن عمر بمحافظة ميسان 400 كم جنوب شرق بغداد. وقال منير بو عزيز المستشار في شركة «ربان السفينة» العراقية ، لصحيفة «الصباح» الحكومية الصادرة أمس، إن «شركة ربان السفينة تعد الأولى عراقيا التي تنافس في جولات التراخيص لتطوير القطاع النفطي في العراق وتقوم بتشغيل مشروع غاز حقل بن عمر في محافظة ميسان لتحقيق استثمار أفضل للغاز المصاحب لعمليات إنتاج النفط الخام «.

وذكر أن معدلات إنتاج النفط الخام في حقل بن عمر حاليا عند مستوى 50 ألف برميل يوميا وهناك رغبة حكومية للصعود به إلى مستوى 600 ألف برميل يوميا وهذه الزيادة ستكون متزامن مع إنتاج النفط واحتحاز الغاز في حقل بن عمر بصورة مريحة للعراق». وينتظر أن تنطلق في بغداد منتصف الشهر المقبل فعاليات مؤتمر ومعرض للتعريف بخطط العراق لاطلاق جولة تراخيص جديدة لاستثمار النفط والغاز ستستقطب كبريات الشركات العالمية لدعم خطط العراق لإنتاج الغاز وسد متطلبات الاستهلاك المحلي لإنتاج الطاقة الكهربائية وإيقاف عمليات الاستيراد بحلول العام 2027.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

النفط.. قاتِلُ العراق الصامت

الاقتصاد نيوز — بغداد

 

تضم البصرة، ثاني أكبر مدينة في العراق والواقعة أقصى جنوبه، حوالي 2.9 مليون عراقي، إلا أن هذا الرقم الرسمييعتبر مُخلاً إذا ما قورن بعدد الساكنين الفعلي للمدينةحيث إن العديد من عمال المناطق الريفية المجاورة انتقلواإلى المدينة بحثاً عن وظائف في قطاع الصناعة النفطية، مما يصعب عملية التحقق من الأعداد الحقيقية.

وما ما يزال معدل البطالة مرتفعاً، رغم وجود شركات النفط الكبرى في البصرة، وهذا ما يدفع العراقيون للبحث عنفرص عمل في قطاعات أخرى. وأدى تجاهل تحسينالخدمات الصحية والتعليمية والعامة إلى اندلاع "حركة تشرين" في عام 2019، بحسب تقرير لموقع "The New Region".

ويمثل تلوث النفط في البصرة تهديداً كبيراً للسكان حيث تؤدي عمليات استخراج وتكرير النفط إلى انبعاثات مرتفعةتسهم في زيادة معدلات السرطان.

"السرطان يمشي معنا"

زارت "The New Region" قرية نهران عمر، والتي تبعد15 كم شمال البصرة، حيث بالإمكان لمس تأثير الصناعةالنفطية على السكان بشكل وثيق إذ يدفع العراقيون ثمنعيشهم بالقرب من حقول النفط. ومن بين هؤلاء، رغد كريم،ذو الـ 44 ربيعاً، الذي يكافح مرض سرطان القولون.

يقف رغد كريم متحدياً، بينما تخنق أعمدةُ الدخان الأسودالسماءَ من خلفه، وهو تذكير صارخ بالتهديد الصامت الذييطارد قريته منذ سنوات، قائلاً إن "هذا (في إشارة إلىالدخان) هو ما نتنفس منذ سنوات. إنها أزمة قد دمرت السكان، سرطانات من جميع الأنواع وأمراض تنتزعأنفاسك. والآن، لقد أصابتني أنا كذلك".

مضيفاً "في 2007، توفي أخي بالسرطان، واليوم، أناأكافح المرض، مما يجعل حياتي حرجة للغاية".

الصعوبات التي يواجهها رغد كريم تتجاوز مصيبة مرضهفحسب، فعندما تم تشخصيه بمرض سرطان القولون تغيرت حياته وانقلبت رأساً على عقب إذ أصبح يكافحلتحمل تكاليف الرعاية الطبية والعلاج الكيميائي الباهظ،والذي سافر إلى لبنان من أجله لأنه لم يكن متاحاً فيبلده، فبدون دعم من مؤسسة حكومية أو خيرية أُجبررغد كريم على تمويل علاجه بنفسه.

