السومرية نيوز – محليات

ما تزال التهديدات العشائرية في العراق، تُشكل مصدر قلق للكثير من المواطنين لا سيما من يعمل في المجال الطبي والأمني، وأثير الجدل مؤخراً نتيجة ما حدث مع جرّاح القلب والأوعية الدموية في محافظة ميسان "ياسر قيس"، الذي اضطر إلى إغلاق عيادته بعد وفاة مريض بورم في الصدر، كان قد أجرى عملية جراحية له في وقتٍ سابق.

حادثة إغلاق عيادة الطبيب اثارت تعاطف مدونين بمواقع التواصل الاجتماعي مع "ياسر قيس"، إذ تداولوا صوراً لعيادة الطبيب بعد إغلاقها بسبب التهديدات العشائرية التي طالته من قبل عشيرة المريض المتوفى، وتحدثوا عن اضطرار الطبيب إلى دفع (فصل عشائري) مقداره 80 مليون دينار كديّة لذوي المتوفي، على الرغم من أن الحالة المرضية التي كان يعاني منها المريض صعبة قبل إجراء العملية.
وقال نائب نقيب أطباء العراق حسنين شبر، إن "الطبيب ياسر قيس وهو طبيب اختصاص في محافظة ميسان تعرض إلى الابتزاز العشائري قبل أيام على إثر وفاة أحد مراجعيه، وهذه الحالة تمثل واحدة من بين العديد من الحالات المشابهة".

وأضاف أن "الضغط الإعلامي وتواصل أطراف نقابية وحكومية مع الجهات الأمنية ومكتب رئيس مجلس الوزراء، عوامل أحدثت ردة فعل مؤثرة تمثلت بإطلاق عملية أمنية أفضت إلى اعتقال عدد من المتهمين بهذا الاعتداء".

وأشار شبر إلى أن "الإجراءات التي اتبعت بهذه الحالة كانت ممتازة، لكن يجب أن تتخذ ذات الإجراءات مع أية حالة أخرى دون طلب من الأطباء أو الكوادر الصحية، لأن ردود الفعل الفردية لن تكون مؤثرة على المدى البعيد وسيكون صداها إعلامياً أكثر من كونه واقعيا".

وتابع أن "الأطباء في محافظة ميسان يعملون في بيئة خطرة وعلى السلطات توفير الحماية لهم ومنع أية اعتداءات تطالهم".  
بالمقابل، تمكنت قوة من الجيش وبعد ساعات من تداول خبر اغلاق عيادة الطبين، من إلقاء القبض على أربعة متهمين في قضاء المجر الكبير بمحافظة ميسان.
وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، قال في بيان، ورد لـ السومرية نيوز، إن "قوة من لواء المشاة ٩٧ ضمن قاطع قيادة عمليات ميسان من إلقاء القبض على أربعة متهمين في قضاء المجر الكبير من الذين قاموا بتهديد الطيب وأخذ ما يسمى (فصل عشائري) منه بسبب وفاة والدهم". في وقت سابق، اشار بيان لوزارة الداخلية إلى أنها استجابت لمناشدة الطبيب "ياسر قيس مجيد" بعد "تعرضه للتهديد وإجباره على غلق عيادته الطبية من قبل ذوي المتوفي ومطالبته بدفع (80 مليون دينار) دية عن حياة المتوفي الذي قام بإجراء عملية جراحية له، وأعاد قائد شرطة ميسان افتتاح عيادة الطبيب بعد اغلاقه من قبل ذوي المتوفى.    
وتعرض الأطباء العراقيون بعد عام 2003 لموجة اعتداءات تمثلت في القتل والخطف والتهديد العشائري والاعتداءات الجسدية واللفظية، ووفقاً لنقابة الأطباء العراقيين فإن الإحصاءات الرسمية المنشورة عام 2020 سجلت اغتيال 363 طبيباً بعد عام 2003.   وفي وقتٍ سابق عدّ مجلس القضاء الاعلى، النزاعات العشائرية والاعتداءات التي تتسبب بها، ومن ضمنها الدكّات العشائرية، من الجرائم الإرهابية، مشدداً على ضرورة التعامل مع مرتكبيها بحزم.

وأوضح مجلس القضاء الأعلى أنّ "المادة الثانية من قانون مكافحة الإرهاب الذي أُقرّ في عام 2005 تنصّ على أن التهديد الذي يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أياً كانت بواعثه، يعد من الأفعال الإرهابية".


المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

سة في غزة تتحول إلى مستشفى لعلاج مصابي العدوان الإسرائيلي

صفا

بعد تسعة أشهر من العدوان الوحشي على قطاع غزة، حوَل قساوسة كنيسة القديس فيليب في مدينة غزة كنيستهم إلى عيادة طبية.

