تركيا المتأرجحة في السياسات الدولية
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
من المتوقع أن يُجري الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، زيارة إلى تركيا هذا الشهر، في مؤشر على أن الشراكة بين البلدين ستستمر، حتى في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس رجب طيب أردوغان لإصلاح العلاقات مع الغرب. وتعكس العلاقات المتشابكة والمعقدة لتركيا مع روسيا والغرب حالة "تركيا المتأرجحة في السياسات الدولية". ومنذ انضمام أنقرة إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في خمسينيات القرن الماضي، ظلت الميول الغربية تُعد سمة أساسية من هويتها الجيوسياسية.
وبالتوازي مع ذلك، شرع أردوغان، منذ تلك الفترة، في توطيد علاقته ببوتين. وفي الغالب، كانت هذه الشراكة المتنامية نتيجة لتدهور علاقات أنقرة بالغرب. ولكنها استمدت قوتها أساسًا من أسباب عميقة وموضوعية.
ويطمح أردوغان إلى تحويل تركيا إلى قوة قائمة بذاتها ولاعبًا مستقلًا في السياسات الإقليمية والدولية، ويسعى لتقليل اعتمادها على الغرب في المجالات الحيوية مثل الأمن والاقتصاد. وكذلك، الاختلافات الجيوسياسية التي ظهرت بين تركيا والغرب حول القضية القبرصية بعد حوالي عقدين من انضمام أنقرة لحلف الناتو، والتي ازدادت في النصف الثاني من العقد الماضي حول قضايا مثل سوريا وشرق البحر المتوسط، إلى جانب المصالح المتداخلة مع روسيا في سوريا وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى، كل هذا أسهم في تقليل تفاعلات أنقرة مع الغرب وزيادة تعاونها مع الشرق. علاوة على ذلك، عطّل التأخير في مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي المفاوضات، وأكد للأتراك أن الأوروبيين ربما لا يرغبون في انضمام تركيا للاتحاد. ولهذا يرون أن المستقبل يكمن في بناء شراكات خارجية متنوعة مع الشرق والغرب دون التخلي عن ارتباطها المؤسساتي بالغرب، سواء كعضو في حلف الناتو أو كشريك اقتصادي مهم للاتحاد الأوروبي.
وهذه الأسباب ساهمت في الواقع ببروز مفهوم التأرجح التركي في السياسات الدولية، وتعزز هذا المفهوم بشكل أكبر في ظل المنافسة الجيوسياسية العالمية الحديثة بين الشرق والغرب. ومن المتوقع أن يُصبح هذا المفهوم سمة أساسية في تفاعلات تركيا مع الشرق والغرب على الأقل خلال الخمس سنوات المقبلة من ولاية أردوغان الرئاسية. ورغم أن تركيا، لعقود طويلة، لم تحدد هويتها الجيوسياسية بشكل واضح، فإن عضويتها في حلف الناتو وشراكتها الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي عبر اتفاقية الاتحاد الجمركي، قربتها من الغرب، لكنها لم تحولها إلى دولة غربية بشكل جيوسياسي. وكذلك، رغم تفاعلاتها المكثفة مع الشرق في السنوات الأخيرة، لم تصبح تركيا دولة شرقية من منظور جيوسياسي، وهذا لم يكن بديلاً عن ارتباطها المؤسساتي بالغرب. وعلى الرغم من أن التأرجح في السياسات الدولية يعكس غالباً الهوية الجيوسياسية المعتدلة لدول مثل تركيا، فإن أردوغان يرى فيه فوائد، حيث يساعد تركيا في تجنب الانخراط السلبي في المنافسة الجيوسياسية العالمية، ويُحوِّلها إلى فرصة لتعزيز استقلالها الإستراتيجي وتحقيق وضع قوي ومستقل في السياسات الإقليمية والدولية.
