الثقافة: مؤتمر الأدباء الـ36 يحتفي باليوبيل الذهبي لانتصارات أكتوبر
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
تستعد وزارة الثقافة متمثل في الهيئة العامة لقصور الثقافة لتنظيم الدورة الـ 36 من مؤتمر الأدباء، والذي يتواكب مع اليوبيل الذهبي لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، وذلك تحت عنوان «أدب الانتصار والأمن الثقافي.. خمسون عاما من العبور»، ومن المقرر أن تعقد أمانة المؤتمر اجتماعها المقبل خلال أيام لمناقشة استعدادات الدورة المقبلة.
وأضاف مصدر في وزارة الثقافة لـ «الوطن»: سيشهد الأسبوع الجاري اجتماع جديد للأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر، في دورته السادسة والثلاثين، من أجل اختيار رئيس للمؤتمر، إلى جانب مناقشة استعدادات المؤتمر، لافتا إلى المؤتمر سيتم عقده في إحدى مدن القناة تماشيا مع طبيعة وعنوان الحدث هذا العام.
وستشهد الدورة زخما ثقافيا على مدار أيام المؤتمر الذي يُعقد في ديسمبر المقبل على الأرجح، وبمشاركة ما يزيد على 350 أديبا وباحثا وإعلاميا، كما يتم إعلان المحافظة عاصمة للثقافة المصرية لعام 2024، ومن المقرر أن تصدر قصور الثقافة عددًا من الإصدارات المهمة التي تتناول انتصارات أكتوبر عن سلسلة «الهوية».
موضحا: ويتناول المؤتمر الانتصارات عبر العديد من المحاور من بينها الأمن الثقافي ومكتسبات النصر، وأكتوبر في الأدب العربي المعاصر، والفنون المرئية والمسموعة، أكتوبر والثقافة الشعبية، كتابات من واقع الحرب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قصور الثقافة وزارة الثقافة الثقافة
إقرأ أيضاً:
في مؤتمر الأدباء.. عندما عبر طه حسين من البصر إلى البصيرة
ضمن فعاليات الدورة السادسة والثلاثين لمؤتمر أدباء مصر، الذي تستضيفه محافظة المنيا في الفترة من ٢٤ وحتى ٢٧ نوفمبر الحالي، أقيمت ندوة بعنوان "طه حسين.. العبور بالبصيرة"، تحدث خلالها كل من د.هدى عطية، د.حافظ المغربي، د.زينب فرغلي، د.جعفر حمدي، وأدارها د.مصطفى بيومي.
بداية تحدث د.حافظ المغربي، مؤكدا أن العبور لدى طه حسين، هو عبور من حالة لحالة، فإن الهجاء قديم وارتبط بالأشخاص أكثر من ارتباطه بطبيعة العصر، فقد انتقل طه حسين بمفهوم الهجاء الى طبيعة العصر الحالي وكأنه يلمح للخصومات التي كانت بينه وبين الاخرين، وتلك السيمترية كانت في كل ابجراماته، فها هو حوار بين شيخ وتلميذه وخلاله يعبر بالكثير من المفاهيم السياسية والهجائية، ترى أي هجاء كان يعنيه طه حسين؟
فيما أكدت الدكتورة هدى عطية، أننا إذ ننقاش اليوم طه حسين، فإننا نتخذه وسيلة للنظر لحاضرنا، فقراءة منهجه هي محاولة لوصل الماضي بالحاضر..
متسائلة: لماذا نذهب لطه حسين، لماذا يتم تأبينه كل ذكرى حتى إذا وصلنا للذكرى ٥١ نجد أنفسنا مازلنا نتحدث عنه، ما الذي فعله طه حسين الذي ولد عام ١٨٨٩ حتى نذكره بعد كل هذه السنوات؟
وتتابع هدى أن طه حسين كره أن تكون العودة للقديم على اساس الاحتفاء، وإلا فأين بصيرة طه حسين التي نتحدث عنها؟ يقول البعض ويتوقف عند كون بصيرته مجرد مقاومة لعمى البصر، لكنني أرى أن البصيرة لدى طه حسين كانت مقاومة للعمى الجمعي، وتلك هي البصيرة التي تختلف عن البصر، فأصحاب البصيرة لا تأخذهم تشتتات العالم، ولا يعتبرون الحياة نهائية أو التساؤلات حولها توقفت.
هذا طه المجاهد ببصيرته، فكيف يمكنك التخلص من تشتتانك، والخروج على التصورات الجمعية، إنه العالم المصري الذي تجاوز تشتتاه وانتقل ليصبح بصيرا.
