طلب الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، أمس الجمعة، من دول الاتحاد الأوروبي، السماح بدخول مزيد من المهاجرين الشرعيين لوقف تنامي ظاهرة الاتجار بالبشر.

حيث قال ماتاريلا في تصريحات إعلامية: “لا بد من التعامل مع ظاهرة الهجرة ونحن مدركون لحقيقتها المتمثلة في أنها تحركات عالمية لا يمكن القضاء عليها بالجدران والحواجز”.

معتبرا أن الأعداد المنتظمة والمستدامة والمرتفعة بشكل كاف هي السبيل الوحيد للقضاء على “الاتجار الوحشي بالبشر”.

إذ إن احتمال وتمني القدوم من دون تكاليف وحشية ومعاناة ستقنع المهاجرين بانتظار أدوارهم.

وعملت حكومة جورجيا ميلوني جزئيا بنصيحة ماتاريلا، إذ أعلنت في جويلية الماضي زيادة أعداد المسموح لهم بدخول البلاد من عمال الدول غير الأعضاء بالاتحاد الأوروبي.

وارتفع هذا العدد إلى 452 ألفا بين عامي 2023 و2025. لكن هذا العدد أقل من العدد الذي يبلغ 833 ألفا الذي اقترحته الشركات والنقابات.

وتضاعفت أعداد المهاجرين من شمال أفريقيا إلى إيطاليا لأكثر من الضعفين على أساس سنوي لتسجل 160 ألف مهاجر.

ويأتي ذلك، على الرغم من جهود الحكومة اليمينية لوقف الهجرة غير الشرعية. وفرض قيود على تدخل سفن الإنقاذ التابعة للمنظمات الخيرية في البحر المتوسط.

وتعتبر إيطاليا، الوجهة الأولى للمهاجرين غير الشرعيين.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

كريم وزيري يكتب: الجاسوس الذي لم يكن موجودًا

في عالم مليء بالخداع والمكر، حيث تتلاعب عقول الاستخبارات بمصائر الدول والجيوش، تظل قصة الجاسوس الذي لم يكن موجودًا واحدة من أعجب الحكايات وأكثرها إثارة في تاريخ الجاسوسية،إنها قصة تدفعك للتساؤل كيف يمكن لجثة رجل ميت أن تُغير مسار حرب عالمية بأكملها؟

في الحروب ليست القوة العسكرية وحدها هي التي تُحدد مصير المعارك، بل أيضًا الحنكة والدهاء ولقد تمكن البريطانيون خلال الحرب العالمية الثانية من استغلال التحيزات الألمانية واللعب على أوتار شكوكهم، مما جعلهم يصدقون كذبة كبيرة بثقة عمياء.

في بداية عام 1943، كانت نيران الحرب العالمية الثانية تلتهم أوروبا، وكان الحلفاء يستعدون لشن غزو واسع على جنوب أوروبا لإضعاف قبضة القوات النازية وكان اختيارهم الاستراتيجي هو جزيرة صقلية الإيطالية، نظرًا لموقعها الجغرافي الهام ولكن هناك مشكلة:الألمان كانوا يتوقعون هذا الغزو ويستعدون له بقوة.

هنا برزت الفكرة العبقرية التي ستعرف لاحقًا باسم "عملية مينيصميت" بدلًا من مواجهة قوات نازية مجهزة بالكامل، قرر البريطانيون تحويل انتباه الألمان إلى مكان آخر، ولكن كيف يمكنهم إقناع الألمان أن الغزو سيحدث في اليونان أو سردينيا؟ الحل كان غريبًا بقدر ما هو جريء، جثة لرجل ميت تحمل وثائق مزيفة تُشير إلى خطط وهمية.

