البوابة نيوز:
2025-01-05@09:18:16 GMT

مشكلة التحول الديني

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

لا شك أن التحول الدينى أي الانتقال من دين إلى دين آخر يمثل مشكلة حقيقية للمجتمع لدرجة تصل إلى حد تهديد السلام الاجتماعى والأمن القومى.. ذلك لأهمية التوافق الوطنى (الذى هو صمام الأمن والأمان للوطن) الذى شاهد ويشاهد على مر التاريخ مؤامرات وصراعات ومتاجرات واستغلال لهذه القضية من الخارج ومن الداخل. بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى الإنسان الحرية كل الحرية فى أن يؤمن أو لا يؤمن (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).

كما أن الدستور والقانون يعطى الإنسان الحرية المطلقة في ممارسة العقيدة. والاهم أن الله هو الذى أراد تلك التعددية الدينية: (لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين).. (فمن ليس لهم ناموس هم ناموس لأنفسهم) إذن اين المشكلة؟ 

بداية فالإيمان الحقيقى والصحيح والطبيعى يتمثل فى تلك العلاقة الخاصة جدا بين الله وبين الإنسان. ولا يملك أحد أيا كان أن يدرك هذه العلاقة غير الله وذلك الإنسان. (لايعلم الإنسان غير روح الإنسان الساكن فيه) (الله هو فاحص القلوب والكلى). فلا يملك أحد أن يعرف ويحكم على إيمان أحد من مظهره أو مظاهر تدينه أو إعلان اسم دينه، فالظاهر غير الباطن، أى يمكن أن يكون ما بداخل هذا الإنسان اعتقاده بعقيدة غير تلك العقيدة المعلنة فى المجتمع. 

لذا فهذا الإيمان الخاص والذاتي والشخصى هو غير ذلك التدين الجمعى الذى يطلق على كافة المتدينين لدين معين. هذا التدين الجمعى كان قد تأثر على مر الزمان بتراث مجتمعى وبعادات وتقاليد وثقافة ارتبطت فى الأساس بالتربية الأسرية والعائلية والقبلية والجهوية. ناهيك عن ذلك الفكر الدينى والمؤسسى الذى يحافظ على التمايز والتعالى على الآخر الدينى. 

الشيء الذى سهل الخلط بين المقدس الدينى والموروث الاجتماعى حتى أصبح اسم الدين جزء من الموروث كمثل وراثتنا لاسم الأب والعائلة وكل الموروثات الاجتماعية. 

هنا تحول الدين من علاقة خاصة بالله إلى علاقة عامة دخلت فى إطار الصراع المذهبى والصراع حول إثبات الذات والحفاظ على الموروث الدينى الذى لا يتسق حسب تلك الممارسات إلا برفض الآخر والتعالى عليه حتى أصبح هذا  الصراع شاملا لكل مناحى الحياة حتى كان فى أحيان كثيرة صراعًا صفريًا لاعلاقة له لا بدين ولا بأخلاق مسقطا العلاقة الإنسانية التى أرادها الله بالرغم من تلك التعددية الدينية. 

