الاقتصاد نيوز

في  زمن  النظام  الملكي  استشرت الطبقية  بشكل  غير مألوف
فكانت  هناك  الطبقة  الارستقراطية القريبة  من  السلطة  والعائلة  المالكة المتمثلة  في
مترادفات
  ادارات  الحكم المتعاقبة
هؤلاء  تملكوا  مجموعة  كبيرة  من  قطع الاراضي  ومساحات  شاسعة  في مناطق  متميزة  مثل  الوزيرية  والعائلية والخارجية  وغيرها،  حتى  تحولت  اسماء تلك  الاسر  الى  ما  يعرف  بالبيوتات  كما يطلق  عليهم  العوائل  البغدادية  الاصيلة بيت  فلان  وعلان وغيرها
فقد  استولى  نوري  باشا  سعيد  على  كم هائل  من  قطع  الاراضي  وكذلك  جعفر العسكري وغيرهم
واستمرت  هذه  الظاهرة  باستثناء شخص  عبد  الكريم  قاسم  الذي  كان زاهدا  كحاكم  وذهب  الى  توزيع  البيوت حتى  على  الفقراء  لكنه  ايضا  اعطى مساحات  ٦٠٠  متر  في  مناطق  اليرموك وغيرها  والاخرين  ١٥٠  في  الثورة والشعلة  والاسكان 
في  حقبة  نظام  صدام  اكثر  ما  تم تمييزهم  في  ظاهرة  توزيع  قطع الاراضي  والامتيازات  هم  فئة  الضباط فقد  استلم  بعضهم  ٣  قطع  اراضي وبمساحات  ٣٠٠  متر  مربع  واكثر  نغم هناك  توزيع  للموظفين  انصافا  ولكن التمييز  بالمساحة  والمناطق  ايضا  كان موجود 
نعود  الى  حقبة  ما  بعد  التغيير  مالذي حدث
قامت  الحكومة  المؤقتة  برئاسة  علاوي بسن  سلم  رواتب  ظالم  جدا  فقام  ايضا بتقسيم  موظفي  الدولة  حسب  الوزارات الى  فئات  موظف  درجة  اولى  ياخذ قريته  المضطهد  رغم  نفس  الشهادة  اقل منه  بخمسة اضعاف
وقام  بمنح  قطع  اراضي  لبعض  تلك المؤسسات  في  مناطق  متميزة  وهذا حدث  مع  حكومات  التي  جاءت بعده
مثلا  القضاة  في  العراق  استلموا  قطع اراضي  بمساحة  ٣٠٠  متر  مربع  لمرتين او  اكثر  ولديهم  خصم  خاص  في المجمعات  السكنية  الحديثة  علما  ان رواتبهم  عالية  جدا  اما  الوزراء  واخرين لا  يمكن  الحديث  عنهم  لانهم  الطبقة المخملية  والرتب  العالية  من  الضباط ايضا  اصحاب  الكروش  والرواتب الضخمة  فضلا  عن  موظفي  الامانة العامة  لمجلس  الوزراء  والدرجات الخاصة
اما  السفراء  والملحقيات  حدث  ولا  حرج في  قيمة رواتبهم
وهم  يعيشون  خارج البلاد
بقي  الموظف  البسيط  الذي  راتبه  قد يكون  راتب  رعاية  اجتماعية  قياسا بغلاء  المعيشة  والانفاق  على  الخدمات وعدم  حصوله  على  شبر  واحد  من الدولة
هؤلاء  الفئة  المظلومة  بكل  شيء  فالكثير منهم  لديه  خدمة  تصل  الى  ٢٥  سنة وهو  لا  يمتلك شبرا
نعم  ليس  هناك  بند  قانوني  يجبر  الدولة على  منحه  قطعة  ارض  ولكن  دستوريا توفير  السكن  والعيش الكريم
لكن  ايضا  ليس  من  حق  الحكومات توزيع  قطع  اراضي  بمساحات  كبيرة ومناطق  راقية  الى  فئات  معينة  وترك الفئات  الاخرى  اما  تسكن  العشوائيات او  الاراضي.

 الزراعية  او  يبقى  في بدلات  الايجار  حتى الموت
ان  هذا  الظلم  الكبير  الذي  يعيشه الكثيرين  هو  الذي  دفع  الناس  الى الحقد  والكره  والتذمر  ولعن  كل الموجودين  على  ادارة  الحكومات  ما  بعد التغيير  وهذا  امر  طبيعي  عندما  يشعر الانسان  بالعوز  والحرمان  ويرى  قريته الاخر  من  اصحاب  الطبقة  المخملية يركب  السيارات  الفارهة  ويسكن  افضل الامكنة 
على  الحاكم  وصاحب  القرار  ان  يعي جيدا  انه  محاسب  امام  الله  ان  يصحح تلك  الامور  فيما  يخص  احقاق  الحق والعدالة  الاجتماعية  وعدم  التمييز  بين رعيته  والا   سيطول  وقوفه  امام  الله ونهايته  هي  القبر  وسيكون  حسابه  في الاخوة  عسير  ان  كان  يؤمن  بذلك

 

حيدر الموسوي

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار

إقرأ أيضاً:

كيف تتقبل الآخرين؟!

