ماذا يعني مقتل زعيم "فاجنر" لحميدتي وحفتر؟.. حمل أليكس ماكدونالد هذا السؤال، محاولا الإجابة عنه في تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي"، حيث شكلت ميليشيا "فاجنر" معادلات نفوذ محورية في ليبيا والسودان، اللتان تشهدان حراكا مستمرا على كافة الأصعدة قوامه الأساسي عدم الاستقرار، وهي البيئة التي تبرع خلالها "فاجنر".

ويقول ماكدونالد إن الوفاة المفاجئة والمريبة لزعيم مجموعة "فاجنر" ومنتقد بوتين يفجيني بريجوجين في حادث تحطم طائرة يوم الأربعاء، جعلت الناس يتساءلون عن مصير مقاتليه وشبكاته في روسيا وأوكرانيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

اقرأ أيضاً

روسيا تلزم مقاتلي فاجنر أداء قسم الإخلاص والوفاء

نفوذ في ليبيا والسودان

ففي ليبيا، قدم مقاتلو "فاجنر" الدعم لحفتر، حيث دعموه في هجومه الفاشل على طرابلس في 2019-2020 ويتواجدون حاليًا في مواقع رئيسية مثل المنشآت النفطية.

وفي السودان المجاور، عمل عملاء "فاجنر" جنبًا إلى جنب مع قوات الدعم السريع التابعة لحميدتي، وهي مجموعة شبه عسكرية تخوض حاليًا صراعًا مسلحًا مع القوات المسلحة السودانية.

كما سبق لموقع "ميدل إيست آي" أن نشر تقريراً عن المذابح التي نفذها مقاتلو "فاجنر" حول مناجم الذهب في جمهورية أفريقيا الوسطى، في حين اتهمت الولايات المتحدة المجموعة بسرقة ذهب بقيمة مليارات الدولارات من السودان، ويُزعم أن معظمه يشق طريقه إلى الإمارات وروسيا.

وينقل التقرير عن أشوك سوين، رئيس قسم أبحاث السلام والصراع في جامعة أوبسالا في السويد، قوله إن وفاة بريجوجين سيكون لها "تأثير عميق" على أنشطة مجموعة "فاجنر"، فضلاً عن روابط روسيا في شمال إفريقيا.

وأضاف أن "الحرب الأهلية المستمرة بين الجيش السوداني والجماعة شبه العسكرية أدت إلى تفاقم التعقيدات المحيطة بعمليات مجموعة فاغنر بشكل كبير. ولم يمثل بريجوجين المجموعة خارجيا فحسب، بل لعب أيضا دورا محوريا كمفاوض وحل للمشاكل".

ويتابع: "علينا الآن أن ننتظر تعيين خليفة بريجوجين، الذي سيقود مجموعة فاجنر. ويبقى أن نرى إلى أي مدى سيحظى هذا الزعيم الجديد بدعم بوتين".

اقرأ أيضاً

انترسبت: هذا هو إرث مؤسس فاجنر الأكثر ديمومة رغم الرسائل الرادعة لمقتله

"حميدتي" الخاسر الأكبر

بدوره، يرى كاميرون هدسون، الدبلوماسي الأمريكي السابق ومحلل وكالة المخابرات المركزية أن الخاسر الأكبر بعد وفاة بريجوجين هو حميدتي في السودان.

وبحسب ما ورد، تزود "فاجنر" قوات الدعم السريع بصواريخ أرض جو، مما مكنها من مواجهة القوة الجوية للقوات المسلحة السودانية، بالإضافة إلى العديد من الأسلحة الأخرى.

ويقول هدسون إن اعتماد قوات الدعم السريع على خطوط الإمداد الأجنبية لمواصلة الصراع في السودان - الذي شهد مقتل أكثر من 5000 شخص وتشريد الملايين - يعني أن الخسارة المفاجئة لحليف رئيسي قد تكون كارثية.

وتساءل "هل سنرى قوات الدعم السريع عدوانية كما كانت في الأسابيع القليلة الماضية؟ هل سنراهم حتى يحاولون الاحتفاظ بمواقعهم في الخرطوم؟ لديهم خوف دائم من إغلاق خطوط إمداداتهم".

