يمانيون:
2025-04-29@19:51:15 GMT

جُرمُ الأمريكي يتجدِّدٌ بحق الأفارقة

تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT

جُرمُ الأمريكي يتجدِّدٌ بحق الأفارقة

يمانيون/ تقارير

يُعَد اليمن الوجهةَ الأولى في اتّجاهات الهجرة من دول القرن الإفريقي، ومقصدًا للعديد من المهاجرين الأفارقة الفارِّين من الصراعات السياسية والعنف الإثني والعرقي وانتشار الجفاف والمجاعات في هذه الدول.

ويستقبل اليمن منذ زمنٍ بعيد العديد من المهاجرين القادمين من إفريقيا لا سِـيَّـما من دول شرق القارة، وتشهد الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة في تدفقات المهاجرين، حَيثُ وصل عدد المهاجرين إلى اليمن نحو 6350 خلال شهر أُكتوبر 2024م، بزيادة بنسبة 136 % عن شهر سبتمبر، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن إجمالي عدد المهاجرين الأفارقة في اليمن يتراوح ما بين 200 ألف- 308 آلاف.

ووفقًا للأمم المتحدة، ارتفع عددهم إلى (97210 في عام 2023م)، مقارنة بالأعوام السابقة؛ إذ ينحدر أغلب المهاجرين من إثيوبيا 88٪، بالإضافة إلى 12٪ من الصومال وأقل من 1 % من دول أُخرى.

ومع بدء العدوان على اليمن في مارس 2015م، تدهورت أوضاع اللاجئين الأفارقة، حَيثُ تعرض البعض منهم لأشكالٍ مختلفة من التعذيب والعنف والامتهان للكرامة الإنسانية، ومواجهة خطر الموت، خُصُوصًا في المناطق والمدن الخاضعة لقوى التحالف الذي تقوده السعوديّة والإمارات.

ونظرًا للحاجة الشديدة إلى مقاتلين مرتزِقة جدد في صفوف القوات التي تديرها الرياض وأبو ظبي بعد أن تآكلت قواتها البشرية في الميدان؛ بسَببِ المعارك العنيفة منذ عام 2015م، لجأت إلى الاستعاضة بالمهاجرين الأفارقة، عبر إغرائهم بالمال السعوديّ والإماراتي، والوعود المختلفة.

وتوضح الكثير من التقارير والدراسات، لجوء التحالف الذي تقوده السعوديّة إلى استغلال المهاجرين الأفارقة ضمن حملات تعبوية وتجنيدهم كمرتزِقةٍ على غرار المرتزِقة المحليين، و”البلاك ووتر والجنجويد”، غير أن الكثير منهم رفض الانخراط في القتال.

وأكّـدت التقارير أن رفض المهاجرين الأفارقة كان منطقيًّا، “فمن فر؛ بسَببِ العنف والقتال في بلده، محالٌ أن يقاتِلَ في معاركَ ليس له فيها لا ناقة ولا جمل”، الأمر الذي فرض على قوى التحالف ملاحقتهم، حَيثُ اعتقلت في 2023م، ما يزيد عن 4000 مهاجر في تعز ومأرب وشبوة وحضرموت وتم نقلهم إلى مراكز الترحيل في عدن، بمزاعم أنهم “يشكلون خطرًا على المجتمع”.

ومنذ أن قرّرت صنعاءُ التدخُّلَ لإسناد جبهة غزة في مواجهة كيان العدوّ الصهيوني، صعَّدت الجماعاتُ المسلحةُ في المناطق اليمنية الخاضعة لسلطات الرياض وأبو ظبي من استهدافها للمهاجرين الأفارقة؛ ما جعلهم يتوجّـهون إلى المناطقِ الشمالية الخاضِعة لسلطة صنعاء والتي شعروا أنها أكثر أمنًا وعدلًا.

واللافت -وَفقًا لمراقبين- يصدر بين الفينة والأُخرى عن التحالف السعوديّ وأدواته عبر وسائل إعلامه وقنواته المختلفة، رسائلُ تحريضية على المهاجرين الأفارقة لتحقيق أغراض دعائية ونفسية تستهدف حكومة صنعاء؛ لإظهارها بصورة الضعيف الذي يقوم بتجنيد المهاجرين الأفارقة، تعويضًا عن خسائرها البشرية، جاعلين من اهتمامها الكبير بهم دليلًا على هذا الاتّهام.