ويُمكن تلخيص الفوائد المتصورة للتأرجح التركي بـ 3 فوائد أساسية:
أولاً: استخدام مفهوم التأرجح وسيلة للحفاظ على الشراكات مع كل من الغرب والشرق وتوظيفها لإحداث توازن في العلاقات مع القوى الكبرى. ونتيجة لذلك، لم يؤد هذا التأرجح إلى قطيعة كاملة بين أنقرة والغرب، كما لم يُحدث التوجه الأوراسي تغييرًا جذريًا في التموضع الجيوسياسي لتركيا في السياسات الدولية. ثانياً: يعمل التأرجح في السياسات الدولية على خلق مساحة لتركيا لتحقيق مصالحها الوطنية في تفاعلاتها مع القوى الكبرى. ومن خلال عضويتها في الناتو وشراكتها الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي، تواصل تركيا الاستفادة من مزايا العلاقة مع الغرب في مجالات الأمن والاقتصاد مع تقليص اعتمادها على الغربيين في هذه المجالات. ومن خلال الشراكة مع روسيا، تمكنت أنقرة من إنشاء تعاون جيوسياسي مع موسكو في القضايا التي تتضارب فيها مصالحها مع الغرب كسوريا وبدرجة أقل في المجالات الدفاعية والاقتصادية. وعلاوة على ذلك، يُساعد هذا التأرجح تركيا في طموحاتها للانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون مع الحفاظ على عضويتها في الناتو.ويعمل التأرجح التركي على تعظيم الأهمية الجيوسياسية لتركيا بالنسبة للقوى الكبرى، بالنظر إلى دور أنقرة المتصاعد في سياسات الأمن والطاقة الإقليميين. وقد برزت هذه الأهمية على وجه خاص بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
وعلى عكس الدول التي ترتبط سياساتها الخارجية بشكل وثيق بهويتها الجيوسياسية، قدمت أنقرة نموذجاً مختلفاً في السياسة الخارجية يتجاوز، في بعض الأحيان، هويتها الجيوسياسية كجزء من حلف الناتو. ويبرز هذا النموذج بشكل واضح في موقف تركيا من الحرب الروسية الأوكرانية. ولم تنخرط أنقرة، على غرار الكثير من دول الناتو، في تسليح أوكرانيا على نطاق واسع أو في الانضمام إلى العقوبات الغربية على روسيا، وفضلت بدلاً من ذلك نهج التوازن الذي مكنها، من جهة، من الحفاظ على علاقاتها ومصالحها مع كل من موسكو وكييف. ومن جهة أخرى، من خلق هامش لتحسين موقفها في العلاقة مع كل من روسيا والغرب. وفي بيئة أمنية عالمية مضطربة، يساعد التأرجح في السياسات الدولية القوى المتوسطة الحجم مثل تركيا في الحد من تداعيات هذا الاضطراب على مصالحها مع القوى الكبرى.
أخيراً، يستمد مفهوم التأرجح التركي قوته من الحقيقة التي تُظهر هوة متزايدة بين تركيا والغرب، ومن وجهة نظر يبدو أن الطرفين يتوافقان عليها، ألا وهي أن هذه الهوة ليست مجرد انحراف ظرفي ومؤقت. ويعتقد أردوغان أن الغرب في حالة انحدار وأن عالماً جديداً متعدد الأقطاب بدأ في الظهور، وهذا يوفر فرصاً لتركيا لتصبح قوة مستقلة وفاعلاً مؤثراً في النظام العالمي الجديد المتوقع. وبينما يفقد الغرب قدرته على تحجيم الدول المتأرجحة مثل تركيا، يرى أردوغان الانحدار الغربي المتوقع فرصة لتعيين علاقات تركيا الخارجية بشكل جديد، باعتبارها فاعلة مستقلة تتعامل مع من ترغب وفقًا لمصالحها الوطنية. ولا يعني التأرجح التركي تغييرًا جذريًا في الهوية الجيوسياسية، ولكنه يساعد في تثبيت تركيا في كل المعسكرات، مع تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی حلف الناتو مع الغرب مع الشرق ترکیا فی
إقرأ أيضاً:
اليمن والتحديات الجيوسياسية..
ثمة سؤال يتبادر لذهن أي مراقب حول تداعيات المرحلة العربية وموقف اليمن من هذه التداعيات ورؤيتها الاستراتيجية لها وآلية التعاطي معها ومع نتائجها، الأمر الذي يجعلنا نتساءل: هل دخلت صنعاء في معترك الصراع الجيوسياسي؟ وهل أصبحت ضمن منظومة المعادلة الاستراتيجية العربية -الإسلامية فيما يتعلق بمواجهة المخططات قوى الاستعمار والهيمنة وفي المقدمة الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا وبقية المنظومة الاستعمارية الغربية..؟!
غير أننا وقبل الخوض في هذا الجانب، نتساءل أيضا عن قدرة وإمكانية -صنعاء – في الصمود ومواجهة أدوات العدوان محليا وقوميا..؟!
