الإمام الأكبر يستقبل هشام بدر المشرف العام على جائزة مصر للتميز الحكومي
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمكتبه اليوم ، السفير هشام بدر، المشرف العام على جائزة مصر للتميز الحكومي، والمنسق العام للجنة التنظيمية للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، وذلك بحضور المهندس خالد مصطفي، الوكيل الدائم لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ونيرمين صادق المدير التنفيذي للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية.
وهنأ السفير هشام بدر فضيلة الإمام الأكبر، لحصول مشيخة الأزهر، وجامعة الأزهر على المراكز المتقدمة بجائزة مصر للتميز الحكومي، وبخاصة المركزين الأول والثالث في مجالات تمكين المرأة، كما تناقش الطرفان حول سبل تعزيز تعاون الأزهر في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية.
وقال فضيلة الإمام الأكبر، إن الأزهر يسعى إلى المشاركة الفعالة في مختلف الأنشطة والمسابقات الوطنية والإقليمية، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لكل العاملين في مختلف قطاعات الأزهر للالتحاق بالدورات التدريبية والتأهيلية التي تساعدهم في تنمية مهاراتهم وتعزيز قدراتهم في مجالات عملهم، وكذلك تشجيع طلاب الأزهر في مختلف المراحل التعليمية للمشاركة في المسابقات الطلابية على المستوى المحلي والدولي.
من جانبه، أعرب السفير هشام بدر عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر وتقديره لما يقوم به فضيلته من جهودٍ كبيرةٍ لنشر ثقافة التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.
كما استعرض السفير هشام بدر لشيخ الأزهر تفاصيل المبادرة الوطنية التي تستهدف مشاركة كل فئات المجتمع في المشروعات البيئية التي تخدم عملية التنمية المستدامة، وتتضمن ٦ فئات؛ منها: المشروعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة والناشئة، وغير الهادفة للربح، بالإضاف إلى فئة المرأة.
وأضاف أن المبادرة تستهدف خلق حلول قابلة للتطبيق للتصدي للأزمات البيئية، ومناقشة سبل تعزيز مشاركة طلاب جامعة الأزهر في مختلف فئات المبادرة.
15e73767-edad-470d-957e-220f234781bd 85aaeef1-d35a-4beb-9c3b-6f22007e7dd6المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإمام الاكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر مشيخة الأزهر السفیر هشام بدر الإمام الأکبر فی مختلف
إقرأ أيضاً:
"جبر بخاطره".. حكاية إنسانية خلف صورة شيخ الأزهر وتلميذ معهد الأقصر
في صباح هادئ مليء بالترقب والحماس، وقف التلاميذ في معهد محمد عطيتو النموذجي لغات بالأقصر، ينتظرون وصول الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. كان اليوم مشحونًا بالمراسم الرسمية والكلمات الترحيبية، والكل يحاول الظهور بأفضل صورة أمام هذه الشخصية التي تحمل في ملامحها هيبة العلم ووقار المكانة.
من بين الحضور، كان هناك طفل صغير في ثوب أزهري ناصع البياض، يقف في زاوية منزوٍ بها، يحمل بين يديه ورقة صغيرة، مكتوبة عليها قصيدة شعرية. هذا الطفل لم ينم جيدًا الليلة الماضية، فقد كان يحفظ أبياته ويرددها مرارًا وتكرارًا أمام المرآة، يحلم بلحظة وقوفه أمام شيخ الأزهر ليُسمعه صوته الذي كان ينبض بحب واحترام لأهل الصعيد وكرامتهم.
لكن الوقت كان ضيقًا، والإجراءات البروتوكولية كانت كثيرة. أُلغيت فقرة الطفل، وأُعلن أن الوقت لم يعد يسمح بإلقاء القصيدة. عندها، انكمشت ملامح الطفل، واغرورقت عيناه بالدموع التي حاول إخفاءها خلف الورقة التي كانت أمس مصدر فخره، واليوم أصبحت مجرد ذكرى مؤلمة.
اللحظة الفارقةكان الإمام الأكبر شيخ الأزهر يُنهي كلمته حين لمح عيون الطفل الباكية ووقفته التي امتلأت بالحزن. التفت الإمام نحو الطفل، وسأل أحد المرافقين: "لماذا يبكي هذا الصغير؟" جاءه الرد سريعًا: "كانت له فقرة لإلقاء قصيدة، لكن الوقت لم يسمح يا مولانا".
في تلك اللحظة، أشار الإمام الأكبر بيده لوقف المراسم الرسمية، والتفت إلى الطفل قائلًا: "تعال يا بني، أريد أن أسمع قصيدتك".
تقدم الطفل بخطوات مترددة، ثم وقف أمام شيخ الأزهر، وبدأ في إلقاء قصيدته عن أدب أهل الصعيد وشهامتهم. كانت كلماته نقية وصوته يرتجف قليلًا من رهبة الموقف، لكن عيناه كانتا تتألقان بالفخر والسعادة.
ابتسامة ولقطة خالدةبعد أن انتهى الطفل من إلقاء قصيدته، ابتسم شيخ الأزهر وربّت على كتفه قائلًا: "أحسنت يا بني، صوتك جميل وكلماتك أروع. استمر وتعلم أكثر." ثم دعا شيخ الأزهر المصور لالتقاط صورة تذكارية معه، صورة تحمل في تفاصيلها لحظة إنسانية لن تُنسى.
رسالة مهمة من الإمام الأكبرفي كلماته الختامية، شدد الدكتور أحمد الطيب على أمر هام أمام جميع القيادات والمسؤولين قائلًا: "لا تستهينوا أبدًا بمشاعر التلاميذ، هؤلاء الأطفال هم المستقبل. كل طفل يمتلك موهبة تستحق الاهتمام والتشجيع. امنحوهم الفرصة دائمًا للتعبير عن أنفسهم، فهم أمانة في أعناقنا."
عاد الطفل إلى مكانه وسط تصفيق حار من الجميع، بينما كان يحتضن ورقته الصغيرة بفخر، وكأنها أصبحت كنزًا ثمينًا يحمل معه ذكرى لن تُنسى.
إنسانية تتجاوز البروتوكولهذا الموقف لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل كان درسًا في الإنسانية والقيادة الحقيقية. ففي وقت كانت فيه المراسم الرسمية تضغط على الجميع للالتزام بالجدول الزمني، أصر شيخ الأزهر على منح طفل صغير لحظة ستظل محفورة في ذاكرته مدى الحياة.
إنه مشهد يُذكرنا بأن القيادة ليست مجرد أوامر وتوجيهات، بل هي لمسة إنسانية تجعل القلوب تتفتح والأرواح تزدهر.