تقول الطرفة أن أحدهم قدم آخر ليصلي به فقام بالواجب ولكن أنهى الصلاة بسرعة غير عادية فقال له المأموم ياشيخنا صلاتك دي خفيفة شديد فرد الإمام (دي العرفة دي العرفة) بكسر العين.. سألني أحدهم ذات مرة كيف اكتب عمودا يوميا مع مشاغل الدنيا الأخرى فاجبته بالطرفة أعلاه لكن واصدقكم القول أنني احيانا كثيرة أعجز عن الكتابة اليومية وليس لظرف ذاتي بل لظرف موضوعي…فالظرف الخاص فرحا كان أو كرها يمكن للواحد أن يضغط على نفسه ليوفي التزامه نحو القراء ولكن الظروف المحيطة بالبلد هي تنخر في الدواخل وتعطل كل الطاقات بما فيها القدرة على الكتابة فمشهد مزبحة الصالحة التي نشر الدعم السريع صورها منذ الأمس تكره الزول في الدنيا.
إذا قرأنا ما حدث في الصالحة مع المسيرات الاستراتيجية التي حدثت في نفس اليوم في عدة أماكن من البلاد فهذا يدل على أن كل شي ينجزه هؤلاء البشر ما هو إلا تنفيذ لخطة معدة سلفا هدفها تفتيت هذا البلد… ان ما يقوم هؤلاء الأفراد ما هو إلا تنزيل لمنهج موضوع بعناية فائقة .. انه ليس تفلت أو أن عناصر حاقدة قامت به انه برنامج موضوع بدقة…..
في قمة تعاستي بالأمس وانا اتسكع في الاسافير توقفت عند فيديو فيه أمطار هطلت في القضارف في ذات اليوم أنه مطر الرشاش في القضارف اشهد الله عشت هذة المطرة كأنها صبت فوق راسي مباشرة فغسلت بعض احزاني وأعادت لي توازني النفسي فصعد إلى ذهني أن ربنا الذي وهب هذة البلاد الأرض المنبسطة والشمس الساطعة وهذا الماء المنهمر لن يخذيها… هذة النعم الربانية سوف تكتسح هذة الدمامل في يوم قادم أن شاء الله. يا أهل السودان بالله عليكم أخرجوا من ضيق السياسة إلى سعة الوطن
عبد اللطيف البوني
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
قصف من بعيد بقنابل السفهاء
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كيف نسامح هؤلاء الذين كنا نتوقع منهم التضامن والتعاطف والمواساة، لكنهم اختاروا إشغال الناس بأمور تافهة، واختاروا العودة بالعرب إلى القرن الهجري الاول ؟. .
نقترب الآن من الشهر الخامس من عام 2025، في مدن طحنتها الراجمات والصواريخ لأكثر من عام، حتى قلبت عاليها سافلها في بقعة اُرتكبت فيها ابشع المجازر والمآسي، وأُزهقت فيها الأرواح. .
تخيل انك تعيش هناك وتلوذ في منتصف الليل مع عيالك الذين أنهكهم الجوع والبرد والخوف، تطاردهم كوابيس الموت من ملجأ إلى ملجأ، ومن ملاذ إلى آخر. يختبئون كما القطط تحت سلم بناية هشة دمرها القصف الجوية، واحياناً يتجمعون في ركن مهجور. يرتفع صراخهم بين الحين والحين يحبسون انفاسهم كلما سمعوا فحيح طائرة قادمة أو دوي انفجارات قريبة. ينامون ويصحون بين خرائب مدينة لم تسلم فيها المساجد ولا الكنائس ولا المستشفيات ولا المدارس، ولم تسلم فيها بعثات الامم المتحدة، ولا فرق الإنقاذ، ولا رجال الصحافة والإعلام. ليس معهم من حطام الدنيا سوى صرة فيها خبز يابس، وبودرة حليب جاف حصلوا عليها من فرق الإغاثة، ومصباح يعمل بالطاقة الشمسية، وراديو ترانزيستور قديم. .
تخيل انك تعيش في هذه الاجواء المرعبة (لا ناصر ولا معين). فتستعين بهاتفك المحمول لمشاهدة منصة اليوتيوب. يدفعك الحماس للتعرف على آخر مواقف أشقاءك العرب والمسلمين، فيظهر لك (صابر مشهور) يحدثك الآن عن: (خلافات علي بن ابي طالب مع عثمان)، ولماذا لم يحضر جنازة عثمان ؟، ثم يحدثك عن العلويين والدروز والبهرة والإسماعيلية والإباضية. . وتبحث في اليوتيوب عن محاضرات الشيخ الفلسطيني (بسّام جرار) فتجده يحدثك الآن في هذا التوقيت عن (عظمة) معاوية بن ابي سفيان، وعن احداث معركة الجمل. احاديث وحكايات وقعت كلها في العصور الغابرة قبل اكثر من 1400 سنة. لا علاقة لها بمآسي اليوم، ولن تقدم لنا شيئا سوى التشويش على عقولنا. .
يتساءل العرب في كل مكان عن الاسباب والدوافع التي اضطرت هؤلاء إلى التضليل والتدليس والنفاق، ولماذا يصرون على نشر ثقافة التفاهة. بماذا تفيدنا الآن حكاية مقتل عثمان ؟. وهل لهذه الأحاديث علاقة بالجور والظلم والقهر الذي يتعرض له اهلنا الآن في شرق الارض وغربها ؟. المؤسف له ان هؤلاء لم يتعلموا من الكرة الأرضية سوى اللف والدوران. .
كلمة اخيرة: إذا كانوا لا يستطيعون الذود عن اخوانهم ولا يستطيعون الدفاع عنهم، فعلى أقل تقدير كان يمكنهم التضامن مع الأيتام والمفجوعين والجرحى والاسرى والمعذبين. أو يلوذوا بالصمت ويسكتوا وذلك أضعف الإيمان. .