وبينما يمضي الوقت – الأخوة و«الأخوة الأعداء».. مصر نموذج
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
مثلما ابرزت هذه الحرب وكشفت القناع عن أوجه كثيرة على كافة الصعد داخليا من لدن أهل السودان نفسه وخارجيا من دول كانت تدعى الأخوة أو طيب الصلات حتى إذا جاءت هذه الحرب سقط القناع ما يشي بان ما وراء الحجب كان مشوها. وان العلاقة ربما بنيت على مقتضيات برزت مع الحرب فضرب أهلها على كل آصرة عرض الحائط وكشروا عن انيابهم لنستدرك كم كانت ضحكاتهم صفراء.
اقول قولي هذا وفي ذهني وكثيرين دول بعينها قلبت للسودان وإنسانه ظهر المجن في محنته، وبعيدا عن السياسة، ومعترك الحرب وما لازمه منها أمنيا وعسكريا اكتفى بالاجتماعى منها وكيف قابلت هذه الدول مواطن السودان الذي دفعته الحرب للجؤ، ونزعت من قلبها كل رحمة ورأفة به وهي تصده عبر العديد من المتاريس الاجرائية في دخوله غير آبهة لمشاعره وما يختلجها، فجعلته كالمستجير من الرمضاء بالنار وجرحته في كبريائه رغم ادعائها الصداقة والأخوة قبل يوم الكريهة.
وبالمقابل هنالك من ترجم علاقته الطيبة بالسودان قولا وفعلا واظهر معنى الأخوة الحقة مترجما اياها في عدة أوجه سوى بالدعم العيني من خلال المساعدات الإنسانية التي تدفقت تترى خلال الأربعة أشهر الماضية أو فتح ابوابها على مصراعيها لتدفق اللاجئين السودانين، كما فتحت احضانها مرحبة ترحابا حارا.
ودعوني هنا اخص بالشكر الشقيقة معنى ومبنى مصر التي ومنذ الشرارة الأولى للحرب فتحت ابوابها دون شرط أو قيد قبيل ان تعود وتشدد على إجراءات الدخول لدواعى أمنية وليس تمنعا بل العكس.
تدفق اللاجئون إلى العزيزة مصر وكانت أول مقصدهم كونها الأقرب إلى وجدانهم وحدودهم، وكونها وجهتهم الأمثل حتى من قبل الحرب والشاهد ان عدد السودانيين هناك بالملايين (5 مليون قبل الحرب و300 بعدها)
لم تتضجر مصر أو تسيء المعاملة رغم التصرفات السالبة من بعض السودانيين هناك احتملتها بكل صبر ولم تبال كثيرا. التدفق إليها ما زال سيال حتى اللحظة والمعابر تشهد بآلاف المسافرين في انتظار التأشيرة أو كيفية الدخول فضلا عن آخرين بنتظرون الجوازات وغيرهم ما يعنى مزيد من التدفق.
قلت ان مصر لم تتصجر بل العكس تعمل بجدية وحب على استقبال اللاجئين قيد السفر وتسهيل وتسخير سبل الراحة لهم على أعلى مستوى رئاسة الجمهورية تجلى ذلك عندما قام المشير “عبد الفتاح السيسي” بابتعاث مستشاره أحمد جمال الدين لتفقد المناطق النائية والحدودية رفقة محافظ اسوان “أشرف عطية” مساء الخميس، حيث وقف على جهود الدولة في تقديم كافة الخدمات اللوجستية للقادمين إليها من السودان.
اي اخلاص وإنسانية وحب ذلكم الذي تغمرنا به الشقيقة مصر وبلا اي من أو اذى؟!. مصر ظلت بعيدة عن المسائل المقلقة للسودان في حربه ولم تحشر انفها في شأنها الخاص مما يلي الحرب، بل حتى المبادرة التي تقدمت بها كانت شافية ووافية وجدت قبولا وترحيبا عظيما من السودان وأهله والمحيط الإقليمي. مصر قصدها القاصى والداني بما فيهم من كانوا يقفون نحوها موقف مضاد، فقد استطاعت بافعالها ان تلقمهم حجر، وتخجلهم.
اعتقد وكما ان هذه الحرب عقب نهايتها التي باتت قاب قوسين أو ادني تمخضت عن دروس وعبر لا تحصى ولا تعد فعلى الدولة الاعتبار بها ومعالجتها جذريا وعلى رأسها تدفق الأجانب وفتح الحدود لهم بلا شرط أو قيد ما شكل لها عبء على كافة الصعد وضغط أمنى واقتصادى وسياسي والكثير الذي نفرد له مساحة لاحقا.
شكرا كثيرا الشقيقة البارة مصر، شكرا لكل من وقف مع السودان ماديا ولوجستيا وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، وتركيا، قطر، البحرين وغيرهم ممن فاتني ذكرهم ولا عزاء ل(لاخوة الاعداء) أو كما قال الزعيم عادل إمام في واحدة من مسرحياته.
المصدر: نبض السودان
إقرأ أيضاً:
جهل دبلوماسي!!
أطياف
صباح محمد الحسن
جهل دبلوماسي!!
طيف أول:أحيانا تربكك فكرة صلبك على حائط الفشل بسبب سوء تعبير!!
ومنذ بداية الحرب أمسكت الفلول بممحاة الحيلة لتنأى بنفسها بعيداً عن ساحات العدالة والمحاكمة، وبدأت بعمليات التدمير للمؤسسات الحكومية والعدلية وحرق المستندات والأدلة، محو آثار الجريمة بجريمة!!
