هل يكتشف الفرنسيين مدينة مجهولة لشيخ العرب همَّام ؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
من المنتظر أن تواصل مع بداية فصل الشتاء، البعثة المشتركة من وزارة السياحة والآثار ، وكلية الآثار بجامعة عين شمس والمعهد الفرنسي للشرقية، العمل للموسم الرابع على التوالي ، فى الكشف عن ماهية الأطلال الأثرية المبنية من الطوب اللبن، المنسوبة للأمير همّام بن يوسف المعروف بشيخ العرب، بقرية «العركي» جنوب غرب مركز فرشوط شمال محافظة قنا.
مدينة الشيخ همّام..
وحسب تصريحات لوسائل إعلامية للدكتور أحمد الشوكي وكيل كلية الآثار لشئون الدراسات العليا والبحوث بجامعة عين شمس ورئيس بعثة الحفائر بموقع الشيخ همام ، فأن البعثة وسعت من محيط الحفائر ليشمل نحو 32 فدانًا فى المنطقة المستهدفة، بتمويل من المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، بسبب أهمية الموقع لإرتباطه بشخصية الأمير همام ودوره السياسي والتاريخي، ولأنه يكشف عن طبيعة العمارة فى تلك الحقبة.
وبيّن الدكتور أحمد الشوكي، إنه يرجح من خلال نتائج الحفائر فى المواسم الماضية، وجود مدينة كاملة تغطي هذه المساحة مبنية من الطوب اللبن، منوهًا إنه تم العثور على منازل كاملة، وقباب، وجدران ، وفخار بأحجام مختلفة ، وأفران ، وسلالم ، وحلي ، وأقمشة ملونة ، وحبال ، وعملات.
وفي شتاء 2020 أجري وفد المعهد الفرنسي معاينة للموقع، وضم الوفد لوران كولون مدير المعهد، الحاصل على درجة الدكتوراه فى الآثار المصرية من جامعة السوربون والرئيس السابق للجمعية الفرنسية للآثار، وفريدريك أبيكاسيس مدير الدراسات بالمعهد، جولي مونشان أخصائية فخار، دنيقولا ميشيل متخصص التاريخ العثماني، والأثريتان جيزال حاجي ميناغلو ومارجو ليجالوا، والأثري محمد إبراهيم، والمهندس محمد جابر للعمل المساحي، وحامد يوسف أمين الحفائر، من الجانب المصري.
وحسب مصادر بالوزارة فأن وفد المعهد، أبدي إعجابه بالموقع الأثري خلال المعاينة، كما استطلع حجم النفقات المستقبلية خلال عمل البعثة، ومقر الإقامة فى قرية «العركي».
كانت اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، بوزارة السياحة والآثار، وافقت فى 30 أكتوبر 2020 على طلب المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، بإيفاد بعثة مصرية ـ فرنسية للموقع المنسوب للأمير همام بن يوسف، وشمل القرار أيضا إنشاء مدرسة للحفائر لتدريب مفتشي الآثار على أعمال الحفائر وبينهما التوثيق والرسم والحفر والتنظيف وصيانة المواقع الأثرية.
والأطلال المبنية من الطوب اللبن بقرية «العركي» التاريخية، والمنسوبة للأمير همام بن يوسف، تم تسجيلها أثرًا بقرار رئيس الوزراء رقم 1562 لسنة 1998، وتبلغ مساحتها 18 فدانًا و6 قراريط.
أعمال الحفائروتتمثل أهمية البعثة المصرية ـ الفرنسية، والتي قد يمتد عملها لـ سنوات مقبلة، كونها أول حفائر علمية ستجري بالموقع الأثري، الذي عاني خلال الفترة الأخيرة من الإهمال والتعديات وعوامل الإتلاف البشري والطبيعي لصعوبة بناء سور بسبب اتساع المساحة ـ 18 فدانًا، وهو ما قد يؤدي بالضرورة إلى نتائج علمية جديدة ربما تتوصل لماهية هذه الأطلال المطمورة أجزاءً كبيرة منها تحت الأرض، ومن ثم وضع الموقع على الخريطة السياحية مستقبلًا.
وحسب قرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، فأن البعثة المشتركة، سيشمل برنامجها، أعمال تنظيف وطبع طبوغرافي وأوتوغرافي وهندسي وتوثيق أثري، ورفع الأتربة والرمال عن الأجزاء المطمورة، وأعمال حفائر للكشف عن بقايا المباني التي مازالت تحت الرمال، وتطوير الموقع كأحد المواقع التراثية المهمة فى قطاع الآثار الإسلامية بصعيد مصر.
