عدن الغد:
2025-03-04@04:42:34 GMT

مُسـتحـيـل ممـكـن (قصة قصيرة)

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

مُسـتحـيـل ممـكـن (قصة قصيرة)

كتبها / أبو زين ناصر الوليدي

قال الملك شهريار لحبيبته شهرزاد:
سأعطيك الليلة لغزًا يا حبيبتي شهرزاد وفكري فيه مليًّا قبل الإجابة. 
فرحت شهرزاد، حيث وجدت أنه سيريحها هذه الليلة من سرد حكاياتها المعتادة، فلعلها تطيل معه الحديث حول لغزه هذا إلى طلوع الفجر حين يصرخ الديك ويغالبه النعاس، فتتيح له الليلة فرصة للحديث وتحسن هي الإنصات إليه.


ــ قل يا مولاي فكلّي آذان صاغية، لكن لا تتعجَّل عليَّ في الإجابة حتى يبزغ خيط الفجر.
ــ شهرزاد، ماذا يصنع العصفور الذي ابتلي بحب سمكة من أسماك البحيرة؟
ــ عليه يا مولاي أن يحتفظ بكل عواطفه لعصفورته الجميلة التي تُسمعه أعذب الألحان، فعندها سيجد الظل الظليل والماء السلسبيل، وينعم بقرب أفراخه وسماع زقزقتهم، ويهنأ بالعيش في عشه بينهم. حبُّهُ لعصفورته المغردة هو الحب الطبيعي الموافق لقوانين الحياة يامولاي. 
ــ لكن قلبه هناك عالق مع سمكته التي تنتظره على أطراف الماء تحت أغصان الشجرة الكبيرة.
ــ سيطول انتظاره يا مولاي، وتتضاعف حسرته، وتتصرَّم الأعوام، وتنقضي السنون، ويهرم وتهرم سمكته وهو يغني على أغصانه بأغاني الغربة والفراق والهجران، وهي تتلوَّى في أمواجها، وتتطلع إلى ما لا سبيل إليه؛ لأنهما يرجوان المحال ويحاولان اللاممكن.
ــ وهل في الحب شيء اسمه المحال واللَّا ممكن يا حبيبتي؟ إن للحبِّ قوانين لا تخضع لقوانين الحياة، ففيوض عواطفه تسير في الفراغ فتعانق السحاب، وتناغي القمر، وتهبُّ مع الريح، وتهطل مع المطر، وتسافر مع القافلة، وترحل عبر القرون فترحم العشاق، وتواسي المحبين وتذرف الدموع مع الهائمين، فهي تركب الموج بغير سفين، وتطير في الجو بغير جناح، ألا ترين أن المشتاقين لا يشعرون بحرّ الغيظ ولا بزمهرير الشتاء؟ 
ألا ترينهم يخاطبون النجوم، ويضاحكون السماء، ويشكون إلى الليل؟
ــ لكن هذا كله يا مولاي لن يصنع للعصفور خيشومًا، ولا للسمكة رئة ومنقارًا، فما فائدة التماهي مع هذا الحب الذي لا ينتهي بوصال؟
ــ الحب وحده هو الوصال، يكفي العصفور أن يسمع حديث حبيبته ويصغي إلى أنَّاتها، ويظل بجوارها، وينعم بقربها فلعله يستيقظ يومًا وقد أصبح له خيشوم أو علَّ سمكته تطير معه إلى أشجار الغابة النائية بعيدًا عن أعين الرقباء، وما يدريك يا شهرزاد أنه الحب وقوانينه!
ــ بل هو الجنون وفنونه، والوهم وصبيانيته يا مولاي الملك. 
ــ وهل يسعدنا الجنون يا شهرزاد؟ هل يخرجنا من غلاف واقعنا الذي جيّر أحلامنا، وكبَّل آمالنا، وجمَّد طموحاتنا؟ إن حياتنا ليست أكوامًا من الحجارة، إنها نغمة شجية، ولحن عذب، وجدول جارٍ، وخميلة ضاحكة، وزهرة جميلة، وفراشة زاهية، ونحلة طائرة، وموج رقراق، وحلم جميل، وأماني عابرة، وأمل منتظر، ووليد مبتسم. الوهم أن نعيش في عشٍ من الجحيم نحسبه نهاية النعيم، ونغني بأغاني العذاب نخالها تغاريد السعادة. 
ــ مولاي هاه هاه هاه.. إني أشعر بالنعاس يكاد يصرعني، وهذا الفجر قد أطل علينا بأنواره، هاه لا أستطيع أن.... أن ... أك مممل هااااه أن أكمل معك الحديث، دعني أنام وعند الصباح. هاه........
ــ عند الصباح يا شهرزاد سيطير العصفور المشتاق بأجنحة السرور إلى شجرته التي تعوَّد أن يناجي منها حبيبته، وهناك بين الأغصان والضباب سيعزف أجمل الألحان، وهي تتقلب بين الأمواج، مع طلوع الشمس ستبدأ معزوفة الهيام في مهرجان الحب الخالد الذي لا يعرف الحدود ولا القوانين.

