ـ «موارد»: المشروع يسعى لجمع الحد الأقصى من البذور المحلية وحفظها وإتاحتها للباحثين ومطوري الأصناف

دشنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مشروع جمع وحفظ الموارد الوراثية النباتية ذات الأهمية الاجتماعية والاقتصادية في سلطنة عمان، الذي تكمن أهدافه بشكل رئيسي في جمع وحفظ الموارد الوراثية النباتية المحلية في سلطنة عمان ذات الأهمية الاجتماعية والاقتصادية، إذ أشارت الدراسات إلى أن سلطنة عمان تحتوي على ما يقارب 1408 من أنواع النباتات المحلية.

وأكد مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أن عدد النباتات المحلية ذات الأهمية الاجتماعية والاقتصادية يبلغ قرابة 1200 نوع نباتي، غير أن هذه الأرقام تتغير يوما بعد يوم نظرا لاكتشاف أنواع جديدة من النباتات، وتم إعطاء النباتات الطبية أولوية الجمع، إذ أن طرق الاستفادة من النباتات تختلف، فمنها ما هو مهم في الغذاء والزراعة، ومنها ما هو مهم لتطوير الأصناف والسلالات وتسمى بالأقارب البرية للمحاصيل، ومنها ما يستخدم للزينة وهناك أنواع مهمة في تكوين الغابات، ويتم حفظ المواد التي يتم جمعها من البذور في بنك البذور وعرضها للباحثين عبر منصة بيانات الموارد الوراثية النباتية من خلال موقعها الإلكتروني.

وأشار المركز إلى أن الموارد الوراثية المجمعة ستكون محفوظة ومصانة من المخاطر المحدقة بها والتي تعرضها لخطر الانقراض، حيث تحفظ تلك البذور في البنك الجيني للبذور مما سيوفر لها ملجأ آمنا لتصل فترة بقائها حية لمئات السنين في غرفة حفظ الأصول في البنك الجيني التي تصل درجة الحرارة فيه إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر، مشيرا إلى أن الفريق البحثي في مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية «موارد» يقوم بمهام الجمع بمختلف محافظات سلطنة عمان وذلك وفقا لأولوية الأنواع النباتية التي حددها الباحثون في المركز، فالخبراء أشاروا في كتاب «استراتيجية حفظ النباتات الاقتصادية والاجتماعية في سلطنة عمان» الذي نشره مركز موارد في 2017م بالتعاون مع الجهات المشاركة إلى أن المواقع الجغرافية في سلطنة عمان تمتاز بتنوع ثري من الأنواع النباتية تتوزع في عدة مواقع مثل الجبل الأخضر وجبل شمس ومحافظة ظفار، واعتمادا على التحليلات المكانية لبرامج نظم المعلومات الجغرافية من حيث مواقع توزع النباتات ذات الأولوية وفترات إزهارها فإن الفريق يحدد الوجهات المناسبة لعمليات جمع العينات والبذور التي يتوقع عبر تلك التحليلات أن تكون هي الأماكن المثلى للجمع في تلك الفترة من السنة.

وقال المنذر بن راشد المعمري، أخصائي موارد وراثية نباتية بمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لـ«عمان»: إن جمع وحفظ الموارد الوراثية النباتية المحلية ذات الأهمية الاجتماعية والاقتصادية في سلطنة عمان يمثل أحد المشروعات الأساسية التي يقوم بها مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية ونسعى في هذا المشروع إلى جمع الحد الأقصى من الأنواع النباتية المحلية في سلطنة عمان وحفظها وإتاحتها للباحثين ومطوري الأصناف، كما يرتبط جمع بذور النباتات المحلية بتسجيل جميع البيانات المتعلقة بالنبتة كالاستخدام المحلي والاسم المحلي وغيره.

وأشار إلى إن لمركز «موارد» يد في البرية كما له يد في المختبرات والمعامل، ويجدر بنا ذكر المؤسسات المتعاونة كحديقة النباتات العمانية وجامعة السلطان قابوس وغيرها من المؤسسات المساهمة بشكل مباشر وغير مباشر لتنفيذ هذا المشروع.