اقرأ أيضاً

جرى احتواؤها قبل قطع رأسها.. الجارديان: هكذا تعامل بوتين مع فاجنر بعد تمردها الفاشل

هل رتبت روسيا مرحلة ما بعد بريجوجين في ليبيا؟

وفي ليبيا، يقول التقرير إن مقاتلو "فاجنر" لعبوا دورا رئيسيا في هجوم حفتر على طرابلس، وأعطوه في البداية زخمًا جديدًا قبل أن ينقلب المد في النهاية ضده. وساعدت تحصيناتهم الدفاعية في وسط ليبيا في درء احتمال شن هجوم مضاد عندما انهار الهجوم، ويُعتقد أن مقاتلي "فاجنر" لا يزالون في ليبيا بالمئات، إلى جانب السوريين الذين يوظفونهم.

وقبل يوم واحد فقط من وفاة بريجوجين، زار مسؤولون عسكريون روس، بمن فيهم نائب وزير الدفاع، حفتر في ليبيا، فيما قالوا إنها أول زيارة رسمية لوفد عسكري إلى البلاد.

وعن تلك الزيارة، تقول علياء الإبراهيمي، وهي زميلة غير مقيمة في المجلس الأطلسي، إن الأساس لمستقبل ما بعد بريجوجين قد يكون قد تم وضعه بالفعل من قبل الكرملين.

وقالت لموقع ميدل إيست آي: "لسوء الحظ، بعيدًا عن "الكاريزما" التي يتمتع بها الرجل نفسه، هناك بنية كاملة لا تزال قائمة وفاعلة، ومن غير المرجح أن نشهد تأثيرًا كبيرًا على أنشطة مجموعة فاغنر في ليبيا والسودان".

"بالإضافة إلى ذلك، كان أمام الكرملين أسابيع لتمهيد الطريق للإطاحة ببريجوجين، ومن الواضح أنه شعر بالثقة في التوقيت".

اقرأ أيضاً

مقتل قادة فاجنر في تحطم طائرة خاصة شمال موسكو.. ماذا يعني؟

الولاء لروسيا بدلا من "فاجنر"

وترى علياء الإبراهيمي أنه مع صعود الحكومات التي يقودها الانقلابات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، سيظل هناك الكثير من "العملاء" لروسيا، حتى بدون "فاجنر" كوسيط.

وتردف: "لم تستدعي هذه الأنظمة العسكرية مجموعة فاجنر لأنها أعجبت بقطع ذراع بريجوجين.. لقد كانت لديهم مشاكل، وكان لدى فاجنر حلول.. كل ما في الأمر هو أن الدولة الروسية قد تم الآن تقديمها كمقدم الخدمة".

ماذا سيفعل بوتين؟

بالنسبة لبوتين أيضًا، فإن وفاة قيادة مجموعة "فاجنر" والضرر النهائي المحتمل الذي يمكن أن تسببه مجموعة المرتزقة، سيكون له عواقب، بحسب الكاتب.

فلسنوات عديدة، كانت المنظمة المصدر الرئيسي للقوة الغاشمة والنفوذ الروسي في أفريقيا، فضلاً عن كونها وسيطًا حاسمًا للقادة العسكريين. ومن دون هذا الوكيل، سيتعين على روسيا أن تقوم بدور أكثر مباشرة.

وأشار هدسون إلى أنه، بصرف النظر عن زيارة يوم الثلاثاء إلى ليبيا، كانت روسيا تتواصل مع القادة الأفارقة منذ أن قاد بريجوجين تمردًا عابرًا في يونيو/حزيران الماضي، في محاولة لطمأنتهم على استمرار الدعم الروسي.

ويرى الكاتب أن السؤال الآن هو ما الذي سيقرر بوتين فعله بأصول "فاجنر"، بما في ذلك أعمالها المربحة في تهريب الذهب؟

اقرأ أيضاً

قائد فاجنر في خطاب من أفريقيا: سنجعل روسيا أعظم في جميع القارات (فيديو)

ويتساءل  هدسون: "هل سيسمح بوتين لفاجنر بمواصلة القيادة الجديدة أم أنه سيحاول استيعابها وجميع أصولها في هذه البلدان وتشغيلها كشركات تابعة للجيش الروسي؟".

وأضاف هدسون أنه لا تزال هناك قيمة في وجود شركة عسكرية غير رسمية تعمل في القارة، وتمول نفسها ذاتيًا من خلال علاقات العملاء، مضيفًا أن "تلك الأموال تشق طريقها مرة أخرى إلى روسيا مما يفيد الاقتصاد"، الذي يتعرض حاليًا لضربات شديدة من الغرب.

