كويبوكا – Kwibuka : من جراح رواندا إلى إنذار السودان
عمر سيد احمد

[email protected]
27 أبريل 2025

في مثل هذا الشهر قبل واحدٍ وثلاثين عامًا، غرق العالم في صمت قاتل أمام واحدة من أبشع الإبادات الجماعية في التاريخ الحديث. منذ واحدٍ وثلاثين عامًا، حلّ الظلام على رواندا وخلال مئة يوم فقط، قُتل أكثر من مليون إنسان بدم بارد، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.


ا فعالية إحياء الذكرى التي يسميها الروانديون «كويبوكا» تعني (تذكار) بلغة «الكينا رواندا» التي يتحدثها الروانديون، وتستمر فعاليات الذكرى، وتأبين الضحايا 100 يوم، وتأتي هذا العام تحت شعار «تذكروا واتحدوا وتجددوا». يسميها الروانديون «في 7 أبريل من كل عام تحيي رواندا ذكرى كارثة الإبادة الجماعية التي ارتكبت ضد عرقية «التوتسي»، التي مر عليها الآن 3 عقود، فعالية إحياء الذكرى التي يسميها الروانديون «كويبوكا» بلغت 31 عاماً. وKwibuka تعني (تذكار) بلغة «الكينا رواندا» التي يتحدثها الروانديون، وتستمر فعاليات الذكرى، وتأبين الضحايا 100 يوم، وتأتي هذا العام تحت شعار «تذكروا واتحدوا وتجددوا». كويب» تعني (تذكار) بلغة «الكينا رواندا» رفض تكرار الجريمة. كويبوكورفض تكرالجريمة.
في السابع من شهر أبريل حيت رواندا ذكرى كويبوكا الحادية والثلاثين، وفي الخامس عشر من أبريل حلت علينا في السودان ذكري كارثة نشوب الحرب والحرب مستمرة للعام الثالث التي تفرض علينا الذاكرة مسؤولية ان ننهض جميعا في وجه الحرب التي دمرت البلاد وقتلت عشرات الآلاف او أكثر وشردت وأفقرت الملايين وحولت البلاد الي اكبر كارثة إنسانية في العالم .
السودان: حرب تُغذيها الكراهية
منذ أبريل ٢٠٢٣، دخل السودان دوامة حرب مدمرة، حرب بدأت بصراع سياسي وعسكري حول السلطة والثروة لكنها مع مرور الوقت تحولت إلى تهديد وجودي للوطن بأكمله.
العام الثالث من الحرب لا يحمل فقط استمرارًا للدمار، بل إشارات خطيرة على تحوّل الصراع إلى حرب أهلية واسعة النطاق. فوق الركام والجراح، تتسلل خطابات العنصرية والكراهية، معلنة مشروعًا مدمرًا:
* مشروع يهدف إلى إعادة السلطة بالقوة والقضاء على الثورة، حتى لو إدي الي تشظي وتقسيم السودان
* مشروع قائم على تحريض إثني وعرقي ممنهج.
* مشروع لا يرى في السودان وطنًا مشتركًا، بل غنيمة لمن ينجو من المجزرة.
التاريخ لا يكرر نفسه إلا إذا سمحنا له. ما نشهده اليوم من تطبيع لخطاب الكراهية في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ومن تبرير للانتهاكات العرقية والمناطقية، يثير قلقًا عميقًا.
فالكلمات التي قتلت في رواندا مليون إنسان، تُقال اليوم في السودان. والمجتمع الدولي، كما في ١٩٩٤، يبدو مترددًا وعاجزًا، يراقب المأساة تتفاقم دون تدخل حاسم. في رواندا، بدأ كل شيء بخطاب. بالتحريض، بالتقسيم، بتجريد الضحايا من إنسانيتهم.
وفي السودان اليوم، تتكرر البدايات ذاتها وتستمر الحرب الي نفس المآلات والمغيبون من الشعب يقادون بالأكاذيب باعلام نظام التفاهة الممول بما تم نهبه من موارد السودان خلال عقود التيه وتحكم الفاسدين والمجرمين الذي يهللون اليوم بالوطنية والكرامة لحرب في حقيقتها صراع حول السلطة والثروة ضحيتها الاولي والأخيرة السودان وشعب السودان
كويبوكا: التذكّر مقاومة إحياء ذكرى كويبوكا ليس مجرد مناسبة، بل فعل مقاومة ضد الصمت. نتذكّر لكيلا نصبح شهودًا جبناء على مذبحة أخرى.
من جراح رواندا نتعلم أن الإبادة لا تحدث فجأة، بل تُزرع في العقول أولاً. ومن واقع السودان اليوم ندرك أن الخطاب العنصري ليس مجرد خطر محتمل، بل طريق معبد نحو كارثة جماعية.
لهذا، فإن مسؤوليتنا اليوم ان نرفض استمرار الحرب وتقف ضد الأصوات التي تزرع الفتنة ليظل السودان وطنًا واحدًا، لا ساحة لتصفية الحسابات.
كلمة أخيرة التاريخ يراقب. والشعوب التي لا تتعلم من جراحها محكوم عليها أن تنزف من جديد.

