جريدة الوطن:
2024-10-03@20:05:21 GMT

ما وراء التهافت على الانضمام لمجموعة «بريكس»

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

ما وراء التهافت على الانضمام لمجموعة «بريكس»

انطلقت مؤخرًا، وبالتحديد يوم 22 أغسطس 2023 أعمال قمَّة مجموعة (بريكس) في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، وقَدْ تقدَّمت العديد من الدوَل في العالَم وبشكلٍ لافت لأنظار المراقبين والمتابعين، للانضمام إلى المجموعة إيَّاها، حيث يصطفُّ عددٌ من دوَل العالَم، وهي في حالة تزايد، من أجْل الانضمام للمجموعة، فهل هذا التهافت للانضمام إلى تلك المجموعة سيحمل معه الحلول السحريَّة لأزماتٍ اقتصاديَّة وغير اقتصاديَّة، تُعاني مِنْها العديد من الدول التي طلبت مؤخرًا بالانضمام إلَيْها، وهل يُمكِن لتلك الدوَل الانفلات من ربقة الضغط الأميركي وخصوصًا المتعلِّق بالاقتصاد والمساعدات.

أسئلة بحاجة لأجوبة..؟
أولًا: قامت مجموعة (بريكس) في انطلاقتها الأولى على يد الدوَل صاحبة أسرع نُموٍّ اقتصادي بالعالَم، وهي: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. وعقَدت أوَّل قمَّة بَيْنَ رؤساء الدوَل الأربع المؤسِّسة في (يكاترينبورج) في جمهوريَّة روسيا الاتِّحاديَّة، في يونيو 2009، حيث تضمَّن قيامها الإعلان عن تأسيس نظام عالَمي ثنائي القطبيَّة، عالَم يتعاون فيه الجميع من الشمال إلى الجنوب. حيث تُمثِّل مجموعة (بريكس) الآن في الوقت الحالي مع انعقاد قمَّتها الجديدة 23% من الناتج المحلِّي الإجمالي العالَمي، و42% من سكَّان العالَم، وأكثر من 16% من التجارة العالَميَّة.
ثانيًا: سئم الجميع على أرض المعمورة من بُلدان وأنظمة ومؤسَّسات، من العالَم أحادي القطبيَّة، وسياساته الابتلاعيَّة، التي تقودها الولايات المُتَّحدة، ضاربة بعرض الحائط بمصالح غالبيَّة الدوَل، في صراعاتها المستمرَّة معها للإبقاء على دَوْرها كمقرِّر للشؤون العالَميَّة دُونَ اكتراث بما يراه الآخرون، بما في ذلك الدوَل الكبرى الموازية في ثقلها للولايات المُتَّحدة كروسيا والصين الشَّعبيَّة.
ثالثًا: سعي دوَل مُحدَّدة، ومِنْها دوَل شِبْه فقيرة كدولة هندوراس في أميركا اللاتينيَّة، للانضمام للمجموعة، اعتقادًا مِنْها بأنَّ الأمْرَ يساعدها على إزاحة الضغط الاقتصادي عن كاهلها، وضغط المساعدات الأميركيَّة المُقدَّمة لها، والإملاءات التي ترافقها.
رابعًا: تقدير بعض الدوَل التي تريد الانضمام لمجموعة (بريكس) أنَّ الولايات المُتَّحدة و»نسبيًّا الغرب» في سبيلهم للغرق والغوص في أوحال أزمات اقتصاديَّة كبرى، بَدَت علاماتها مع شُحِّ الطَّاقة المتدفِّقة من روسيا باتِّجاه أوروبا، وربط تدفُّق الطَّاقة بالعملات البديلة وتحديدًا الروبل كبديل للدولار الأميركي. عدا عن الاستنزاف الواقع في اقتصادات الغرب الأوروبي مع المواجهة الأوكرانيَّة/‏الروسيَّة، وكلفة تلك الحرب التي تتحمَّل جزءًا كبيرًا مِنْها دوَل الاتحاد الأوروبي.
خامسًا: اعتقاد البعض في العديد من دوَل العالَم، أنَّ السَّفينة الأميركيَّة تترنَّح وتتلقَّى الأمواج المتلاطمة على جوانبها، في ظلِّ صراعات واشنطن مع الصين الشَّعبيَّة وروسيا وحتى البرازيل والهند والأرجنتين وفنزويلا… لذلك فإنَّ عديد الدوَل التي طلبت الانضمام لمجموعة (بريكس)، تريد الركوب على متن سفينة (بريكس) عسى وعلَّ.
على ضوء ما أوردنا أعلاه، هل تُشكِّل مجموعة (بريكس) وعلى المدى الأبعد نسبيًّا منافسًا حقيقيًّا «جيوسياسي واستراتيجي» للولايات المُتَّحدة، أو تُشكِّل تهديدًا لسطوتها العالَميَّة ولقوَّة حضور الـ»دولار»، أم أنَّها ستكُونُ عملًا استعراضيًّا فقط تحدِّي الولايات المُتَّحدة..؟

