الحرب التجارية تضغط على حركة الموانئ الأميركية والشحن الجوي
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
تراجعت كمية البضائع المنقولة من الصين إلى الولايات المتحدة بصورة حادة، حسبما نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن مشغلي موانئ حاويات ومديري شحن جوي، في ظهور لتأثيرات الحرب التجارية التي يشنها الرئيس دونالد ترامب على بكين.
وأفادت مجموعات خدمات لوجستية بانخفاض حاد في حجوزات الحاويات إلى الولايات المتحدة منذ فرض رسوم جمركية بنسبة 145% على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.
ويتوقع ميناء لوس أنجلوس، وهو المسار الرئيسي لنقل البضائع من الصين، أن تكون مواعيد الوصول المقررة في الأسبوع الذي يبدأ يوم الرابع من مايو/أيار أقل بمقدار الثلث عن العام السابق، في حين أفاد مُناوِلو الشحن الجوي أيضًا بانخفاض حاد في الحجوزات.
وانخفضت حجوزات حاويات الشحن القياسية بطول 20 قدمًا من الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 45% عن العام السابق بحلول منتصف أبريل/نيسان الجاري، وفقًا لأحدث البيانات المتاحة من خدمة تتبع الحاويات (فيزيون).
ونقلت الصحيفة البريطانية عن الأمين العام لغرفة التجارة الدولية، جون دينتون قوله إن الاضطرابات في تدفقات التجارة بين الصين والولايات المتحدة تعكس "تأجيل التجار للقرارات" في انتظار معرفة مدى سرعة توصل واشنطن وبكين إلى اتفاق لخفض التعريفات الجمركية.
إعلانوأظهر استطلاع رأي لأعضاء غرفة التجارة الدولية، أُجري في أكثر من 60 دولة بعد إعلان ترامب عن التعريفات الجمركية في "يوم التحرير" (الثاني من أبريل/نيسان)، توقعات بتأثر التجارة بشكل ثابت، بغض النظر عن نتيجة المفاوضات المقبلة.
وأضاف دينتون أن تكلفة الوصول إلى السوق الأميركية ستكون الأعلى منذ ثلاثينيات القرن الماضي. وفي إشارة إلى التعريفة الأساسية لجميع الدول، قال إن ثمة "قبولا شبه كامل بأن 10% ستكون الحد الأدنى لرسوم الوصول إلى السوق الأميركية، بغض النظر عن أي شكوك أخرى قد تكون موجودة".
وأظهرت واشنطن وبكين علامات على بدء الشعور بالتأثيرات إذ أعلن الجانبان هذا الأسبوع عن بعض الإعفاءات الجمركية على منتجات مهمة لاقتصاديهما، وتوقع ترامب أن التعريفة البالغة 145% "ستنخفض بشكل كبير"، ومع ذلك، قالت الصين الجمعة إنها لا تجري محادثات مع الولايات المتحدة.
وبينما من المقرر أن تصل أولى شحنات الحاويات من الصين التي ستواجه رسومًا جمركية إلى الولايات المتحدة في الأسبوع المقبل، قال مشغلو الشحن إن سلاسل التوريد تشهد تحولات.
وقال مدير الشحن البحري في مجموعة فليكسبورت اللوجستية الأميركية، ناثان سترانغ، إن الشركات تعلق شحن البضائع تحسبًا لاتفاق واشنطن وبكين على صفقة لتخفيف الرسوم.
وقال مسؤولون تنفيذيون في قطاع الخدمات اللوجستية إن المستوردين الأميركيين يتطلعون إلى استخدام المخزونات المكدسة قبل استيراد مخزون جديد من الصين، كما أنهم يحتفظون بمخزون في مستودعات جمركية -حيث يمكن تخزينه- معفاة من الرسوم الجمركية مع دفع الضرائب عند السحب، أو تحويله إلى دول أخرى مجاورة مثل كندا.
إلغاء حجوزاتوقالت شركة هاباغ لويد، إحدى أكبر شركات شحن الحاويات في العالم، إن العملاء الصينيين ألغوا نحو 30% من حجوزاتها من الصين.