وتمكن رغد كريم، بفضل الديون ويد عون الأصدقاء، منإجراء عملية جراحية استطاع بها أن يزيل الورم. ومعذلك، فإن احتمالية عودة السرطان ما تزال مرتفعةً فهو بحاجة إلى أدوية واختبارات متابعة مستمرة لضمان التعافي الكامل من المرض، ولكن تكلفة الجراحة قد استنزفت موارده مما وضعه وعائلته تحت ضغط وتوتر كبير.

ويضيف كريم، إن "العديد من الناس الذين أعرفهم فيقرية نهران عمر يخشون زيارة الأطباء خوفاً من إخبارهمبأنهم مصابون بالسرطان. وهذه معركة نفسية يواجههاالجميع هنا يومياً. يمكنني القول إن السرطان في حيّنا مثلالأنفلونزا، منتشر بشكل صادم".

وفقًا لموقع World Meter، يمتلك العراق حوالي 143 ملياربرميل من احتياطي النفط المؤكد حتى عام 2016، ممايجعله في المرتبة الخامسة عالمياً، وهذا يمثل حوالي 8.7% من إجمالي احتياطيات النفط العالمية.

الخطر من حرق النفط ليس محدوداً بمنطقة نهران عمرفحسب، إذ إن التلوث يؤثر أيضاً على مناطق أخرى حولالبصرة، وأهمها الرميلة، التي تضم أحد أكبر حقول النفطفي العالم.

ما لا يعوضه المال.. فقدان الأب

في أبريل من العام الماضي، فقد علي حسين جلود، شابمن البصرة، معركته مع سرطان اللوكيميا عن عمر يناهز 21 ربيعاً. تعتقد عائلة علي، التي تعيش بالقرب من حقل نفطيكبير تابع لشركة BP البريطانية في الرميلة، أن الاحتراقالمستمر للغاز ساهم في إصابته بالمرض ووفاته في النهاية.

تم تشخيص علي بالمرض عندما كان في الخامسة عشرةمن عمره، وشمل علاجه عدة جولات من العلاج الكيميائيوزرع نخاع العظم والعلاج الإشعاعي داخل وخارج العراق.

كان علي ماهراً في كرة القدم وحَلُمَ بأن يصبح لاعباً محترفاً، كما أنه كان يمتلك متجراً صغيراً لبيع الهواتفالمحمولة وملحقاتها في قريته.

ويهدد والد علي، السيد حسين جلود، بمقاضاة شركة BP بعد وفاة ابنه.

يقول جلود، وهو في الخمسينات من عمره، لـ "The New Region"، إن "فقدان ابني علي لا يمكن تعويضه. لا يمكن للمال أن يعيده إلي، لكن علاجه كلَّفَ مبلغاً كبيراً. بعت مجوهرات زوجتي واستدنت الأموال بكثرة حتى أني اضطررت لبيع الأثاث لدفع تكاليف العلاج داخل العراق وخارجه. أنفقت أكثر من 180 مليون دينار عراقي (حوالي137,000 دولار أمريكي) على علاج علي، لكن للأسف، لمأتمكن من إنقاذه"

ويضيف جلود، أن "العشرات، وربما حتى المئات، في منطقة الرميلة ماتوا أو أصيبوا بالمرض نتيجة لانبعاثات الغاز السامة."

إن الاحتراق الغازي هو حرق الغاز الزائد، ويعتبر ممارسة شائعة أثناء عملية استخراج النفط. هذه العملية تطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون والميثان والخام الأسود، مما يشكل أخطار على الصحة والبيئة.

يقول جلود، إن كلاً من "شركة BP أو الحكومة لم تتواصلامعي بعد أن تم الكشف عن هذه المشكلة في وثائقيBBC"

يعتبر حقل الرميلة النفطي، والذي يقع في جنوب العراق على بعد 50 كم غرب البصرة والذي يستخرج يومياً 1.5 مليون برميل وممثلاً ثلث إمدادات النفط في البلاد وثالث أكثر الحقول إنتاجية في العالم، شريان الحياة لاقتصاد العراق.

تعرضت عائلة علي وسكان آخرون في الرميلة للغاز المحترق على بعد أقل من 2000 متر من منازلهم. وهذا يتعارض بشكل صارخ مع القانون العراقي، الذي ينص على أن تكون المناطق السكنية ومواقع الاحتراق على الأقل على بعد10 كم.

يضيف جلود بأن "عائلتي تعيش في الرميلة، حيث كان هناك إنتاج نفط قليل قبل وصول شركة BP. لكن منذ أنبدأت هذه الشركة في العمل، زاد الإنتاج بشكل كبير. وللأسف، تزامن هذا التطور مع زيادة في انبعاثات الغاز السامة، التي يُعتقد أنها مرتبطة بالعديد من الأمراض التيتصيب المنطقة، بما في ذلك السرطان الذي قتل ابني".

