نور عبد الحليم عمر تكتب: شيرين عبد الوهاب مفاجأة "ليلة الدموع" ألكسندريت الغناء في الوطن العربي
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
لم تكن شيرين عبد الوهاب يومًا فنانة عادية، فالحديث عنها يطول؛ قلب الجمهور وحبه الأول من قديم السنوات، كانوا معها منذ بدايتها وحتى الآن.
هي مفاجأة كل المفاجآت، افتقدها جمهورها السنوات الأخيرة لما تمر به، فـ لذلك السبب اختارها تركي آل شيخ لتكون مفاجأة "ليلة الدموع" بـ جدة، وبالفعل لاقت هتافات من الحضور الذي لم يصدق أنها أمامه.
تألقت شيرين عبد الوهاب، خلال تواجدها في "ليلة الدموع"؛ حتى أبكت جمهورها بما غنته، وكأنه يبكي من افتقاد عزيز عليه، عاد من سفر بعد غياب طويل.
شيرين عبد الوهاب، قيمة وقامة غنائية وصوت لم يختلف أحد على قوته واحساسه، هي ألكسندريت الغناء في مصر والوطن العربي.
هي البساطة والرقي، والتواضع، هي حب الجمهور والعشق الأزلي، الذي يلاقي غيابها عن الساحة الموسيقية حزنًا واشتياقًا، وعودتها قوية حفاوة وانبهار.
ورُغم النجاح الذي وصلت له، لم يمنعها مرةً من أن تكون بنت البلد الجدعة، قريبة القلب، يعشقها الجميع بـ عفويتها.
شيرين عبد الوهاب، علم من ألماس في تاريخ الموسيقى العربية، اسما محفورًا في أذهان الكثيرين، هي أيقونة وكوكبة صُنعت بتاريخ مشوار طويل لم يكن سهلا يوما.
قيل عنها، الفنانة الوحيدة التي ترتبط أحبالها الصوتية بقلبها، لُقبت بـ "ملكة الرومانسية"، استطاعت بجدارة استحقاق، أن تترك تراثا غنائيا باسمها في قلب مصر.
شيرين عبد الوهاب، هي الصوت الذي تختاره مصر ليمثلها في حفلاتها الوطنية والتكريمية، الفنانة الأولى في صدارة تمثيل صوت مصر في مؤتمراتها وكأن فرحة مصر لا تكتمل إلا بصوت وغناء شيرين.
أبدعت شيرين عبد الوهاب، في حفلات مصر والتي كانت بحضور الرئيس السيسي، وحرمه انتصار السيسي، فقدمت احتفالية المؤتمر الأول لمبادرة حياة كريمة، واحتفالية يوم المرأة العالمي تشريف للمرأة المصرية، وغنت أغنية مع محمد أسامه خلال احتفالية نصر أكتوبر.
تواجدت شيرين عبد الوهاب بقوة، في حفلاتها بمصر ودول الوطن العربي، جدة بالمملكة العربية السعودية، والكويت، قرطاج بتونس، لبنان.
أشاد نجوم الموسيقى بصوت وغناء شيرين عبد الوهاب، ولعل آخرهم أحلام الشامسي، التي قالت عنها: "شيرين صوت من أقوى وأهم أصوات الوطن العربي وهو بالفعل صوت لن يتكرر على الإطلاق".
سيطرت شيرين عبد الوهاب، على الساحة الدرامية بعمل واحد فقط وهو مسلسل "طريقي"، وكان أول تجاربها التليفزيونية عام 2015، وغنت خلاله أقوى وأشهر أغنية حزينة لها "كده يا قلبي".
لم يكن "طريقي" هو أول خطاها في التمثيل، بل شاركت النجم أحمد حلمي عام 2003 في فيلم "ميدو مشاكل"، الذي نال نجاحا كبيرا في السينما.
ورُغم أن أعمال شيرين عبد الوهاب في التمثيل اثنين فقط، إلا أنهما حفرا في قلوب المشاهدين، وهو ما تثبته شيرين دائما، أن ما خرج من القلب لا يذهب إلا للقلب.
قدمت شيرين عبد الوهاب، عددا من الأغاني، لا تزال كلماتها محفوظة تتردد على ألسنة محبيها، ومن أبرز أغانيها، "مشاعر"، "على بالي"، "نساي"، "كلي ملكك"، "جرح تاني"، "آه يا ليل"، "كلها غيرانة"، "كدابين"، "كتير نعشق"، وغيرهم مما أبدعت به شيرين.
لم تحقق شيرين عبد الوهاب، نجاحًا غنائيًّا في أغانيها الخاصة فقط، بل أضافت المزيد من النجاح أكثر لأغاني الدويتو التي شاركت بها مع فنانين آخرين، أبرزهم تامر حسني، فضل شاكر، هاني شاكر، محمد محيي، حسام حبيب.
وبذلك أصبحت شيرين عبد الوهاب، نجمة مصرية، ماسة غناء في الوطن العربي، صوت عتيق صداه احساسها، فنانة الروح الشبابية العفوية، جوهرة الجمهور الشاب الأولى.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: شيرين عبد الوهاب مفاجأة ليلة الدموع شیرین عبد الوهاب الوطن العربی
إقرأ أيضاً:
نجاة عبد الرحمن تكتب: التوحد
كثيرون يعتقدون أن التوحد إعاقة ذهنية، يجهلون انه ليس مرضا بل اضطرابا عصبيا يصيب الجهاز العصبي خلال سنوات النمو الأولي للطفل، و للبنين النصيب الأكبر من تلك الإصابات، و مازال يعجز العلم حتى الآن عن اكتشاف سبب ذلك الاضطراب العصبي الذي بنفسم إلى ثلاث مستويات :
المستوى الأول يطلق عليه متلازمة اسبرجر، وأصحاب ذلك المستوى تكون درجة ذكائهم حادة للغاية و يتقنون الحفظ بكافة أشكاله، لكنهم يفتقدون التفاعل الاجتماعي و انعدام المهارات الحياتية، بشكل اشبه بالروبوت الآلي الذي يتم تحريكه بالريموت كنترول.
المستوى الثاني: يواجه طفل التوحد ذات الدرجة المتوسطة صعوبة كبرى مع البيئة المحيطة في التواصل فيقتصر حديثه على عبارات بسيطة، كما ينخرط في سلوكيات متكررة، ويحتاج إلى رعاية ودعم نفسي و اجتماعي كبير.
المستوى الثالث: هو أشد درجات التوحد وفيه يحتاج الطفل إلى رعاية متكاملة شاملة، لما يعانيه أصحاب ذلك المستوي من صعوبة شديدة في التواصل، وعدم القدرة على التحدث بوضوح بل يصدر أصوات همهمات و زائير يشبه زائير الأسد، ونادرًا ما يتفاعل مع الآخرين، كما تظهر عليه الأعراض السلوكية بصورة أكثر حدة، خاصة تجاه نفسه حيث يميل لإيذاء نفسه بعض كلتا اليدين و ضرب الرأس في جسم صلب عند التعبير عن الغضب أو الفرح لعدم تلقيه لغة تعبير أخرى.
و مؤخرا أصبح التوحد يصيب الأطفال في سن العاشرة بسبب التعمق في استخدام السوشيال ميديا و الانغلاق و الانعزال التام بعيدا عن جو الأسرة.
نصائح للتعايش مع التوحد و تعد خلاصة تجربتي و دراستي مع أصحاب اضطراب طيف التوحد.
توجد بعض الإجراءات التي يمكن للوالدين القيام بها التي تقدم الدعم والرعاية للطفل المصاب، وتتضمن هذه الإجراءات ما يلي:
التركيز على الإيجابيات: يستجيب صاحب اضطراب طيف التوحد للتعزيز الإيجابي، مثل المكافآت وتقديم الهدايا عند القيام بسلوك جيد، ويساعد مدح الطفل على زيادة شعوره بالرضا.
الحفاظ على روتين محدد: يفضل اصحاب اضطراب طيف التوحد الروتين وعدم التغيير؛ لذا يفضل الالتزام بروتين محدد ليسهل على الطفل تطبيق ما تعلمه.
اللعب: تساعد مشاركة الأنشطة واللعب مع الطفل في تحسين مهارات التواصل.
منح الطفل الوقت اللازم للاستجابة: قد يحتاج الطفل تجربة عدة طرق علاجية لاكتشاف الطريقة المناسبة له؛ لذا ينبغي على الأهل التحلي بالصبر وعدم الاستسلام إذا لم يستجب الطفل لأسلوب علاجي معين.
اصطحاب الطفل خارج المنزل: يساهم اصطحاب الطفل عند الخروج من المنزل أثناء القيام بالمهام اليومية، مثل التسوق في اندماج الطفل مع العالم الخارجي.
تمت دعوتي كضيف متحدث في عدد من الندوات حول التوحد خلال الأيام الماضية، وجدت أنه أصبح هناك اهتماما كبيرا من الدولة و المجتمع تجاه البحث و المعرفة حول التوحد و كيفية التعايش معه، و كانت من اكثر الندوات ثراءً ثلاث ندوات الأولي بمؤسسة إيزيس للخدمات الاجتماعية لدعم و تدريب و تعليم و تأهيل و توظيف ذوي القدرات الخاصة بالتعاون مع الجمعية المصرية العلمية للعلاج التنفسي التي يرأسها أ.د محيي الدين عبد الظاهر خليفه، ثم ندوة تم تنظيمها بالمجلس الأعلى للثقافة دعاني لها آ.د عماد محجوب أستاذ و رئيس قسم علم النفس بجامعة القاهرة و أستاذ علم التفس الإكلينيكي فئات خاصة، ثم ندوة بحزب حماة وطن أمانة شرق القاهرة دعاني لها د. جمال حمدان أحد قيادات الحزب.
سعدت كثيرا بالندوات الثلاث و الحفاوة بأصحاب اضطراب طيف التوحد و مدى حرص و اهتمام الحضور بمعرفة كل تفصيله تتعلق بأولادنا من اصحاب اضطراب طيف التوحد، و لكن ما أثار إستيائي ما صدر عن أحد الأساتذة دكتور جامعي ربما كان رئيسا لجامعة عريقة ذات يوم عندما قال " ربنا خلق المعاقين ليه؟ علشان أهاليهم تتعذب بيهم؟ ! هذه كانت كلمته خلال الندوة.
لا أنكر أنني لم أندهش لان كثيرا ما أسمع ذلك من الجهلاء و عديمي الثقافة و المعرفة و مسطحي الفكر و الأميين، و لكنني صعقت عندما سمعته من قامه كبيرة و قدوة عليها واجب تجاه المجتمع و يجب عليها تثقيفه و توعيته و ليس العكس.
الذي صدر عن ذلك الأستاذ هو نتاج جهل مجتمعي تجاه أولادنا من ذوي القدرات الخاصة.
بالرغم من الطفرة العلمية و التقدم و اهتمام الدولة المصرية بذلك الملف إلا إنه مازال هناك تقصيرا كبيرا تجاه توعية المجتمع و تثقيفه بأهمية الاهتمام بأولادنا من ذوي القدرات الخاصة، الأزهر الشريف يجب أن يتدخل بسلسلة ندوات إرشاديه حول الصبر على أولادنا و حسن التعامل معهم و فضل ذلك عند رب العالمين.
و لا أنكر التقصير الصحفي و الإعلامي تجاه ذلك الملف الهام، فلا يعقل أن تنتفض الدولة المصرية من أجل حقوق هؤلاء الأبناء و في الوقت ذاته يتجاهل الإعلام و الأزهر حملات التوعية و التثقيف.
و هنا يجب أن أنوه لفضل وجود ملاك في بيتنا انه منحه من الله و ليس محنة، منحة اختارنا الله حتى ندخل بها الجنة دون عناء.
ليس كل متعلم مثقف و ليس كل جاهل أعمى، المقصود بالأعمى هو أعمى البصيرة و الفطنة و الثقافة و القناعة و الصبر على أولادنا، كم من أم غير متعلمة بل أمية تحسن إلى أولادها من ذوي القدرات الخاصة، و خير مثال أحب أن أحدثكم عنه هي " ماما زوزو " تلك المرأة الحديدية الصبورة الحنونة، التي تجاوزت السبعين عاما و كان قد رزقها الله بأبن معاقً ذهنيا صبرت عليه و كبرته و رعته خير رعاية ثم زوجته من فتاة من نفس ظروفه لترزق بثلاث أبناء معاقين ذهنيا تقوم على رعايتهم جميعا تلك البطلة " ماما زوزو " النموذج الذي استمد منه قوتي و أدعو القادرين و أصحاب القلوب الرحيمة لتقديم المساعدة لتلك المرأة الحديدية بتوفير مسكّن آدمي لها و لأحفادها و ابنها و زوجته المعاقين ذهنيا حيث أنهم يعيشون في غرفة متواضعة ذات سقف من الخوص و بقايا الكرتون و الخشب بحمام مشترك مع الجيران، و دعمها ماديا و تحقيق أمنيتها بزيارة بيت الله الحرام.