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العال م الدو ل

إقرأ أيضاً:

الإمارات تشارك في اجتماع وزراء الطاقة لدول مجموعة “بريكس” في روسيا

شاركت دولة الإمارات، ممثلة بوزارة الطاقة والبنية التحتية، في اجتماع وزراء الطاقة لدول مجموعة “بريكس” الذي استضافته العاصمة الروسية موسكو مؤخراً، وذلك بحضور سعادة المهندس شريف العلماء وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، وسعادة المهندس أحمد الكعبي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع الكهرباء والمياه وطاقة المستقبل.
وأكد سعادة المهندس شريف العلماء، أن مشاركة دولة الإمارات تأتي انطلاقاً من إيمانها بأن التعاون الدولي المتعدد الأطراف، أصبح أكثر ضرورة من أي وقت مضى للتغلب على التحديات المرتبطة في قطاع الطاقة، وذلك في ظل المتغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم، مشيراً إلى دور هذا التعاون والعمل المشترك في تحقيق مستقبل أكثر ازدهاراً واشراقاً للجميع.
وأوضح أن جهود دولة الإمارات ضمن مجموعة بريكس تعكس إستراتيجيتها الهادفة إلى بناء جسور التعاون في قطاع الطاقة والعمل المناخي، وتأتي تأكيدًا على التزام الدولة بتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية في قطاع الطاقة، وتحقيق استدامة أكبر من خلال تبني الحلول المبتكرة، والشراكات العالمية والتعاون الدولي الفاعل.
وقال العلماء: ” مشاركتنا في اجتماع وزراء الطاقة في بريكس، تتماشى مع سياسة دولة الإمارات ودورها القيادي في دعم ممارسات الاستدامة ومواجهة تحديات التغير المناخي على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وهو الدور الذي برز بشكل واضح خلال تنظيم واستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28″ ، لا سيما مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول العام 2030، “واتفاق الإمارات التاريخي” الذي وضع مساراً عالمياً للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية وتعزيز المكانة الرائدة للدولة في العمل المناخي”.
وأضاف أن المشاركة في الحدث كانت فرصة لاستكشاف آفاق التعاون الجديدة، والمساهمة في الحوار العالمي البناء حول الانتقال نحو الطاقة النظيفة والمستدامة، لافتا إلى أن دولة الإمارات ومجموعة بريكس يجمعها هدف مشترك وهو تعزيز التنمية المستدامة وتسريع التحول في قطاع الطاقة، ودعم الجهود العالمية في المجال.
وقال: ” إن تعاون دولة الإمارات وعلاقاتها مع أعضاء المجموعة ينسجم مع التزام الدولة بالعمل المناخي العالمي، كما يساهم في تطوير حلول طاقة مبتكرة ومستدامة، ومن خلال شراكاتنا العالمية، نطمح إلى تعزيز الابتكار وتسريع وتيرة التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، بما يتماشى مع رؤية نحن الإمارات 2030 ومستهدفات تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050″.وام


مقالات مشابهة

  • زعماء 30 دولة يشاركون في قمة «بريكس»
  • إيران ترفض بيانا لمجموعة السبع يندد بهجومها الصاروخي على إسرائيل
  • الاتحادية للضرائب تُشارك في اجتماع مسؤولي وخبراء الضرائب بدول بريكس
  • الإمارات تشارك في اجتماع وزراء الطاقة لدول مجموعة “بريكس” في روسيا
  • الإمارات تشارك في اجتماع وزراء الطاقة لدول مجموعة «بريكس» في روسيا
  • الإمارات تشارك في منتدى لـ «بريكس»
  • وزراء داخلية مجموعة السبع يبحثون قضية الهجرة غير الشرعية.. وليبيا تتصدر المشهد
  • الإمارات تعرض مشروع التوأمة الرقمية في "بريكس" للمدن الخضراء
  • الحكومة الليبية تدرس الانضمام إلى مجموعة “بريكس”
  • تساؤلات حول موقع السعودية من بريكس.. هل تشارك بالقمة المقبلة؟