وتضيف هدى: توصل طه حسين لما يدعونا لنلتف حول بصيرته، ليصبح الناقد والسياسي والمفكر والاديب.
وتؤكد هدى عطية أن ذكر طه حسين ومحطات في سيرته لا تذكر لمجرد ذكرها، بل لنتساءل ماذا أضافت لنا سيرته، وما كتبه في" الايام"، فلم تكن حياته هي اللافتة، بل نحن أمام سيرة مركبة، بعضها يخصه وبعضه يخص السير الشعبية، فعندما تحدث عن مقاومة العمى والسحر، كان وكأنه يتحدث عن تراثنا الذي يظنه البعض كارها للتراث فهو هنا يؤصل للتراث.
وتؤكد هدى أن طه حسين يربط بين الديمقراطية والحياة وأنها تذهب لصاحب المعرفة فمن يعرف يمكنه أن يملك السلطة ومن لا يعرف لا يملكها.
مختتمة: هل يمكننا الآن أن نطلق عليه تنويريا للحظة المعيشة التي كان يعيشها في ظل منهجية تاريخية ولدت في حضن الكلاسيكيات؟ ربما ، نحن نحتاج لتنوير اللحظة، نعم، نحن في حاجة لطه حسين جديد ليعبد طريق التفكير أمامنا.
فيما استهلت دزينب فرغلي، حديثها مؤكدة أن الحديث عن طه حسين لا يمل، فقد كان يعقد له مؤتمر خاص لمناقشة فكره، فكتابه مستقبل الثقافة في مصر، كتبه منذ سنوات طويلة ورغم ذلك فما طرح فيه من تساؤلات لم يتحقق حتى الآن، فقد وضع حدودا لقوة الدولة، ولكي تستعيد مجدها عليها أن تحقق تلك المقومات، كما تحدث عن الثقافة ومستقبلها فكيف رآه في ذلك الوقت وهل تغير ذلك المستقبل الان، هل يوجد المستقبل الذي يعادل طه ويتدخل في كل التخصصات ام إننا مازلنا اسرى للتخصص والتتحجيم.
وتضيف: تحدث طه حسين عن التعليم وربط بين التعليم والثقافة، وارى أنه لا تعليم ولا ثقافة بدون تدخل دولة، فيجب أن تشارك الدولة في صنع الثقافة وتواجه الانحلال قي كثير من المؤسسات.
واختتمت د. زينب فرغلي أن المثقف لا يستطيع وحده تغيير ثقافة دولة، بل يجب مشاركة الدولة في ذلك التغيير.
كما تحدث د.جعفر حمدي عن الصحافة في تاريخ طه حسين، وجهود طه حسين في إثراذ مجلة الكاتب المصري، كيف عبر طه حسين عبر مجلة الكاتب المصري من حال الكاتب المنغلق حينها.
وأضاف حمدي أن المجلة قامت على فكر استشرافي، ينظر للأمس واليوم والغد، فقد عنيت بنشر القصص والأشعار وصنوف الأدب باللغة العربية قبل أن تنشر بلغتها الأصلية.
كما كانت تترجم من غير العربية للعربية والعكس، كانت تنشر ما يحيي القديم وتقوم الحديث، وتفسح لابداع الشباب مكانا في صفحاتها، كما فتحت المجال واسعا لكل التيارات الثقافية.
وكأنه في رؤيته لتلك المجلة قد وضع لائحة للكتاب فيما بعد، لا يغفل القديم ويهتم بالجديد ويقومه.
ويتابع، أن طه حسين قد وضع كتابا عن المتنبي رغم انه لا يحبه ورغم ذلك فقد درسه وصحبه طويلا، ربما من باب عدم الاقصاء، وهو من ابدع ما كتب عن المتنبي، كما قدم أيضا الشباب الذي صار بعدها علامات في الحياة الأدبية مثل يحيى حقي ومحمود تيمور وعلي محمود طه وغيرهم، وقدم في النقد لويس عوض وغيره.
وشهدت الندوة مداخلات بعض الحضور، فقد أكد د.يسري السيد أنه لا يجب التعامل مع طه حسين باعتباره أعمى البصر، لأن ببساطة هناك آلاف بعده من فاقدي البصر كانوا علماء، لكن علينا أن نتحدث عنه كاستاذ جامعي، متسائلا: هل المناهج حاليا تعلم الطالب كيفية التفكير، ورغم أن كل المؤسسات مسؤلة عن ذلك، ولكن استاذ الجامعة هو المنوط به تخريج عقول الآلاف.
