وصل كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، الجمعة، إلى مدينة حلب، شمال سورية، في زيارة رعويّة هي الأولى لغبطته منذ انتخابه بطريركًا على الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة.

 

وكان في استقباله  عند مدخل حلب كلا من رئيس أساقفة حلب للأرمن الكاثوليك بطرس مراياتي، مطران الإسكندرية للأرمن الكاثوليك كريكور اوغسطينوس كوسا، مطران أبرشية الجزيرة والفرات للأرمن الكاثوليك انترانيك ايفازيان، المدبّر الرسولي للأرمن الكاثوليك في اليونان الإكسرخوس جوزيف بيزازيان، المطران المنتخب نرسيس جوزيف زاباريان، أمين سر محافظ حلب جورج بخاش ممثلا محافظ المدينة، وعدد من الكهنة، اللجان التنظيميّة، وحشد من الإعلاميين.

 

وانطلق الموكب، يتقدّمه الفرق الكشفيّة، نحو إلى كنيسة الصليب المقدّس للأرمن الكاثوليك، حيث كان في استقبال غبطته عدد من أساقفة وكهنة من مختلف كنائس حلب، وحشد من المؤمنين. وداخل الكنيسة، ألقى المطران بطرس مراياتي كلمة رحّب خلالها بالبطريرك ميناسيان في زيارته الرعويّة الأولى لمدينة حلب الشهباء، وتطرّق فيها إلى أهمية الزيارة لكلّ من المدينة والكنيسة.
وألقى البطريرك ميناسيان كلمة، فيما يلي نصها:

 

لقد اشتهت نفسي منذ زمن بعيد أن أكون معكم ولكن الظروف الحياتية لن تسمح لي أن أحقق أمنيتي حتى اليوم فلذا أشكر قبل كل شيء الحياة التي منحني إياها مخلصي وفادي يسوع المسيح. أشكره على الحياة التي عشتها ولا أزال أعيشها في خدمته وخدمة الكنيسة منذ خمسين عامًا، أشكره على نوره ورحمته وعونه الذي غمرني به طوال أيام رسالتي الكهنوتية. خمسون عامًا وأنا أعيش بغمرة محبته وعنايته اللافائقة.

 

أشكر أخي العزيزالمطران بطرس لهذه الزيارة الرعوية المباركة، التي منحني إياها لألتلقي معكم وأعبر لكم عن محبتي مؤكدًا لكم بأني كنت غائبًا جسديًا، حين أوجاعكم وعذباتكم الجمة التي تعرضتم لها منذ سنين عديدة حتى الهزة الأرضية التي صدمت الكثير منكم، فلذا أريد أن أؤكد لكم بأني كنت معكم روحيًا بصلواتي من أجلكم ومن أجل اخوتنا وأخواتنا الذين فارقونا في هذه الظروف الصعبة واتحدوا مع مخلصنا في الحياة الأبدية السعيدة. لقد فارقونا بولادة جديدة لأبدية وعدنا بها مخلصنا يسوع ابن الله الأب حين قال لا تضطرب قلوبكم انكم تؤمنون بالأب الله فأمنوا بي أيضا، في بيت أبي منازل كثيرة ولو لم تكن، اتراني قلت لكم إني ذاهب لأعد لكم مقاما؟ وإذا ذهبت وأعددت لكم مقاما ارجع فآخذكم إلي لتكونوا أنتم أيضا حيث أنا أكون (يوحنا 1: 2-14).
قد تقولون لي مبارك الآتي باسم الرب. فأقول لكم مبارك اسم الرب الذي أرسلني اليوم إليكم لكي أعزيكم باسمه واثبتكم في مشيئته وأعطيكم بركته السماوية التي بها تقاومون الصعاب ومنها تستقون النعم وتندهروا على المحن وبها تعيشون الأمل، الأمل بالقيامة الروحية والقيامة الزمنية لتنتشلوا حياتكم من هذه الأزمات الاجتماعية والخراب الذي يحيط بكم.