 

 

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfood97739677@gmail.com

 

يشكو كثير من الناس من أنَّ فلاناً به خِصلة لا تُعجبه فيه فلا يتقبله، رغم مجالسته في جمع الآخرين وفي نفسه نفور منه، وآخر يشكو من طبع فلان في أمر مُعين، لكنه يُجالسه، وآخر يكن لشخص احتراماً بالغاً، لكنه لا يتقبل منه فعلًا مُعينًا، وتبقى الأنفس في نفور دائم في تعاملهم من أشخاص يُداومون مجالستهم، ولكن في نفوسهم بعض الحساسية تجاههم.

عند البحث في تكوينات البعض يُبهمنا تصرفاتهم وطبائعهم ونبحث عن عيب، فهل المشكلة فيهم أم في الذين يتعاملون معهم، فكون النفس البشرية تختلف بتكوينات الأشخاص في اختلاف البيئة التي يعيشون فيها والناس المحيطين بهم ومكسبهم العِلمي والثقافي المُكتسب لديهم تجد تلك العوامل تصقل شخصياتهم وبها تُبنى عقلياتهم وطريقة تصرفاتهم وينتج عن ذلك كله مسألة تقبلهم للآخرين من عدمها وبطريقتهم التي يرتؤونها للغير.

ليس عيبًا أن تتقبل إنسانًا أو لا تتقبله، ولا يوجد اختلاف في ذلك؛ بل الخلاف في نظرة الشخص للآخرين كيف يُترجمها في نفسيته وكيف يُبدي بها لغيره وهل المشكلة هي عيب فيه أم في من ينتقيهم لكي يتقبلهم وتتوق نفسه لهم من عدمه، وهي مسألة تخص الشخص نفسه وليس لها اختصاص بالآخرين، فالآخرون ليس لديهم مدى في سيكولوجية انتقائك لهم ولا يُحددون طريقة مُعينة للتعامل معك كونك لم تُفصح لهم عن ما يُعجبك فيهم كي تَقبلهم به وليس لديهم استعداد لتغيير سيكولوجية أساليبهم ونَمَطهم كي يكسبوا ودك ولخاطر عينيك من عدمه.

من تجربة شخصية سألني شخص عن فلان، فأجبته بما يظهر منه في مُعاملته معي، فقال بكل غرابة إنَّ به عيباً لا يستسيغه ولا يتقبله، وسألني عن مدى تقبلي له، فأدهشني الأمر كون علاقتي به مبنية على ما يجده مني ولا أعي كيف علاقته به، وبما يُبديه له من تعامل؛ فأدركت حينها أن اختلاف المعاملات مع الآخرين هي ردة فعل منهم تجاههم، وليست عيبًا فيهم كما يدعي هو تجاههم، كي لا يستسيغهم ولا يتقبلهم، ولا يُحبذ التعامل معهم. فكما تُعامل الناس سيعاملونك. وفي كل الأحوال الناس ليسوا ديناميكيين، كي يعملوا لأجلك، وليسوا مُلزمين بك في تطويع تعاملهم معك وليسوا كاملين إن كنت تدعي الكمال والكامل هو اللّه وحده سبحانه.

 

خلاصة القول.. لا يُمكن أن تجد في الناس توافقًا كاملًا في تطبيع أفكارك فيهم، كي يُعجِبوك ويرضوك كما تريد؛ بل هي مسألة ثقافة تعامل منك، إن تقبلت فيهم جزئية تحبها دون غيرها وبها وعليها، ستَبني جانب علاقتك بهم وتقبلك لهم، واترك بقية طباعهم التي لا تُعجبك لهم، فأنت غير مسؤول عنهم فيما لا يهمك ولا يعنيك فيهم، وعليك بما وجدته في جانبهم الذي أحببته. أمّا أن تُطوع النَّاس حسب أفكارك فهي مسألة لا يمكنك تعميمها على الكل، وإن عشت على ذلك، فأنت الخسران في مسألة تقبلك، وليست مشكلة فيمن تتعامل معهم، ويجب عليك مُحاسبة نفسك وإصلاح فكر تعاملك نظير شكواك من عدم تقبلك للآخرين.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • استجابة لشكاوى المواطنين.. الإسكندرية تصلح الطبقة الأسفلتية بمنطقة كوبري النوبارية
  • الصغير: أنصار الدولة المدنية لدينا يهللون لمسلح عيّن نفسه رئيساً لسوريا
  • سلطان يعيد تنظيم قوة الشرطة والأمن في الشارقة
  • حقائق مدرسية من أعماق الذاكرة
  • ترامب يعيد تشكيل وزارة لاحقته قضائيا
  • كيف نفهم الموقع الطبقي من خلال تصاميم ال profile pictures وتنويعاتها لمجموعة لا للحرب؟!
  • استراتيجية اليهود في تدمير الطبقة المتوسطة
  • كيف تتقبل الآخرين؟!
  • فنُّ الشِّعر
  • ترامب يعيد سياسة الحماية الاقتصادية بضرائب جديدة