ما مصير مجموعة فاغنر بعد مقتل بريغوجين؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
ما مصير مجموعة فاغنر الروسية بعد مقتل قائدها بريغوجين؟
موسكو لا تعتزم التخلي عن الشبكة العالمية التي كونتها مجموعة المرتزقة و"البصمة الروسية في ليبيا، قد تزيد وتتوسع بدلا من أن تتقلص".
نائب وزير الدفاع الروسي أبلغ خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا، خلال اجتماع في بنغازي يوم الثلاثاء أن قوات فاغنر ستكون تابعة لقائد جديد.
قبل يوم من تحطم طائرة يفغيني بريغوجين، زار مسؤول روسي ليبيا لطمأنة الحلفاء بأن مقاتلين من فاغنر سيبقون في البلاد، لكن تحت سيطرة موسكو.
خاضت فاغنر معارك كبيرة بأوكرانيا، وشاركت في حروب أهلية في سوريا وليبيا وإفريقيا الوسطى ومالي، وسيطرت على مناجم ذهب وحقول نفط في طريقها.
* * *
قبل يوم واحد من تحطم طائرة يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، زار مسؤول روسي ليبيا لطمأنة الحلفاء هناك بأن مقاتلين من فاغنر سيبقون في البلاد، لكن تحت سيطرة موسكو.
وقال مسؤول ليبي مطلع إن نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف أبلغ خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) خلال اجتماع في بنغازي يوم الثلاثاء أن قوات فاغنر ستكون تابعة لقائد جديد.
وذكر الباحث الليبي جلال حرشاوي من المعهد الملكي للخدمات المتحدة أنه لا يوجد مؤشر على أن التوقيت لم يكن مجرد صدفة. ومع ذلك، تشير زيارة يفكوروف إلى أن "البصمة الروسية في ليبيا، قد تزيد وتتوسع بدلا من أن تتقلص".
ويعد الاجتماع العسكري، الذي أعقب تمردا لم يكتمل لبريغوجين وقوات فاغنر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو/حزيران، دلالة على أن موسكو لا تعتزم التخلي عن الشبكة العالمية التي كونتها مجموعة المرتزقة."البصمة الروسية في ليبيا، قد تزيد وتتوسع بدلا من أن تتقلص".
ومع الاعتقاد الآن بأن بريغوجين قد مات، أصبح على المحك مصير شبكة العمليات العسكرية والتجارية المعقدة والمربحة التي كونها هو وفاغنر لروسيا في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا.
وخاضت فاغنر معارك كبيرة في أوكرانيا، وشاركت في حروب أهلية وحركات تمرد في سوريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي، وسيطرت على مناجم ذهب وحقول نفط في طريقها.
وكان بوتين قد زاد عمليات فاغنر بالفعل في سوريا. وبعد التمرد، سلمت قوات فاغنر في أوكرانيا قاعدة للجيش النظامي الروسي وبدأت تنتقل إلى معسكر للجيش في روسيا البيضاء، لكن لم يتضح عددها هناك.
وفي إفريقيا، قد تظل المجموعة كما هي إلى حد ما في ظل إدارة جديدة، أو تُضم إلى مجموعة روسية أخرى من المرتزقة. لكن قدرتها على العمل في أماكن قد لا يكون لموسكو فيها وجود رسمي أو قانوني، يجعلها أداة لا تقدر بثمن في يد الكرملين لتنفيذ سياسته الخارجية.
وقال جون ليتشنر، وهو باحث مقيم في الولايات المتحدة يؤلف كتابا عن بريغوجين "فاغنر مبعث دائم للقلق. هناك عقود، إنها بمثابة نشاط تجاري، ويجب أن تستمر".
وأضاف "من ناحية المصداقية، ستحاول (فاغنر) إعطاء الانطباع بأن الأمور تسير بشكل طبيعي، وأنها لا تزال شريكا".
"قائد ميت، ويمكننا استبداله"
كثف بريغوجين جهوده بعد التمرد الذي شنه في يونيو/حزيران لتعزيز وجود فاغنر في إفريقيا. وقال في مقطع فيديو نُشر يوم الاثنين من دولة إفريقية لم يذكر اسمها "شركة فاغنر العسكرية الخاصة تجعل روسيا أعظم في كل القارات، وتجعل إفريقيا، أكثر حرية".
ربما لم ترحب موسكو بهذا التحرك، ووردت أنباء عن أن الكرملين يؤسس شركات بديلة لتقوم بعمليات فاغنر، ولكن لا يبدو أن أيا منها قادر على القيام بذلك بعد.
ولا يتوقع المحللون تغيرا يذكر حاليا في البلدان التي تعمل فيها فاغنر بموجب اتفاقيات رسمية مع موسكو.
وقال محللون مستقلون ومنظمة هيومن رايتس ووتش إن ما يصل إلى ألفين من مرتزقة فاغنر الموجودين في ليبيا منذ عام 2019 ساعدوا فصيل حفتر في هجومه على طرابلس حتى وقف إطلاق النار في عام 2020 وقاموا بحراسة منشآت عسكرية ونفطية.
وذكر حرشاوي أن روسيا ليس لها دور عسكري رسمي في ليبيا ولا يمكنها التدخل بشكل مباشر من دون انتهاك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، وبالتالي فإن مشاركتها هناك يجب أن تكون من خلال فاغنر أو مجموعة مماثلة.
