لأول مرة منذ تسلم طالبان الحكم.. هذا ما بحثه وفد مصري في كابل
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
كابل- بعد عامين من وصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، وصل وفد دبلوماسي مصري إلى كابل بهدف تقييم الأوضاع الأمنية والميدانية والسياسية في البلاد، لبحث إمكانية استئناف عمل السفارة المصرية في كابل.
وقال مصدر حكومي أفغاني للجزيرة نت "إن الوفد المصري قدم من العاصمة الباكستانية إسلام آباد التي انتقل إليها الطاقم الدبلوماسي المصري بعد وصول طالبان إلى السلطة عام 2021.
وشدد المصدر على أن الحكومة الأفغانية قدمت للوفد المصري ضمانات أمنية في حال استئناف عمل السفارة المصرية في كابل، وستوفر لها تدابير أمنية حسب المعايير الدولية لحماية الدبلوماسيين، مشيرا إلى أن الوفد المصري التقى مسؤولين في الخارجية الأفغانية لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين.
يشار إلى أن السلطات المصرية تمكنت بعد 10 أيام من وصول طالبان إلى السلطة من إجلاء 43 شخصا من موظفي السفارة المصرية في كابل وأعضاء بعثة الأزهر وآخرين على متن طائرة عسكرية.
الوفد المصري أثناء لقاء مع مسؤولين بوزارة الخارجية الأفغانية (الجزيرة) تقييم الأوضاعووصف مصدر في الخارجية الأفغانية للجزيرة نت الزيارة بأنها كانت جيدة، لافتا إلى أن الوفد المصري جاء لتقييم الأوضاع الأمنية والسياسية واستئناف عمل السفارة في أفغانستان.
وبخصوص الاعتراف بالحكومة الحالية في أفغانستان، صرح الوفد بأن مصر تنتظر قرار المجتمع الدولي بشأن الاعتراف ولا تستطيع القيام به بمفردها.
ويرى خبراء الشأن الأفغاني أن المقاتلين العرب -خاصة المصريين- كانوا موجودين على الساحة الأفغانية منذ عقود، وبعد احتلال الأراضي الأفغانية من قبل القوات الأميركية والأجنبية عام 2001 خرج معظمهم من أفغانستان واستقروا على الشريط الحدودي بين أفغانستان وباكستان، وبعضهم لجؤوا إلى إيران.
ويقول الكاتب والباحث السياسي حكمت جليل للجزيرة نت إنه بعد وصول طالبان إلى السلطة يعتقد عدد من الدول العربية أن أتباعهم رجعوا مرة أخرى إلى أفغانستان، وعودة السفارة لها علاقة مباشرة بوجود المقاتلين.
المقاتلون المصريونويضيف أن "زيارة الوفد المصري وتقييم الأوضاع الأمنية والميدانية لاستئناف عمل السفارة في أفغانستان لهما علاقة مباشرة بوجود مقاتلين مصريين ومراقبتهم، رغم نفي الحكومة الحالية وجودهم في أفغانستان".
وحسب جليل، فإن حركة طالبان تدرك أن مسألة الاعتراف بيد الولايات المتحدة، وأن دولا إقليمية وإسلامية لا تستطيع الاعتراف بالحكومة الأفغانية التي شكلتها حركة طالبان بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان عام 2021، ولكنها تحاول بناء العلاقات مع دول إسلامية وعربية وإرسال الدبلوماسيين إلى السفارات الأفغانية إليها.
ويرى مدير المركز الأفغاني للإعلام عبد الجبار بهير للجزيرة نت أن الحكومة الحالية تحاول فتح صفحة جديدة مع مصر والعالم العربي، "وتأمل عودة السفارة المصرية إلى كابل، ولكن موقف مصر والمملكة العربية السعودية ليس واضحا تجاه حركة طالبان حتى الآن".
علاقات طويلةويعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين أفغانستان ومصر إلى عام 1922، حيث بادر الأمير الأفغاني آنذاك حبيب الله خان بإرسال خطاب تهنئة إلى الملك فؤاد بمناسبة نيل مصر استقلالها. وأرسل المفكر الأفغاني محمود طرزي بوصفه أول وزير مفوض لها لدى القاهرة، ورفعت درجة التمثيل السياسي إلى مستوى السفارة عام 1952، وقام الأمير أمان الله خان بزيارة إلى مصر 1927.
ووقعت كابل والقاهرة أول معاهدة صداقة بين البلدين عام 1929، وتراجعت العلاقات الأفغانية المصرية بعد الاحتلال السوفياتي لأفغانستان عام 1979، ودعمت مصر المقاومة ضد السوفيات.
