تشهد البيئة الريفية التي أُقيمت على ضفاف نهر وادي دربات بولاية طاقة إقبالا كبيرا من قبل السياح الزائرين للوادي وذلك للتعرف على مكونات هذه البيئة التي تتميز بطرازها المعماري التراثي القديم وبأخشابها المحلية من الأشجار المحلية بمختلف أشكالها وأحجامها وبتركيباتها البسيطة والتي يصنعها عادة أناس متخصصون من البيئة نفسها.

والبيئة الريفية تمثل معلما تراثيا عظيما في المحافظة حيث يرمز هذا الطراز إلى المكانة والعظمة من ناحية والبساطة من ناحية أخرى، لذلك يندهش المرء عند رؤية هذا التراث المعماري القديم الذي لا يزال مستخدما في أرياف محافظة ظفار إلى الآن لصلابته وقوته وجودته في البقاء لسنوات طويلة دون أن تؤثر فيه البيئة بفصولها المختلفة.

وحول فكرة إقامة مشروع البيئة الريفية بوادي دربات تحدث لجريدة (عمان) الشاب سالم بن مسعود قطن فقال بأن فكرة مشروع البيئية الريفية تهدف إلى تجسيد حياة المجتمع الريفي سابقا من المأكل والمشرب والملبس وطبيعة حياتهم اليومية، موضحا أن المشروع يتكون من معرض حرفيات ومطعم ريفي واستوديو تصوير باللبس الريفي بالإضافة إلى أربع غرف كبيرة للنوم تُسمى محليا (أستريت) وجلسات خارجية مطلة على البحيرة وبئر ماء.

ويضيف سالم قطن: تهدف هذه الأنشطة إلى نقل هذه العادات والتقاليد إلى أجيالنا القادمة ونتمنى من الجهات المختصة دعم مثل هذه المشاريع الشبابية.

ويشير سالم قطن إلى أن هناك إقبالا من الزوار بصفة لا تتصور لأخذ فكرة عن عادات وتقاليد المجتمع الريفي بالإضافة إلى أخذ صورة تذكارية باللبس الريفي، لافتا إلى أن الكل يشيد بفكرة المشروع والمطالبة بالاستمرارية طوال السنة.

ويتابع: إن الزائر للبيئة الريفية في وادي دربات يشد مسامعه صوت فن النانا وفن الدبرارت الريفي الذي يغرّد به الشعراء باللهجة المحلية الجبّالية والعديد من الأغاني والفنون الأخرى الخاصة بأهل الريف وهذه الأصوات الشجية تلامس شغاف القلب مباشرة دون استئذان على الرغم من أن الكثير منهم لا يفهم اللغة فإنها تحرك فيهم الشعور بالإحساس الجميل وتشعرك تلك الأصوات بالانسجام.

ويستطرد قطن: تُجسد في البيئة الريفية عادات أهل الريف حينما يجتمعون مساءً على موقد النار وهم يتبادلون الحديث حول نشاطهم اليومي وسرد الحكايات والقصص المختلفة مع تناول الحليب الساخن المسمى محليا (معذاب) بالإضافة إلى السمن المحلي الذي يسمى محليا (قطميم خرفي) الذي يُنتج في فصل الخريف حيث يكون له مذاق مختلف لتوفر المراعي في موسم الخريف، مما ينعكس ذلك على طعم حليب الأبقار ثم على الزبد الذي يُستخرج من الحليب من خلال خض الحليب لفترة طويلة في قِربة مصنوعة من جلد الغنم.

