البوابة نيوز:
2024-10-03@20:14:59 GMT

مشكلة التحول الديني

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

لا شك أن التحول الدينى أي الانتقال من دين إلى دين آخر يمثل مشكلة حقيقية للمجتمع لدرجة تصل إلى حد تهديد السلام الاجتماعى والأمن القومى.. ذلك لأهمية التوافق الوطنى (الذى هو صمام الأمن والأمان للوطن) الذى شاهد ويشاهد على مر التاريخ مؤامرات وصراعات ومتاجرات واستغلال لهذه القضية من الخارج ومن الداخل. بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى الإنسان الحرية كل الحرية فى أن يؤمن أو لا يؤمن (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).

كما أن الدستور والقانون يعطى الإنسان الحرية المطلقة في ممارسة العقيدة. والاهم أن الله هو الذى أراد تلك التعددية الدينية: (لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين).. (فمن ليس لهم ناموس هم ناموس لأنفسهم) إذن اين المشكلة؟ 

بداية فالإيمان الحقيقى والصحيح والطبيعى يتمثل فى تلك العلاقة الخاصة جدا بين الله وبين الإنسان. ولا يملك أحد أيا كان أن يدرك هذه العلاقة غير الله وذلك الإنسان. (لايعلم الإنسان غير روح الإنسان الساكن فيه) (الله هو فاحص القلوب والكلى). فلا يملك أحد أن يعرف ويحكم على إيمان أحد من مظهره أو مظاهر تدينه أو إعلان اسم دينه، فالظاهر غير الباطن، أى يمكن أن يكون ما بداخل هذا الإنسان اعتقاده بعقيدة غير تلك العقيدة المعلنة فى المجتمع. 

لذا فهذا الإيمان الخاص والذاتي والشخصى هو غير ذلك التدين الجمعى الذى يطلق على كافة المتدينين لدين معين. هذا التدين الجمعى كان قد تأثر على مر الزمان بتراث مجتمعى وبعادات وتقاليد وثقافة ارتبطت فى الأساس بالتربية الأسرية والعائلية والقبلية والجهوية. ناهيك عن ذلك الفكر الدينى والمؤسسى الذى يحافظ على التمايز والتعالى على الآخر الدينى. 

الشيء الذى سهل الخلط بين المقدس الدينى والموروث الاجتماعى حتى أصبح اسم الدين جزء من الموروث كمثل وراثتنا لاسم الأب والعائلة وكل الموروثات الاجتماعية. 

هنا تحول الدين من علاقة خاصة بالله إلى علاقة عامة دخلت فى إطار الصراع المذهبى والصراع حول إثبات الذات والحفاظ على الموروث الدينى الذى لا يتسق حسب تلك الممارسات إلا برفض الآخر والتعالى عليه حتى أصبح هذا  الصراع شاملا لكل مناحى الحياة حتى كان فى أحيان كثيرة صراعًا صفريًا لاعلاقة له لا بدين ولا بأخلاق مسقطا العلاقة الإنسانية التى أرادها الله بالرغم من تلك التعددية الدينية. 

ولذا فقد أخذت قضية التحول هذه الصدارة فى هذا الصراع. فإذا كان التحول حق للإنسان أراده الله فقد أخذ بعدًا اجتماعيا يمثل عارا على الأسرة بل عارا على مجمل أهل الدين المنتقل منه المتحول. (ياداهية دقى) عار على الدين هنا تهون كل الاشياء حتى الأنفس فى الدفاع عن الدين. وفى هذا الإطار يتم استغلال اسم الدين فى صراع مجتمعى وقبلى وجهوى يعطى الفرصة للمتاجرين والمرتزقة ولمن يثبت ذاته الضعيفة ايمانيا بأنه المدافع الاول عن الدين  باسم الدين. فيقومون هنا وهناك بتأجيج الصراع واختلاق الأكاذيب واتهام الطرف الآخر بالمؤامرة ضد دينه. هنا فماذا يكون الوضع أمام صراع طائفى باسم الدين فى الوقت الذى لاعلاقة له بالدين؟ فلابد أن يعود المتحول إلى دينه الاول والا سيحسب عليه جول والعكس صحيح!! ماذا الهذل والجهل؟ فماذا يضير الدين أن يتحول الآلاف حتى الملايين من هنا إلى هناك؟ وماعلاقتك انت ايها المتشنج هل فوضك الله بالدفاع عن دينه؟ وهل التحولات التاريخية الجمعية من دين إلى دين آخر كانت قد قضت على اى دين؟ تحول المسيحيون المصريون إلى الإسلام عند دخوله مصر وبقيت المسيحية. عاد الاسلام من الأندلس وبقى الاسلام. إذن هى المتاجرة هنا وهناك. وللعلم فهذه القضية كانت قد أثارت اهتمامى منذ نهاية القرن الماضى. قمت مع المرحوم وائل الابراشى بطرح هذه القضية بشكل موضوعى بعيدا عن الأرضية الطائفية. وكان هدفنا سويا من هذا الطرح القضاء على حساسية مناقشة هذا الموضوع. ظهر معنا من تحول الى الإسلام ومن تحول الى المسيحية. فلا اختطاف ولا ارغام ولاترهيب. نعم هناك اغراءت هناك علاقات عاطفية هناك استغلال مشاكل أسرية (خاصة مشكلة الطلاق عند المسيحيين). ولكن هى الاختلاقات التى كنا نكشفها حفاظا على جلالة الدين وسلامة الوطن. أما ذلك المحامى المتاجر بهذه القضية والذى يريد أن يكون زعيما قبطيا. كنا فى برنامج وقام بالادعاء أن هناك فتاتين مخطوفين. شاهد الرئيس مبارك البرنامج وامر بإحضار الفتاتين وكانا قد تحولا بإرادتهم كما بينت فى البرنامج. ولما واجهت هذا المحامى فقال لابد أن نقول كذلك!! وقد ذكرت هذه الواقعة فى صحيفة العربى وفى كتاب (أيامى). فليتم تنظيم عملية التحول فى إطار ضمان الايمان الحقيقى لهذا التحول بعيدا عن إثارة الفتن. وياليت أن تبعد المؤسسات الدينية عن هذا الموضوع ياسادة الدين له صاحبه  القادر كل القدرة على الدفاع عنه. الاهم هو أن تكون مؤمنا كما يجب أن تكون العلاقة بينك وبين الله. اترك الخلق للخالق. فلنحافظ على سلامة الوطن الذى يضمنا جميعا ونعيش على أرضه سويا. حمى الله مصر وشعبها العظيم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: هذه القضیة