 

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

رمضان يعني.. ألف ليلة وليلة ونهايتها الشهيرة.. "سيبني لبكرة الله يخليك"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كان موعد عرضه وقتًا رسميًا ومقدسًا لتجمع أفراد العائلة خلال شهر رمضان، حيث بدأ مسلسل «ألف ليلة وليلة» من داخل أحد استوديوهات الإذاعة المصرية أولًا ثم انتقل لشاشة التليفزيون، وقد منحت «حلقاته الألف» مذاقًا خاصًا للإذاعة، فهذه الرائعة التراثية الخالدة كتبها طاهر أبوفاشا، وأخرجها الرائد الإذاعى محمد محمود شعبان.

حلقاتها بثت للمرة الأولى في الخمسينيات وتربت عليها أجيال كثيرة

وتم بث وإذاعة حلقاتها لأول مرة فى الخمسينيات، وقامت الراحلة زوزو نبيل بدور شهرزاد، وعبدالرحيم الزرقانى بدور شهريار، وتربى على سماعها الكثير والكثير من الأجيال المصرية والعربية.

مسلسل «ألف ليلة وليلة» يرجع الفضل فى ظهوره واستمراره تليفزيونيا لنسخة من الكتاب التراثى الذى يحمل الاسم نفسه، أهديت فى الخمسينيات لمدير الإذاعة، فقرر تحويله لعمل مسموع واستطاع «أبوفاشا» مع المخرج محمد محمود شعبان «بابا شارو» تقديم ٨٠٠ حلقة لـ«ألف ليلة وليلة» أذيعت على مدى ٢٦ عامًا، عرف خلالها المصريون الملكة «شهرزاد» وعبارتها الشهيرة التى تعلقوا بها «بلغنى أيها الملك السعيد»، ثم يسرحون معها، وفجأة يغضب الجميع من صياح الديك الذى يتسبب فى إيقاف الحكاية.

تحولت ألف ليلة وليلة لعمل تليفزيونى، وكان أول كاتب لها تليفزيونيا أحمد بهجت، وليس «أبوفاشا» وإخراج عبدالعزيز السكرى، وبطولة نجلاء فتحى وحسين فهمى وشكوكو وزوزو حمدى الحكيم وتوفيق الدقن، أما تتر المسلسل بصوت سميرة سعيد فقد ردده الجميع «احكى يا شهرزاد احكى لشهريار» وما زال محفورًا فى الذاكرة، بالإضافة للنهاية الشهيرة بصوت نجلاء فتحى "سيبنى لبكرة الله يخليك".

قرر التليفزيون الاستعانة بصناع العمل الإذاعى، فظهرت «فوازير ألف ليلة وليلة» لفهمى عبدالحميد عام ١٩٨٥ من خيال «أبوفاشا» وبصوت «زوزو نبيل» و«الزرقاني»، ولكن من خلال رسوم متحركة لشخصيتى «شهريار» و«شهرزاد» وبعد ذلك سحرتنا شريهان باستعراضها وتمثيلها الجميل لتقدم تتر أول جزء قائلة: «أجمل حكايات الراديون، هنقدمهلكم فيديون»، وكانت الموسيقى من ألحان سيد مكاوى ومحمد الموجى.

ونجح المسلسل على مدى ٣ أعوام بدأت عام، ١٩٨٥ وقدمت فيها حكايات «عروس البحور» و«ماندو ووردشان»، وأخيرًا «الثلاث بنات»، بالإضافة إلى أن الجمهور لن يستطع نسيان «مشكاح» و«ريما» و«فاتيما» و«كريمة» و«حليمة»، ثم تابع الجمهور ليلى علوى فى «ألف ليلة وليلة» بحكايات "الأشكيف وست الملاح".

وفى التسعينيات تعاون بهجت والسكرى فى قصة «ست الحسن» بطولة يوسف شعبان وإيمان الطوخى.

مقالات مشابهة

  • أول رمضان بسوريا دون “أسد” منذ 1971.. العين بصيرة واليد قصيرة
  • ياسمين رئيس لـ«الاتحاد»: «شهرزاد» حققت أحلامي على «قناة أبوظبي»
  • رامز جلال عن ملابس زينة: لو شوفتها من بعيد ممكن أفتكرها كنبة وأقعد عليها
  • المنسق الإعلامي لمنتخب المحليين: جمعنا اللاعبين في فترة قصيرة
  • ملعب مولاي الحسن الجديد الذي سيحتضن مباريات الجزائر يقترب من الجاهزية
  • رمضان يعني.. ألف ليلة وليلة ونهايتها الشهيرة.. "سيبني لبكرة الله يخليك"
  • إلهام شاهين ترد على الجدل حول الصلاة في موقع التصوير: كان ممكن نخلص المشهد الأول
  • حكايات شهرزاد| يسألونك عن الزُهد
  • ناقد رياضي : ملف تجديد زيزو أصبح مملًا .. وانضمامه للأهلي ممكن
  • الحب الأعمى