الخيانة في دمه.. دموع زوجة في محكمة الأسرة
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
"الخيانة فى دمه" بهذه الكلمات بدأت ذات ال 25ربيعًا حديثها لمحكمة الأسرة بزنانيري فى دعوى الخلع التى رفعتها ضد زوجها، بسبب خيانته لها.
تابعت "هالة" حديثها بعدما توقفت لحظات لتلتقت أنفاسها وتجفف دموعها، قائلة تزوجت "عمر" بعد قصة حب دامت طيلة 4 سنوات فترة دراستنا فى الجامعة، فكان زميلى فى كلية التجارة تعرفت عليه ونشأت بيننا قصة حب شهدها كل زميلنا، خلال هذه الفترة كانت تحدث بيننا مشادات بسبب حديثه مع أى فتاة أخرى، وكان دائما يصالحنى ويخبرنى أنها مجرد صديقة واننى الحبيبة التى فى القلب، كلامه المعسول اسقطنى فى شباك رجل الخيانة فى دمه وانا لا أعلم.
وأردفت بعدما تخرجت فى الجامعة تمت خطبتنا، وبعد شهور قليلة تمت مراسم زفافنا فى حفل كبير، فهو كان ميسور الحال من عائلة كريمة، السعادة كانت تملأ قلبي حينها تزوجت من فارس احلامى، وبعد أيام قليلة من إنتهاء شهر العسل وعودتنا من السفر، لاحظت انشغاله بالتحدث فى الهاتف أغلب الوقت، كنت أسأله"بتتكلم مع مين كل ده" يرد عليّ مشاكل فى الشغل.
مرت الأيام علينا، وهو كان دائما مايعاملنى بحنان وحب، ولكن كان فى قلبي ريبة تجاهه بسبب مكالماته التى اعتاد أن يغلق باب الغرفة عليه اثناها، وعودته كل ليلة فى وقت متأخر من الليل، وفى كل مرة اتحدث معه عن مخاوفى تجاه تصرفاته يخبرنى أنها أوهام وأنه مخلص لى.
وفى أحد الأيام بعد خروجه فى الصباح للعمل فوجئت أنه نسي هاتفه وعندما رن قررت الرد عليه ولم أصدر صوت لكى أعلم من يتصل به وإذا بصوت امرأة تقول كلمات حب له، تحدثت لأعلم من هى لكنها أغلقت الهاتف فور سماعها صوتى، ورجع زوجى يسأل عن هاتفه وكان مرتبك واجهته بما حدث أعترف أنه على علاقة مع امرأة آخرى وأنها هى اللى كانت تطارده، طالبت منه الطلاق رفض وحاول الاعتذار مرارًا وانه أنهى هذه العلاقة، ووعدنى أنها غلطة لن تتكرر، وانتى حب عمره ولم يستطع الحياة من دونى، سامحته وقررت أن انسى ماحدث كى لا أعطى لها الفرصة تخربت بيتي.
وبعد فترة اكتشفت أنه لم يٌنهى هذه العلاقة، وليس ذلك فحسب ولكن هناك علاقات أخرى بالسكرتيرة التى تعمل معه بالشركه، وتوالت الأحداث والخلافات بعد ذلك بيننا وفى كل مرة كان يخبرنى انها غلطة لن تتكرر.
