جلسة ثقافية سعودية تستعرض فن القصة القصيرة جدا وتحدياتها النقدية
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
شهد الجناح السعودي جلسة ثقافية بعنوان "القصة القصيرة جداً: فن الاقتصاد اللغوي ورحابة المعنى"، شاركت فيها الدكتورة حمدة العنزي، أستاذة النقد الأدبي والشعر الجاهلي، وأدارها المذيع بدر الحارثي. ناقشت الجلسة مفهوم القصة القصيرة جداً وتطورها التاريخي، مستعرضةً أهمية الفنون الأدبية المختلفة وأثرها في التعبير الأدبي.
واستعرضت "أستاذة النقد الأدبي والشعر الجاهلي" تطور القصة القصيرة جداً، موضحةً أن بعض النقاد يعتبرونها فنًا غربيًا خالصًا، بينما يرى آخرون جذورًا عربية له، مستشهدةً بالمقامات، والأمثال، والنُكت في العصر العباسي، كما أشارت إلى قصة إرنست همنغواي الشهيرة التي كتبها عام 1925 بست كلمات فقط، معتبرة إياها نموذجًا مبكرًا للقصة القصيرة جداً، بالإضافة إلى كتاب "الانفعالات" للكاتبة الفرنسية ناتالي ساروت عام 1932. وعربيًا، ذكرت الناقدة تجربة العراقي نائل سام في الثلاثينيات، إلا أنه لم يلقَ الاعتراف الرسمي، في حين أكدت أن الريادة العالمية بقيت محفوظة لساروت.
وفي مداخلتها النقدية، أوضحت الدكتورة حمدة العنزي أنها تميل إلى النقد الرافض لفن القصة القصيرة جداً، معتبرةً أنه يفتقر إلى عناصر الحكاية التقليدية مثل تصاعد الأحداث، والعقدة، والحل، مقارنةً بالرواية والقصة الطويلة، مبينةً تقاطعات هذا الفن الأدبي مع عدة أنواع أدبية أخرى، مثل الخاطرة التي تشترك معه في الشعور والتكثيف اللغوي، والومضة الشعرية التي تتلاقى معه في الإيجاز وتفترق عند الإيقاع الموسيقي، إلى جانب الإيبيغرام اللاتيني، وقصيدة النثر، والهايكو الياباني، وفن التوقيعات العربي.
وأكدت أن القصة القصيرة جداً تُبنى على خطين متوازيين هما ظاهر النص وعُمقه الرمزي، مشيرة إلى أن قراءة القصة تتطلب قارئًا واعيًا قادرًا على تفكيك الرموز واستيعاب المعاني الخفية، وضربت مثالًا على ذلك بقصة همنغواي عن حذاء الطفل، التي فتحت آفاق التأويل حول الحرب والخسارة.
ومن خصائص القصة القصيرة جداً، بحسب العنزي، التكثيف اللغوي الذي يحافظ على غزارة المعنى، والمفارقة التي تفاجئ القارئ بتغير غير متوقع في السرد، إضافة إلى الرمزية العميقة التي تتطلب تأملًا وجهدًا لتفكيكها. وأشارت إلى أهمية العنوان كأداة مساعدة، لكنه ليس شرطًا إلزاميًا، مؤكدةً ضرورة العناية بالصياغة اللغوية وانتقاء الألفاظ بدقة عالية.
كما أوضحت أن كتابة القصة القصيرة جداً تمثل تحديًا خاصًا، إذ تتطلب خلق دهشة حقيقية ضمن مساحة محدودة دون اللجوء إلى الشرح المباشر، مع استخدام مكثف ودقيق للغة. وعلى المستوى الثقافي، أشارت إلى محدودية تقبّل هذا الفن لدى القراء التقليديين، مقابل انتشاره بين الشباب بفضل طبيعة الحياة الحديثة وثقافة الاستهلاك السريع، رغم النظرة الاستخفافية التي قد تلاحقه تحت مسميات مثل "قصة المترو" أو "قصة الساندويتش".
وتحدثت أيضًا عن التحديات التي تواجه هذا الفن نتيجة كثرة النصوص الضعيفة وغياب المعايير النقدية الصارمة، مما يتطلب وجود قارئ نوعي يمتلك ذائقة فنية عالية.
وفي مقارنة بين الأدب العربي والأدب الغربي في هذا المجال، أوضحت الدكتورة حمدة العنزي، أستاذة النقد الأدبي والشعر الجاهلي، أن المدرسة العربية تتأثر بالمدارس الأوروبية مع طغيان الكم أحيانًا على الكيف، في حين يتصدر الأدب الأمريكي من حيث الجودة، مستفيدًا من التنوع الثقافي والتقنيات السردية المتقنة.
مؤكدةً في ختام حديثها أن فن الحكاية جزء أصيل من التراث العربي منذ القصص القرآني والنبوي، والمقامات، وألف ليلة وليلة، رغم أن الرواية الحديثة ظهرت بصيغتها النهائية في الغرب.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هذا الفن
إقرأ أيضاً:
ثقافة الغربية تكرم اسم الدكتور نبيل فاروق في مؤتمر اليوم الواحد الأدبي
كرّمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، ممثلة في فرع ثقافة الغربية، اسم الكاتب الكبير الدكتور نبيل فاروق، وذلك على هامش مؤتمر اليوم الواحد الأدبي الذي نظمته مديرية الثقافة اليوم الثلاثاء بالمركز الثقافي بمدينة طنطا، تحت عنوان: "الإبداع الأدبي بين الخيال والهوية.. الغربية نموذجًا"، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، وذلك بحضور أسرة الدكتور نبيل فاروق، حيث تسلمت شقيقته المهندسة نادية فاروق، وزوجته الدكتورة ميرفت راغب درع التكريم.
كما كرمت إدارة المؤتمر الشاعر الراحل ربيع عقب الباب، والأديب عمر فتحي، والدكتورة رانيا عبده الإمام عميد كلية التربية النوعية بجامعة طنطا.
ترأس المؤتمر هذا العام الأديب جابر سركيس، مدير عام ثقافة الغربية الأسبق، وتولى الشاعر مختار عيسى منصب الأمين العام.
حضر الفعاليات عدد من الشخصيات العامة والأدبية، من بينهم الدكتورة رانيا الإمام، عميد كلية التربية النوعية بطنطا الدكتور مجدي الحفناوي، الصحفي ناصر أبو طاحون، رئيس لجنة نقابة الصحفيين بالغربية، الدكتور البيومي عوض، رئيس نادي طنطا، إضافة إلى حشد من الكتاب والشعراء والأدباء.
وخصصت دورة هذا العام للاحتفاء باسم الكاتب الراحل سعد الدين حسن، ابن مدينة طنطا، المولود في 22 يناير 1948 بمدينة قنا، والذي بدأ مسيرته الأدبية عقب نكسة يونيو 1967، وترك إرثًا أدبيًا مميزًا شمل عدة مجموعات قصصية من أبرزها: "احترس القاهرة" (1984)، "أول الجنة أول الجحيم" (1989)، "وعد الحر" (1997)، "المدينة المهجورة" (1998)، "عطر هارب" (2006)، كما صدرت له روايتان: "سيرة عزبة الجسر" (1998) و"من قتل حبيبة؟" (2019).
وقد وافته المنية يوم السبت 5 أكتوبر 2024.