ولذا فقد أخذت قضية التحول هذه الصدارة فى هذا الصراع. فإذا كان التحول حق للإنسان أراده الله فقد أخذ بعدًا اجتماعيا يمثل عارا على الأسرة بل عارا على مجمل أهل الدين المنتقل منه المتحول. (ياداهية دقى) عار على الدين هنا تهون كل الاشياء حتى الأنفس فى الدفاع عن الدين. وفى هذا الإطار يتم استغلال اسم الدين فى صراع مجتمعى وقبلى وجهوى يعطى الفرصة للمتاجرين والمرتزقة ولمن يثبت ذاته الضعيفة ايمانيا بأنه المدافع الاول عن الدين  باسم الدين. فيقومون هنا وهناك بتأجيج الصراع واختلاق الأكاذيب واتهام الطرف الآخر بالمؤامرة ضد دينه. هنا فماذا يكون الوضع أمام صراع طائفى باسم الدين فى الوقت الذى لاعلاقة له بالدين؟ فلابد أن يعود المتحول إلى دينه الاول والا سيحسب عليه جول والعكس صحيح!! ماذا الهذل والجهل؟ فماذا يضير الدين أن يتحول الآلاف حتى الملايين من هنا إلى هناك؟ وماعلاقتك انت ايها المتشنج هل فوضك الله بالدفاع عن دينه؟ وهل التحولات التاريخية الجمعية من دين إلى دين آخر كانت قد قضت على اى دين؟ تحول المسيحيون المصريون إلى الإسلام عند دخوله مصر وبقيت المسيحية. عاد الاسلام من الأندلس وبقى الاسلام. إذن هى المتاجرة هنا وهناك. وللعلم فهذه القضية كانت قد أثارت اهتمامى منذ نهاية القرن الماضى. قمت مع المرحوم وائل الابراشى بطرح هذه القضية بشكل موضوعى بعيدا عن الأرضية الطائفية. وكان هدفنا سويا من هذا الطرح القضاء على حساسية مناقشة هذا الموضوع. ظهر معنا من تحول الى الإسلام ومن تحول الى المسيحية. فلا اختطاف ولا ارغام ولاترهيب. نعم هناك اغراءت هناك علاقات عاطفية هناك استغلال مشاكل أسرية (خاصة مشكلة الطلاق عند المسيحيين). ولكن هى الاختلاقات التى كنا نكشفها حفاظا على جلالة الدين وسلامة الوطن. أما ذلك المحامى المتاجر بهذه القضية والذى يريد أن يكون زعيما قبطيا. كنا فى برنامج وقام بالادعاء أن هناك فتاتين مخطوفين. شاهد الرئيس مبارك البرنامج وامر بإحضار الفتاتين وكانا قد تحولا بإرادتهم كما بينت فى البرنامج. ولما واجهت هذا المحامى فقال لابد أن نقول كذلك!! وقد ذكرت هذه الواقعة فى صحيفة العربى وفى كتاب (أيامى). فليتم تنظيم عملية التحول فى إطار ضمان الايمان الحقيقى لهذا التحول بعيدا عن إثارة الفتن. وياليت أن تبعد المؤسسات الدينية عن هذا الموضوع ياسادة الدين له صاحبه  القادر كل القدرة على الدفاع عنه. الاهم هو أن تكون مؤمنا كما يجب أن تكون العلاقة بينك وبين الله. اترك الخلق للخالق. فلنحافظ على سلامة الوطن الذى يضمنا جميعا ونعيش على أرضه سويا. حمى الله مصر وشعبها العظيم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: هذه القضیة

إقرأ أيضاً:

هل طوفان نوح أغرق كل البشر أم قومه فقط؟.. الهدهد يجيب (فيديو)

طرح الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، تساؤلاً مهماً حول طوفان سيدنا نوح عليه السلام، موضحًا أن ما حدث لم يكن مجرد حادث طبيعي، بل كان أمرًا من الله سبحانه وتعالى له دلالات عظيمة تتعلق بحقيقة الاستخلاف في الأرض وأهمية الحفاظ على البيئة.

وقال رئيس جامعة الأزهر السابق، خلال حلقة برنامج "هدايات الأنبياء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، إن الطوفان أغرق جميع من كانوا في الأرض وقتها ما عدا مَن كانوا في السفينة، ومنهم سيدنا نوح وأتباعه المخلصين، مشيرًا إلى أن الله تعالى أمره بحمل زوجين من كل نوع من الحيوانات والطيور لحفظ نسلها وتوازن البيئة.

المفتي: بناء الكنائس أمر جائز على المستوى الديني المفتي: تهنئة الإخوة الأقباط بعيد الميلاد مستحب ولون من البر والإحسان


وأضاف الهدهد أن هذا درس للإنسان في ضرورة الحفاظ على الكائنات الحية والموارد الطبيعية، وهو جزء من دوره كخليفة على الأرض، مشيرا إلى أن الطوفان لم يغرق فقط قوم نوح الذين كفروا ورفضوا الدعوة، بل أغرق جميع البشر في ذلك الوقت الذين لم يركبوا السفينة، وهو ما يظهر قيمة الصدق والإيمان في النجاة من العقاب الإلهي.

وأوضح أن قصة نوح عليه السلام تبرز كذلك حقيقة أن العيب لا يكون في الآباء، إذ يمكن أن يكون الأب صالحًا ومع ذلك ينجب أبناء غير صالحين، كما حدث مع أبناء سيدنا نوح، ما يوضح أن المسؤولية الفردية والاختيار الحر له دور كبير في مصير الإنسان.
ودعا الهدهد إلى أهمية فهم هذه الدروس العميقة التي تحملها قصص الأنبياء، خاصةً في الحفاظ على البيئة والابتعاد عن الفساد، مع التركيز على ضرورة تعزيز القيم الإنسانية والتربوية في المجتمع.
"قناة الناس" قناة دينية اجتماعية، إحدى قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية،  تُعنى بكل ما يهم الناس من أمور دينهم ودنياهم، وترسخ الوعى الدينى الصحيح والقيم والأخلاق بمنهج وسطى رشيد.

وتهدف القناة إلى تحقيق الريادة الإعلامية الدينية، كآلية من آليات الحفاظ على مرجعية مصر فى الفكر الديني المعتدل، من خلال نشر الوعى الديني الرشيد وترسيخه في كل ما يتعلق بالمجتمع من أمور دينه ودنياه، والحفاظ على الهوية وتعزيز الانتماء الوطني.

 

أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، قيمة الحفاظ على البيئة التي ظهرت بوضوح في قصة نوح، مشيرا إلى أن الله سبحانه وتعالى أمر سيدنا نوح بحمل زوجين من كل نوع من الحيوانات والطيور في السفينة، وذلك للحفاظ على التوازن البيئي ونسل جميع الكائنات الحية.

ولفت إلى أن الله كان قادرًا على خلق هذه الكائنات في أي وقت وبأي عدد، لكنه علم الإنسان من خلال هذه القيم أن دور الإنسان في الاستخلاف في الأرض يقتضي أن يحافظ على هذا الكون ولا يهدره.

وأضاف أن الطوفان الذي أغرق الأرض لم يكن مجرد عقاب لقوم نوح فقط، بل كان بمثابة درس عميق للإنسانية جمعاء في كيفية الإيمان بالرسالة وحفظ البيئة من العبث، موضحا أن الله سبحانه وتعالى دعا إلى أن يكون الإبقاء على الكائنات خاضعًا لسنن التوالد والتناسل، ليعلم الإنسان أهمية الحفاظ على جميع الكائنات الحية.

وأشار إلى أن قصة نوح عليه السلام تقدم دروسًا مهمة حول مسألة الهداية والعقاب، موضحًا أن العيب ليس في الآباء فقط، فقد يمكن للرجل الصالح أن يكون له أبناء غير صالحين أو حتى كافرين، كما حدث مع سيدنا نوح. ورغم تربيته الصالحة لأولاده، إلا أن أحدهم لم يؤمن ولم يركب السفينة، وهو ما يعكس حقيقة أن الفساد لا يعني فساد الأب.

وشدد الهدهد على أن هذه القصة تعد من العبر الحياتية المهمة التي تعلم الإنسان أهمية التمسك بالقيم النبيلة والمحافظة على الأرض، مع التأكيد على أن فساد الولد لا يمكن أن يُحمل على عاتق الأب الصالح.
"قناة الناس" قناة دينية اجتماعية، إحدى قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية،  تُعنى بكل ما يهم الناس من أمور دينهم ودنياهم، وترسخ الوعى الدينى الصحيح والقيم والأخلاق بمنهج وسطى رشيد.

وتهدف القناة إلى تحقيق الريادة الإعلامية الدينية، كآلية من آليات الحفاظ على مرجعية مصر فى الفكر الديني المعتدل، من خلال نشر الوعى الديني الرشيد وترسيخه في كل ما يتعلق بالمجتمع من أمور دينه ودنياه، والحفاظ على الهوية وتعزيز الانتماء الوطني.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز ترديد دعاء اللهم عاملني بعدلك لا برحمتك؟ تحذير من علي جمعة
  • علي جمعة: لا حياء في الدين مقولة خاطئة والصحيح لا حرج في الدين
  • عالم بالأوقاف: حسن الظن بالله هو مفتاح الخير فى الأوقات العصيبة
  • هل طوفان نوح أغرق كل البشر أم قومه فقط؟.. الهدهد يجيب (فيديو)
  • عـرف كيـف يمـوت !
  • المفتي: بناء الكنائس أمر جائز على المستوى الديني
  • خطيب الجامع الأزهر: الظلم للنفس أساس كل ظلم .. ونداء لمنكري وجود الله
  • خطيب الجامع الأزهر: ظلم الإنسان لنفسه ذكر في القرآن 28 مرة لعظم أمره.. فيديو
  • دار الإفتاء توضح الحكمة من قراءة سورة الإنسان في صلاة فجر الجمعة
  • الأسد المرقسى