وعلّقت شركة شحن الحاويات التايوانية (تي إس لاينز)، المدرجة في بورصة هونغ كونغ، إحدى خدماتها من آسيا إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة، وقال أحد أفراد المجموعة: "الطلب ضعيف".
إعلانووفقًا لشركة تحليل بيانات الشحن (سي إنتليجنس)، انعكس انخفاض أحجام الطلبات على عمليات إنزال الحاويات في لوس أنجلوس، حيث أفادت الشركة بارتفاع ملحوظ في "الرحلات البحرية الفارغة"، حيث تم إلغاء رحلات السفن المجدولة من الصين.
وانخفض عدد الحاويات المحجوزة على خطوط آسيا إلى أميركا الشمالية خلال الأسابيع الأربعة التي تبدأ من 5 مايو/أيار بنحو 400 ألف حاوية عما كان مخططا له؛ بانخفاض 25% عن العدد المقرر لنفس الفترة في بداية مارس/آذار قبل فرض الرسوم الجمركية.
ويتوقع ميناء لوس أنجلوس وحده 20 رحلة بحرية فارغة في مايو/ أيار، بما يمثل أكثر من 250 ألف حاوية، بزيادة عن 6 رحلات في أبريل/نيسان.
ويُمثل هذا انخفاضًا حادًا عن هذا الأسبوع، إذ ارتفعت أعداد السفن الواصلة بنسبة 56% على أساس سنوي، في إشارة إلى أن المستوردين كانوا يقومون بتسليم الشحنات مقدمًا من مراكز تصنيع أخرى في جنوب شرق آسيا مثل كمبوديا وفيتنام التي تتمتع بفترة "توقف" لمدة 90 يومًا في التعريفات الجمركية.
ووفقًا لبيانات من مركز الخدمات اللوجستية (فريتوس)، عكست أسعار الحاويات تحول سلسلة التوريد، مع زيادة بنسبة 15% في سعر الحاوية بطول 40 قدمًا من فيتنام مقارنة بانخفاض بنسبة 27% على المسارات الرئيسية بين الصين والولايات المتحدة.
وقال رئيس قسم الأبحاث في فريتوس، غودا ليفين: "قد تستمر أسعار الشحن من دول آسيوية أخرى إلى الولايات المتحدة في الارتفاع قبل الموعد النهائي للتعريفات الجمركية في يوليو".
وانخفضت أحجام الشحن الجوي بصورة حادة، وفقًا لاتحاد وكلاء الشحن الجوي الأميركي، حيث انخفضت حجوزات أعضائه من الصين بنحو 30%.
وقال المدير التنفيذي، براندون فريد "توقف الكثير من الأعضاء عن تلقي الطلبات من الصين"، كما يُحدث هذا تأثيرًا متقلبًا على الأسعار ومعدلات الحجز، إذ تفاعل التجار مع كل خبر صادر عن البيت الأبيض.
إعلان ضرر متوقعمن المتوقع أن يتضرر قطاع الشحن الجوي بشكل أكبر من قرار الولايات المتحدة بإغلاق برنامج "الحد الأدنى" الذي كان يسمح باستيراد سلع تقل قيمتها عن 800 دولار معفاة من الرسوم الجمركية، وهو مسار مهم لتجار التجزئة في التجارة الإلكترونية مثل شين وتيمو، ومن المقرر أن تُلغى الإعفاءات الجمركية على السلع الصينية اعتبارًا من الثاني من مايو/أيار.
صرحت لافينيا لاو، الرئيسة التجارية لشركة كاثي باسيفيك في هونغ كونغ، والتي تُساهم أعمال الشحن الجوي لديها بنحو ربع إيراداتها، بأنها تتوقع "تراجعًا" في الطلب بين الصين والولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية وتغييرات قواعد "الحد الأدنى".
وأعلنت شركة الشحن الجوي "إيزي واي إير فرايت" في هونغ كونغ أن الأعمال التجارية من الصين إلى الولايات المتحدة انخفضت بنحو 50% عقب زيادات الرسوم الجمركية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إلى الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة من الصین إلى الشحن الجوی
إقرأ أيضاً:
ترامب يخفف من تأثير الرسوم الجمركية على صناعة السيارات الأميركية
أعلن مسؤول بارز في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستعد لاتخاذ إجراءات لتخفيف تأثير الرسوم الجمركية على مصنعي السيارات في الولايات المتحدة، في خطوة تهدف إلى دعم الصناعة المحلية وتقليل تداعيات سياساته التجارية.
وقال وزير التجارة الأميركي هاوارد لوتنيك في بيان نقلته وكالة رويترز: "هذا الاتفاق يمثل انتصاراً كبيراً لسياسة الرئيس التجارية من خلال مكافأة الشركات التي تصنع محلياً".
ووفقاً لما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن ترامب سيعلن عن تدابير لخفض بعض الرسوم المفروضة على قطع الغيار المستوردة التي تُستخدم في تصنيع السيارات داخل الولايات المتحدة. كما أن السيارات المصنوعة خارج البلاد ستظل خاضعة للرسوم الجمركية على السيارات، لكنها لن تُفرض عليها رسوم إضافية مثل تلك المفروضة على منتجات الصلب والألمنيوم.
ويُرتقب أن يعلن ترامب عن هذه الإجراءات خلال تجمع في ولاية ميشيغان اليوم الثلاثاء، بمناسبة مرور 100 يوم على توليه منصبه رسمياً. وتعتبر ميشيغان مقراً لما يُعرف بـ"الثلاثة الكبار" لصناعة السيارات: فورد، وجنرال موتورز (GM)، وستيلانتس، بالإضافة إلى شبكة تضم أكثر من 1000 مورد رئيسي للصناعة.
ترحيب من قادة صناعة السياراتوفي تعليقها على الخطوة، قالت الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال موتورز، ماري بارا، في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني إلى بي بي سي: "نحن ممتنون للرئيس ترامب لدعمه لصناعة السيارات الأميركية ولملايين الأميركيين الذين يعتمدون عليها"، مضيفة: "نقدّر المحادثات المثمرة مع الرئيس وإدارته ونتطلع إلى مواصلة التعاون المشترك".
ومن جهتها، رحبت شركة فورد بالقرار، معتبرةً أنه "سيساعد على تخفيف أثر الرسوم الجمركية على مصنعي السيارات والموردين والمستهلكين". وأضافت الشركة في بيانها: "سنواصل العمل عن كثب مع الإدارة لدعم رؤية الرئيس لصناعة سيارات صحية ومتنامية في أميركا".
إعلانوأكدت فورد أن السياسات التي تشجع على التصدير وتضمن توفر سلاسل توريد ميسورة التكلفة ضرورية لتحقيق مزيد من النمو المحلي، مشيرة إلى أنه "سيكون من المهم أن تلتزم كبرى شركات استيراد السيارات ببناء مصانع في أميركا، مما قد يؤدي إلى طفرة في إنشاء مصانع تجميع وموردين جديدة وإيجاد مئات الآلاف من الوظائف".
ميشيغان تعتبر مقراً لما يُعرف بـ"الثلاثة الكبار" لصناعة السيارات: فورد، وجنرال موتورز (GM)، وستيلانتس (رويترز)
تحذيرات من القطاعيأتي هذا التراجع الجزئي بعد تحذيرات واسعة من القطاع. ففي الأسبوع الماضي، وجّه ائتلاف من مجموعات صناعة السيارات الأميركية رسالة إلى إدارة ترامب يدعوها إلى عدم فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على قطع غيار السيارات المستوردة.
وجاء في الرسالة، التي مثلت شركات مثل جنرال موتورز وتويوتا وفولكسفاغن، أن هذه الرسوم "ستؤدي إلى ارتفاع أسعار السيارات للمستهلكين، وتراجع المبيعات في الوكالات، وجعل صيانة وإصلاح السيارات أكثر تكلفة".
وكان ترامب قد أعلن سابقاً أن الرسوم الجديدة ستدخل حيز التنفيذ بحلول 3 مايو/أيار.