الوسومالسودان المجتمع الدولي رواندا عمر سيد أحمد الخطاب العنصري

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: السودان المجتمع الدولي رواندا

إقرأ أيضاً:

جريمة مطلوقة

مازلت اذكر الجدل الذي أثارته قضية القضار ف ونحن صبيان عندما تزوج رجل من رجل إذ كان الرأى العام يطالب بالإعدام والرجم والتردي من جبل ولكن القاضي قال إن قانون العقوبات السوداني (وقتها) ليس فيه جريمة بهذا المعنى وبالتالي ليس لها عقوبة محددة. فيما بعد علمنا أن هذا هو خط الدفاع الذي تبناه محامي الشواذ فحكم عليهما القاضي حكما مخففا ربما كان أسس حكمه على الخروج عن الذوق العام أو أصول الاحكام القضائية أو سابقة قضائية.. الشغلانة البعرفوها ناس القانون ديل

ثم كبرنا وكبرت أحزاننا ودرسنا القانون وان لم نعمل به فعلمنا أن قاعدة ( لا جريمة بدون نص) قاعدة مقدسة في كل قوانين الدنيا … من المؤكد أن باب الجريمة فاتح (نحن في السودان نقول باب الجرح فاتح) فابن آدم اب كراعين دا لن يتوقف عن الإنتاج في كل شي بما في ذلك الجرائم ثم يأتي القانون لاحقا فيكيف الجريمة اي يحددها نصا ثم يضع لها العقوبة (أن شاء الله بعد خراب سوبا) لأنه إذا ترك للقضاء أن يحكم في أي قضية بدون نص فسوف يتحول القاضي إلى مشرع وساعتها سوف يختلط الحابل بالنابل..

الرمية أعلاه قصدنا التوسل بها لأمر يجري في حرب السودان الحالية وهو الأعداد المهولة التى رمي بها الدعم السريع في محرقة الحرب من مرتزقة ومن رعايا.ففي منطقتنا مثلا جاءت كتيبة من أبناء النوير تابعة للدعم السريع وبدأت في ممارسة الابتزاز فاشتبكت القوة الجنوبية بقوة من الرزيقات كانت سابقة لهم في احتلال المنطقة مات نفر قليل من الأخيرين ولكن ماهي إلا ساعات الا جاءت فزعة من جهة الخرطوم فابادت تلك الكتيبة الجنوبية لامن شاف ولا من درى… ولعل ذات الابادات حصلت عند أسوار المدرعات والان يحدث عند أبواب الفاشر… تحشيد الدعم السريع أثناء الحرب اخذ يقوم على التعاقد وذلك بالدفع المقدم أو المؤجل مع أي صاحب عدد من المقاتلين وبالتالي لم تعد للدعم اي مسؤلية تجاه الهلكي أن شاء الله يستخدموا في تفجير الألغام.. لاشك أن كثرة وجود الفاقد البشري في المنطقة عامة وكثرة الفلوس في يد الممولين ساعد في تفاقم هذة الظاهرة وبالتالي سوف يساعد في إطالة أمد هذة الحرب ولو أودت بهلاك الملايين لأن داعميها يدهم في الماء فلا الأرض أرضهم ولا الناس ناسهم

بحثنا وسالنا أهل الشأن أليس في القانون الدولي ما يحاسب على هذة الجريمة مكتملة الأركان؟ قيل لنا الجرائم في القانون الدولي مثل الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب لا تدخل فيها مثل هذة الجريمة اي لا يوجد نص يحددها وبالتالي ليس لها عقوبة محددة.. اها يا جماعة الخير هذة إشكالية تجعل من حرب السودان الحالية تفردا غير مسبوق فكيف الدبارة؟

عبد اللطيف البوني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحرب في السودان .. خسائر بمليارات الدولارات
  • البرهان في القاهرة… دلالة الزيارة ومآلاتها والرسائل التي تعكسها
  • صحيفة الثورة الثلاثاء 1 ذو القعدة 1446 – الموافق 29 أبريل 2025
  • جريمة مطلوقة
  • البرهان في مصر اليوم.. وملفات الحرب وإعادة الإعمار تتصدر المباحثات.. الدعم السريع يفاقم معاناة السودانيين باستهداف البنية التحتية
  • السودان: المُسيّرات التي استهدفت عطبرة حديثة وفّرتها للمليشيا راعيتها الإقليمية
  • تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !
  • من أشعل الحرب في السودان؟ ما الذي حدث قبل 15 أبريل؟
  • صحيفة الثورة الأحد 29 شوال 1446 – الموافق 27 أبريل 2025