اختارت الاستخبارات البريطانية جثة لرجل بائس توفي في لندن نتيجة التسمم، ولم يكن لهذا الرجل تاريخ عسكري، لكنه أصبح فجأة "الميجر ويليام مارتن"، ضابطًا بريطانيا رفيع المستوى وبعد تجهيز الجثة بملابس عسكرية رسمية، وضعوا في جيوبها وثائق حساسة مزورة، بينها رسالة تكشف عن "الخطة الكبرى" للحلفاء لشن الغزو في اليونان وسردينيا، بينما تشير فقط بشكل عابر إلى صقلية كخدعة.

لكن الجثة وحدها لم تكن كافية، ولضمان أن تبدو القصة حقيقية تمامًا، أرفق البريطانيون تفاصيل دقيقة عن حياة الضابط المزعوم صورة خطيبته، تذاكر مسرحية قديمة، وحتى رسائل شخصية لإضفاء المزيد من الواقعية.


تم نقل الجثة في صندوق فولاذي مملوء بالثلج إلى غواصة بريطانية، ومن هناك أُلقيت قبالة سواحل إسبانيا وكان اختيار الموقع دقيقًا، إسبانيا كانت حيادية ظاهريًا، لكن جواسيس الألمان كانوا نشطين للغاية هناك، ولم يمر وقت طويل حتى وصلت الجثة والوثائق إلى السلطات الإسبانية، ومن ثم إلى أيدي الاستخبارات النازية.

الألمان ورغم حرصهم الشديد، ابتلعوا الطُعم بالكامل والوثائق بدت حقيقية تمامًا، بل إنهم تأكدوا من ذلك من خلال تحليل تفصيلي لمحتوياتها وكانت النتيجة مذهلة قرر الألمان نقل قواتهم من صقلية إلى اليونان وسردينيا استعدادًا للغزو الوهمي.

وفي 10 يوليو 1943، شن الحلفاء غزوهم على صقلية وبفضل عملية مينيصميت، كانت الدفاعات الألمانية في الجزيرة أضعف بكثير مما كان متوقعًا، مما مكن الحلفاء من تحقيق نصر سريع وفعال وهذا الانتصار فتح الباب أمام التقدم نحو قلب أوروبا وإضعاف القوات النازية بشكل كبير.

عملية مينيصميت كانت مقامرة خطيرة، لأن أي خطأ بسيط كان يمكن أن يكشف الخطة ويدمر كل شيء، لكن تفاصيل العملية كانت دقيقة للغاية لدرجة أنها لا تزال تُدرس في الأكاديميات العسكرية كواحدة من أنجح عمليات التضليل في التاريخ.

الغريب في الأمر أن الجثة نفسها أصبحت "بطلًا" غامضًا في عالم الجاسوسية، حتى يومنا هذا، يُثار الجدل حول هوية الرجل الذي لعب هذا الدور المحوري وكل ما نعرفه أنه كان فقيرًا بلا مأوى، لكنه أصبح رمزًا للخداع الاستراتيجي الذي أنقذ آلاف الأرواح.

 

مقالات مشابهة

  • العقوري يتابع ملف تبادل السجناء مع رئيس الخارجية في مجلس الشيوخ الإيطالي
  • الناتو يدعو إلى "بذل المزيد" لدعم أوكرانيا
  • «العقوري» يعقد اجتماعاً مع رئيس لجنة الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي
  • كريم وزيري يكتب: الجاسوس الذي لم يكن موجودًا
  • الباعور يلقي باللوم على أوروبا في معالجة الهجرة
  • السفيرة نائلة جبر تعقد ندوة تعريفية حول مخاطر الهجرة غير الشرعية للجمعيات الأهلية بأسيوط.. صور
  • الأمريكيون يتجهون للقارة العجوز.. أوروبا تستعد لموجة هجرة غير مسبوقة
  • غليزان.. الإطاحة بشبكة مختصة في تنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية
  • محافظ أسيوط يؤكد على أهمية توعية الشباب بمخاطر الهجرة غير الشرعية
  • خطط ترمب لترحيل المهاجرين تقود الصناعة والزراعة إلى المجهول