بغداد اليوم - متابعة

في عام 1992، ضرب إعصار "أندرو" فلوريدا، وأسفر عن مقتل 65 شخصا، وتسبب بإجلاء 20,6 مليون شخصا من الولاية الأمريكية.

في ذلك الوقت، كان إعصار أندرو بمثابة "دعوة للاستيقاظ" لصناعة التأمين، مما أدى إلى ظهور أنواع جديدة من شركات إعادة التأمين، التي تعتمد على نماذج الكمبيوتر لتسعير المخاطر الشديدة، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".

لكن إذا تكررت نفس العاصفة هذا العام، فقد تتسبب في اضطراب أكبر بكثير، على اعتبار أن ظاهرة التغير المناخي والنمو الاقتصادي والسكاني والتضخم بجميع أنواعه، تشكل تحديات لشركات التأمين.

وأصدر المركز الوطني للأعاصير أول تحذير له على الإطلاق من عواصف استوائية في جنوب كاليفورنيا هذا الشهر، وهو تذكير بأن الأحداث غير المتوقعة للغاية يمكن أن تحدث، وهي تحدث بالفعل. 

وأدت العاصفة المدارية "هيلاري" إلى تساقط أمطار قياسية على جنوب ولاية كاليفورنيا، مما أدى إلى إغلاق مدارس وطرق وأعمال تجارية، قبل أن تتحرك باتجاه نيفادا، الإثنين.

وأعلن حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، حالة الطوارئ في منطقة لا تشهد عادة أمطارا غزيرة، وحيث التحذيرات من الفيضانات قائمة حتى صباح الإثنين.

وتُعتبر الأعاصير ظاهرة يصعب التنبؤ بها، وهي شائعة في الولايات المتحدة، خصوصا في مناطق الوسط والجنوب.

وبالعودة إلى عام 1992، ضربت عاصفة من الفئة الخامسة فلوريدا، وتحديدا في جنوب ميامي، وكلفت شركات التأمين مبلغا لم يكن من الممكن تصديقه في ذلك الوقت، قدره حوالي 16 مليار دولار. 

وبتعديل التضخم حسب مؤشر أسعار المستهلك ببساطة، فإن هذا يترجم إلى نحو 35 مليار دولار اليوم. ومع ذلك، فقد تغير ما هو أكثر بكثير من المدى الذي وصل إليه الدولار خلال 3 عقود من الزمن، بعد أن تضخمت تكاليف البناء وازداد عدد سكان فلوريدا، وارتفعت قيمة العقارات بشكل كبير، مما يجعل تقاضي المطالبات أكثر تكلفة.

وتشير تقديرات الصناعة، إلى أن عودة إعصار "أندرو" اليوم، تبلغ ضعفي أو حتى 3 أضعاف الرقم المعدل، حسب التضخم، مما قد يضيف ما يصل إلى 90 مليار دولار، أو حتى 100 مليار دولار، من خسائر التأمين.

وتقدر شركة "كارين كلارك وشركاه" أن الخسائر المؤمنة في مثل هذا السيناريو، يمكن أن تصل إلى 200 مليار دولار.

وقال كبير مسؤولي العلوم في شركة الوساطة المالية "آرثر جي غالاغر وشركاه غالاغر ري"، ستيف بوين: "تحتاج الصناعة إلى التحدث عن مدى معقولية خسارة اسمية بقيمة 200 مليار دولار، مما قد يكون احتمالا على المدى القريب أكثر مما ندرك".

وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن ارتفاع أسعار الفائدة يجعل الأمر أقل جاذبية بالنسبة للمستثمرين لضخ الأموال في مخاطر التأمين، عندما يمكنهم الحصول على عوائد أعلى من خلال استثمارات أبسط. 