ندرك أن ما حدث في المنطقة هو حصيلة مؤامرة كبرى تحاك ضد الأمة منذ عقود، مؤامرة كان تركيزها يتمحور حول فلسطين ولبنان وسوريا وصولا إلى طهران، صراع أخذ أبعاداً وطرقاً مختلفة تراوحت بين الكر والفر، وبين عمليات استخبارية وحصار وأنشطة دبلوماسية، واغتيالات ومساومات وصفقات شاركت بكل هذا أنظمة عربية وإسلامية ودولية وما خفي منه أعظم بكثير مما كان معلناً، غير أن الطرف الغائب في هذه المعادلة التراجيديا بكل ما فيها من تداعيات درامية هو -صنعاء – التي فاجأت العالم، الأعداء منهم والأصدقاء، بل إن موقف “صنعاء” تفاجأت به قوى محلية كانت ترى “صنعاء” بمنظار علاقتها مع الخارج الإقليمي والدولي وكذا منظار المؤسسات الدولية التي بدورها رأت في قيادة صنعاء، مجرد (قوى انقلابية) و(مليشيا) يطلق عليها خصومها بأنها مجرد ( ذراع إيران)، تماهيا مع معزوفة ابتكرتها دول الجوار التواقة إلى استعادة فرض هيمنتها على اليمن ومصيره وقراره السيادي، طمعا بثروات اليمن من ناحية ومن ناحية أخرى رغبة كبرى الدول الجارة على إبقاء حكام اليمن مجرد (موظفين لديها برتبة خدم) يأتمرون بأمرها ويلبون رغباتها وفق رغبات الراعي الاستعماري الأكبر الذي يتحكم بدوره بقرار دول الجوار اليمني وبعض أنظمة المنطقة التي ترى في أمريكا ليس مجرد حليف لها بل (إلهاً) يعبد من قبل هذه الأنظمة..!
صنعاء لم تكن في حسبان أطراف الصراع الجيوسياسي ولا كانت كذلك في مخيلة الأعداء المفترض أنهم يهيمنون على الوطن العربي وأخص بالذكر الكيان الصهيوني وما يسمى بدول الاعتدال العربي..!
بيد أن معركة طوفان الأقصى جعلت “صنعاء” تقف في واجهة الصراع بكل أبعاده الاستراتيجي والجيوسياسي وكان لوقفتها غير المتوقعة تأثير حقيقي على مسار السيناريو الذي كان يفترض أن يطبق على المنطقة، والذي تم اعتسافه من قبل “صنعاء ” بطريقة لم تكن تخطر في بال معدي سيناريو الارتهان الكلي للمنطقة، الذين استطاعوا أن يحققوا إنجازات مهمة وكبيرة نعترف بها ونؤكدها في لبنان وسوريا وحتى في إيران- عاصمة ما يفترض أنه محور المقاومة، كما استطاعوا أن يدمروا قطاع غزة على رؤوس من فيه، حتى أن شهداء غزة يفوق عددهم ربما أضعاف ما هو معلن عنه وكذلك الجرحى والنازحين، وكل هذا حدث وتحقق ليس بقدرة الكيان الصهيوني وأمريكا وحسب، بل أيضا بدعم أنظمة الارتهان والتبعية التي كانت داعما ومساندا للكيان الصهيوني وشريكاً فعليعاً بجرائمه سواءً عن طريق الفعل غير المباشر، أو عن طريق الصمت والتزام الحياد، أو عن طريق الشراكة عبر الدبلوماسية المخادعة التي سارت حينا من خلال الوساطة والرعاية أو من خلال رحلات مكوكية لعواصم العالم تستجدي ظاهريا وقف إطلاق النار وحل الدولتين وإدخال المساعدات، فيما واقعيا كان الهدف هو منح الصهاينة فرص القضاء على المقاومة داخل فلسطين وعلى جبهات الإسناد..!