وفتحت مصر سفارتها بعد سقوط حكومة حركة طالبان الأولى عام 2001، وقبلت تدريب القضاة وأئمة المساجد والخطباء عام 2009، وقدمت منحا دراسية كثيرة لطلاب.
وكانت خمسينيات القرن الماضي فترة ذهبية للعلاقات الثنائية بين كابل والقاهرة، ولكن تراجعت هذه العلاقات ونشاط السفارة المصرية في كابل إلى حد أدنى حسب مصادر في الخارجية الأفغانية.
يقول السفير الأفغاني السابق فضل الرحمن فاضل للجزيرة نت "بعد مرور قرن كامل على توقيع معاهدة الصداقة بين أفغانستان ومصر، تجاهل الطرفان القواسم المشتركة بين البلدين، وتسبب الاحتلال السوفياتي لأفغانستان عام 1979 في تراجع هذه العلاقات، وكانت الهند -بوصفها حامية مصالح أفغانستان في القاهرة- تشرف على الشؤون الأفغانية لسنوات طويلة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الخارجیة الأفغانیة طالبان إلى السلطة فی أفغانستان الوفد المصری عمل السفارة حرکة طالبان للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
القوات الأفغانية ترد على باكستان وتقصف أراضيها.. توتر شديد (شاهد)
أعلنت أفغانستان السبت أن قواتها استهدفت الأراضي الباكستانية ردا على غارات جوية نفذتها باكستان.
وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع في الحكومة الأفغانية المؤقتة، السبت، أنه تم استهداف المواقع التي تم فيها التخطيط لشن هجمات على أفغانستان في الأراضي الباكستانية.
وقال البيان: "في إطار الرد بالمثل تم استهداف العديد من الملاجئ والمراكز التابعة لعناصر الشر ومؤيديهم، حيث تمت الهجمات ضد أفغانستان، على الجانب الآخر من الخط الافتراضي (خط ديورند)".
وترفض الحكومات في أفغانستان بما فيها الإدارة الحالية، خط ديورند الذي يرسم الحدود بشكل رسمي بين البلدين على الساحة الدولية، حيث تبرز نقاط المراقبة التي أقامها الجانب الأفغاني على هذا الخط كخلاف هام بين الطرفين.
وأفاد موقع قناة "طلوع نيوز" الاخبارية، السبت، أن الاشتباكات متواصلة بين القوات الحدودية للبلدين منذ الليلة الماضية على الحدود الباكستانية مع إقليمي خوست وبكتيا الأفغانيين.
وكانت تقارير إعلامية ذكرت أن القوات الأفغانية أشعلت النار في بعض نقاط التفتيش التابعة للقوات الباكستانية في منطقة علي شير في خوست، كما استولت على نقطتي تفتيش تابعتين للقوات الباكستانية في منطقة داند باتان بولاية بكتيا، وأن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 19 جنديا باكستانيا و3 مواطنين أفغان.
والثلاثاء، قصفت طائرات حربية باكستانية، مناطق مختلفة في ولاية بكتيكا الأفغانية الحدودية، قالت إسلام آباد أنها استهدفت مواقع لحركة طالبان باكستان، بينما أعلنت كابل أن الغارات الباكستانية أسفرت عن مقتل 46 مدنياً.
وشهدت الأقاليم الباكستانية مثل خيبر بختونخوا وبلوشستان، المتاخمة لأفغانستان، زيادة كبيرة في الهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة.
وتتهم إسلام أباد حركة طالبان الباكستانية، بشن هجمات انطلاقا من قواعدها في أفغانستان، فيما ترفض الحكومة الأفغانية هذه الاتهامات.
تفاصيل جديدة للهجمات الأخيرة على الحدود الأفغانية الباكستانية
الليلة الماضية، وبالتحديد الساعة الرابعة شن #الجيش_الأفغاني هجوما واسعا على ثكنات #الجيش_الباكستاني ومخابئ #داعش على امتداد الخط الافتراضي "ديورند" في ولايتي #خوست و #بكتيا. واستمرت العمليات حتى ساعات متأخرة من… pic.twitter.com/cOdNm7n20T
افغان مجاهدو ځواکونه جنګي زغره وال ټانګان لومړۍ کرښې ته انتقالوي.#دفاع_افغانستان pic.twitter.com/3WPqKKM9wv
— حیدرخیل | Zaland (@ZalandKhostii) December 28, 2024