ولم يرد متحدث باسم حفتر على استفسارات بشأن الاجتماع مع المسؤول الروسي، لكنه قال في وقت سابق إن الرجلين ناقشا التعاون العسكري بما يشمل تنسيق التدريب على الأسلحة الروسية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المحادثات ستتناول التعاون في مكافحة الإرهاب.
ونعى فيديل جواندجيكا المستشار السياسي لرئيس جمهورية إفريقيا الوسطى بريغوجين ووصف نبأ وفاته بأنه “محزن للغاية”، لأن رجاله “ساعدوا على إنقاذ الديمقراطية” من خلال مساعدة الحكومة في الحرب الأهلية.
وذكر أن فاغنر موجودة في جمهورية إفريقيا الوسطى بموجب اتفاق على مستوى الدولة مع روسيا، وبالتالي “لن يؤثر أي شيء على وجود هؤلاء المدربين”. وأضاف أن بريغوجين “قائد ميت، ويمكننا استبداله”.
وقال عثمان باري المحلل السياسي في بوركينا فاسو إن حالة الضبابية شكلت مخاطر في إفريقيا.
وأردف قائلا “يمكننا بالفعل تصور الصعوبات العملية التي قد تواجهها الحركة الآن، وغني عن القول إن ذلك سيكون له تداعيات على الدول الإفريقية التي تعمل بها (فاغنر)”.
وقد يكون تحديد مصير أصول فاغنر الاقتصادية أكثر صعوبة من الأصول الأمنية. ولا توجد أي معلومات عن مصير شركة “إيفرو بوليس” التي يقال إن فاغنر تمتلكها ولها أصول نفطية في سوريا.
ولا يوجد إلا قدر قليل من المعلومات عن حجم ما تجنيه المجموعة من أعمال التعدين وقطع الأشجار في جمهورية إفريقيا الوسطى وغيرها من دول القارة، لكن محاولة وضع هذه الأصول تحت السيطرة الروسية المباشرة، أو تسليمها إلى متعاقد آخر، ستكون صعبة.
وقال ليتشنر “لا يمكنك شراء شركة وطرد جميع الموظفين، ثم تتوقع أن تسير الأمور بالطريقة نفسها. ربما تتغير طريقة تقسيم الكعكة، لكن الكعكة لا تزال موجودة”.
المصدر | رويترزالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: روسيا فاغنر مرتزقة بوتين ليبيا مقتل بريغوجين إفریقیا الوسطى قوات فاغنر فی لیبیا فی سوریا
إقرأ أيضاً:
مقتل جنرال روسي في انفجار سيارة قرب موسكو
أدى انفجار سيارة قرب موسكو، الجمعة، إلى مقتل جنرال روسي، حسب ما أفادت لجنة التحقيق الوطنية، التي فتحت تحقيقا في "جريمة قتل" عقب الحادث الناجم عن "تفجير عبوة ناسفة بدائية الصنع".
وقالت اللجنة، في بيان، إن الضحية هو الجنرال إياروسلاف موسكاليك "نائب رئيس المديرية العامة للعمليات في هيئة الأركان العامة" للقوات المسلحة الروسية.
وأفادت بأن الانفجار وقع في بلدة بالاشيخا على مسافة كيلومترات شرق العاصمة الروسية.
لحظة انفجار سيارة نائب رئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة شرقي موسكو . pic.twitter.com/4kx6OMHo9b
— روسيا | ????????RUSSIA NEWS (@RUSSIA_NEW5) April 25, 2025
وقال موقع روسيا اليوم إن مجموعة التحقيق والعمليات، التي تضم محققين وخبراء في الطب الشرعي، بالإضافة إلى عناصر من وحدات إنفاذ القانون، باشرت عملية معاينة موقع الحادث.
وقدّر المحققون بأن قوة انفجار العبوة الناسفة المزروعة في السيارة تزيد عن 300 غرام مكافئ لمادة "تي إن تي".
يشار إلى أن اللواء موسكاليك كان شخصية بارزة في الجيش الروسي، وشارك في محادثات دولية مثل اجتماعات "صيغة نورماندي" بشأن الأزمة الأوكرانية، وقد مثل هيئة الأركان الروسية في مفاوضات اتفاقيات مينسك إلى جانب وزير الخارجية سيرغي لافروف ومسؤولين آخرين.
إعلانولم تصدر أوكرانيا أي تعليق فوري، لكن الحادث يأتي في سياق سلسلة من الاغتيالات التي اتهمت روسيا أوكرانيا بالوقوف وراءها منذ بدء الحرب.
هجوم وتقديراتجدير بالذكر أن روسيا بدأت هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط 2022، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لحلف شمال الأطلسي، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.
وتسيطر روسيا حاليا على ما يقل قليلا عن 20% من مساحة أوكرانيا، بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014 ومعظم المناطق الأربع، التي أعلنت ضمها من جانب واحد، في خطوة لم تعترف بها أغلب دول العالم.
وتشير تقديرات روسية إلى أن روسيا تسيطر على كامل شبه جزيرة القرم، وكامل لوغانسك تقريبا، وأكثر من 70% من مناطق دونيتسك وزاباروجيا وخيرسون، كما تسيطر على جزء صغير من منطقة خاركيف.