 

نعم في هذه الأيام نشهد الفوضى ففي كل مكان وفي كل أنحاء العالم. ولكننا نحن المؤمنون بالله المخلص نرتكز ونقوى بكلامه الذي يعزينا دائما ويرشدنا إلى طريق الخلاص يقوله لا تخاف أيها القطيع الصغير فقد حسن لدى أبيكم أن ينعم عليكم بالملكوت (لوقا 32،12). ولكن كي نستحق هذه النعمة علينا أن نبقى أمناء على وصاياه، والوصيّة واضحة من يعترف بي أمام العالم، أعترف به أمام أبي في السموات (متى 32،10)، وهذا الاعتراف يتحقّق في صلواتنا الدائمة في السراء والضراء. لا تخافوا المحق ولا تخافون الاضطهادات، فالله الذي يرى إيمانكم فيكم هنا وفي الآخرة.
إخوتي وأخواتي الأحباء،

 

أختم كلمتي هذه وفي نفسي ينبع محبة عميقة أكنها لكم أملًا، متمنيًا وراجيًا ربّي ومخلّصي بأن يمنّ عليكم بركاته السماويّة، ويغمركم بمحبته، ويرافقكم بواسطة القربان الأقدس الذي هو كيانه الحق في جميع أيام حياتكم، ويكون لكم المليئ الوحيد، والشاطئ الأمين لكل أمالكم وأحلامكم وأعمالكم. فكونوا أنتم أيضًا أولاده الأمناء الذين بحياتهم الشخصية والاجتماعية شهودًا أمام اللاحدين والناكرين فتصبحون نوره المشع.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط

إقرأ أيضاً:

لحماية الأراضي الرعوية من الرعي غير المنظم.. “الغطاء النباتي”: توفير 500 جهاز إلكتروني لقراءة شرائح الماشية

بهدف تعزيز قدرات المركز، وتوفير أحدث الوسائل والتقنيات في قراءة بيانات المواشي المرقمة، كشف المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر عن توفيره 500 جهاز إلكتروني خاص بقراءة شرائح المواشي في مختلف مناطق المملكة.
وتسهم تلك الأجهزة في توفير بيانات شاملة عن المواشي في المملكة، كما تمكن المراقبين الميدانيين من معرفة المخالفين عن طريق معرفة بيانات المالك والسجل البيطري للمواشي، وغيرها من المعلومات الدقيقة؛ وذلك لحماية الأراضي الرعوية من الرعي غير المنظم، ولتعزيز الاستدامة البيئية سعيًا من المركز للمحافظة على الغطاء النباتي، وتنظيم الرعي في مناطق الحمى الرعوية.
ويهدف المركز إلى تحسين جودة المراعي، وزيادة الغطاء النباتي، وتوفير بيئة مناسبة لنمو الحوليات والنباتات الرعوية، وزيادة قدرة المراعي على استيعاب أكبر عدد من الحيوانات، من خلال التعرف على المواشي المرقمة، وتوفير بيانات دقيقة عن أعداد الإبل، وأنواعها وأجناسها، وتوزيعها الجغرافي.
يشار إلى أن المركز يعمل على تنمية مواقع الغطاء النباتي وحمايتها والرقابة عليها، وتأهيل المتدهور منها، والكشف عن التعديات عليها، إضافة إلى الإشراف على أراضي المراعي، وحماية الغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها؛ ما يعزز التنمية المستدامة التي ترتقي بجودة الحياة.

مقالات مشابهة

  • بطريرك الروم الأرثوذكس يزور المدارس اليونانية بالقاهرة
  • لحماية الأراضي الرعوية من الرعي غير المنظم.. “الغطاء النباتي”: توفير 500 جهاز إلكتروني لقراءة شرائح الماشية
  • الأنبا بولا يختتم زيارته الرعوية بناشفيل بتفقد دفعة جديدة الأسر
  • عاجل | مراسل الجزيرة: جرحى إثر قصف إسرائيلي استهدف معهد الأمل الذي يؤوي نازحين غرب مدينة غزة
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يشارك في رتبة التوبة
  • سيرك سيلستيا نوفو يبدأ سلسلة عروضه في مدينة العين في العين
  • صفاء أحمد.. من هي المذيعة السورية التي قتلت في غارة إسرائيلية؟
  • من هي صفاء أحمد المذيعة السورية التي اغتالتها إسرائيل؟
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يشارك في الرياضة الروحية لأعضاء الدورة الثانية من الجمعية السادسة لسينودس الأساقفة
  • الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات