هل كان المصريون القدماء يتزوجون أخواتهم؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
هناك اعتقاد سائد أن ملوك مصر القدماء، كانوا يتزوجون بشقيقاتهم وأحيانا ببنات قصر للحفاظ على الدم الملكي، وبينما تؤكد دراسات تاريخية ذلك، تقترح أن بعض التفاصيل غير صحيحة.
تختلف حقيقة زواج بعض الفراعنة ومن تلاهم ممن حكم مصر القديمة، وحتى الأشخاص العاديين الذين عايشوا تلك الفترات، بأخواتهم، حيث أن هذه الممارسة لم تكن سائدة في جميع المراحل الزمنية التي عرفتها مصر.
الزواج داخل أفراد العائلة المالكة المصرية القديمة، كان تعبيرا عن ممارسة تعكس معتقدات دينية، بل إن بعض الفراعنة كانوا يتزوجون حتى من بناتهم.
وتزوج رمسيس الثاني (حكم حوالي 1279 قبل الميلاد إلى 1213 قبل الميلاد) من ميريت آمون، وهي إحدى بناته.
وأبرز الحكام المصريين الذين تزوجوا من إخوتهم، سنوسرت الأول (حكم حوالي عام 1961 قبل الميلاد إلى 1917 قبل الميلاد)، الذي كان متزوجًا من أخته نفرو؛ وأمنحتب الأول (حكم حوالي 1525 قبل الميلاد إلى 1504 قبل الميلاد)، والذي كان متزوجًا من أخته أحمس-مريت آمون؛ وكليوباترا السابعة (حكمت حوالي 51 قبل الميلاد إلى 30 قبل الميلاد)، والتي كانت متزوجة من شقيقها بطليموس الرابع عشر قبل مقتله.
واقترح بعض العلماء، بينهم زاهي حواس، وزير الآثار المصري السابق، أن زواج الأقارب ساهم في المشاكل الطبية لتوت عنخ آمون.
وأكد حواس ذلك في مقال كتبه رفقة عدة زملاء نشر عام 2010 في مجلة جاما.
أسباب "دينية"دخل العديد من الملوك المصريين في زيجات ملكية (أخ وأخت) لمحاكاة ممارسة أوزوريس وإيزيس، وهما إلهان مصريان كانا أشقاء متزوجين من بعضهما البعض.
قال لير أولاباريا، المحاضر في علم المصريات بجامعة برمنغهام بالمملكة المتحدة، لمجلة "لايف ساينس" إن أوزوريس كان أحد أهم الآلهة في الديانة المصرية، وإن قرينته كانت إيزيس أخته، وفقا لبعض نظريات نشأة مصر القديمة.
وتابع "هكذا، انخرط أفراد العائلة المالكة في زواج الأقارب من أجل محاكاة أوزوريس وإيزيس، وإدامة صورهم كآلهة على الأرض".
وأوضح أن تأكيد زواج أوزوريس وإيزيس ساعد في تفسير سبب ممارسة الزواج بين الأخ والأخت من قبل العائلة المالكة المصرية.
لكن زواج الأخ والأخت لدى الأفراد خارج العائلة المالكة "لا يبدو أنه كان منتشرا على نطاق واسع حتى وقت الحكم الروماني، حيث أشارت السجلات إلى وجود عدد كبير من زيجات الأخوة، حسبما قال الخبراء للموقع.
وحذر أولاباريا من أنه قد يكون من الصعب اكتشاف زواج الأخ والأخت بعد بداية الدولة الحديثة (حوالي 1550 قبل الميلاد إلى 1070 قبل الميلاد) بسبب التغييرات في كيفية استخدام الكلمات المصرية.
على سبيل المثال، "عادة ما يُترجم مصطلح "snt" على أنه "أخت" ولكن في المملكة الحديثة بدأ استخدامه للإشارة إلى الزوجة أو الحبيب أيضا"، كما قال أولاباريا.
وهناك تفسيرات أخرى محتملة لسبب حدوث زواج الأخ والأخت بشكل متكرر في مصر الرومانية، حيث يقول أولاباريا إن أحد الاحتمالات هو أن الآباء شجعوا ذلك حتى لا يتم تقسيم الممتلكات والثروة بشكل كبير عند وفاتهم.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: العائلة المالکة قبل المیلاد إلى
إقرأ أيضاً:
هل الزواج العرفي للحفاظ على المعاش حلال أم حرام؟ .. الموقف الشرعي
أثار لجوء بعض الأرامل إلى الزواج العرفي دون توثيق رسمي بهدف الاستمرار في الحصول على معاش أزواجهن المتوفين جدلًا واسعًا، حيث اعتبره بعض الفقهاء تحايلاً على القانون، بينما رأى آخرون أنه جائز شرعًا طالما استوفى شروط الزواج الصحيحة.
وأكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، أن الزواج العرفي في هذه الحالة يُعد تحايلاً للحصول على أموال غير مستحقة، مما يجعله محرمًا شرعًا، مشددًا على أن قوانين الدولة وضعت ضوابط محددة لصرف المعاش، ولا يجوز الالتفاف عليها.
في المقابل، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الزواج العرفي لا يُلزم الزوج بالنفقة قانونًا، مما يجعل المرأة مستحقة للمعاش وفقًا للوائح المعمول بها، لكنه أشار إلى أن الزواج الرسمي يسقط هذا الحق، معتبرًا أن هذه الثغرة القانونية أدت إلى انتشار الزواج العرفي.
حكم التوسل بالنبي في الدعاء وهل بدعة محرمة؟ دار الإفتاء تجيبدار الإفتاء توضح أماكن لا يجوز فيها الصلاة وأسباب المنع الشرعيمن جهتها، أكدت الدكتورة نادية عمارة، الداعية الإسلامية، أن الحصول على أموال بغير وجه حق يُعد مخالفة شرعية، مشيرة إلى ضرورة توثيق الزواج لضمان الحقوق الشرعية والقانونية للمرأة وأبنائها.
ويظل هذا النوع من الزواج موضع خلاف بين من يراه تحايلاً قانونيًا يستوجب التصدي له، ومن يعتبره وسيلة شرعية للاستفادة من الثغرات القانونية، وسط دعوات لتعديل القوانين بما يضمن التوازن بين الحقوق المالية والاعتبارات الشرعية.
حكم زواج المسيار وهل له ضوابط
مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر أجاز زواج المسيار طالما فيه شهود وإشهار وولي، والمرأة وافقت على ذلك برضاها، فهذا الزواج صحيح وتترتب عليه كل آثار الزواج الشرعي فيما عدا ما تنازلت عنه الزوجة.شروط زواج المسيارونبه المفتي السابق، على أن هذا النوع من الزواج زواج المسيار بصورته وشروطه الشرعية ليس فيه أي امتهان للمرأة أو الرجل أو خرق لحقوق الإنسان، بل يظهر من خلاله مدى سعة الشرع الشريف وقدرته على تلبية احتياجات النفس البشرية بحسب تنوع واختلاف الأحوال والأشخاص والأمكنة والأزمنة، وذلك من خلال حلول شرعية تمنع الوقوع في حرج نفسي أو محرم شرعي أو مساءلة اجتماعية، وبما يوضح مرونة الفقه الإسلامي وقدرته على مواجهة التغيرات الاجتماعية ووضع الحلول المناسبة لها".