إقرأ أيضاً:

حقيقة فيديو تنصيب هاشم صفي الدين خلفا لنصر الله

قال نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، الاثنين، إن حزبه سيختار أمينا عاما "في أقرب فرصة" بعد اغتيال قائده، حسن نصر الله، بغارة إسرائيلية، يوم الجمعة الماضي. قبل ذلك انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنه لتنصيب رئيس المجلس التنفيذي للحزب، هاشم صفي الدين، خلفا لنصر الله. إلا أن الفيديو يعود في الحقيقة لمناورة عسكرية في مايو عام 2023.

ويظهر الفيديو ما يبدو أنه احتفال يتسلم خلاله رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين، بندقيّة بحضور من يبدو أنهم مسؤولون في الحزب، وحشد من المدعوين.

يظهر الفيديو ما يبدو أنه احتفال يتسلم خلاله صفي الدين بندقية

ويأتي انتشار هذا الفيديو بعد مقتل الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية، يوم الجمعة الماضي، وفي ظل تكهّنات حول من سيخلفه.

ويعتبر صفي الدين (60 عاما) من مؤسسي حزب الله عام 1982، ويشغل منصبه الحالي منذ عام 1994.

ويعد المرشح الأوفر حظا لتولي منصب الأمين العام للحزب، وتربطه صلة قربى بنصر الله، وفقا لفرانس برس.

إلا أن مجلس الشورى، الهيئة التنظيمية العليا في حزب الله والمؤلفة من سبعة أعضاء بينهم صفي الدين، لم تعين بعد الأمين العام للحزب.

والاثنين، في أول تعليق لحزب الله منذ مقتل نصر الله، شدد قاسم في كلمة مسجلة على أن الحزب سيواصل "مواجهة العدو الاسرائيلي مساندة لغزة وفلسطين.. وردا على الاغتيالات وقتل المدنيين".

كذلك، أكد أن الحزب سيختار أمينا عاما "في أقرب فرصة".

فما حقيقة الفيديو؟

يعود الفيديو في الحقيقة إلى مناورات عسكرية نفذها حزب الله لمناسبة عيد المقاومة والتحرير في مايو 2023.

وقد نشرت قنوات إعلامية مجموعة من مقاطع الفيديو الخاصة بالمناورة من بينها المقطع المتداول لهاشم صفي الدين وهو يستلم بندقية من أحد المقاتلين.

المقطع المتداول لهاشم صفي الدين وهو يستلم بندقية

ونفذ العناصر محاكاة لهجوم بطائرة مسيرة على هدف داخل إسرائيل، وآخر لعملية اقتحام الشريط الحدودي ومهاجمة عربات عند الجانب الآخر قبل سحب "جثة" من إحداها ونقلها عبر "الحدود"، في ما بدا أنها محاكاة لعملية أسر جنود إسرائيليين.

وخلال المناورة ألقى صفي الدين كلمة وتسلم في الختام بندقية.

مقالات مشابهة

  • حكومة إقليم كوردستان تقرر توظيف جميع مدرسيّ التعليم الديني
  • ما حقيقة فيديو تنصيب هاشم صفي الدين خلفا لنصر الله؟
  • حقيقة فيديو تنصيب هاشم صفي الدين خلفا لنصر الله
  • أحمد بهي الدين: برنامج ثقافي يصاحب معرض دمنهور للكتاب السابع
  • عادل حمودة يكتب: سنة على الحرب فى غزة انتهت بمشهد اغتيال «نصر الله»
  • الأعياد اليهودية.. محطة رئيسية لتكريس "الإحلال الديني" بالأقصى وتغيير هويته
  • أسليمي : هذا هو دور المغرب في تدبير الشأن الديني بأوروبا والعالم
  • كيف يؤدي التطرف الديني إلى الإلحاد؟.. يحسبون أنهم يحسنون صنعا
  • من حسن نصر الله لهاشم صفي الدين
  • إبراهيم الهدهد:المخدرات تضيع الدين والعقل والنفس والمال والعرض