وقام الفريق البحثي في مركز موارد إلى الآن بجمع أكثر من 100 مدخل من مدخلات النباتات الطبية، ويباشر الفنيون في البنك الجيني للبذور بتنظيف تلك البذور واختبار حيويتها وخلوها من الأوبئة والأمراض، وبعد اجتياز تلك البذور الفحوصات المقررة لها يتم إدخال البيانات المتعلقة بها في منصة بيانات الموارد الوراثية النباتية، حيث ستكون متاحة للباحثين للاستفادة منها، إلى جانب حفظ وصون الموارد الوراثية عبر جمعها وحفظها في بنك البذور، ويسعى مركز «موارد» إلى تذليل العقبات والصعوبات التي يواجهها الباحثون في سلطنة عمان عند رغبتهم في دراسة الأنواع النباتية المحلية، ومن ضمن تلك الصعوبات الأجواء والتضاريس القاسية في سلطنة عمان، حيث إن الباحثين في «موارد» يقومون بجمع البذور رغم قسوة التضاريس وارتفاع الحرارة، وكذلك فإن مركز «موارد» يعتبر تلك الموارد الوراثية كنزا لم يستغل على الوجه الأمثل ويعتبر الموارد الوراثية في هذا البلد نعمة حباها الله بها ويمكن أن تعود هذه الموارد بالمنافع الاقتصادية والاجتماعية للبلاد والعباد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی سلطنة عمان إلى أن

إقرأ أيضاً:

إنجاز علمي جديد.. سلطنة عمان تعلن عن توثيق "نيزك رجاء".. عاجل

مسقط - العُمانية
أعلنت وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع متحف التاريخ الطبيعي ببيرن في جمهورية سويسرا وجامعة كورتن في أستراليا عن إنجاز علمي جديد تمثل في توثيق نيزك تم رصد سقوطه عبر أجهزة رصد سقوط النيازك في سلطنة عُمان، وأطلق عليه اسم "نيزك رجاء"؛ نسبةً إلى منطقة سقوطه في محافظة الوسطى بوزن 26,8 جرام، واُستكملت كل المتطلبات العلمية في إدراجه إنجازًا علميًّا جديدًا لدراسات وعلوم النيازك ضمن قاعدة بيانات جميعة النيازك الدولية. ويعد "نيزك رجاء" ثاني عينة يتم توثيق سقوطها في سلطنة عُمان بعد "نيزك الخذف" الذي تم الإعلان عنه في شهر أكتوبر من عام 2023م.

وتم توثيق دخول نيزك رجاء الغلاف الجوي لسلطنة عُمان بتاريخ 23 ديسمبر 2023م وعثر عليه بعد 49 يومًا وتحديدًا بتاريخ 10 فبراير 2024م عبر الفريق العلمي العُماني السويسري لمشروع البحث عن النيازك.

وأجريت للنيزك تحاليل كيميائية ومختبرية دقيقة للتأكد من تطابق عملية الرصد مع النيزك الذي تم العثور عليه من بينها تحاليل الكشف عن النظائر المشعّة قصيرة العمر في العينة مثل المنغنيز 54 والصوديوم 22، والتي تتكون في الفضاء.

كما أثبتت الدراسات العلمية إلى أن هذه العينة تنتمي إلى نوع نادر صنف علميا بأنه "كوندريت الإنستاتيت" وصنف بـ "EH3"، وهي نيازك مصدرها انشطارات صخرية تسبح في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري في النظام الشمسي، كما تحتوي نيازك "كوندريت الإنستاتيت" على معادن غير مستقرة في الغلاف الجوي الغني بالأوكسجين ورطوبة الأرض، ووفقًا للدراسات العلمية كذلك فإن هذا النيزك احتوى على معدن لم يكن معروفًا من قبل.

ويأتي هذا الإنجاز استكمالًا لخطط وبرامج وزارة التراث والسياحة المختلفة في مجال توثيق النيازك في سلطنة عُمان، والتعريف بأهميتها العلمية واستثمارها بشكل مُستدام وتنويع وتعزيز الوجهات السياحيّة في مختلف المحافظات من خلال إقامة المعارض التخصّصية وعرضها في المتاحف المختلفة بسلطنة عُمان وإبراز الأبحاث العلمية التي يتم تنفيذها في هذا الجانب من خلال حلقات العمل والمعارض المؤقتة المختلفة.

مقالات مشابهة

  • بحث التعاون في مجال السياسات الاقتصادية بين سلطنة عمان والكويت
  • توثيق حرب الإبادة
  • سلطنة عمان والبحرين.. روابط تاريخية متينة ومرحلة واعدة من التعاون المثمر
  • سلطنة عمان والعراق تبحثان تعزيز التعاون في عدة مجالات
  • سلطنة عمان تشارك في اجتماع لجنة الأسواق الناشئة والنامية في أنقرة
  • إنجاز علمي جديد.. سلطنة عمان تعلن عن توثيق "نيزك رجاء".. عاجل
  • إطلاق أول وثيقة تأمين مخصصة للرياضات الجوية
  • سلطنة عمان تدين حادثة الدهس في ألمانيا.. عاجل
  • تراجع معدل الباحثين عن عمل في سلطنة عمان إلى 4.3% حتى نهاية أكتوبر الماضي
  • عمليات التجميل في عمان .. بين التأثيرات الاجتماعية ودوافع الثقة بالنفس