غير أن تقاريرَ أمميةً -رغم انحيازها للتحالف- إلا أنها أكّـدت أن توجّـه معظم المهاجرين الأفارقة نحو المناطق الشمالية والوسطى من اليمن، لكونها مجتمعاتٍ أكثرَ استقرارًا نسبيًّا، وأكثرَ قُبولًا للمهاجرين الأفارقة؛ إذ يوجد في صنعاء وحدَها نحوَ 5000 أسرة إفريقية مهاجرة.

كما تعد محافظة صعدة -بحسب منظمات إنسانية وحقوقية- نقطة النهاية للرحلة بالنسبة لأُولئك الذين تقطعت بهم السُّبُلُ في الطريق، حَيثُ يمكنُهم الحصولُ على فرصة عمل، أَو التسرب عبر الحدود إلى دول الخليج، إن كُتبت لهم النجاة من رصاص وقذائف الموت أَو الملاحقة والأَسْر والتعذيب والامتهان بكل أشكاله في السجون السعوديّة.

 

جُرمُ الأمريكي متجدِّدٌ بحق الأفارقة:

كان من البديهي أن تسقط تبعات وتداعيات العدوان والحصار المفروض على اليمن منذ عشر سنوات، وتلقي بظلالها على المهاجرين الأفارقة، وتعترف المنظمة الدولية للهجرة أن عددًا كَبيرًا من المهاجرين الأفارقة الذين استقروا في اليمن استطاعوا الحصول على فرصة عمل في الصناعات الزراعية والحيوانية، وكذا في قطاعات غير رسمية، ويعملون في حقول القات في شمال اليمن.

غير أن الحدودَ السعوديّة، كانت منطلق المأساة؛ كون مدفعية وقناصة الجيش السعوديّ تحصُدُ أرواحَ المهاجرين الأفارقة وغيرهم من الجنسيات منذ سنوات؛ بتهمة التهريب أَو محاولة التهرب للأراضي السعوديّة.

وأفَادت منظمة الهجرة الدولية بأن نحوَ ألفَي شخص من المهاجرين ما بين قتلى ومصابين جراء هجمات سعوديّة عليهم، ويتلقى مئاتُ الأشخاص العلاجَ من إصابات بطلقات نارية في مستشفى تدعمُه المنظمةُ الدولية للهجرة بالقرب من مدينة صعدة الحدودية.

بدورها، أكّـدت العديدُ من المؤسّسات الحقوقية والإنسانية، مقتلَ أكثرَ من 382 لاجئًا ومهاجرًا إفريقيا في الفترة من يناير 2017م حتى منتصف 2024م.

وكان أولُ استهداف جوي لتحالف العدوان السعوديّ الإماراتي بالشراكة الأمريكية في سبتمبر 2017م، قد أَدَّى إلى مقتل وجرح عدد من المهاجرين الأفارقة، أثناء عبورهم إحدى الطرقات بالمتون محافظة الجوف، مُرورًا باصطيادهم المُستمرّ على الحدود، من قبل الجيش السعوديّ.

وانتهاءً بالمجزرة الأمريكية البشعة بحقهم، فجر الاثنين، في مركَزِ إيواء للمهاجرين الأفارقة في مدينة صعدة والتي راح ضحيتها أكثر من 115 إفريقيا ما بين شهيدٍ وجريح، والتي عَدَّها مراقبون استمرارًا للتعبئة الخاطئة والتحريض المُستمرّ عليهم، إذ أنها المرة الثانية التي يُستهدفُ الأفارقة في ذاتِ المكان في يناير من العامِ 2022م.

وبالتالي، فَــإنَّ تجربةَ المهاجرين الأفارقة في اليمن مثالٌ حقيقيٌّ على بشاعة وفَظاعة الإجرام الأمريكي المتجدد وانتهاكه المُستمرّ لحقوق الإنسان، وهو ما يتطلب تدخُّلًا قويًّا وفوريًّا من جانب المنظماتِ الإنسانية؛ لإيقاف هذا العبث، ما لم فهي شريكةٌ بصمتها.

