كتبها / أبو زين ناصر الوليدي
قال الملك شهريار لحبيبته شهرزاد:
سأعطيك الليلة لغزًا يا حبيبتي شهرزاد وفكري فيه مليًّا قبل الإجابة.
فرحت شهرزاد، حيث وجدت أنه سيريحها هذه الليلة من سرد حكاياتها المعتادة، فلعلها تطيل معه الحديث حول لغزه هذا إلى طلوع الفجر حين يصرخ الديك ويغالبه النعاس، فتتيح له الليلة فرصة للحديث وتحسن هي الإنصات إليه.
ــ قل يا مولاي فكلّي آذان صاغية، لكن لا تتعجَّل عليَّ في الإجابة حتى يبزغ خيط الفجر.
ــ شهرزاد، ماذا يصنع العصفور الذي ابتلي بحب سمكة من أسماك البحيرة؟
ــ عليه يا مولاي أن يحتفظ بكل عواطفه لعصفورته الجميلة التي تُسمعه أعذب الألحان، فعندها سيجد الظل الظليل والماء السلسبيل، وينعم بقرب أفراخه وسماع زقزقتهم، ويهنأ بالعيش في عشه بينهم. حبُّهُ لعصفورته المغردة هو الحب الطبيعي الموافق لقوانين الحياة يامولاي.
ــ لكن قلبه هناك عالق مع سمكته التي تنتظره على أطراف الماء تحت أغصان الشجرة الكبيرة.
ــ سيطول انتظاره يا مولاي، وتتضاعف حسرته، وتتصرَّم الأعوام، وتنقضي السنون، ويهرم وتهرم سمكته وهو يغني على أغصانه بأغاني الغربة والفراق والهجران، وهي تتلوَّى في أمواجها، وتتطلع إلى ما لا سبيل إليه؛ لأنهما يرجوان المحال ويحاولان اللاممكن.
ــ وهل في الحب شيء اسمه المحال واللَّا ممكن يا حبيبتي؟ إن للحبِّ قوانين لا تخضع لقوانين الحياة، ففيوض عواطفه تسير في الفراغ فتعانق السحاب، وتناغي القمر، وتهبُّ مع الريح، وتهطل مع المطر، وتسافر مع القافلة، وترحل عبر القرون فترحم العشاق، وتواسي المحبين وتذرف الدموع مع الهائمين، فهي تركب الموج بغير سفين، وتطير في الجو بغير جناح، ألا ترين أن المشتاقين لا يشعرون بحرّ الغيظ ولا بزمهرير الشتاء؟
ألا ترينهم يخاطبون النجوم، ويضاحكون السماء، ويشكون إلى الليل؟
ــ لكن هذا كله يا مولاي لن يصنع للعصفور خيشومًا، ولا للسمكة رئة ومنقارًا، فما فائدة التماهي مع هذا الحب الذي لا ينتهي بوصال؟
ــ الحب وحده هو الوصال، يكفي العصفور أن يسمع حديث حبيبته ويصغي إلى أنَّاتها، ويظل بجوارها، وينعم بقربها فلعله يستيقظ يومًا وقد أصبح له خيشوم أو علَّ سمكته تطير معه إلى أشجار الغابة النائية بعيدًا عن أعين الرقباء، وما يدريك يا شهرزاد أنه الحب وقوانينه!
ــ بل هو الجنون وفنونه، والوهم وصبيانيته يا مولاي الملك.
ــ وهل يسعدنا الجنون يا شهرزاد؟ هل يخرجنا من غلاف واقعنا الذي جيّر أحلامنا، وكبَّل آمالنا، وجمَّد طموحاتنا؟ إن حياتنا ليست أكوامًا من الحجارة، إنها نغمة شجية، ولحن عذب، وجدول جارٍ، وخميلة ضاحكة، وزهرة جميلة، وفراشة زاهية، ونحلة طائرة، وموج رقراق، وحلم جميل، وأماني عابرة، وأمل منتظر، ووليد مبتسم. الوهم أن نعيش في عشٍ من الجحيم نحسبه نهاية النعيم، ونغني بأغاني العذاب نخالها تغاريد السعادة.
ــ مولاي هاه هاه هاه.. إني أشعر بالنعاس يكاد يصرعني، وهذا الفجر قد أطل علينا بأنواره، هاه لا أستطيع أن.... أن ... أك مممل هااااه أن أكمل معك الحديث، دعني أنام وعند الصباح. هاه........
ــ عند الصباح يا شهرزاد سيطير العصفور المشتاق بأجنحة السرور إلى شجرته التي تعوَّد أن يناجي منها حبيبته، وهناك بين الأغصان والضباب سيعزف أجمل الألحان، وهي تتقلب بين الأمواج، مع طلوع الشمس ستبدأ معزوفة الهيام في مهرجان الحب الخالد الذي لا يعرف الحدود ولا القوانين.
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
حسيت بكسرة قلبي.. كارولين عزمي تتحدث عن قصة حب سامة دمرت حياتها
استعادت الفنانة كارولين عزمي ذكريات أول قصة حب في حياتها التي وصفتها بالمؤلمة، وذلك بعد أن قرر حبيبها تركها فجأة دون أي سبب، ليتسبب هذا الفراق في مرورها بأزمة نفسية رهيبة.
وروت كارولين هذه الواقعة أثناء استضافتها في برنامج "MIRROR"، الذي يقدمه الإعلامي خالد فرج قائلة: "عشت قصة حب كبيرة مع أحد الأشخاص، ولكن لم يحدث توافق بيننا رغم أن علاقتنا استمرت لسنوات،ن وحينما قرر إنهاء العلاقة شعرت بكسرة قلبي، وأتذكر أنني سألت ربنا: "ليه يا رب حطيت حبه في قلبي؟".
وأضافت: تولد بداخلي شعور بعدم الرضا وكنت أكره نفسي ولا أريد أن أقابل أحد، وكنت بنام لمدة ٢١ ساعة كل يوم للهروب من الواقع، كما أن وزني زاد بشكل ملحوظ، وعلاقتي بأهلي توترت إلى حد كبير، حيث كنت تائهة بشكل لم أتخيل نفسي فيه.
وفجرت كارولين مفاجأة بإعلانها عن رغبة هذا الشخص في العودة إليها بعد فترة من انتهاء علاقتهما، متابعة: نزلت قابلته ولكني فوجئت بأنه لم يعد الشخص الذي أحببته، حيث سرد أسبابا واهية دعته إلى إنهاء علاقتنا، ولكنها لم تقتنع ولم تشغل ذهنها بالتفكير فيما قاله، لأنها شعرت بعد مغادرتها للمكان بأن حبه في قلبها قد انتهى تماما دون رجعة".
وأكدت كارولين أنها في العلاقات العاطفية تحب بقلبها وعقلها وتكون أشبه بـ "المعمية" التي تنساق وراء حبيبها دون تفكير، متابعة: "أنا نحنوحة جدا في الحب، وبحب أكلم اللي بحبه كل شوية، أنا فعلا ملزقة جدا لإن الحب هو أحلى حاجة في الدنيا، مفيش أحلى ولا أجمل من الحب".