عدن الغد:
2024-11-19@20:28:40 GMT

مُسـتحـيـل ممـكـن (قصة قصيرة)

تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT

مُسـتحـيـل ممـكـن (قصة قصيرة)

كتبها / أبو زين ناصر الوليدي

قال الملك شهريار لحبيبته شهرزاد:
سأعطيك الليلة لغزًا يا حبيبتي شهرزاد وفكري فيه مليًّا قبل الإجابة. 
فرحت شهرزاد، حيث وجدت أنه سيريحها هذه الليلة من سرد حكاياتها المعتادة، فلعلها تطيل معه الحديث حول لغزه هذا إلى طلوع الفجر حين يصرخ الديك ويغالبه النعاس، فتتيح له الليلة فرصة للحديث وتحسن هي الإنصات إليه.


ــ قل يا مولاي فكلّي آذان صاغية، لكن لا تتعجَّل عليَّ في الإجابة حتى يبزغ خيط الفجر.
ــ شهرزاد، ماذا يصنع العصفور الذي ابتلي بحب سمكة من أسماك البحيرة؟
ــ عليه يا مولاي أن يحتفظ بكل عواطفه لعصفورته الجميلة التي تُسمعه أعذب الألحان، فعندها سيجد الظل الظليل والماء السلسبيل، وينعم بقرب أفراخه وسماع زقزقتهم، ويهنأ بالعيش في عشه بينهم. حبُّهُ لعصفورته المغردة هو الحب الطبيعي الموافق لقوانين الحياة يامولاي. 
ــ لكن قلبه هناك عالق مع سمكته التي تنتظره على أطراف الماء تحت أغصان الشجرة الكبيرة.
ــ سيطول انتظاره يا مولاي، وتتضاعف حسرته، وتتصرَّم الأعوام، وتنقضي السنون، ويهرم وتهرم سمكته وهو يغني على أغصانه بأغاني الغربة والفراق والهجران، وهي تتلوَّى في أمواجها، وتتطلع إلى ما لا سبيل إليه؛ لأنهما يرجوان المحال ويحاولان اللاممكن.
ــ وهل في الحب شيء اسمه المحال واللَّا ممكن يا حبيبتي؟ إن للحبِّ قوانين لا تخضع لقوانين الحياة، ففيوض عواطفه تسير في الفراغ فتعانق السحاب، وتناغي القمر، وتهبُّ مع الريح، وتهطل مع المطر، وتسافر مع القافلة، وترحل عبر القرون فترحم العشاق، وتواسي المحبين وتذرف الدموع مع الهائمين، فهي تركب الموج بغير سفين، وتطير في الجو بغير جناح، ألا ترين أن المشتاقين لا يشعرون بحرّ الغيظ ولا بزمهرير الشتاء؟ 
ألا ترينهم يخاطبون النجوم، ويضاحكون السماء، ويشكون إلى الليل؟
ــ لكن هذا كله يا مولاي لن يصنع للعصفور خيشومًا، ولا للسمكة رئة ومنقارًا، فما فائدة التماهي مع هذا الحب الذي لا ينتهي بوصال؟
ــ الحب وحده هو الوصال، يكفي العصفور أن يسمع حديث حبيبته ويصغي إلى أنَّاتها، ويظل بجوارها، وينعم بقربها فلعله يستيقظ يومًا وقد أصبح له خيشوم أو علَّ سمكته تطير معه إلى أشجار الغابة النائية بعيدًا عن أعين الرقباء، وما يدريك يا شهرزاد أنه الحب وقوانينه!
ــ بل هو الجنون وفنونه، والوهم وصبيانيته يا مولاي الملك. 
ــ وهل يسعدنا الجنون يا شهرزاد؟ هل يخرجنا من غلاف واقعنا الذي جيّر أحلامنا، وكبَّل آمالنا، وجمَّد طموحاتنا؟ إن حياتنا ليست أكوامًا من الحجارة، إنها نغمة شجية، ولحن عذب، وجدول جارٍ، وخميلة ضاحكة، وزهرة جميلة، وفراشة زاهية، ونحلة طائرة، وموج رقراق، وحلم جميل، وأماني عابرة، وأمل منتظر، ووليد مبتسم. الوهم أن نعيش في عشٍ من الجحيم نحسبه نهاية النعيم، ونغني بأغاني العذاب نخالها تغاريد السعادة. 
ــ مولاي هاه هاه هاه.. إني أشعر بالنعاس يكاد يصرعني، وهذا الفجر قد أطل علينا بأنواره، هاه لا أستطيع أن.... أن ... أك مممل هااااه أن أكمل معك الحديث، دعني أنام وعند الصباح. هاه........
ــ عند الصباح يا شهرزاد سيطير العصفور المشتاق بأجنحة السرور إلى شجرته التي تعوَّد أن يناجي منها حبيبته، وهناك بين الأغصان والضباب سيعزف أجمل الألحان، وهي تتقلب بين الأمواج، مع طلوع الشمس ستبدأ معزوفة الهيام في مهرجان الحب الخالد الذي لا يعرف الحدود ولا القوانين.