"كل صباح في طريقي إلى الصلاة، أستطيع شمَّ الغازالقاتل وأرى سحباً كثيفة من الدخان الأسود في السماء. عائلتي وصحتي في خطر دائم. فقدتُ علياً وأخشى علىبقية أفراد عائلتي من ذات المصير".

وأكمل جلود "أنا أقترح بناء مستشفى متخصص لعلاج السرطان في الرميلة ونقل السكان إلى مناطق أكثر أماناً. كما يجب على الجميع الخضوع للفحص لضمان صحتهم. فمنذ عدة أيام، تم تشخصي جار لي، كبير بالعمر، بمرض السرطان. ونتيجةً لذلك، يجب اتخاذ إجراءات فورية. فنحن نحتاج إلى علاج المرضى وتعويض الأشخاص، سواء في الرميلة أو في المناطق الأخرى المنتجة للنفط، الذين فقدواأحبائهم أو الذين يعانون من السرطان بأنفسهم".

 

فريقالـ BBC.. متجاوزاً التلوث ودرجة الحرارة الحارقة

 

تحمل طاقم الـ BBC الحرارة الحارقة والمواد الكيميائيةالخطرة لتصوير الفيلم الوثائقي "تحت السماء المسمومة/ Under Poisoned Skies"، الذي أظهر ممارسة شركاتالنفط الأجنبية، لا سيما شركة BP البريطانية، حرق الغازالزائد بالقرب من المناطق السكنية.

ووفقاً للفيلم، تطلق عملية استخراج النفط العديد من الموادالمسرطنة، مما يرتبط بزيادة مثيرة للقلق في حالات الإصابة بسرطان اللوكيميا، لاسيما بين الشباب.

بعد تحقيق الـ BBC، تم اكتشاف تركيزات عالية خطيرة من البنزين، والمعروف بأنه مادة مسرطنة، في الهواء وتتجاوز الحدود المقبولة بكثير. ومن اللافت للنظر أن اختبارات البول للأطفال الذين يعيشون بالقرب من مواقع الحرق أظهرت أن 70% منهم لديهم مستويات عالية من النفثالين، وهو من المواد الكيميائية المسرطنة.

يشارك أوين بينيل، منتج فيلم "تحت السماء المسمومة"،نتائج الفيلم مع "The New Region"، قائلاً إن "الفيلم كشف دور شركات النفط الدولية بما في ذلك BP في حرق الغاز السام على بعد مئات الأمتار فقط من المناطق السكنية في العراق. صحافتنا تطرح أسئلة صعبة وتحمل كل من الشركات والحكومة العراقية المسؤولية عن الحرقالعشوائي للغاز، الذي له عواقب بيئية وصحية خطيرة."

وأوضح بينيل، أن "الشركات النفطية الدولية والحكومة العراقية لا تنشر بيانات عن مستويات المواد الكيميائيةالسامة المنبعثة من حرق الغاز. لذلك، أجرينا اختبارات ووجدنا أن هناك مستويات عالية من المواد الكيميائية المسرطنة في الهواء وفي عينات بول الأطفال الذين يعيشون بالقرب".

ويسلط فيلم الـ BBC الضوء على قضية بيئية حاسمة:حرق الغاز ليس فقط غير ضروري ومهدور، ولكنه أيضاً يمكن منعه بالاستثمار المناسب من كل من الشركات والحكومات.

وأكمل قائلاً "تم إبلاغنا عن أن عائلة علي بدأت قضية قانونية ضد BP بشأن حرق الغاز في العراق، وأنها تستخدم بعض الأدلة المقدمة في الفيلم كأساس لهذه القضية".

"كان من الصعب تصوير المجتمعات القريبة من مواقعالحرق، حيث تعرضنا بشدة للتلوث. وفي إحدى المناسبات،هبَّت الرياح جالبةً دخان الغاز المحترق باتجاهنا. جهاز مراقبة التلوث المحمول الخاص بنا أطلق تحذيراً من مستويات البنزين الخطرة، ولكن كان من الواضح منالرائحة في الهواء أن التنفس لم يعد آمناً. لحسن الحظبالنسبة لنا، تمكنا من مغادرة المنطقة، ولكن العائلات التيتعيش هناك مجبرةٌ على استنشاق هذا الهواء السام يوماً بعد يوم".