طه حسين، وهو استاذ جامعة ومفكر ووزير تعليم، كل ذلك فعله كمفكر وتعميم التفكير، وهو ما فشل فيه غيره.
فما الذي فعله المثقف المصري الآن وهو الذي يجب أن يقود ولا يقاد، فدوره الآن سلبي وغير مقاوم.
ثم انتقل الى مناقشة طه حسين وطرحه لفكرة الشك كوسيلة للتفكير، والآن مازال سؤاله الذي طرحه: كيف نفكر، مازال مطروحا، خاصة الآن مع انزواء ثقافاتنا تحت وطأة الثقافات الغربية.
فيما تحدث د.أحمد كامل، مؤكدا أن طه حسين طويل في تعرضه لمستقبل الثقافة بمصر كان يحاول أن يرى سمات تلك الشخصية التي رأى أنها تنتمي للاورمتوسطية أكثر من العربية، وساق مبرراته.
مختتما أنه لابد أن تكون هناك فريضة على الدولة لنشر الثقافة في التعليم وغيره، وليس على النظام المرحلي، بل يجب أن تكون هناك رؤية دولة.
بينما تساءل ا.محمد السيد عيد، رئيس نادي القصة: لماذا لا نتحدث عنه من وجهة نظر نقدية، هناك أوجه كثيرة لانتقاده، مثل منهج الشك الذي تبناه وقيل إنه تأثر بديكارت، هذا الأمر يحتاج لمراجعة، فإن رسالة طه حسين جاءت عن ابن خلدون وهو من ارسى مبدأ الشك، وليس ديكارت.
مضيفا أنه انحاز لاميل دوركايم، على حساب استاذه ابن خلدون.
متابعا أن طه حسين كان يقول أحيانا ما لا يفعل، مثل حديثه عن استقلال الجامعة، بينما يشكو أحمد امين من طه حسين الذي يريده أن يكون ظلا له وينفذ كلامه.
فإن كان طه حسين متمردا فهو كان واحدا من بين مجموعة من المتمردين مثل على عبدالرازق، الذي أسهم في تغيير نظام سياسي.
مؤكدا أن طه حسين كان ابن عصره ولو وجد الآن لما استطاع ان يفعل ما قام به، فقد وقف أمام إرادة الملك فؤاد عندما أراد أن يمنح الدكتوراه الفخرية لبعض رجالاته، ولو عاش الآن لما استطاع أن يفعل ذلك.
بينما أوجد عيد عبدالحليم، رئيس تحرير مجلة أدب ونقد، ارتباطا بين ذكرى طه حسين الذي توفي في أكتوبر وبين نصر اكتوبر، مضيفا أننا بحاجة لمراجعة طع حسين، فلدينا بعض الأسئلة التي يجب اجابتها، هل نحن بحاجة لفكر طه حسين الان، وهل هو مرتفع عن النقد وهو المفكر، هل كان طه حسين عروبيا؟ بل لم يكن كذلك فقد وجه في كتابه الشعر الجاهلي انتقادات للأدب والثقافة العربية، فقد كان يناصر الثقافة الغربية.
مضيفا أن طه حسين كان أحد الارهاصات التنويرية لكنه يرفض مجتمعه تماما.
مختتما أنه لا يمكن إنكار كونه مفكرا كبيرا لكنه ابن لحظته وعصره ونحن نحتفل باكتوبر نطالب بمراجعة أفكار طه حسين، وهذا هو التنوير الحق.
وتساءل الشاعر وليد ثابت: لماذا نغفل دائما دور الفتاة سوزان برسو، التي رافقت طه حسين، الشاب الازهري الذي انتقل تماما من النقيض للنقيض وطالع الأدب الفرنسي، ورافقته طوال حياتهما، لماذا نغفل دورها ولا نتحدث عنها سوى أنها مجرد قارئة كعين له؟
هل نقيم تجربته نحو الثقافة؟ هل هي فعل فردي تراكمي ام كان يقصد التعليم، هل حدث خلط بين التعليم والتعلم؟ أعتقد أن الثقافة أداة من أدوات التعليم.
فيما تحدثت الكاتبة الصحفية حسناء الجريسي عن كتاب "مستقبل الثقافة"، متسائلة لماذا لا يطالب المثقفون بضرورة تطبيق الدولة ووزارة الثقافة أطروحات طه حسين على أرض الواقع، مؤكدة أن المثقفين متهمون بأنهم في عزلة عن قضايا المجتمع، وعن واقعه.