وأعطى ذلك اليد العليا لشركات إعادة التأمين الكبرى، التي دفعت زيادات كبيرة في الأسعار هذا العام.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

الغلاء الفاحش.. أزمة أخرى تواجه لبنان

يعاني اقتصاد لبنان من موجة جديدة من غلاء الأسعار مع إضطرار نحو مليون شخص إلى النزوج من مدن وبلدات جنوب البلاد.

ويشهد لبنان موجة نزوح هي الأكبر في تاريخه وهو ما تسبب في ارتفاع أسعار الإيجارات بشكل غير مسبوق كما فرض البعض شروطاً صعبة على المستأجرين، بما في ذلك دفع عدة أشهر سلفاً إضافة إلى ارتفاع أسعار السلع مثل المود الأساسية والبطانيات.

وارتفع معدل التضخم في لبنان من 2.9 بالمئة في 2019 إلى نحو 192 بالمئة في ديسمبر 2023 قبل أن يبدأ بالتراجع مرة أخرى ليصل إلى 35 بالمئة في أغسطس الماضي.

رغم ذلك لايزال ارتفاع الأسعار مؤثرا بشكل أساسي في القدرة الشرائية للمواطن اللبناني خاصة مع الفرق الكبير بين سعر الليرة الرسمي وسعر السوق السوداء ودولرة جزء واسع مع الاقتصاد واعتماد البلاد بشكل كبير على الاستراد لسد جزء كبير من احتياجاتها.

وشهد سعر الصرف الرسمي لـ الليرة في مصرف لبنان المركزي انخفاضا حادا من 1507.5 ليرة للدولار الواحد خلال 2019 إلى 15 ألف ليرة حاليا.
وكانت وكالة "ستاندرد آند بورز" العالمية قد وضعت سيناريوهات لانخفاض كبير متوقع في قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار في السنوات القليلة المقبلة من مستوياتها المستقرة حالياً عند نحو 90 ألف ليرة لكل دولار.

وقال الوكالة، إنه من المتوقع أن تسجل العملة اللبنانية مستوى 115 ألف ليرة لكل دولار في 2025، فيما ستصل إلى 136 ألف ليرة تقريباً لكل دولار في عام 2026. وأضافت أنه من المتوقع أن تصل عملة لبنان إلى 152 ألف ليرة تقريباً لكل دولار في 2027.

ووصلت خسائر لبنان بسبب الحرب منذ أكتوبر من العام الماضي نحو 10 مليارات دولار، فيما أكدت وزارة الزراعة اللبنانية أن إجمالي الخسائر المتوقعة في تدفقات العملات الجنبية من القطاع الزراعي قد تصل إلى 1.6 مليار دولار كما انخفضت حركة السفر في مطار بيروت بين 30 بالمئة و40 بالمئة في منتصف سبتمبر بعد أن أوقفت حوالي 30 شركة طيران الرحلات من وإلى مطار بيروت.

مقالات مشابهة

  • الإمارات والسعودية تتصدران عربياً قطاع أقساط التأمين المكتتبة
  • الإمارات والسعودية يتصدران عربياً قطاع أقساط التأمين المكتتبة بـ32 مليار دولار
  • الإمارات والسعودية يتصدران عربيا قطاع أقساط التأمين المكتتبة بـ32 مليار دولار
  • الغلاء الفاحش.. أزمة أخرى تواجه لبنان
  • ميقاتي: نحرص على تأمين احتياجات اللبنانيين النازحين بسبب الحرب الإسرائيلية
  • أزمات “أوراق التاروت” تتوالى..نقابة الممثلين تهدد بمنعه بسبب “البلوغرز”
  • أزمات "أوراق التاروت" تتوالى..نقابة الممثلين تهدد بمنعه بسبب "البلوغرز"
  • متى يتم إلغاء تراخيص شركات التأمين الموحد؟.. القانون يرد
  • أمين «أسواق المال العربية»: قيم التداول سجلت 700 مليار دولار في 2024
  • 90 قتيلا بالولايات المتحدة و16 بالمكسيك بسبب الأعاصير