 

نقلا عن المسيرة نت

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المهاجرین الأفارقة من المهاجرین الأفارقة فی السعودی ة

إقرأ أيضاً:

من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟

استهدفت إحدى الغارات الأمريكية المتواصلة عن اليمن القيادي البارز في جماعة أنصار الله "الحوثي"، واسمه عبدالله الرصاص، الذي كان في سيارته مع مرافقين يتنقل بين المواقع العسكرية.

ويأتي ذلك بينما أعلنت جماعة الحوثي أن الرصّاص ومرافقيه توفوا صباح الجمعة بحادث مروري في مديرية مجزر، "أثناء عودتهما من المشاركة في فعالية جماهيرية" بمركز المديرية، غير أن تعازي ذويي وأقارب الضحايا ومعارفهم على مواقع التواصل الاجتماعي وصفتهم بـ"الشهداء في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، وهي التسمية التي يطلقها "الحوثيون" على عملياتهم العسكرية خارج الحدود اليمنية.

ويُعد عبدالله أحسن الرصاص، المعروف بكنية "أبو محسن"، أحد القيادات الأمنية البارزة في صفوف جماعة الحوثيين، وارتبط اسمه بالعديد من الأحداث في اليمن، خصوصا في محافظتي صنعاء ومأرب.


وولد الرصاص في قرية "الشرية" التابعة لمديرية بني حشيش الزراعية، شرق العاصمة صنعاء، وانخرط مبكرا صفوف جماعة الحوثي.

وبعد وصل جماعة الحوثي إلى السلطة عام 2015، بدأ الرصاص بالظهور كأحد العناصر الفاعلة ميدانيًا، وأسندت إليه مهام أمنية حساسة، أبرزها توليه منصب مدير أمن مديرية بني حشيش، قبل أن تتوسع صلاحياته لاحقًا ليصبح مشرفًا ميدانيًا للمديرية. 

وتم نقل الرصاص إلى مديرية مجزر شمال غربي محافظة مأرب، حيث تولى إدارة الأمن هناك، وهو ما يعكس الأهمية التي كانت تُعطى له ضمن المنظومة الأمنية والعسكرية للحوثيين، خاصة في المناطق المحيطة بمركز محافظة مأرب، ذات الموقع النفطي الحساس.

لم تقتصر مهام عبدالله الرصاص على الجانب الأمني فقط؛ الذي يقال إنه مراس خلاله العديد من "أساليب القمع والترهيب"، بل كُلّف أيضًا بالانخراط في مهام مرتبطة بالقوة الصاروخية التابعة جماعة أنصار الله.


وأشارت مصادر يمنية إلى مشاركته في الإشراف على إنشاء شبكات أنفاق تحت الأرض لتخزين الأسلحة، إضافة إلى نصب منصات صاروخية وأنظمة رصد ومراقبة على المرتفعات الجبلية للمديرية.

وبرز الرصاص كأحد القيادات البارزة التي جمعت بين العمل العسكري والأمني، مع التزامه بالرؤية الأيديولوجية للحوثيين في مختلف المراحل، وارتبط اسمه بعدد من العمليات الأمنية الحساسة، حيث اعتبر شخصية موثوقة في الجماعة.

مقالات مشابهة

  • مجلس أمريكي يدعو إلى وقف القصف الأمريكي على اليمن بعد مذبحة المهاجرين الأفارقة
  • وقفة في صعدة تنديداً بجريمة العدوان الأمريكي في مركز إيواء المهاجرين
  • خلال الساعات الماضية.. العدوان الأمريكي استهدف 4 محافظات وارتكب مجزرة مروعة بحق المهاجرين الأفارقة
  • السلطة المحلية بمحافظة صعدة تدين جريمة العدوان الأمريكي في مركز إيواء المهاجرين الأفارقة
  • وزارة الداخلية تدين استهداف العدوان الأمريكي مركز إيواء المهاجرين الأفارقة في مدينة صعدة
  • أكثر من 100 ضحية بعدوان أمريكي استهدف مركزاً لإيواء المهاجرين في اليمن
  • وزارة الداخلية تدين استهداف العدوان الأمريكي مركز إيواء المهاجرين الأفارقة في صعدة
  • استشهاد العشرات من المهاجرين الأفارقة في غارات العدوان الأمريكي على سجن بصعدة
  • من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