قامت بذلك تزامنا مع إطلاق سراح المطلوبين والمساجين من قيادات وعناصر النظام المخلوع وافراد جهاز الأمن المتهمين بجرائم قتل الثوار، فمنهم من طاله القصاص الرباني في ميادين الحرب ومنهم من هرب وعلى عاتقه أرواح من الأبرياء
والحرب التي تم إشعالها للقضاء على الثورة، كانت لها أهدافها الخفية منها وأهمها طمس أدلة الجرائم والفساد وإفلات المتهمين من العدالة
والمندوب الدائم بمجلس الأمن الحارث ادريس لم يكشف في رده على مدعي المحكمة الجنائية كريم خان الذي طالب بتسليم المتهمين المطلوبين لدى الجنائية لم يكشف أن تلف الأدلة والمستندات في الحرب هي التي تحول دون تسليم الحكومة للمطلوبين للمحكمة الجنائية
ولكنه كشف معها عدم وجود أدلة وبراهين تؤهله للمنصب الذي يشغله، فالرجل أمام العالم كله قدم في إفادته كل أسباب “الجهل الدبلوماسي” الذي يلقي قوامه “الضوء على محدودية الفكر الكيزاني، وضحالته تثبت عن فقر دبلوماسي حد العوز، فالحارث ظهر وكأنه بمنطِقه المتواضع يخاطب المدير التنفيذي لمحلية بحري ليقنعه بالعدول عن قرار يتعلق بإزالة” دكان” في السوق المركزي
وفات عليه أنه يخاطب دوائر عدلية دولية لها من التاريخ والخبرات ومن الأدلة مايكفيها لمحاكمة المتهمين
وإن فرص الأخذ والعطاء، بينها والحكومة السودانية لاتتجاوز خلق روح من التعاون السلس لتقديم المتهمين للعدالة بطريقة تحترم الأعراف والقوانين الدولية
ولكن كشف إدريس أن العقلية الكيزانية بها من الخواء مايكفي للسخرية أمام اهل العدالة الذين خاطبهم ، فالمحكمة الجنائية الدولية عندما وجهت إتهاماتها للمدانين، ومن غير الممكن والمستحيل أن تعتمد على أدلة لإدانتهم تنتظر أن تعتمدها حكومة الفلول التي يرأسونها!!
فالفقرة “2” من المادة 94 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية تقول ( للدولة الموجه إليها الطلب أن تنظر فيما إذا كان يمكن تقديم المساعدة فوراً، رهناً بشروط معينة
إذا اتخذت قرارا بالتأجيل عملاً بالفقرة 1، جاز للمدعي العام مع ذلك، أن يتخذ تدابير للمحافظة على الأدلة، وفقاً للفقرة 1 (ي) من المادة 93).
هذا بالإضافة للتقارير المسجلة والموثوقه وأدلة وإفادات الشهود
فعندما تطلب التعاون يكون ذلك بإسلوب القانون الدولي الذي يحترم سيادتك الوطنية ولكنها لن تسمح لك بإستغلاله لصالحك، فإن لم تتعاون الحكومة، فهذا لايمنع القبض على المتهمين
والحارث إدريس بإفاداته الساذجة “مرمط ” الدبلوماسية السودانية وكشف عن سوءاتها سيما أنه يقر أن السودان موقع على مذكرة تفاهم مع المحكمة الجنائية بتقديم المساعدة في التحقيقات التي تجريها المحكمة وتقديم ونقل المشتبه بهم) ولكنه يؤكد نيتها نكث عهدها ويقول الحارث: (بالرغم من قبول السودان التعاون مع المحكمة إلا ان هذا يحتاج أن يتم في سياق قانوني دائم وليس مؤقت) مما يعني أن تنتظر المحكمة إنتهاء المرحلة الإنتقالية التي ربما تستمر لسنوات بعد أن يتم وضع قانون دائم.
وإن لم يتم وضعه!!
فهذا (تحايل غبي) لن تقبل به المحكمة ولا يأتي من شخصية دبلوماسية مدركة للفقة الدبلوماسي، لكنه فشل مركب في عملية التمرير الجيد للحيلة الدبلوماسية وللخروج من مأزق التوقيع وبحجة وهمية لاتنطلي على خبراء الجنائية
فالحارث كان متواضعا للحد الذي يجعلك تيقن أنه يجهل وظيفته ومهمته الأساسية!!
وينفي معرفة الحكومة بمكان هارون!!
بالرغم من أن هارون كان يدير إجتماعاته بعطبره تحت حماية الفريق ياسر العطا من أجل استمرار الحرب التي يمسك بأمرها بجانب كرتي
ولكن لن تُسلّم السلطات السودانية هارون ولن تكشف عنه لأنه يمثل السلطة الأعلى بإعتباره يرأس الحزب الحاكم للبلاد الآن ، بأداة القوة والحرب ولوطلبت الجنائية غدا تسليم الفريق البرهان لإستجاب هارون وسلمه فورا وليس العكس فالسلطة في السودان بيد المتهم نفسه ، حتى أن ادريس استمراره في منصبه من ذهابه يقرره هارون فالدبلوماسية الكيزانية منذ الإنقلاب عادت وفقا لمزاج القيادات الإسلامية واختياراتهم على أسس الإنتماء الي التنظيم إذن من يسلم من!!
ولكن هل الجنائية الآن تنتظر تسليمهم الأمر الذي لم يتم تنفيذه منذ سنوات، أم أنها وصلت إلى قرار استلامهم!!
طيف أخير:#لا_للحرب
قال قائد البراء إنه ليس طالب سلطة وفور انتهاء الحرب سيسلم زيه للقوات المسلحة وهذه قناعة جديدة لا تأتي إلا بخيبة جديدة
والسؤال عندما يسلم قائد البراء زيه للقوات المسلحة هل سيسلم معه سلاحه!!
الوسومالحارث إدريس السودان المحكمة الجنائية صباح محمد الحسن مجلس الأمن