وكانت هذه الكنيسة قبل الحرب بمنزلة ملاذ يتعبد فيه أعضاء المجتمع المسيحي الصغير في القطاع.

وتصطف أسرّة بجانب جدران حجرية شاحبة تحت سقف مقبب، بينما يتولى أطباء رعاية المرضى الذين لا يجدون مكانا في المستشفى الأهلي العربي الذي تديره الكنيسة الأنجليكانية، والذي يعاني، كغيره من المرافق الطبية الأخرى المتبقية في غزة، من ضغوط شديدة بسبب زيادة الطلب على خدماته.

وقال القس منذر إسحاق، وهو يرتدي قميصا أسود: “المصليات داخل المستشفيات، وبالتحديد في المستشفى الإنجيلي العربي، مكان الصلاة اللي كان مخصص للصلاة، طبعا تم تحويله إلى عيادة لعدم توفر أماكن. اليوم إحنا الأولوية هي إنقاذ حياة كل إنسان نستطيع إنقاذ حياته".

وأضاف لوكالة "رويترز": "فبالتالي المستشفى الإنجيلي العربي، شأنه شأن جميع المستشفيات، يقوم بكل الجهود الممكنة ضمن المقومات المحدودة جدا المتوفرة للمستشفيات والعيادات في غزة”.

ووقف رجل بجانب سرير أحد المرضى المسنين للتهوية عليه بقطعة ورق مقوى يمسكها بيده. وكان المريض المسن واضعا قناع أكسجين على فمه.

وتبدو الصلبان منحوتة على جدران قاعة الصلاة سابقا في عيادة القديس فيليب، الواقعة في مجمع المستشفى الأهلي العربي نفسه، التابع للكنيسة الأنجليكانية أيضا.

وقال الطبيب محمد الشيخ، الذي يعمل بعيادة كنيسة القديس فيليب: “طبعا من بداية افتتاحنا للمستشفى المعمداني، طبعا لا يوجد أماكن لإدخال المرضى إلى الأقسام، فاضطررنا إلى جعل (تحويل) هذا المكان الذي هو مكان لعبادة المسيحيين هنا في غزة إلى قسم مبيت للباطنة، وأيضا لنقص المستلزمات استخدمنا كراسي العبادة كأسرّة للمرضى”.

وأدى العدد الكبير من المصابين جراء الصراع إلى تفاقم المرض المتفشي وسوء التغذية، بين 90 في المئة من سكان غزة، الذين تقول الأمم المتحدة؛ إنهم أصبحوا بلا مأوى، مما يشكل ضغطا هائلا على النظام الصحي في القطاع.

كما أدى العدوان إلى توقف العديد من المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى عن العمل، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وتسببت في نقص كبير في الإمدادات الطبية اللازمة.

وقال أبو محمد أبو سمرة الذي يرافق والدته المريضة، التي تتلقى العلاج في عيادة القديس فيليب: “في هذه الكنيسة اللي خرجت عن دورها في العبادة، الآن هي لدور التمريض ودور الاستشفاء، ونتلقى فيها يعني أدنى خدمة طبية بما هو متوفر الآن في شمال غزة، يعني أدنى خدمة بما هو متاح من متطلبات للمريض في شمال غزة، وهذا إن دل على شيء، بيدل يعني على التلاحم بين المسلمين والمسيحيين في قطاع غزة”.

يشار إلى أن العدوان الوحشي على قطاع غزة أدى إلى استشهاد 38 ألف فلسطيني، جلهم من النساء والأطفال.

 

مقالات مشابهة

  • إحالة قضية الطبيب المتسبب في وفاة زوجة عبدالله رشدي إلى الطب الشرعي
  • نجاة مواطن من محاولة اغتيال وانتحار آخر جنوبي العراق
  • قرار قضائي ضد الطبيب المتهم بالتسبب في وفاة زوجة عبد الله رشدي
  • اليوم.. محاكمة الطبيب المتهم بالتسبب في وفاة زوجة عبدالله رشدي
  • «أطباء السودان»: الدعم السريع اغتالت طبيب وأفراد من عائلته بسنجة
  • 4 وفيات و26 إصابة بالحمى النزفية جنوبي العراق
  • سة في غزة تتحول إلى مستشفى لعلاج مصابي العدوان الإسرائيلي
  • نجوم العراق.. فوزان لنفط ميسان وأربيل وتعادل الميناء مع الطلبة
  • وفاة مفاجئة لطبيب شاب أثناء أداء عمله بالبحيرة.. تعرف على السبب
  • اعتقال أب اغتصب ابنته جنوبي العراق