تلقى ذهبا من الدعم السريع وطالب بالمزيد.. كيف قضى بريغوجين أيامه الأخيرة؟
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
قضى قائد مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين، أيامه الأخيرة في التخطيط للمستقبل والبحث عن الذهب الذي تلقى جزءا منه من قبوات الدعم السريع السودانية، وزار عدة بلدان قبل مقتله، في ما يبدو وكأنه جولة وداعية للرجل من دون أن يدرك ذلك.
هكذا تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن الأيام الأخيرة لبريغوجين، مستندة في روايتها إلى مقابلات مع أكثر من 10 مسؤولين حكوميين وعسكريين أفريقيين، ومنشقين عن فاجنر، إضافة إلى مراجعات المحادثات المشفرة وبيانات الرحلات الجوية الخاصة به.
وتقول الصحيفة، إن طائرة قائد فاجنر الخاصة هبطت الجمعة الماضي، في أفريقيا الوسطى، في محاولة للحفاظ على العلاقة معها، إذ التقى مع الرئيس فوستين أرشانج تواديرا ورئيس استخباراته وانزيت لينغيسارا في القصر الرئاسي في العاصمة بانغي.
وأكد بريغوجين خلال محادثاته، أن التمرد الفاشل الذي قاده "لن يثنيه عن إرسال المزيد من المقاتلين أو الاستثمار في هذه البلاد".
وتضيف الصحيفة: "في اليوم التالي، كان بريغوجين يرحب بقادة قوات الدعم السريع السودانية، إذ هبطت مروحية تابعة لشركة فاجنر في بانغي وعلى متنها خمسة قادة من الدعم السريع، كانوا قادمين من إقليم دارفور حاملين صناديق هدايا تشمل سبائك من ذهب المناجم، التي كانت قواته تأمن حمايتها غربي السودان".
ونقلت "ستريت جورنال"، عن مصدر مطلع قوله، إن بريغوجين خاطب وفد قوات الدعم السريع قائلا: "أريد المزيد من الذهب"، مضيفا "سأعمل جاهدا لضمان انتصاركم عليهم"، في إشارة إلى الحرب الطاحنة ضد قوات الجيش السوداني.
وأضافت الصحيفة، بأن تصدير الذهب السوداني إلى روسيا كان من المصادر الرئيسية لثروة "فاجنر" وزعيمها الراحل.
وعقب ذلك، غادر بريغوجين بانغي، وتوجه إلى العاصمة المالية باماكو، بناءً على سجلات طيران طائرة خاصة، كان يستخدمها كثيرًا في عبور القارة، قبل أن يعود إلى موسكو.
اقرأ أيضاً
تحليل: مصير غامض لفاجنر في سوريا وليبيا والسودان
ويقدر عدد قوات "فاجنر" الموجودة في القارة السمراء، بنحو 5 آلاف مقاتل.
ومع سقوط الطائرة التي كان يستقلها بريغوجين وكبار مساعديه من موسكو إلى سانت بطرسبورغ الأربعاء، انتهت المنافسة الدولية التي كانت تدور بهدوء منذ تمرد "فاجنر" بين الكرملين والأوليغارش الذين كانوا يحاولون الحصول على التأثير في عدة دول تنشط فيها، حسب قول الصحيفة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وعد الخميس، بالتحقيق في تحطم الطائرة التي كان يوجد فيها رئيس مجموعة فاغنر، واصفاً بريغوجين بأنه رجل "موهوب".
وأضاف أن زعيم فاغنر "ارتكب أخطاءً جسيمة، لكنه حقّق نتائج".
وفي أعقاب مقتله، تدور أسئلة كثيرة حول إرث ومصير شركاته التي يبلغ عددها نحو 100 شركة، والتي كانت قد وسعت خدماتها تقريبا في الأشهر الأخيرة، لتشمل التمويل والبناء والإمداد والخدمات اللوجستية والتعدين والموارد الطبيعية والخيول الأصيلة.
وعن إحدى شركاته الخاصة بالسباقات والتي تتولى قيادتها ابنته بولينا، قالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين غربيين وأفارقة إن دخلها يأتي من صادرات الذهب السوداني إلى روسيا، ومن صادرات الخشب من أفريقيا الوسطى إلى الإمارات والصين.
وترى الصحيفة أن مقتل بريغوجين يترك مستقبل تلك الشركات غير مؤكد، فيما يسعى الكرملين الآن إلى تأميم هذه الشبكة التي تتمحور حول سلطة بريغوجين نفسه.