وفى أحد الأيام طلبت موافقته على السفر مع عائلتي للتنزهه بشرم الشيخ لمدة أسبوع وافق دون تفكير، أو تردد وكأنه يريد أن ابعد عنه، وبعد السفر مع أهلى مر اليوم الأول وهو لم يتصل ولا يسأل عنى ولاعن طفلته، وعندما اتصلت به قال لى انه مشغول فى الشركة "خليكى انتى مع اهلك اتفسحى" قررت العوده للمنزل وعندما فتحت الباب إذا بصوت ضحكاته هو وامرأة، وعندما دخلت عليه وجدتهما فى غرفة نومى فى وضع مُخل، انهرت وصرخت فيهما، تعدى عليّ بالضرب وحاول كتم أنفاسي حتى لا يفتضح أمره، تركت له البيت واتصلت بولدى أخبرته بما حدث وعاد أهلى تحدثوا معه اعترف بخيانته وأنه حر يفعل ما يريد وعندما طالبت منه الطلاق رفض بشدة وهددنى" هاخد البنت وهاسيبك كده زى البيت الوقف" فشلت معه كل محاولات الأهل والأصدقاء للطلاق بالمعروف حتى فاض بيا الكيل، وقررت رفع دعوى خلع عليه، فانا لاتحمل الحياة مع رجل الخيانة فى دمه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محكمة الأسرة الخلع زوجها خيانته
إقرأ أيضاً:
المعنى في الصورة- مشهد ما قبل، وبعد الرصاصة الأولى
المعنى في الصورة– مشهد ما قبل، وبعد الرصاصة الأولى
وجدي كامل
24 أبريل 2025
عندما تُقرأ الحربُ لا من فُوَّهةِ البندقيّة، بل من تعبيرات الوجه، ووَضْعِيّات الجسد، ونظرات الازدراء والتحدّي، فإنّنا نكون في صُلبِ معركةٍ أعمقَ للحرب الثقافيّة الرمزيّة، التي تُمهِّدُ لما بعدها من عنفٍ ودمار. فالتحليلُ للحربِ الدائرةِ بأنّها حربٌ تستمدُّ تغذيتها من تاريخٍ مهولٍ من العنصريّةِ والكراهيّةِ وشَتّى علاماتِ الانقسامِ الاجتماعيّ والثقافيّ، قد يستغرق وقتًا وعملًا معلوماتيًّا مُجهِدًا، قد يحتاج إلى عشرات المؤلّفات، كما هي مبذولةٌ لمن أراد التثبّت من الوقائع والإقناع بها. ولكن، صورة فوتوغرافيّة واحدة، في أقل من ثانية، مُقْتطَعة من تصوير فيديو جرى بكاميرا الهاتف أو بكاميرا احترافيّة، في هذا التوقيت من الزمان، تُصبح قادرةً على إيصال المعنى والتأكيد على الحُجّة. هكذا، انتشر في الأيام الماضية مقطعٌ لفيديو يُظهِرُ شخصًا بدينًا، ضخمَ الجثة، شماليَّ أو وَسَطيَّ الملامح، في لحظة تصوير وهو يتهجّم على صبيّ، تقول هيئتُه إنّه قادمٌ من إحدى مناطق الغرب، أو جبال النوبة، أو جنوب النيل الأزرق، فأبطَلَ من تدفُّقِ الرجل، الذي كان – وفيما ثبت لاحقًا – يُسجّل مقطعًا عن عودة الحياة لطبيعتها في منطقةٍ من مناطق الجزيرة، لصالح قناة الجزيرة مباشر. تحرُّشُ البدين بالصبيّ في وسط سوق الخضار لم يكن لخطأٍ مقصودٍ أو إساءةٍ مُفتعلةٍ قام بها الصبي، عندما قاطع التصويرَ بمروره ما بين البدين والكاميرا، بل لسوء تقدير، أو عدم معرفة أصلًا بما يجري من تصوير، وما يتطلّبه من سلوكٍ حركيّ ما بين المتحدّث والكاميرا. لاحقًا، ذُكرت المعلومات أنّه “الشيخ” عبد الباسط الشُّكري، والذي وصفه المحلّلُ المعلوماتيّ والصحفيّ الاستقصائيّ بُشرى علي بأنّ آخر وظيفةٍ تسنَّمها كانت مشرفًا على خلوة مجمّع إبراهيم مالك، وما عُرِف عنه حينها باهتمامه بركوب عربته الـ”برادو” الجديدة أكثر من اهتمامه بوظيفة الإشراف على الخلوة. وأنّ المصوّر هو شقيقه المراسل، الذي -فيما يبدو- أراد أن يخصّ شقيقه الأكبر سنا بالإكراميّة الماليّة التي تُقدّمها القناة في مثل هذه الإفادات. أظهر الفيديو