صنعاء برزت بمواقف لم تكن تخطر ببال الأعداء وحلفائهم وجيوب مرتزفتهم في الداخل والإقليم، فهي تفردت بقوة إسنادها وسيطرتها على أهم طرق التجارة الدولية، هذا أولا ، رابطة موقفها هذا بوقف العدوان على غزة ثانيا: جاءت مواقف صنعاء عسكريا وقرارها استهداف عمق الكيان داخل فلسطين المحتلة، الأمر الذي ضاعف حضور صنعاء في معادلة الفعل وفي قلب الصراع الدائر في المنطقة، الأمر الذي عزز مكانة صنعاء في ميدان التفاعل وفي الوعي الجمعي العربي والإسلامي والدولي، فبدت صنعاء رقما صعبا في المعادلة حاضرة بقوة تتجاوز الفعل الإيراني في المعترك وتتجاوز منطق الاستلاب الذي كان يعتسف حقيقة النظام في صنعاء ويعتبره مجرد (جماعة انقلابية) أو (مليشيا تعمل بأوامر خارجية)، وتلكم تهم جزافية كاذبة، صدقها من أطلقها وتجاهل قوة صنعاء الفعلية في المعادلة، موقف صنعاء لم يأت قطعا رغبة في الشهرة أو بحثا عن مغانم كحال أولئك الذين ارتهنوا للشيطان، بل جاءت مواقفها حصيلة قناعة مبدئية وفكر عقائدي وتجسيدا لهوية إيمانية، أيا يقال عنها فإن الميدان والفعل هما من يعبران عن هذه الحقائق وليس تهريجات بعض نخب الدفع المسبق الذين يتحمسون لتسويق أفكار رعاتهم بقدر العائد المرجو من الرعاة..!
صنعاء حسمت موقفها وقررت بثقة وقناعة وقدرة على خوض المعترك، ليس دفاعا عن فلسطين أو إسنادا لمقاومتها وحسب، بل دفاعا عن وجود اليمن ودوره ومكانته، وهي التي تتميز بموقع جيوسياسي فريد ومتفرد عن غيرها من بلدان المنطقة ولهذا لا غرابة إن هرولت الإمارات إلى (سقطرى) في البحر العربي وهي آخر نقطة في الحدود الجغرافية اليمنية، وآخرون هرولوا نحو المخا على البحر الأحمر، وقسموا جغرافية تعز وهي المحافظة الأهم في الجغرافية الوطنية، على أمل أن يجعلوا منها (إدلب) أخرى كما توهم بعضهم بعد سقوط سوريا..!
معادلة تنسفها مواقف صنعاء المبدئية التي تدرك جيدا دورها ومكانتها ورسالتها وأهمية موقعها، بعيدا عن ( جعجعة المجعجعين) وبعيدا عن تهويمات وأحلام قادة الكيان الصهيوني أو هدير طائرات واشنطن وقواعدها في المنطقة، بعيدا عن كل هذا، فاليمن في مواقفها مثلت حالة استثنائية للأعداء أيا كانت هويتهم، فهي ليست غزة ولا لبنان ولا حتى سوريا يسهل استهدافها بحكم القرب الصهيوني، فالبعد عن العدو والقدرة على استهدافه عبر الصواريخ والمسيرات، والتحكم في الممرات البحرية، أضف إلى كل هذا إيمان الشعب اليمني وتمسكة بعقيدته الإسلامية وهويته القومية، كل هذه الممكنات تعطي اليمن قوة خارقة تجعله يمضي في مهمته ورسالته في منازلة العدو وحلفائه ويقف في ذات الموقف الذي وقفه المسلمون أمام (جحافل هولاكو) في معركة (عين جالوت)، وكأن قدر صنعاء قد حدده الله في هذه المواجهة في لحظة انهيار أمة وانهيار أنظمة وتحولها إلى أحصنة طروادة لنتنياهو وعصابته الإجرامية..!
كل التهديدات الصادرة ضد صنعاء وكل التنديدات بمواقفها شهادة فخر واعتزاز وأوسمة على صدر قادة صنعاء الذين قرروا خوض المعترك نيابة عن العرب والمسلمين، حقيقة وإن كان هناك من يسخر منها ويجهلها، غير أنها الحقيقة الراسخة غير القابلة للانتقاص، بل السخرية تطال الساخرين الذين تجردوا من هويتهم ودينهم ومسؤولياتهم..!
إن صنعاء وإن بقت وحيدة وحيدة في المعادلة، فهي تسطر مرحلة تاريخية يجب النظر إليها بكل حب وإعجاب وافتخار، فالواجب يستدعي من كل حر أن يلتف حول مواقف قيادة صنعاء في مواجهة العدوان، واثقون أن لدى صنعاء أوراقاً كثيرة يمكن أن تلعبها وقت الحاجة إن استدعى الأمر وهي أوراق مؤلمة على كل مكونات المنطقة ورعاتهم، أوراق قد تقلب الطاولة رأسا على عقب وهذا مرهون حدوثه بتطور الأحداث..!