اقرأ أيضاً
روسيا تسرب صورا لقائد فاجنر متنكرا في أزياء عسكرية ليبية وسودانية وسورية
يقول ديفيد لويس من جامعة إكستر في المملكة المتحدة، إن الحركات والفصائل المرتبطة بالجيش الروسي قد تحاول الاستيلاء على العقود التجارية الخاصة بشركات قائد فاغنر، وقد تحاول إنشاء قوات جديدة على شاكلة "فاغنر".
ورغم ذلك، تقول الصحيفة إن الشركات التي تديرها الاستخبارات الروسية كانت تتنافس للسيطرة على عقود "فاجنر" قبل مقتله، كما كان بوتين قد أخبر شخصيًا رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى أن الوقت قد حان للنأي بنفسه عن بريغوجين.
إلا أن بريغوجين قلل من نهايته قائلا بطريقته الساخرة: "سنذهب كلنا إلى الجحيم، وفي الجحيم سنكون الأفضل".
وكانت معظم المعاملات والصفقات التي يبرمها بريغوجين محاطة بالسرية ومغلفة بنظام غامض سمح للكرملين بإبعاد نفسه عن "فاجنر" وعن الاتهامات بالتورط في أعمالها، إلا أن "فاجنر" ساهمت في زيادة التأثير الروسي في أفريقيا كما أنمت الاحتجاجات ضد الغرب في هذه القارة.
وحسب "ستريت جورنال"، فإن العديد من الصفقات أو المعاملات جرى إنجازها على أساس المصافحة فقط من دون معرفة تفاصيلها، باستثناء دائرة ضيقة صغيرة النطاق من مسؤولي المجموعة مثل ديمتري أوتكين، المسؤول السابق في المخابرات العسكرية الذي كان على متن الطائرة التي تحطمت الأربعاء.
منذ أن قاد بريغوجين تمردًا فاشلًا في يونيو/حزيران الماضي، يحاول الكرملين السيطرة على مملكته الغامضة، إذ كانت وزارة الدفاع الروسية، برئاسة المنافس والخصم الرئيسي له سيرغي شويغو، ترسل وفودًا لإبلاغ الحكومات الأجنبية بضرورة التعامل المباشر مع الدولة الروسية.
لكن زعيم "فاجنر" رفض الخروج بهدوء، وقام برحلات إلى الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا من أجل الحفاظ على صلاته.
اقرأ أيضاً
أمريكا: فاجنر تسعى للحصول على أسلحة عبر مالي وتزود الدعم السريع السودانية بصواريخ
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فاجنر الذهب الدعم السريع السودان أفريقيا يفغيني بريغوجين الدعم السریع التی کان
إقرأ أيضاً:
مقتل ثلاثة مدنيين في هجوم لقوات الدعم السريع في غرب السودان
الخرطوم - قُتل ثلاثة مدنيين وأصيب 20 بجروح في هجوم بطائرة مسيّرة شنّته قوات الدعم السريع السبت على إقليم دارفور في غرب السودان، حسبما أفاد ناشطون الأحد 15ديسمبر2024.
منذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.
واستهدف الهجوم مساء السبت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وفقا لبيان صادر عن "تنسيقية لجان المقاومة" في المدينة، وهي واحدة من مئات المجموعات التطوعية التي تنسّق المساعدات في أنحاء السودان. وقال البيان إنّ قوات الدعم السريع استهدفت "حي أولاد الريف وسط المدينة بأربعة صواريخ (...) ما أدّى إلى استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح خطيرة".
وترزح الفاشر منذ أشهر تحت وطأة حصار تفرضه قوات الدعم السريع، كما تشهد أكثر الاشتباكات عنفا بين المعسكرَين المتحاربين.
وتسيطر قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور ومساحات واسعة من منطقة جنوب كردفان ومعظم وسط السودان، بينما يسيطر الجيش على شمال وشرق البلاد.
وحتى الآن، لم يتمكّن أي من المعسكرين من السيطرة على العاصمة الخرطوم، التي تبعد ألف كيلومتر شرق مدينة الفاشر.
ومساء الجمعة، نفّذت قوات الدعم السريع هجوما آخر بطائرة مسيّرة على مستشفى رئيسي في الفاشر، وفقا لوزارة الصحة المقرّبة من الجيش.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ تسعة أشخاص قُتلوا وأصيب 20 بجروح في هذا الهجوم، بينما أفاد طبيب بأنّ المنشأة اضطرّت إلى التوقف عن العمل.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت 12 مليون شخص وتسبّبت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
ويُتّهم الجيش وقوات الدعم السريع باستهداف المدنيين والمرافق الطبية بشكل عشوائي، وبقصف المناطق السكنية عمدا.
Your browser does not support the video tag.