الجدير بالذكر أن النمط السائد في إنشاء هذه المساكن هو اعتماد بناء معروف يقوم مقام "المهندس" في إدارة عملية البناء وضبط الموازين والأثقال. وتتم عملية البناء بصورة جماعية تتخللها عادة الأغاني الريفية الحماسية التي تشد من همة الرجال. فالمسكن الثاني الملازم للمسكن العائلي هو الحظيرة وتسمى عند أهل الريف "الدقف” وهو عبارة عن حظيرة مسقوفة بالأخشاب مثل السكن الآدمي ولكن أوسع منه وبارتفاع أقل وبه فتحات للتهوية وتراعى فيه مسألة الدفء والبرودة مثل مسكن الأهالي وبجانبه تقام حظائر العجول تسمى "حذور” وهو أقل حجما ولكنها مبنية بعناية فائقة وتراعى فيها مسألة التعليف حيث تصنع بداخلها حظيرة بطول الجدار أو في جانب منه تقدم فيه الحشائش الطازجة يوميا وتبنى من ذات المواد المستخدمة في البناء السابق.

ومن المكونات البيئة الريفية المزرعة الموسمية التي تسمى محليا "اشنو” وقد تكون هذه المزرعة في مكان قريب وفي أي مكان آخر متعارف عليه وتعتمد الزراعات في هذا الموسم -خريف ظفار- على الذرة والدجر والخيار وغيرها من المحاصيل الموسمية وتسور هذه المزارع لحمايتها من الحيوانات وعادة ما تكون في المزارع البعيدة أماكن إيواء كتلك التي تسكنها الأسرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: البیئة الریفیة

إقرأ أيضاً:

«بازار البلد»..تراث سعودي عريق

البلاد ـ جدة

يشهد “بازار البلد” في جدة التاريخية إقبالًا كبيرًا من الزوار والسياح، للاستمتاع بالفعاليات والأنشطة الثقافية المتنوعة ومعروضات الأسر المنتجة التي تشمل المنتجات التراثية المحلية.

ويُقدم البازار باقة متنوعة من المنتجات تشمل الحرف اليدوية، التحف الفنية، الملابس التقليدية، المشغولات اليدوية، الإكسسوارات، والأطباق الشعبية، وغيرها من المنتجات التي تجذب اهتمام الزوار والسياح بشكل كبير ، ويعدّ من أبرز المبادرات التي تسهم في إحياء التراث المحلي وتعزيز السياحة الثقافية في جدة ، وذلك من خلال تنظيم مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية التي تعكس تنوع وثراء الثقافة السعودية وتراثها العريق.

ويهدف “بازار البلد” إلى إبراز التراث الثقافي وتعريف الزوار بالصناعات اليدوية والحرف التقليدية، بالإضافة إلى توفير منتجات متنوعة للزوار والسياح بأسعار مناسبة، مما يعزز مكانة جدة التاريخية وجهة سياحية مميزة، بوصفه نموذجًا فريدًا لإحياء التراث الثقافي وتعزيز التواصل بين مختلف فئات المجتمع، ليُصبح وجهة ثقافية مميزة تُثري المشهد السياحي في جدة التاريخية.

وتحظى الفعاليات الثقافية والمنتجات التراثية المحلية للأسر المنتجة بإقبال واسع من زوار منطقة جدة التاريخية، التي تجذب الزوار والسائحين على مدار العام، للاستمتاع بزيارة معالمها التاريخية المميزة، وحضور مواسمها ومبادراتها الثقافية والفنية المتنوعة بدعم ورعاية برنامج جدة التاريخية، مما يسهم في خلق حركة ثقافية وتجارية نشطة في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • عين دربات.. وجهة سياحية ذات مناظر ساحرة بمحافظة ظفار
  • مزارع ريفية
  • فعاليات تراثية متنوعة تجذب الزوار في بيت حائل بنسخته الثالثة
  • «كاربونيتا».. وجواهر يستعدان لطرح أغنيتهما الجديدة
  • «بازار البلد»..تراث سعودي عريق
  • وزيرة التعاون الدولي: شراكة مصر والاتحاد الأوروبي تشهد تطورا كبيرا
  • السيسي: العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي تشهد تطورا كبيرا في شتى المجالات
  • الرئيس السيسي: العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي تشهد تطورا كبيرا في شتى المجالات
  • بهدف توعية الزوار.. إطلاق مبادرة "الطائف أمانة" في المتنزهات والحدائق
  • حدائق ومتنزهات محافظة طريف تشهد إقبالًا من الزوار تزامنا مع إجازة الصيف