المُتداوَل عبد الباسط متحرّشًا بالصبي، بينما أبدى الأخيرُ ردًّا دفاعيًّا استثنائيًّا عن كرامته بعدم الانصياع لأوامر عبد الباسط بالابتعاد من دائرة التصوير، الأمر الذي سجّل إعجابًا شعبيًّا منقطع النظير، منحازًا للحظة دفاع الصبي عن نفسه. الصورة، بالتفاصيل التي أوردتها لغةُ الكلام والجسد، عبّرت عن السلوك العنيف، غير الإنسانيّ، للشيخ عبد الباسط، بحيث انطوت على توبيخٍ لم يكن يجد تبريرًا إلّا في سياقٍ يُذكّرُ بتعامل التّجار التاريخيّين في الرقّ، أو سادة الحملات الاسترقاقيّة باحتقارهم لرعاياهم من المُستَرَقّين. غير أنّ ردّة فعل الصبيّ المُستنكرة ألغت كلّ “ملكيّة” مزعومة لعبد الباسط في الأمر والنهي. لقد كشفت الصورةُ بجلاءٍ عن انتفاض كرامة “المُستَعبَد المفترَض”، التي رفضت الانصياع، وتمرّدت على التوبيخ، فواجهت النظرة الفوقيّة بندّيّةٍ مذهلة، ما جعل المشهد ليس مجرّد شجار، بل احتكاك هُويّتين: هُويّة “السّيّد”، المرتكزة على الجسد المترهّل، والملبس التقليدي، والميكروفون المثبَّت بعناية، والذي يحمل صورة “الشرعيّة” الإعلاميّة والدينيّة؛ وهويّة الصبيّ، الباحث عن ردّ اعتبار لكرامته التي جُرِحت. القراءة السيمائيّة البصريّة لزاوية التصوير تُظهر عبد الباسط وهو يطأ بظلّه الجسديّ والنفسيّ على مساحة الطفل، فتعكس نظامًا تراتبيًّا مُكرّسًا، كأنّه يقول: “أنا الأعلى، أنت الأدنى”. فلغةُ الجسد، التي تعتمد على القُرب لدرجة الالتحام المُهدِّد بالضرب واستعمال العنف، تصنع خطابًا بصريًّا مُنتِجًا للمعنى، من صراع الاحتقار والمقاومة في دلالته العامّة. أمّا زاوية التصوير، أو الصورة فلسفيًّا، فتقول أكثر مما يُقال. ففي نظريّة ميشيل فوكو عن السلطة، يُفهم الجسد كمساحةٍ تُمارَس عليها أنظمة الضبط والانضباط. وفي هذه الصورة، يحاول “الشيخ” أن يضبطَ الجسد الخارج عن الطاعة – جسد الصبي – لكن الردّ المقاوم يفضح آليّات السلطة كلّها، بالتحدّي، إلى عكسه: شدّ الصبي لجسده، وإرساله نظرةَ تحدٍّ استثنائيّة للشُّكري. أمّا في سيمياء رولان بارت، فهذه الصورة تُمثّل لحظةَ انفجارٍ للمعنى، الذي أعاد تعريفها كونها ليست مجرّد صورة، بل خطابًا اجتماعيًّا كاملًا، مشحونًا بالعنصريّة، والتاريخ، والمقاومة، مما يجعلها ليست فقط توثيقًا للحظةٍ عابرة، بل شهادةً بصريّة تعبّر عن أنّ الانقسام الاجتماعيّ في السودان ليس مزروعًا فقط في المظالم السياسيّة والاقتصاديّة، بل في النظرات، والأجساد، وردود الأفعال المتباينة في لحظات الصدام. المفارقة الساخرة، أنّ هذا التهجُّم وقع أثناء تصوير مشهدٍ إعلاميّ يُفترَض أنّه “يطمئن” الناس على عودة الحياة إلى طبيعتها، بينما “اللاطبيعيّ” تجلّى في عنف الشُّكري ذاته. وهكذا، نخلصُ من الفيديو، أو الصورة بوصفها وثيقةً وشهادة، إلى أنّ الحرب لم تبدأ مع البنادق، بل بدأت حين تمّ ترسيخ طبقيّاتٍ وإثنيّاتٍ تُهين الإنسان وتُجزِّئه حسب لون بشرته، أو لهجته، أو لباسه. وتُكرِّس لكلّ ذلك حربًا بداخلها قانونٌ غير مكتوب، يحمل اسم: الوجوه الغريبة، في أرجاءٍ ومناطقَ بعينها، من بلدٍ من المفترض أن يكون واحدًا، موحّدًا، انسانه متساوي في الحقوق والواجبات.
الوسومالانقسام الاجتماعي في السودان البنادق الحرب المعنى في الصورة مشهد ما قبل وبعد الرصاصة الأولى وجدي كامل