ومضى بالقول: "أعتقد أن بوتين سيحاول إخضاع كيانات فاجنر لسيطرة مباشرة وموثوقة بشكل أكبر تحت القيادة الروسية، لكنه في الوقت نفسه سيجد أنه من المفيد الحصول على قدر معقول من الإنكار".

المصدر | أليكس ماكدونالد / ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: يفجيني بريجوجين فاجنر حفتر حميدتي قوات الدعم السریع میدل إیست آی اقرأ أیضا فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

مختص بالشأن الإيراني يوضح ماذا تريد إيران من روسيا والصين؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال عمرو أحمد الكاتب المتخصص بالشأن الإيراني، إنّ التعاون النووي بين إيران والصين مر بثلاث مراحل رئيسية، بدأت منذ عام 1984 حتى عام 2017، وخلال هذه الفترة، ساهمت بكين بشكل فعّال في تأسيس البنية التحتية النووية الإيرانية، حيث شاركت في إنشاء مركز أصفهان للأبحاث النووية، ومدت إيران بمواد نووية مهمة مثل مادة "سادس فلورايد اليورانيوم"، التي استخدمتها لاحقًا في أجهزة الطرد المركزي.

استمرت بكين في دعم إيران حتى بعد توقيع الاتفاق النووي

وأضاف أحمد، في تصريحات مع الإعلامي كمال ماضي، مقدم برنامج "ملف اليوم"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن ذروة هذا التعاون كانت قبل عام 1997، أي قبل تحسن العلاقات الصينية–الأمريكية، حيث بدا أن الصين آنذاك لا ترغب في تعريض نفسها لضغوط غربية بشأن تعاملها النووي مع طهران، ومع ذلك، استمرت بكين في دعم إيران حتى بعد توقيع الاتفاق النووي في 2015، وقدمت ورقة عمل تضمنت خمسة شروط ساهمت لاحقًا في تشكيل الاتفاق النهائي.

الصين تخشى من تصعيد عسكري أمريكي–إسرائيلي محتمل ضد إيران

وأشار، إلى أن الصين، حتى بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في عهد إدارة ترامب، واصلت دعمها لطهران في المحافل الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن، إلى جانب استمرار التعاون الاقتصادي ولا سيما في قطاع النفط.

ولفت، إلى أن الصين تخشى من تصعيد عسكري أمريكي–إسرائيلي محتمل ضد إيران، وهو ما جعلها تدعو دائمًا للحلول الدبلوماسية.

 إيران لا يمكنها الانفصال عن الصين وروسيا

وأكد، أن إيران لا يمكنها الانفصال عن الصين وروسيا، لا على المستوى التقني النووي ولا الاقتصادي، ويُعتقد أن طهران تحاول الآن بالتعاون مع موسكو وبكين بلورة رؤية تفاوضية جديدة تدعم موقفها في أي محادثات مستقبلية بشأن برنامجها النووي، مع التركيز على إبراز التقدم التقني الذي حققته خلال السنوات الأخيرة بدعم من هذين الحليفين.

مقالات مشابهة

  • ترامب يرجح التوصل لاتفاق مع بوتين وزيلينسكي.. ماذا عن شبه جزيرة القرم؟
  • مقتل 26 شخصا على الأقل في هجوم مسلح استهدف مجموعة من السياح في كشمير
  • بوتين يدعو سلطان عمان للمشاركة في “قمة روسيا والدول العربية”
  • بوتين يعرض تجميد خط الجبهة لوقف الحرب في أوكرانيا.. على ماذا سيحصل بالمقابل؟
  • ماذا تريد إيران من روسيا والصين؟ .. متخصص بالشأن الإيراني يجيب
  • مستشار سابق لـ بوتين: روسيا تدفع إيران نحو اتفاق مع أمريكا بشأن الملف النووي
  • مختص بالشأن الإيراني يوضح ماذا تريد إيران من روسيا والصين؟
  • بوتين: قمة بين روسيا والدول العربية في موسكو العام الجاري
  • بوتين: قمة بين روسيا والدول العربية فى موسكو العام الجاري
  • ‏بوتين: روسيا تتعامل بإيجابية مع أي مبادرة للسلام وتتوقع من أوكرانيا التعامل بالمثل