وقبل 2010 كانت آثار شيخ العرب همام وسيرته ودوره فى الحياة السياسية والاقتصادية فى الصعيد، لا تحظي بضوء كاف، إلا بين أحفاده «الهمامية» وهم يعيشون بعدة مناطق وقري فى محافظة قنا، إلى أن تم عرض المسلسل الشهير عن حياته، وكتبه السيناريست عبد الرحيم كمال، وأدي بطولته يحي الفخراني وكوكبة من الفنانين، وكان العمل الدرامي سببًا فى تسليط الضوء والاهتمام بآثار وسيرة شيخ العرب.
موقع الحفائر بقرية العركيوالأمير همام بن يوسف المولود فى فرشوط فى تاريخ غير معلّوم، ويذهب بعض الرّحالة فى كتاباتهم عن هذه الفترة، أنه ولد 1709 ميلادية، ونشا فى بيت معروفًا بثرائه وكان والده الشيخ أحمد محمد همام زعيمًا لقبيلة الهوّارة، وورث شيخ العرب عن أجداده الزعامة والملكية الزراعية الواسعة فى بلدان الصعيد وتمكن فى سنة 1767 ميلادية من السيطرة على أراضي زراعية من محافظة المنيا إلى أسوان ـ حسب مراجع تاريخية.
ودخل الأمير همام بن يوسف فى صراع مع علي بك الكبير، وقائده محمد بك أبو الذهب، فى القرن الثامن عشر الميلّادي/ الثاني عشر بالتقويم الهجري، فى عصر الحكم العثماني المملوكي لمصر، وانتهي بهزيمة الأمير همام واستيلاء المماليك على أملّاكه، وتوفي فى نوفمبر 1769 ميلادية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفرنسيين مدينة قديمة اكتشاف أثري العركي فرشوط مدينة مجهولة وزارة الآثار
إقرأ أيضاً:
انتشال جثمان أحد ضحايا التنقيب عن الآثار في جبل أبو رواش بكرداسة|صور
تمكنت قوات الإنقاذ النهري بالجيزة من انتشال أحد ضحايا التنقيب عن الآثار داخل حبل ابور واش في كرداسة، وجاري تكثيف الجهود لانتشال جثمان زميله.
وتبين أن جثمان الشاب الذي تم انتشالها هي للشاب محمد عبد السلام جود، وتك نقله إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة تمهيدا لاستخراج تصاريح الدفن.
قبل 3 أيام تقريبا، قررا الشابان ”محمد ومصطفى” القيام بأعمال حفر في خندق جبلي في منطقة نائية بجبل أبو رواش بكرداسة، كان لديهما الأمل الكبير في أن تكون هذه المرة هي الفرصة التي سيغيران بها حياتهما ويحققان حلمهما حول الثراء السريع.
لكن، وكما هي الحال في الكثير من الأحيان، لم تسير الأمور كما تمنيا، وبينما كانا يواصلان حفر الخندق، حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث انهارت الرمال فوقهما فجأة.
لم يكن هناك وقت للهرب أو النجاة، كانت الرمال تتساقط بسرعة، ومصطفى ومحمد أصبحا محاصرين أسفلها، وتحت وطأة الرمال، فقد الشابين حياتهما بشكل مأساوي، تاركين وراءهما حلمًا لم يتحقق.
عندما وصل رجال الإنقاذ إلى الموقع، كانت المشهد صادمًا، وتم استخدام المعدات الثقيلة لاستخراج جثتي الضحيتين وسط حالة من الحزن العميق على الوجوه التي كانت تراقب عن كثب تطور الاحداث.
رغم مرور 3 ايام تقريبا لم يتم انتشال جثامين الضحايا التي غطتها الرمال وسط حزن أسرتيهما.
بلاغ الواقعةتلقت غرفة عمليات النجدة بالجيزة بلاغًا من الأهالي بوجود انهيار أثناء عملية حفر غير قانونية في كرداسة، انتقل رجال الأمن إلى مكان الحادث والاستعانة برجال الحماية المدنية؛ للبحث عن الضحايا وانتشالهما.
تبين أن الشابين الضحيتين كانا يقومان بعملية حفر غير مشروعة بهدف البحث عن الآثار مستعينين بأدوات بسيطة إلا أن الحفر العشوائي تسبب في انهيار التربة عليهما.
وتحفظت القوات على أدوات الحفر، و تم الاستماع إلى شهود العيان، وتحرير محضر بالواقعة.
الضحية محمد عبد السلام