 

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

قصة حب لا تنتهي:علي غزلان وفرح شعبان يشعلان السوشيال ميديا بعودتهما..صور

في خطوة مفاجئة أثارت اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن الثنائي الشهير علي غزلان وفرح شعبان عودتهما بعد فترة قصيرة من الانفصال. جاءت هذه الأخبار السعيدة بعد أسابيع من الجدل والتكهنات حول علاقتهما، ما أعاد تسليط الأضواء على قصة الحب التي جمعت بين الطبيب الشهير وملكة الجمال السابقة.

 

تعود بداية قصة الثنائي إلى قصة حب ملهمة لاقت إعجاب المتابعين، حيث كانا دائمًا يشاركان لحظات خاصة ورومانسية على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن انفصالهما المفاجئ قبل أسابيع صدم الجمهور، حيث التزم الطرفان الصمت بشأن أسباب الخلاف.

ومع ذلك، يبدو أن الحب كان أقوى من الخلافات، حيث عاد علي وفرح ليؤكدا أن العلاقة بينهما أقوى مما كانت عليه. في تصريح مقتضب، أشار علي إلى أن "كل علاقة تمر بتحديات، ولكن الأهم هو القدرة على تجاوزها معًا".

فرح بدورها نشرت صورة تجمعهما، معلقة: "الحب الحقيقي دائمًا يجد طريق العودة." هذه العبارة أثارت إعجاب المتابعين الذين أعربوا عن فرحتهم بعودة الثنائي المميز.

العودة المفاجئة أثارت تساؤلات حول طبيعة الخلاف السابق وكيف استطاعا تخطيه بهذه السرعة. وعلى الرغم من الغموض الذي لا يزال يحيط بالأسباب، إلا أن الجمهور رحب بعودتهما، مؤكدين أن الحب يستحق المحاولة دائمًا.

قصة علي غزلان وفرح شعبان تقدم درسًا للجميع: لا تخلو أي علاقة من التحديات، لكن العمل المشترك والمغفرة يمكن أن يعيدا الأمور إلى نصابها الصحيح.

قصة حب لا تنتهي:علي غزلان وفرح شعبان يشعلان السوشيال ميديا بعودتهماقصة حب لا تنتهي:علي غزلان وفرح شعبان يشعلان السوشيال ميديا بعودتهما

مقالات مشابهة

  • ديسمبر المقبل.. آسر ياسين يبدأ تصوير مسلسله الحب كله
  • حب الوالدين وبرهما: عبادة لا تنقطع
  • قصة حب لا تنتهي:علي غزلان وفرح شعبان يشعلان السوشيال ميديا بعودتهما..صور
  • تركيا.. رصيد الديون الخارجية قصيرة الأجل يعاود الارتفاع
  • العرفي: تخفيض الضريبة ممكن بشروط.. ودغيم يعرقل جهود الانتخابات
  • جيب قصيرة جدا .. هدى المفتي تثير الجدل بملابس لافتة
  • كل الحب
  • السكرتير الصحفي لرئيس روسيا: تنظيم اتصال بين بوتين وترامب ممكن بهذا الشرط
  • قصة قصيرة : رحلة عبد الشافي الأخيرة إلى الداخل
  • مدير فرع هيئة رعاية أسر الشهداء بمحافظة الحديدة لـ” الثورة”:هناك توجه لمضاعفة العمل في مشروع التمكين الاقتصادي واستهداف أكبر قدر ممكن من أسر الشهداء