ويكمل بينيل القول بأن "رحلتنا الأولى لتصوير الفيلم إلىالبصرة كانت في أغسطس، عندما تجاوزت درجات الحرارة بانتظام 50 درجة. وكان من الصعب جداً عليَّ وعلى المخرجة جيس كيلي التصوير في ظل درجات الحرارة الشديدة هذه، حيث توقفت الكاميرات عن العمل بشك لمتكرر بسبب الحرارة المرتفعة. وهذا أظهر لنا التحديات التي يواجهها العراق ككل، كواحدة من أكثر الدول عرضةً للتأثر بالتغير المناخي في العالم".

مضيفاً، أنه "في جميع المناطق التي أجرينا فيها مراقبة التلوث، وجدنا تركيزات عالية من البنزين المسرطن، تصلإلى 9.7 ميكروغرام لكل متر مكعب. ومن الجدير بالذكر أن هذا هو متوسط لمدة أسبوعين، لذا في بعض الأيام قد تكو نمستويات البنزين أعلى بكثير".

أكد البروفيسور فرانك كيلي، الخبير العالمي في تلو ثالهواء، لفريق الـ BBC، أن منظمة الصحة العالمية تعتبر مستوى البنزين "الآمن" صفر، بينما النتائج التي تمالحصول عليها من العراق وُصفت بأنها "مقلقة" من حيث تأثيرها على صحة الناس.

 

آثار كيميائية موجودة في البول

يقول بينيل، إنه "بالنسبة لعينات البول، نظرنا في مادة كيميائية مسرطنة أخرى، وهي النفثالين. النتائج أظهرت أن70% من الأطفال الذين أخذنا عينات منهم لديهم مستويات عالية من النفثالين في البول، مما يشير إلى فرصة أكبر لحدوث تشوهات يمكن أن تؤدي إلى السرطان".

وأكمل قائلاً، "قصة علي أصبحت جزءاً مهماً من فيلمناحيث إن مذكراته المصورة أعطتنا نظرة حميمة على الحياة في الرميلة، وهي بلدة داخل حدود أكبر حقل نفطي في العراق والممنوعة من دخول الصحفيين إليها".

تواصلت "The New Region" مع وسن جزراوي، شريك في شركة Hausfeld & Co. LLP، محامو السيد جلود،الذين قالوا إن "تأثير حرق الغاز على البيئة وعلى صحة المجتمعات المحلية في العراق صادم. يجب أن تكون هذه الدعوى ضد BP بمثابة نداء استيقاظ: يجب على هذه الشركات الوفاء بالتزاماتها، تعويض من عانى، واتخاذخطوات جادة للحد من الأضرار المستمرة والمستقبليةالناتجة عن عملياتها".

تواصلت "The New Region" مع BP عبر البريدالإلكتروني الرسمي للحصول على رد، لكن الأسئلة بقيتدون إجابة حتى وقت النشر.

رغم ثروة العراق وموارده الوفيرة، يواجه نظامه الصحي تحديات كبيرة تتمثل بنقص الأدوية والرعاية الصحيةالأساسية في القطاع الصحي الحكومي، والتي دفعت العديد من العراقيين للبحث عن العلاج في الخارج. إن الوضع سيء بشكل خاص نظراً لمعدلات البطالة العاليةوالصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الملايين من العراقيين.

مقالات مشابهة

  • إنتاج "أوبك" يرتفع في حزيران للشهر الثاني على التوالي
  • النفط.. قاتِلُ العراق الصامت
  • روسيا تتصدر وهذا موقف العراق.. أكثر 10 دول حرقًا للغاز حول العالم
  • مسح لـ"بلومبرغ": إنتاج "أوبك" النفطي في يونيو يستقر للشهر الثالث
  • السعودية تعلن اكتشاف حقول ومكامن للنفط والغاز
  • أكثر من (10) ملايين برميل نفط الصادرات العراقية لأمريكا خلال شهر نيسان الماضي
  • تركيا.. إنتاج حقل غاز صقاريا يسجل 5.5 ملايين متر مكعب يوميا
  • وزير الطاقة السعودي يعلن توقيع عقود المرحلة الثانية من مشروع “حقل الجافورة” في المملكة
  • وزير الطاقة : مشروع حقل الجافورة  للغاز سيوفر للمملكة نحو مليوني قدم مكعبة من الغاز يومياً
  • وزير الطاقة السعودي يعلن توقيع عقود المرحلة الثانية من مشروع "حقل الجافورة" في المملكة